لقد اختار الله سبحانه وتعالی لأمة الإسلام منهجا وسطا فتميزت بذلک من سائر الأمم فقال عز من قائل: ) وكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا... (البقرة: 143)
والوسطیة هي الاعتدال بین الغلو في الدین والجفاء، فلا تقصیر ولا تجاوز والقرآن الکریم یوجه المسلمین إلی حقيقة الوسطیة في دینهم وفي اختلافهم عن الأدیان الأخری التي وقعت في الغلو والتباع الأهواء فضلوا وأضلوا فقال تعالی: «يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْرًا لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً» (النساء: 171)
فالمؤمن مأمور بأن يسعی بقصد واستقامة وعدل ما بین الغلو والتفریط لأن الغلو مجاوزة للحد سواء في الاعتقاد أو القول أو العمل وهذا أمر مرفوض والحق هو الوسط، فلا مجاوزة للحد ولا تقصیر عن الواجب، وهذا هو ما أمر الله به النبي محمد ومن آمن برسالته حیث قال سبحانه آمرا بالاستقامة والاعتدال، ناهيا عن الغلو والطغيان):فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ(هود: 112 ومن البین أن الغلو یخرج الإسلام عن وسطیته وبالتالي سوف يفقد صفائه ونقائه وسماحته ویسره إلی حیث الشطط والتشدد والخروج عن الاعتدال وحذرنا رسول الله صلی الله علیه وسلم من الغلو ومجاوزة الحد المشروع، فقال ناهيا عن الغلو، مبينا أنه سبب هلاك من قبلنا:( إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِي الدِّينِ، فَإِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ الْغُلُوُّ فِي الدِّينِ) . وکان صلی الله علیه وسلم یبني القواعد المتینة العظیمة في الدین تبیینا للتصور الإسلامي الصحیح بکلماته الوجیزة العظیمة ومن ذلک قوله «إن هذا الدین متین فأوغلوا فیه برفق» و«إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا، وَأَبْشِرُوا، وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَيْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ» وبين عليه السلام أن هذا المتنطع الغالي المتعمق، المجاوز للحد في قوله وفعله هالك لا محالة فيقول: «هلك المتنطعون» قالها ثلاثا.
حكمة تحريم الغلو في الدين:
هناك عدة أسـباب لتحريم الغلو في الدين منها:
1- أن الغلو منفر لا تحتمله طبيعة البشر ولا تصبر عليه، وان صبرت عليه وتحملته فئة فان الغالبية لا تقوى على ذلك والدليل على ذلك حديث جابر بن عبدالله الانصاري 0 لما غضب رسول الله ε من معاذ حين صلى بالناس فأطال حتى شكاه أحدهم للنبي ε فقال له: ( أفتان أنت يا معاذ؟ ) وكررها ثلاثاً.
وقوله ε لمعاذ وأبي موسى لما بعثهما إلى اليمن ( يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا وتطاوعا ولا تختلفا) وقول عمر رضى الله عنه: (لَا تُبَغِّضُوا اللَّهَ إِلَى عِبَادِهِ، وَقَالُوا: وَكَيْفَ ذَاكَ أَصْلَحَكَ اللَّهُ؟ قَالَ: يَقُومُ أحدكُمْ إِمَامًا فَيُطَوِّلُ عَلَيْهِمْ حَتَّى يُبَغِّضَ إِلَيْهِمْ مَا هُمْ فِيهِ).
