طالب العلامة الدكتور يوسف القرضاوى رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين أبناء الشعب المصرى بالصبر حتى تتحقق جميع أهداف الثورة، بعد أن حققت بعض أهدافها مرحليا، مثل الحرية، ومحاكمة رموز النظام البائد، وعلى رأسهم الرئيس المخلوع.

وفي حواره مع صحيفة الشروق المصرية علق فضيلته على تطورات المشهد المصري والربيع العربي، لافتا إلى حاجتنا لأن نبدأ من جديد وأن تتعلم أمتنا العزيزة الأولويات.

وإلى نص الحوار:

مضى عام ومصر تحت إدارة المجلس العسكرى.. ما تقييم فضيلتكم للمجلس؟ 

ــ لا شك أن الثورة العظيمة من أعظم ما أنجزته مصر، ولا ينبغى أن يرتاب فى ذلك مصرى ولا عربى ولا مسلم، فإن هذه الثورة مصرية صميمة خالصة قامت بها مصر كلها، رجالا ونساء وشبابا وشيوخا ومسلمين ومسيحيين وليبراليين ومن كل الفئات.

عرف الناس قيمة هذا الشعب العظيم الذى قاوم بغير سلاح ولا عصا ولا حجر، ولا سلاح ثقيل ولا خفيف، بصبره ومثابرته وثقته فى الله وإخوانه حتى حقق آماله بانتهاء عصر مبارك وأولاده وزبانيته، وبدأ هذا الشعب يعمل خلال عام كامل، فأسقط النظام والرئيس وأصبحوا يُحَاكمون الآن، صحيح أن هناك الفلول الذين يحاولون أن يكسبوا موقعا ولكن هيهات فالشعب أسقطهم من حسابه تماما.

أعتقد أن من أعظم ما أنتجه ذلك الشعب هى الانتخابات وكان المجلس العسكرى يشرف على إدارة شئون البلاد، وكان موضع رضا من عموم الشعب وكانت تصرفاته مقبولة ومعقولة، ثم بدأت تظهر عليه تصرفات لا نرضاها وغير مقبولة ولا معروفة، وجعل بعض الناس يقف مواقف مختلفة ومن يهتف بإسقاطه.

برأى فضيلتكم هل سقط النظام كله، أم سقط الرأس بتنحى مبارك فيما ظل الهيكل كاملا كما هو؟ 

ــ من كان يظن أن النظام موجود فرأيه غير صحيح، لأن النظام انتهى ولم يعد موجودا ولم يظهر فى الانتخابات، لكن حركة الشعوب ليست كحركة الأفراد، هناك أمور تحتاج إلى سنين حتى تزيل الأنقاض، وتعيد البناء بدءا من الأساسات الراسخة الأولية، انتهاء بالأدوار العليا.

وعدة أشهر ليست كافية لتحقيق جميع مطالب الثورة، من العدالة الاجتماعية والقضاء على الفقر، وعلاج المريض وكسوة العريان، لكن الثورة حققت الكثير وأزالت النظام السابق ولم يعد موجودا على الإطلاق، ويكفى الشعور بالحرية ويكفى الثورات التى تملأ الميادين فى كل مكان، ولا توجد أى محاولة للمجلس العسكرى لإعادة النظام القديم لأنه مات وفقد روحه.

ألا يعتبر المجلس العسكرى امتدادا للنظام البائد؟ 

ــ هناك من فى المجلس العسكرى من يعتبر امتدادا للنظام ومن يعتبر منهم أيضا ثائرين ولا نقول كله حسنى مبارك معه أو ضده، فمنهم ينشد النظام الجديد، ولكن النظام القديم لم يعد موجودا ولا يستطيعون أن يفرضوا أنفسهم.

