نسبه هو شيخ الإسلام تاج العارفين و سيد الطوائف أبو محمد محيي الدين عبد القادر الجيلاني الحسني الصديقي بن أبي صالح موسى جنكى دوست بن عبد الله بن موسى الجون بن عبد الله المحض بن أبي محمد الحسن المثنى بن سيدنا الإمام الحسن السبط بن الإمام الهمام الغالب فخر بنى غالب أمير المؤمنين سيدنا على بن أبى طالب رضي الله عنهم الهاشمي القريشي. وكان الإمام عبد الله المحض، ولد بالمدينة المنورة ونشأ فيها بين أهل البيت وهم أهل العلم والفضل والتقوى، وبعد أن نبغ واشتهر التف حوله عدد كبير من الناس ينتهلون من علمه وفضله، فوشى به بعض أهل الفتنة لدى الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور فاسقدمه مع أسرته إلى بغداد سنة 144هـ وحبسهم في سجن فيها وعذبهم ومات بعضهم بالتعذيب، ومات الإمام عبد الله المحض في الحبس ودفن في ضاحية من ضواحي بغداد الجنوبية. ولقد أقامت ذرية الإمام عبد الله المحض في بغداد حتى زال الاضطهاد عن العلويين في عهد الخليفة العباسي المأمون حيث تفرق العلويون في الأمصار ومنهم ذرية الإمام عبد الله المحض، فقد هاجر بعضهم إلى الحجاز واليمن وهاجر بعضهم إلى بلاد فارس ومنهم من سكن جيلان وكانت لهم الإمارة الروحية فيها وهم الجونيون أولاد موسى الجون بن عبد الله المحض.

سميت الأسرة العلوية التي نشأت في جيلان باسم أشراف جيلان ، وقد نشأ الشيخ عبد القادر رحمه الله في كنف هذه الأسرة الطيبة ، فكان هذا المنشأ الكريم قاعدة لشخصية هذا الشيخ الجليل .

نشأته

ولد في مدينة صغيرة اسمها نيف، وقيل بشتير، - وهي إحدی قری مدینة صومعه سرا علی بعد 30 کیلومترا من مدینة رشت مرکز المحافظة - في إقليم جيلان الذي يقع في القسم الشمالي من إيران جنوبي بحر قزوين، وهو إقليم خصب التربة كثير الأنهار غزير الأمطار، وعاش في كنف جده لأمه السيد عبد الله الصومعي، أمه هي أم الخير فاطمة بنت الشيخ عبدالله الصومعي الحسني الزاهد؛ فهو حسني من جهة الأب، حسيني من جهة الأم وعمته الشيخة الصالحة أم عائشة".

فنشأ عابداً صالحاً تقياً زاهداً في الدنيا مقبلا على الآخرة طموحاً إلى معرفة أصول الشريعة وفروعها ومداخلها ومخارجها، ولم يكن في بلاد جيلان ما يرضي طوحه ويروي ظمأه من علوم الشريعة، لذلك أخذت تحدثه نفسه بالسفر إلى بغداد حاضرة الدنيا في ذلك الزمان وكان أهل جيلان يدينون بالمذهب الحنبلي في ذلك العهد بعد النصر العظيم الذي نالته السنة المطهرة على يد حاميها ورافع لوائها الإمام أحمد بن حنبل مما جعل ذكره يسير في البلاد ويتغلغل في قلوب العباد. وأزمع في قرارة نفسه السفر لحاضرة الدنيا ومنارة العلوم بغداد لأن بلاد جيلان التي مكث فيها ثمانية عشر عاماً تفتقر لما يروي ظمأه، ويشفي غليله، وكانت بغداد مثوى الإمام أحمد بن حنبل أيضاً حبيب أهل جيلان وهذا مما زاد شوقه.