2- إن الغلو قصير العمر، والانسان ملول وطاقته محدودة نفسياً وبدنياً، وربما يقوده الغلو إلى السأم او ينتقل إلى الافراط والتفريط ومن التشــدد الي التســيب، ولذا قال رسـول الله ε: «إِنَّ هَذَا الدِّينَ مَتِينٌ، فَأَوْغِلْ فِيهِ بِرِفْقٍ، وَلَا تُبَغِّضْ إِلَى نَفْسِكَ عِبَادَةَ اللَّهِ، فَإِنَّ الْمُنْبَتَّ لَا أَرْضًا قَطَعَ وَلَا ظَهْرًا أَبْقَى» وقوله ε: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، عَلَيْكُمْ مِنَ الْأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ، فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا، وَإِنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ مَا دُووِمَ عَلَيْهِ وَإِنْ قَلَّ»
3- الغلو في الدين لا يخلو من جور على حقوق أخرى يجب أن تراعى وواجبات يجب أن تؤدى وما أصدق ما قاله الحكماء: ( ما رايت اسرافا الا وبجانبه حق مضيع ) وقال رســـول الله ε لعبدالله بن عمر حين بلغه انهماكه في العبادة انهماكا أنساه حق أهله عليه، قال: (يَا عَبْدَ اللَّهِ، أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَصُومُ النَّهَارَ، وَتَقُومُ اللَّيْلَ؟»، فَقُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَε: «فَلاَ تَفْعَلْ صُمْ وَأَفْطِرْ، وَقُمْ وَنَمْ، فَإِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِعَيْنِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِزَوْجِكَ عَلَيْكَ حَقًّا).
من مظاهر الغلو في الدين
1- التعصب للرأي وعدم الاعتراف بالرأي الآخر: في الأمور الاجتهادية والأمور المحتملة، وكثيرا ما يجعل الأمور الاجتهادية أمورا مقطوعة ويقينية ليس فيها إلا قول واحد وهو قوله ( ولا رأي الا رأيه).
2- المحاولة لإلزام جمهور الناس بما لم يلزمهم الله به:
ومن مظاهر الغلو الديني التزام التشدد مع قيام موجبات التيسير، والمحاولة بإلزام الآخرين به حيث لم يلزمهم الله به، فلا ينبغي لمسلم أن يرفض التيسير في وقت الحرج وأن يرفض الرخصة التي رخصها الله ويلزم جانب التشدد، والله تعالى يقول: ( يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ) وعائشة رضى الله عنها تقول: (مَا خُيِّرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلى الله عَلَيه وَسَلم بين أَمْرَيْنِ إِلَّا أَخَذَ أَيْسَرَهُمَا مَا لَمْ يَكُنْ إِثْمًا).
3- التشدد في غير موضعه:
ولما كان التشدد أحد أهم مظاهر الغلو في الدين، فإنه يكون أعظم اذا كان في غير زمانه ومكانه، كأن يكون مع قوم حديثي العهد بالاسلام أو حديثي عهد توبة، أو في غير دار الاسلام وبلاده الاصلية، فهؤلاء ينبغي التساهل معهم في المسائل الفرعية والأمور الخلافية، والتركيز معهم على الكليات قبل الجزئيات وتصحيح عقائدهم أولاً، كما جاء في حديث رسول الله ε لمعاذ بن جبل لما أرسله إلى اليمن: (إنّک تأتی قوماً من أهل الکتاب فادعهم إلی شهادة أن لا اله الّا الله و أنّی رسول الله فإن هم أطاعوا لذلک فأعلمهم أنّ الله افترض علیهم خمس صلواتٍ فی کلّ یوم و لیلة فإن هم أطاعوا لذلک فأعلمهم أنّ الله افترض علیهم صدقةً تؤخذ من أغنیائهم فترّد فی فقرائهم فإن هم أطاعوا لذلک فایّاک و کرائم أموالهم و اتّق دعوة المظلوم فإنّه لیس بینه و بین الله حجابٌ).
4- الغلظة والخشونة:
إن من مظاهر الغلو والتشدد في الدين الغلظة في التعامل والخشونة في الأسلوب والفظاظة في الدعوة خلافا لأمر الله ورسوله فقد قال تعالى: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ) وقال الرسول ε (إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الأَمْرِ كُلِّهِ)
وللأسف الشديد نجد بعض الشباب في العالم الاسلامي يتحاورون ويتعاملون بالغلظة مع الناس، لا يفرقون في ذلك بين كبير وصغير، ولا بين من له حرمة خاصة؛ كالأب والأم ومن ليس كذلك، ولا بين من له حق التوقير والتكريم كالعالم والفقيه والمعلم والمربي ومن ليس كذلك، ولا يفرقون بين من هو معذور ومن ليس كذلك، ومن هو جاهل ومن يعادي الاسلام عن عمد وعلم وبصيرة.