لكن النظام السابق أطلق الرصاص على المتظاهرين فى 25 وحتى 29 يناير من العام الماضى والمجلس العسكرى أطلق الرصاص على الثوار فى أحداث مجلس الوزراء ومحمد محمود؟ 

ــ هذه الأمور تحتاج إلى تحقيق ولا نعرف بالضبط من الذى أطلق الرصاص وما المقصود من هذا فهل يمكن أن يفعل المجلس العسكرى ويحرق المجمع العلمى هذا مستحيل، ولا أستطيع أن أجزم أن العسكرى هو من يقتل الناس.

ولكنه من يدير البلاد وبالتالى يتحمل المسئولية السياسية على الأقل؟ 

ــ يجب أن يسأل ويحقق فى هذه الأمور ونحن نطالبهم بكشف من وراء هذه الأحداث فهل هم من الداخل أو الخارج فمن هم ومَن وراءهم، فهناك أنصار النظام القديم، وأناس لا يريدون حياة جديدة لمصر، ولا بد للشعب أن يكون على وعى بهم، وعلى فهم بما يراد بهم.

هل تتفقون مع من يطالب برحيل العسكرى الآن وفورا عن سدة الحكم، بسبب سوء إدارته للبلاد؟ 

ــ فورية الرحيل ليست معقولة، فمن يمسك البلاد فى هذه الحالة؟ فالمخول لإمساك البلد هو المجلس العسكرى ويجب أن نعطيه فرصة ونشدد عليه ونضغط عليه، ويجب أن نتعامل مع المجلس بيقظة وقوة ونلزمه بما التزم به ونحاول أن نقلل المرحلة الانتقالية ونضيق فيها بقدر الإمكان حتى نخرج من هذا الأمر كله دون خسائر، بحيث أن تكون الانتخابات الرئاسية قريبة ونقول لهم شكر الله لكم وجزاكم الله خيرا ارجعوا إلى ثكناتكم واتركوا البلد للأمة المنتخبة والحكومة المنتخبة والمجلسين المنتخبين، ولا أسلم بالتسليم الفورى للسلطة، حتى لو كانت لمجلس الشعب لأن المجلس له مسئوليته الخاصة ولا ينبغى أن نحمله فوق مسئوليته.

هناك مظاهرات الآن أمام مجلس الشعب والبعض يخشى من أن تكون هناك شرعيتان متعارضتان شرعية المجلس وشرعية الميدان؟ 

ــ بعد انتخاب الشعب للمجلس أصبح هو الشرعية، ويظل الشعب كله موجودا ليقول لمن أخطأ أخطأت ولمن أصاب أصبت، ويصوب عن طريق الإعلام، والشرعية الحقيقية أن نترك مجلس الشعب، وأقول للمتظاهرين تظاهروا سلميا ولا تعطلوا مصالح العباد ولا تقطعوا الطريق عليهم، فما يحدث من قطع الطرق للمطالبة بأنابيب الغاز أو غيرها، لا يجوز وهو إفساد فى الأرض، فنحن بحاجة إلى العمل، ولابد للأمة أن تشعر أن العمل فرض عليها.

وماذا عن المسئولين؟ ما هو واجبهم؟ 

ــ يجب على المسئولين أن يحققوا احتياجات الشعب قدر المستطاع، كما يجب على الناس أن تصبر فالناس تريد أن تحقق كل شىء مرة واحدة وهذا لا يمكن، وهذا يعطل ولا ينتج.

نحن نريد أن نبدأ من جديد ويجب أن تتعلم الأمة الأولويات ولى كتاب عن «فقه الأولويات»، والرسول قال إن هناك بضعا وستين أو بضعا وسبعين شعبة أعلاها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى من الطريق، فلا نجعل الأعلى أدنى والأدنى أعلى، وشعب الإيمان تحتاجها الأمة فيجب على الأمة أن تعمل فى ميادينها.

هل فاجأتك نتائج الانتخابات المصرية؟ 

ــ أنا لم أفاجأ إطلاقا بنتائج الإخوان المسلمين، لكن فوجئت بعض الشىء بالتيار السلفى لأنه أول اهتمام له بالسياسة ودخوله لها بقوة، لكن كنت أعرف أن له بين الناس وجودا وأنه يستطيع أن يحشد.