بدایة السفر

وتخبرنا الكتب المعتقة أنه القافلة التي كانت تقله قطع عليها الطريق مجموعة من الأشرار الذين تتحلب أفواههم للمال، ولمّا كانت هيئته ومنظره لا يوحي بأنه سليل عز وربيب غني أراد قاطع الطريق أن يمرّ عليه مرور الكلام فسأله ذلك السؤال الذي ألِفهُ ثغره دون أن يحفل بجوابه عما يحمله من مال، فتفاجأ بإجابة الصبي الذي طرّ شاربه بأنه يحمل في معييته أربعون درهماً ذهبياً أودعتها أمه في كمه، بعد أن عاهدها بأغلظ الإيمان أنه لن يكذب أبداً ولن يفعل ما يغضب الرب عزّ وجل ويصيب الأخلاق في مقتل.

وظنّ اللص أن الصبي يستخف به وبعد أن توثق من صدقه سأله عن السبب الذي دفعه لذلك، فأخبره عن كنه العهد الذي قطعه لأمه، العهد الذي جعل زعيم اللصوص يقلع عن ترويعه للناس، وسلب أموالهم فيما بعد، حينما رأى فتاً جاوز حد الصغر، وبلغ سن الرشد، يخبره عن جل ماله في وداعة حتى يبرّ بالعهد الذي عاهد به أمه التي تقاسمت معه تركة والده ، تلك الأم المشبل التي آثرت أن تعطيه الثمانون دينار برمتها لولا رفضه، فهو يعلم حياة الضنك والفاقة التي تعيشها، فذهل اللص من ذلك الوفاء، واغرورقت عيناه بالدموع، واهتز صدره الموبوء بجراثيم الضغائن والحقود من فرط البكاء، وأزمع التوبة بعد أنّ رأى الفتى اليافع يتهافت في الحفاظ على وصية والدته غير آبه ولا مهتم بضياع كل ما يملك، بينما هو وثلته منذ عهود خلت سلكوا سبيل الردى والعناد، وتركوا سبيل الهدى والرشاد، قطعوا الطريق، وروعوا الآمنين، وأقدموا على فعل ما يجر غضب الله وسخطه، فأعلن توبته وصدع بها أمام جماعته الذين حذوا حذوه، وتحروا طريقته.

دخوله بغداد

وكان الشاب قد وصل بغداد سنة 488هـ في عهد الخليفة العباسي المستظهر بالله وبعد أن استقر فيها انتسب إلى مدرسة الشيخ أبو سعيد الُمُخَرمي التي كانت تقع في حارة باب الأزج، في أقصی الشرق من جانب الرصافة، وتسمى الآن محلة باب الشيخ. وكان العهد الذي قدم فيه الشيخ الجيلاني إلى بغداد تسوده الفوضى شملت كافة أنحاء الدولة العباسية، حيث كان الصليبيون يهاجمون ثغور الشام، وقد تمكنوا من الاستيلاء على أنطاكية وبيت المقدس وقتلوا فيهما خلفا كيثرا من المسلمين ونهبوا أموالا كثيرة.

وكانت فرقة الباطنية التي ألفه الحسن بن الصباح قد نشطت في مؤامراتها السرية واستطاعت أن تقضي على عدد كبير من أمراء المسلمين وقادتهم فجهز السلطان السلجوقي جيشا كبيرا سار به إلى ايران فحاصر قلعة إصفهان التي كانت مقرا لفرقة الباطنية وبعد حصار شديد استسلم أهل القلعة فاستولى عليها السلطان وقتل من فيها من المتمردين.

طلبه للعلم

وفي غمرة هذه الفوضى كان الشيخ عبد القادر يطلب العلم في بغداد، وتفقه على مجموعة من شيوخ الحنابلة ومن بينهم الشيخ أبوسعيد المُخَرِمي ، فبرع في المذهب والخلاف والأصول وقرأ الأدب وسمع الحديث على أيدي كبار المحدثين. ولقد قاس الشيخ عبد القادر ماكان يقاسيه الغرباء من طلبة العلم في ذلك العهد المضطرب من شظف العيش. وكان قد أمضی من عمره النفيس ثلاثين عاما يدرس فيها علوم الشريعة أصولها وفروعها ، وقد كايد خلال هذه الفترة الطويلة ضيق العيش ومرارة الحرمان، بيد أن العناية الإلهية كانت قد منحته عقلا راجحا وصبرا جميلا وهمه عالية، فاستطاع بهذه السجايا أن يحتمل الشدائد ويذلل الصعاب، فلم تجزع نفسه من الشدة ولم تفتر عزيمته عن المثابرة في طلب العلم.