5- سوء الظن بالناس:
ومن مظاهر الغلو والتشدد ولوازمه سوء الظن بالآخرين، فالأصل عند المتشدد هو الاتهام، والاصل في الاتهام الادانة خلافا لما تقرره الشرائع والقوانين: ( ان المتهم برئ حتى تثبت إدانته ) ان المتشددين يرجحون احتمال الشر على احتمال الخير، ويعتبرون من يخالفهم متهم في دينه أو الابتداع. ولا يقتصر سوء الظن عن هؤلاء على العامة بل يتعدى الى الخاصة وخاصة الخاصة، فاذا أفتي فقيه بفتوى فيها تيسير على خلق الله ورفع الحرج عنهم فهو في نظرهم متهاون في الدين، ولم يقف الاتهام عند الاحياء، بل انتقل الى الأموات الذين لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم، كأئمة المذاهب المتبعة، فهم على مالهم من فضل ومكانة لدى الأمة في كافة عصورها لم يسلموا من ألسنتهم وسوء ظنهم، ان ولع من يكفرون المسلمين بالهدم لا بالبناء ولع قديم وغرامهم بانتقاد غيرهم وتزكية أنفسهم أمر معروف، والله سبحانه وتعالى يقول: (فلا تزكوا أنفســـكم هو أعلم بمن أتقى ) بل أن رسول الله ε يقول: (إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ).
6- النظرة المثالية للمجتمع:
من مظاهر الغلو ان ينظر المرء الى المجتمع وأفراده نظرة مثالية، وانه ينبغي ان يكون خاليا من المعاصي ويسوده الحب والمودة والطاعة، وهذه نظرة مثالية وغلو في التصور وبعد عن الواقع، وقد كانت المعاصي والذنوب في كل الأمم وفي اتباع الرسل فهي فيمن دونهم من باب أولى، وان كل ابن آدم خطاء كما قال رسول الله ε: (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللهُ بِكُمْ، وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ، فَيَسْتَغْفِرُونَ اللهَ فَيَغْفِرُ لَهُمْ) كما ورد في الحديث.
من أسباب الغلو في الدين:
إن من أسباب الغلو في الدين التالي:
أ- ضعف البصيرة بحقيقة الدين.
ب- ضعف البصيرة بالواقع.
إن ضعف البصيرة بحقيقة الدين المقصود به هنا هو نصف العلم الذي يظن صاحبه انه دخل به في زمرة العلماء وهو يجهل الكثير والكثير، ولا يربط الجزئيات بالكليات ولا يرد المتشابهات إلى المحكمات. وقال النبي ε في ذلك: («إِنَّ اللَّهَ لاَ يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ العِبَادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بِقَبْضِ العُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا»).
ومن مظاهر الجهل:
الاتجاه الظاهري في فهم النصوص: إن بعض الشباب يتمسكون بحرفية النص دون التغلغل الى فهم فحواها ومعرفة مقاصدها فهم لا يعرفون القياس ولا يستخدمونه ولا ينظرون الى العلة والحكمة من وراء التشريع.