وبالنسبة للتيار الليبرالى فأنا أراهم دخلاء على الشعب المصرى، لأنهم يرفضون شرعية الإسلام، ولا أظن أن لهم مستقبلا فى الحياة السياسية إلا إذا خاب الإسلاميون، فسيأخذون فرصة وقتها، هم لهم تواجد فى الإعلام أقوى من الإسلاميين لأنهم أحزاب وقوى سياسية متعددة ولهم فى الإعلام أدوات كثيرة وصحف وقنوات، فحزب الوفد مثلا لديه عدة وسائل إعلامية ولديهم قدرات أكثر من واقعهم بكثير.

كيف ترى تحول الدعوة السلفية من رؤيتها أن الديمقراطية كفر والقسم على الدستور غير مقبول، إلى المشاركة فى الانتخابات ودخول البرلمان؟ 

ــ عندما أعلن السلفيون قبل ذلك عن حرمانية الديمقراطية وغيرها تكفلت بالرد عليهم، وأنا وقفت مع الثورة منذ بدايتها و«الشـروق»، أول من نشرت الفتاوى والبيانات والخطب واللقاءات، والحمد لله كل هذا يؤيد موقفى وكنت أرد على السلفيين وكل من كان يدافع عن مبارك مثل مفتى مصر وبعض مشايخ الأزهر الكبار، وكل هؤلاء كانوا يرون أن نرضى بالواقع ونصير فى ركابه وليس السلفيين وحدهم، واتخذوا هذا الموقف وأرادوا أن يستغلوا قوتهم الشعبية فى هذا الأمر، أما السلفيون فشاركوا فى الانتخابات لأن لهم إخوانا فى بلاد أخرى كالكويت والبحرين، خاضوا التجربة وهم درسوها وأخذوها منهم.

بعد أن صوّت الشارع المصرى الوسطى للتيار السلفى وهو الأكثر تشددا فى التيارات الإسلامية، هل الشارع المصرى بهذا القدر من التشدد؟ 

ــ ليس كل من صوت للتيار السلفى بالضرورة أن يكون سلفيا، فبعضهم أناس عاديون ولأسباب أو أخرى كانوا مع هذا التيار، وهكذا الناس منهم من يعمل لأيديولوجية مختلفة ولا يحيد عنها ومنهم من يبحث عن مصلحة ومنهم من يبحث عن شىء خاص يرى أنه مهم فى حياته وحياة الأمة، بعض الناس صوت للأفكار وبعضهم صوت لأشياء أخرى.

هل تحولت الانتخابات الاخيرة لمعركة طائفية؟ 

ــ لا شك أنه كان هناك قدر من هذه الطائفية شاب الانتخابات الأخيرة، فالتيار الآخر عندما يتحزب ويقف مواقف متعصبة يدفع بعض الناس إلى أن يقفوا موقفا مضادا وهذه هى طبيعة الحياة وطبيعة التلاقى بين الناس مع بعضهم البعض.

بعد أن أعلن قادة التيار السلفى احترامهم للمعاهدات الدولية، هل ترى لديهم القدرة على التعامل والتواصل مع المسائل السياسية؟ 

ــ فى الحقيقة كنت متخوفا من السلفيين لأن طبيعتهم أنهم يهتمون بأمور معينة تتعلق بالعقيدة والتأويل، وأشياء أخرى يقاتلون من أجلها، وخشيت أن يجروا الأمة وراء هذه الأشياء كإزالة القبور والأضرحة، لكن بعد أن سمعت كثيرا من أفرادهم الذين نجحوا فى الانتخابات وجدت منهم رؤية جديدة، ولقاء جديدا مع الأفكار المعروضة والمطروحة وغيروا مواقفهم، وهو ما يعنى أن لديهم القدرة على ألا يشذوا عن الناس.

