عقدت اللجنة التنفيذية المركزية لجماعة الدعوة والإصلاح الإيرانية يوم الأربعاء (18 يونيو 2014) اجتماعها الأول في العام الإيراني الجديد (1393) بمشاركة مسؤولي اللجنان التنفيذية الفرعية للمحافظات والمعاونيات المركزية.
وأفاد مراسل موقع "اصلاح ويب" نقلا عن العلاقات العامة المركزية بجماعة الدعوة والإصلاح أن الأمين العام للجماعة الأستاذ عبدالرحمن بيراني ألقى كلمة في مستهل الإجتماع، ركز فيها على أهمية إقامة القسط والعدل في المجتمع، مستشهدا بآيات قرآنية حول المحاور الأساسية لدعوة الأنبياء عليهم السلام، التي ذكرها على النحو التالي: 1ـ تعريف الناس على خالقهم على أساس التوحيد 2ـ توعية الناس بفلسفة الخلقة وأن الإنسان ليس كائنا عبثيا 3ـ إقامة الحجة على الناس 4ـ تبشير الناس وإنذارهم 5ـ إقامة القسط والعدل، والتي كانت أحد أهم أركان دعوة الأنبياء عليهم السلام.
واستشهد الأستاذ بيراني في حديثه بالآية الـ 25 من سورة الحديد: "لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَیِّناتِ وَ أَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْکِتابَ وَ الْمیزانَ لِیَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَ أَنْزَلْنَا الْحَدیدَ فیهِ بَأْسٌ شَدیدٌ وَ مَنافِعُ لِلنَّاسِ وَ لِیَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ یَنْصُرُهُ وَ رُسُلَهُ بِالْغَیْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِیٌّ عَزیزٌ"، ثم قال إن هذه الآية الكريمة تحمل رسالة تؤكد أن الأنبياء من خلال البراهين والأدلة القطعية والمعجزات، قدموا برنامجاً ومنهجاً وخارطة طريق للحياة الإنسانية، يتضمن معايير واضحة لتنظيم الأمور وتحديد نطاق العمل الإنساني.
وأكد أن الحديد كرمز للسلطة لا يعني إكراه الناس على إعتناق الدين، بل هو أداة بيد ممثلي المجتمع لإحقاق حقوقهم، لأن الإكراه لا مكان له في الدين الإسلامي الحنيف، والعبادة لا تقبل عند الله إلا إذا كانت على أساس الوعي والمعرفة والإخلاص، وأي عبادة لغير الله تفقد قيمتها، وهي نفاق وشرك اعتبرهما الدين من كبائر الذنوب، إذ لايمكن للدين أن يوظف طاقاته في هذا السياق، وتوجد أيضا آيات أخرى تؤكد بصراحة أن لا مكان للإكراه في الدين الإسلامي.
واستخلص حديثه قائلا: إن العدالة والمساواة والتمسك بالحق ووضع كل شيء في مكانه المناسب ،هي صبغة الإسلام الأولى ورسالة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
وأضاف بيراني أن التمسك بمبدأ العدالة والسعي لتطبيقها في الحياة الشخصية والعائلية والمجتمعية يقع على عاتق جميع أبناء الدين الإسلامي الحنيف، لاسيما الحكام منهم، الذين يتعين عليهم مراعاة العدل كميزان ديني وإنساني لتوزيع الثروة والسلطة والفرص، وأن يحترموا الاختلافات الفطرية لأبناء البشر كاللغة، ولون البشرة، والقومية، ثم خياراتهم الحرة كإختيار العقيدة والدين والمذهب، وأن لا يظلموهم بسبب هذه الاختلافات.
وأكد عضو المجلس المركزي للإتحاد العالمي لعلماء المسلمين على إلتزام الجميع بمبدأ العدالة ومراعاة الحق كإحدى سمات الحياة الدينية في العلاقة مع الله والأقارب وأبناء المجتمع، ثم علينا أن نتجنب الظلم وأن لانكون في زمرة الظالمين، كون الظلم نقضياً للقسط والعدل.
وأعرب بيراني في ختام كلمته عن أمله في أن يسعى الجميع وتحديداً من يتمسك بالدين عن وعي وعلم إلى إحترام الآخر والاختلافات المجتمعية أكثر من أي وقت مضى، معترفین بهذه التمايزات وجعلها فرصة للتعاون، ولا أداة للكراهية وانتهاك حقوق الآخر.
هذا، وقدم مسؤولو اللجان المركزية في المحافظات تقارير عن عملها، متناولين الواقع السياسي في مناطقهم، معربين عن سعادتهم من تغييرات إيجابية في بعض المحافظات، منها محافظة "هرمزجان".
وأعرب هؤلاء المسؤولون عن أملهم فی أن تزداد وتيرة تطبيق خطاب "التدبير والأمل" الذي تتبناه الحكومة في محافظات أخرى كخراسان الرضوية، وخراسان الجنوبية، وآذربايجان الغربية، وكردستان.
الآراء