الإنشغال بالمعارك الجانبية عن القضايا الكبرى: ومن دلائل عدم الرسوخ في العلم ومظاهر ضعف البصيرة في الدين اشتغال البعض من هؤلاء بكثير من المسائل الجزئية والأمور الفرعية عن القضايا الكبرى التي تتعلق بوجود الأمة الاسلامية وهويتها ومصيرها، فنرى كثيرا منهم يقيم الدنيا ولا يقعدها من أجل مسائل فرعية اختلف فيها العلماء سلفا وخلفا ولا مصير الى اتفاقهم فيها لانها من المسائل الاجتهادية الفرعية التي تتفاوت فيها الأفهام وتتعارض فيها الأدلة، علی سبيل المثال: وضع اليدين في الصلاة، وهل توضع على الصدر أم تحت السرة أم تسدل الى الجانبين، والاختلاف فيها لا يمثل كبير اختلاف ولا يجوز تضييع الجهد عليها وترك ما هو اعظم وأكبر.
الاسراف في التحريم ( بغير دليل): ومن دلائل عدم الرسوخ في فقه الدين الميل دائما الى التضييق والتشديد والاسراف في القول بالتحريم مع تحذير القرآن الكريم والسنة والسلف من ذلك، فقد قال تعالى: (وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ). وكان السلف لا يطلقون الحرام الا ما علم تحريمه جزما، فاذا لم يجزم بتحريمه قالوا: ( نكره كذا او لا نراه أو نحو ذلك من العبارات ولا يصرحون بالتحريم ) والمتشددون يجنحون الى التحريم دائما مع وجود الكراهة او يجنحون الى التشدد والتضييق مع وجود التيسير.
إتباع المتشابهات وترك المحكمات: المتشابه هو ماكان محتمل المعنى وغير منضبط المدلول، والمحكم هو البين المعنى الواضح الدلاله المحدد المفهوم، إن غلاة اليوم يعتمدون على المتشابهات في تكفير الأمة واستحلال دمائها ولو ردوا المتشابه الى المحكم لحكموا بالعدل والحق.
عدم التعلم على أيدي العلماء: ومن أسباب ضعف البصيرة عند البعض أن الواحد منهم لم يتلق العلم من أهله وشيوخه المتخصصين بمعرفته، فيعتمد البعض على بضاعة الكتب والصحف والقراءة من غير المصادر والاصول الشرعية مما يجعلهم يسيئون الفهم ويستبطون احكامهم من غير أهل العلم والعلماء الثقات.
ضعف البصيرة بالواقع والحياة والتاريخ وسنن الكون:
إن أهم أسباب الغلو في الدين بعد ضعف البصيرة فيه، هو عدم الوعي بالواقع والحياة، فتجد أحدهم يريد ما لا يكون، ويطلب مالا يوجد، ويتخيل ما لا يقع، ويفهم الوقائع على غير حقيقتها، ويفسرها وفقا لأوهام رسخت في ذهنه لا أساس لها من سنن الله في خلقه ولا من احكامه في شرعه، وهو يريد ان يغير المجتمع كله، افكاره ومشاعره وتقاليده واخلاقه وانظمته الاجتماعية والسياسية والاقتصادية بوسائل واهية واساليب خيالية.
إن معرفة التاريخ والوعي بالواقع لا يعني القراءة السردية، بل الوعي والعبرة والنفاذ الى سنن الله فيها يقول الله تعالى:(أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) فإن التاريخ هو مخزن العبر ومعلم الأمم، فكما أن الفرد يتعلم من أحداث أمة الغد، فان الأمة ايضا تأخذ من ماضيها لحاضرها، وتستفيد من صوابها وخطئها ومن انتصاراتها وهزائمها.
علاج الغلو:
إن الغلو لا يمكن علاجه علاجا حاسما إلاّ بأمرين، وهما:
الحوار الجاد والمجادلة بالتي هي أحسن، ومن خلال النصوص الشرعية والقواعد المعتبرة من قبل الراسخين والمتخصصين في العلوم الشرعیة وعلم الاجتماع وعلم النفس والقانون والذين يحترمهم المحاور ويعترف بجدارتهم.
2- ثم الجد والحزم في معالجة أسباب الغلو وتحلیل دوافعه ووضع کل سبب في موضعه دینیا کان أو سیاسیا أو اجتماعیا أو اقتصادیا أو نفسیا ومن ثم العمل علی إذابة الأسباب وإزالتها.
الآراء