هل ستسهم التجربة السياسية فى تغيير السلفيين وتطوير أفكارهم كجماعة الإخوان التى هى فى تطور دائم؟ 

ــ الأمر يتعلق بقابلية الإنسان وهل لدية جمود فكرى و«متربس» عقله أم لديه القدرة على التطور أولا بأول، والواقع الحالى هو أول ما يسهم فى التطور، وبعد ما سمعته من قيادات السلفيين ورئيس الحزب الدكتور عماد الدين عبدالغفور، أقول إن لديهم القدرة على التعاون والتغيير.

برأى فضيلتكم ما هو المطلوب من الإخوان والسلفيين فى الفترة المقبلة؟ 

ــ المطلوب من الإخوان والسلفيين وجميع الهيئات ألا يكونوا أحجارا صلبة، فلا نريد أن يحمل بعضنا على بعض العصا والسيف فأبناء الأمة الواحدة ليسوا أعداء وكلهم إخوة لبعضهم البعض، حتى لو اختلفت الديانات أو العقائد، فتجمعهم الأخوة الوطنية وهو ما قرره القرآن عندما قال «وإلى عاد أخاهم هودا» و«كذبت قوم نوح المرسلين إذ قال لهم أخوهم نوح».

فالقرآن اعتبر الأخوّة القومية، ويجب أن نقر جميعا أننا كلنا أهل مصر إخوة مسلمين ومسيحيين وأصحاب مصير واحد ونريد أن ننهض ببلدنا ويجب أن يكون ذلك أمرا واضحا لنا جميعا، حتى تنجح معركتنا وتنجح بلدنا.

هل تتوقع أن يتقوقع السلفيون؟ 

ــ أتصور أن يكون هناك قدر من الارتباك حتى يقفوا الموقف الصحيح، وهو ما أتمناه، حتى يستمروا فى «الجبهة الإسلامية» مع الإخوان وحزب الوسط والجماعة الإسلامية، وكل من يتخذ من الإسلام أساسا ومرجعية له، ويخوضوا معركة واحدة لتحقيق آمال وطموحات الشعب المصرى الكبيرة.

ولكن الأحزاب الأخرى يقوم عليها أناس مسلمون محافظون أيضا؟ 

ــ لكنهم لا يقبلون بالإسلام مرجعية لهم، من يقبل بالإسلام مرجعية له هم من قبلوا الإخوان والسلفيين، والناخبين الذين صوتوا لهم.

كيف تقيِّم أداء جماعة الإخوان وحزبها السياسى منذ بداية الثورة؟ 

ــ جماعة الإخوان تجتهد فيما يعرض عليها من أمور، سواء أمور الجماعة الخاصة والأمور العامة والبلاد الإسلامية، وأداؤها مقبول، وأعتقد أنها جماعة قادرة على أن تقوم بدورها فى هذه المرحلة المهمة فى تاريخ البلاد.

وأنصحهم نصيحة عامة أن يكون عملهم لله تعالى وأن يصححوا غاياتهم ونياتهم، ثم يدرسوا الإسلام من ينابيعه الصحيحة، وأن يهيئوا لكل ناحية من النواحى من يختص بها، بأن يكون هناك متخصصون ودارسون لكل فرع من فروع العلم، يهيئ لهم باستمرار القدرة السريعة على الإنجاز، وأن يحسنوا التعامل مع الآخرين من خالفهم سواء منهم أو من غيرهم، من المسلمين أو غير المسلمين، ولا بد أن يكون هذا كله فى الحساب ومبنى على دراسات لا عاطفيات أو مصادفات فهذه الأمور تحتاج إلى دراسات علمية معمقة.

هل هناك من سيحاول عرقلة الإخوان؟ 

ــ بالطبع، الفئات التى رفضت التعامل مع الإخوان فى الداخل، وربما معهم بعض الجهات الخارجية، سيحاولون عرقلة الجهود الإخوانية.

هل سيتعامل الغرب مع الإخوان؟ 

ــ أعتقد أن الغرب سيتفهم جماعة الإخوان المسلمين، والأمريكان سيكونون أول من يحاول الاستفادة من الوجود الإخوانى فى السلطة فى مصر.

