أدان د.علي محيي الدين القره داغي، الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ما تقوم به "الجماعات المتطرفة" من قتل واختطاف في سوريا، قائلا إن مثل هذه السلوكيات تشوه الدين الإسلامي. وقال في حوار إلى موقعنا: ليس لدي أدنى شك أن هناك مؤامرة شاملة على الإسلام، ليست في الجانب السياسي فقط، وإنما في الجوانب الاقتصادية والاجتماعية بل وحتى الأخلاقية، التي امتاز بها الإسلام والمسلمون، وقد شهد بذلك المؤرخون غير المسلمين عندما شهدوا برحمة وعدل صلاح الدين الأيوبي في تعامله مع الأسرى والنساء. مؤكدا أن الدين الإسلامي يغطي كل مناحي الحياة السياسية والبيئية والاجتماعية، وأن أي باحث أو عالم لم يستطع أن يأخذ على القرآن مأخذا واحدا بل كل من أراد دراسة القران لينتقده دخل في الإسلام. تشويه الإسلام وأضاف: لقد تعرض الدين للتشويه من خلال تصرفاتنا وتصرفات بعض حكامنا وقادتنا، الذين فعلوا الأفعايل بشعوبهم مثلما حدث في سوريا ومصر، حيث يذبح الناس ويقتلون ويحكم على الطلاب والطالبات بسنوات، ويحرق الناس داخل السيارات. وقال: كانت هناك إحصائيات في الغرب تشير إلى أن 67% من الغربيين يكرهون اليهود، ولكن هم نقلوا هذه الكراهية للمسلمين من خلال تصرفات الحكام مع شعوبهم، ولما اكتشف الغربيون أن هؤلاء الحكام لا يمثلون الإسلام، عادوا إلى الجماعات الإسلامية المتطرفة التي هي الوجه الآخر لتشويه الإسلام تماماً.. وقال: نحن ندين ما يفعله البعض بالراهبات، نحن ندينها في أي مكان، فهؤلاء لا يقتلون ولا يختطفون، وندين ما يفعله البعض داخل سوريا ممن يسمون "بداعش" مؤكدا أن ما فعلوه في العراق أشد من ذلك حيث قتلوا من السنة أكثر مما قتلوا من الشيعة، رغم أنه لا يجوز قتل أي أحد إلا بالحق.. وأكد أن هؤلاء بحماقتهم وجهلهم وبتصرفاتهم لا يخدمون الإسلام، لأنهم يعطون صورة سيئة للإسلام والمسلمين مشيرا إلى أنه يجب على علماء الأمة أن يكون لهم دورهم، مضيفا أن مجلس الأمناء للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يضم عشرات الآلاف من العلماء وهم سيجتمعون اليوم وغدا لبحث الأوضاع في الأمة الإسلامية. العناية بالرحمة وعن سؤال أجاب فضيلته: لقد جعل الله سبحانه وتعالى، الرحمة سبباً للخير في كل هذه الحياة، كما أنها سبب لأجل الآخرة، والجزاء الأوفى عند الله سبحانه وتعالى، وقد أولى الإسلام عناية قصوى بالرحمة، ولكن الرحمة في نظر الإسلام ليست خاصة، وإنما شاملة لكل مخلوقات الله سبحانه وتعالى.. وقد بيّن الله سبحانه وتعالى في كتابه، حيث تبدأ كل السور بهاتين الكلمتين العظيمتين، وتأتي التسمية "بسم الله الرحمن الرحيم" في كل سور القرآن الكريم، كما أننا نقرأها عندما نصلي الصلاة المفروضة، فنسمي بهذه التسمية العظيمة، بل إن الله سبحانه وتعالى جعل هاتين الكلمتين في صلب أعظم سورة أنزل الله سبحانه وتعالى، السبع المثاني، وهي كلمة (الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم) بل الكلمة (الحمد لله رب العالمين) هي الرحمة نفسها، بل هي الرحمة العملية والرحمة التطبيقية التي يطبقها الله سبحانه وتعالى لهذا العالم كله، بإنسانه وحيواناته وجماده وسائر مخلوقاته ، فالله يربي هذه المخلوقات وينشئها شيئاً فشيئاً، ويعطيها لكل مرحلة ما يحتاج إليه هذا المخلوق، فشملت هذه السورة التي هي سبع آيات تبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم وعند ابن عباس وغيرهما أن بسم الله الرحمن الرحيم إحدى الآيات من السبع، ثم بعد ذلك (الحمد لله رب العالمين) ثم الآية الثالثة (الرحمن الرحيم) ثلاث آيات عظيمات تتحدث حول هذه المسألة، وقوله (اهدنا الصراط المستقيم) هذا الدعاء بهذا الصراط، ثم يتحدث عن هؤلاء الذين أنعم الله عليهم برحمته.
الآراء