عقد المنتدي الثقافي الأول في محافظة کردستان بعنوان "الفجوة الجیلیة في جماعة الدعوة والإصلاح" بمشارکة الخبراء وأعضاء الجماعة في مدینة مریوان من مدن محافظة کردستان. أفاد مراسل إصلاح من مریوان بأن العلاقات العامة للجماعة في کردستان قامت بعقد المنتدي الثقافي الأول لجماعة بمساعدة الهیأت التنفیذیة لقضاء مریوان من أجل مناقشة ظاهرة الفجوة بین الأجیال بمشارکة الخبراء والمسؤولین وأعضاء الجماعة من محافظتي کرمانشاه وآذربایجان الغربیة.
في هذا المنتدي قال الکاتب والخريج في علم الاجتماع السياسي عبد العزیز مولودي حول الفجوة بین الأجیال: إن هذه الظاهرة یمکن أن تکون قضیة کل مجتمع لأنها تبین أن المجتمعات في أي مرحلة وأي مستوی من الفجوة وما هي الحلول التي یقدم لها المجتمع؟
وأضاف هذا الخبیر في علم الجتماع السیاسي: لا یمکن أن یعیش عدد من الأجیال معا ویکونوا في مستوی واحد من الفکر وسلوک بل هناک مجموعة من الأسباب تجعل الفروق الطبیعیة ذا فجوات تتباعد فیها وجهات النظر وتدخل في الصراع وتؤدي إلی الاصطفاف. وهذه الحالة تحدث في کل مجتمع وجماعة لها قیم مشترکة ولکنها تتعرض للاختلاف في المستوی الفکري والعملي.
إن الفجوة عندما تحدث إذا فشل الحوار بین الأجیال ومن ثم تؤدي إلی التفکک. التفکک یمکن أن یکون أسریا أي ما یحدث بین الوالدین والأبناء أو أن یکون اجتماعیا أي بین الفئات الاجتماعیة المختلفة أو یحدث في فئة واحدة. لذلک إن الفجوة تحدث عندما اتسعت المسافة في المجالات الفکریة والثقافیة والسلوکیة وبإمکانها أن تتحول إلی الأزمة في العلاقات. وصرح مولودي: یری بعض الخبراء أن الفجوة بین الأجیال حدثت في إیران ولکنهم لا یعتبرونها سلبیا ویرونها أساسا للتنمیة وتطور المجتمع الإیراني.
الفجوة الموجودة في الجماعة فکریة أکثر منها جیلیة
جماعة الدعوة والإصلاح لیست ظاهرة معزولة من المجتمع الإیراني والعالمي وطبعا حدثت فیها الفجوة بین الأجیال بطریقة أو بأخری ولم تحدث بین جیل الشباب والکبار فقط ولا تعتمد علی الأعمار بل لنا في جیل الکبار من هم أکثر تقلبا للتغییر ویخضعون للتطورات.
تغییر الخطاب من الثوري إلی الإصلاحي
في الجماعة الجیل السابق تم تربیتها علی أساس المصادر التي ترید إعداد الشخص لتغییر واسعة النطاق ولتغییر ثوري ولکن مرور الزمن والتطورات اللاحقة دلت علی استحالة الثورة؛ لذلک أن القیم الثوریة لم تنطبق علی ظروف البلاد القائمة وتحولت نحو ضرورة تغيير أنماط النشاط من الثوري إلى الإصلاحي ورغم هذا التغییر لم یوفر لها مجالا للمشارکة السیاسیة.
وجود ثنائي القطب الطالب – الشیخ وتأثیره علی الفجوة الجیلیة
النقطة الهامة التي یجب التطرق بها أنها حدثت في الجماعة نوعا من الطبقات الاجتماعیة وبرزت في إطار علماء الدین والطلبة الجامعیین وهذا التجنید إما کان واعیا وإما حدثت نتیجة تعامل مزید للجماعة مع هاتین الطبقتین. علی ما یبدو أن طبقة رجال الدین لا یخضعون للتطورات بسهولة ولکن طبقة الجامعیین یرحبون بها أکثر من بالباقي وهذا الأمر یساعد الفجوة.
تأثیر الأسباب الخارجیة
وأضاف مولودي: أن الأسباب الخارجیة تأثرت علی ظهور الخلافات الفکریة منها ظهور داعش حین أدمج القیم الدینیة مع السلطة بأسوأ طریق ممکن وأدی إلی التشکیک في کثیر من القیم. القضیة الأخری هي أن المواجهة الفکریة مع الإیدئولوجیات والتیارات الأخری أثرت في الأزمة الفکریة منها ضرورة إبداء موقف محدد تجاه الأحداث الإقلیمیة کأحداث ترکیا وسوریا وداعش و... تبعتها بعض التوترات الداخلیة وتساءل الأعضاء هل للجماعة موقف محدد فیها أم لا؟
الجماعة ذات أطیاف فکریة مختلفة
الجماعة فیها أطیاف فکریة مختلفة ویمکن أن تتقارب أمام النص والنظام الأساسي والمبادئ الفکریة لهذه المنظمة أو تتباعد وهذا أمر طبیعي وعلی إدارة الجماعة أن تتعامل مع هذه الأطیاف المختلفة وتوفر لها فرصا للظهور بدلا من أن تفرض وجهة نظر خاصة علی الجماعة کلها.
فقه الواقع مهم لمعرفة الوضع القائم
وحول الفجوة الجیلي قال الکاتب والمترجم محمود محمودي: الاختلاف بین الأجیال یختلف مع الفجوة الجیلیة لأن الاختلاف طبیعي إلی حد ما بینما أن الفجوة تحدث عندما تصبح الأجیال منفصلة عن الأخری وتحدید حدوث الفجوة الجیلیة في جماعة الدعوة والإصلاح وعدم حدوثها لن یکون سهلا.
سیادة الأبناء علی الأسرة واختلاف المعاییر في الجماعة
وأضاف محمودي: لدینا تحدیات کبیرة في قضیة التربیة حیث یقول الآباء والأمهات لدينا مشاكل خطيرة مع الأطفال والتواصل معهم أصحبت صعبة للغایة مع أن جزءا من هذه الفوارق طبیعیة.
الهویات تتغیر وأن معرفة الزمان مهمة جدا وأخیرا أن الفجوة الجیلیة لم تصل بعد إلی الأمة.
الآراء