هل من مصلحة مصر أن تدخل فى مواجهة مع إسرائيل مثلا؟ 

ــ لا يجوز لمصر أن تدخل فى مواجهة داخل نطاق عسكرى، وتدع أمور البناء من الداخل وجمع الناس وحثهم على العمل، فالآن يجب ألا يبقى مواطن بدون عمل، وأن تعمل كل الكفاءات ويتعاون الجميع.

بما يخص النصيحة أعلنت ترشيحك للدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح فى انتخابات الرئاسة، ولكن جماعة الإخوان قالوا إن الشيخ حر فيما يقول ونحن لن نتراجع عن قرارنا بعدم ترشيح واحد منهم للرئاسة؟ 

ــ هم أحرار فيما يقولون وما يتخذونه من مواقف، وأنا أيضا حر فيما أقوله وأقرره، وأنا أرى فى المرشحين المعروضين أمامنا الآن أن الدكتور أبو الفتوح أولى المرشحين، وهذا لا يعنى الطعن فى المرشحين الآخرين، فكلهم أناس طيبون وصالحون.

أنا أرى أن أبوالفتوح أولى من ناحية السن، والخبرة بالشئون المصرية والعربية، ومن ناحية القدرة على التعامل مع المختلفين، فهو رجل بشوش وحسن الأخلاق ويتعامل مع الجميع، وسنه مقبولة، لكل هذا أراه أولى من غيره، وهذا رأيى وللإخوان رأيهم، وعندما سألتهم عن موقفهم فى حالة الإعادة قالوا إنهم لم يتخذوا قرارا فى مسألة الإعادة.

ما هو تقييمكم لمؤسسة الأزهر وشيخه ودوره فى الثورة وقبلها، والدور السياسى الذى يلعبه الآن؟ 

ــ موقف الأزهر قبل سقوط مبارك معروف، ولم أكن معه، وشيخ الأزهر كان له موقف من شباب الإخوان وطلب لهم المباحث التى قبضت عليهم، وقلنا عفا الله عما سلف، وسنتجاوز هذا الأمر، ولا داعى لإثارة هذا الأمور الآن، وفى أول الثورة كان شيخ الأزهر مترددا وانتهى هذا التردد بعد أن ذهب مبارك، أو أوشك على حسم موقفه، ولا أريد أن أعلق على ما كان من شيخ الأزهر، وننتهى الآن إلى وقوفه مع الثورة، وهو ما وقفنا معه وزرناه فى مجلسه، وأيدنا وقلنا له نحن معك.

هل كانت بينك وبين شيخ الأزهر مشاورات أو مكالمات أثناء الثورة؟ 

ــ حقيقة أنا لا أذكر والله، ولا أستحضر هذه الأمور الآن، وأخشى أن أقول شيئا يظلمه.

هل هناك دور سياسى يمكن أن يلعبه الأزهر فى إدارة الدولة؟ 

ــ الأزهر أضعف من أن يدير نفسه، حتى يدير الدولة.

ما هو شكل الدولة فى الإسلام؟ 

ــ لى كتاب اسمه «بينات الحل الإسلامى» وهو كتاب قديم، وقلت فيه إن الدولة الإسلامية دولة مدنية مرجعيتها الإسلام وشريعته، على وجه التحديد، والشريعة الإسلامية مقررة فى المادة الثانية من الدستور، والدولة فى الإسلام مدنية ليست دولة شيوخ، وليست دولة ثيوقراط، هى دولة مدنية بمرجعية إسلامية.

ما هى آليات تطوير دور الأزهر؟ 

ــ أنا قلت للإخوان إن السلفيين أكلوا الجو، ولديهم فضائيات وإمكانيات كانت الدولة تسمح لهم بها، وهو ما يعنى أن نهيئ الناس من جديد، ونربيهم على الإسلام الوسطى، من جديد، ويكفى أن يكون هناك 500 عالم، يدرسون القرآن والسنة والفقه والتاريخ والسيرة النبوية والفكر الإسلامى الحديث وموقفنا من الغرب وموقفنا من المرأة والقضايا الكبرى، لمدة سنة دراسية كاملة.

كان هناك اتفاقية بين الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، والأزهر، بشان تطوير الخطاب الدينى، والقضاء على فوضى الفتاوى، لم يتحقق منها شىء.

لماذا؟ 

ــ لأن الأزهر يفتقد القدرة على الإشراف على شىء لديه بُعد عالمى، وللأسف الشديد تجد فى كثير من البلاد علماء أفضل بكثير من علماء الأزهر.

ما رأيك فى قانون الأزهر الذى صدر قبل انعقاد مجلس الشعب، وأعاد هيئة كبار العلماء وحدد سن التقاعد لشيخ الأزهر لأول مرة؟ 

ــ أولا لم يكن للمجلس العسكرى أن يسرع بقانون الأزهر قبل انعقاد جلسات مجلس الشعب.

لكن أنا لم أقرأ قانون الأزهر، ولكن أتساءل كيف يعين شيخ الأزهر هيئة كبار العلماء، ثم تقوم الهيئة باختياره بعد ذلك.

هل يجوز أن يقوم أفراد بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر بعيدا عن المؤسسات والحكومات؟ 

ــ الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فريضة إسلامية مقدسة حتى إن القرآن جعلها من مميزات الأمة الإسلامية، ولكن ينبغى أن يعرف كيف يعمل الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وما هى الطرق، فمن الممكن أن تحاول أن تنكر فتضيع معروفا، أو تنهى عن المنكر فترتكب منكرا، وقالوا إنه لا يجوز النهى عن المنكر إذا ترتب عليه منكر أشد منه أو مثله.

ولابد أن نفقه الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر والإسلام فيه ما يسمى بالمحتسب الذى يقوم بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر والحسبة والاحتساب جعلا هناك من يقوم بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ويفتش وراء الجميع كل فى تخصصه، لكن فى عصرنا أصبح الأمر مستحيلا أن تفتش على الناس كلها، فذهبت الاختصاصات لأهلها.

وهناك بعض البلاد بها الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ودورها هو أمر الناس للصلاة، وإغلاق المحلات للصلاة، وليس هذا الأمر المهم أن تعلم الناس للصلاة بل كيف يستجيبون للنداء من تلقاء أنفسهم، وتمتلئ المساجد وهذا ما نريد نشره فى المجتمع نشر الفضيلة ومقاومة الرذيلة وأعلم نفسى وغيرى.

ماذا تتوقع لسوريا؟ 

ــ قطعا ما يحدث لسوريا مسألة وقت ولابد للشعب السورى أن ينتصر على هذا النظام الطاغوتى المتكبر المتجبر، فهو يقاوم لمدة 11 شهرا، وانتهى عهد هؤلاء الأسر فهؤلاء أسر تحكم بغير الحق وتهيئ الجيوش والحياة على هذا الأساس ويتوارث هذا ويصبح نظاما جمهوريا يرث بعضه بعضا وقد انتهى هذا العهد، عهد مبارك والقذافى وعلى عبدالله صالح والأسد.

الأسد أفسد البلاد والعباد وأفسد مصالح الناس، والنظام السورى زائل لا محالة، فالشعب السورى قدم أكثر من 7 آلاف شهيد والنظام العربى كله أجمع على هذا.

هل ستتأثر الأنظمة الملكية بربيع الثورات العربية وتبدأ إصلاحات أو تشرك الناس بطريقة أفضل فى الحياة السياسية؟ 

ــ أعتقد أن هذا الربيع العربى سيؤثر على هذه الأنظمة الملكية ففى الأردن والمغرب بدأوا يطالبون بأشياء وفى البحرين ويحاولون تعديل الأنظمة وإدخال النظام الديمقراطى وإدخال المرأة فى الحياة السياسية.

هل وجهت نصيحة مثلا للمملكة العربية السعودية أو فى دولة قطر عن مسألة التمثيل النسبى؟ 

ــ أعتقد كل هذا، ولا شك أن ثورات الربيع العربية لها تأثيرها على هذه البلاد بالخير.