جلوسه للوعظ

وحينما أنس الشيخ أبو سعيد المُخَرِمي من تلميذه عبد القادر غزارة العلم ووفرة الصلاح عقد له مجالس الوعظ في مدرسته بباب الأزج في بداية 521هـ فصار يعظ فيها ثلاثة أيام من كل أسبوع، بكرة الأحد وبكرة الجمعة وعشية الثلاثاء وظهر عدد من دعاة الخير يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، وكان في طليعتهم الشيخ عبد القادر الذي استطاع بالموعظة الحسنة أن يرد كثيرا من الحكام الظالمين عن ظلمهم وأن يرد كثيرا من الضالين عن ضلالتهم، حيث كان الوزراء والأمراء والأعيان يحضرون مجالسه، فيشتد في موعظتهم حتى تنتبه أفئدتهم وتستيقظ ضمائرهم، فيتوبوا إلى الله تعالى ويقلعوا عن المظالم، وكانت عامة الناس أشد تأثراً بوعظه، فقد تاب على يديه أكثر من مائة ألف من قطاع الطرق وأهل الشقاوة، وأسلم على يديه ما يزيد على خمسة آلاف من اليهود والنصارى.

وكانت خطبته في مجالس وعظه: "الحمد لله رب العالمين .. ويسكت ثم يقول عدد خلقه وزنة عرشه ورضاء نفسه ومداد كلماته ومنتهى علمه وجميع ما شاء وخلق وذرأ وبرأ عالم الغيب والشهادة، الرحمان الرحيم، الملك القدوس، العزيز الحكيم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحي ويميت، بيده الخير وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين ليظهره على الدين كله ولو كره المشركين،

اللهم أصلح الإمام والأمة، والراعي والرعية، وألِّف بين قلوبهم في الخيرات، وادفع شر بعضهم عن بعض، اللهم ألهمنا رشدنا وأعذنا من شرور أنفسنا، أعزنا بالطاعة ولا تذلنا بالمعصية، وأشغلنا بك عمن سواك، أقطع عنا كل قاطع يقطعنا عنك، ألهمنا ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، ثم يلتفت عن يمينه رضي الله عنه ويقول: لا إله إلا الله، ما شاء الله كان، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. ثم يشير تلقاء وجهه بإصبعه ويقول: لا إله إلا الله، ما شاء الله كان، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ثم يلتفت عن يساره ويقول هكذا.

ثم يقول: لا تبد أخبارنا، لا تهتك أستارنا، لا تؤاخذنا بسوء أعمالنا، لا تحينا في غفلة ولا تأخذنا على غرة، ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين، ثم يتكلم". وكان أقصى الناس في مجلسه يسمع صوته كما يسمعه أدناهم على كثرتهم، وكان يتكلم على خواطر أهل المجلس ويوجههم بالكشف.

ومدة كلامه على الناس أربعون سنة، أولها سنة إحدى وعشرين وخمسمائة وأخرها سنة إحدى وستين وخمسمائة. ومدة تصدره للتدريس والفتوى بمدرسته ثلاثة وثلاثون سنة أولها سنة ثمانية وعشرون وخمسمائة وأخرها سنة إحدى وستين وخمسمائة.

تضلعه في الكتاب والسنة

وكان الشيخ عبد القادر رحمه الله في طليعة الداعين إلى التوسع في الفهم القران الكريم والأحاديث النبوية والتفهم على استنباط الدلائل المتعلقة بالعقائد والأحكام الفقهية منها ولذا كان على جانب كبير من المعرفة في علوم القران وعلوم الحديث حتى أنه فاق علماء عصره في هذه العلوم الشريفة.

وكان الشيخ عبد القادر لايروي في كتبه وخطبه غير الأحاديث الصحيحة وكان له باع طويل في نقد الحديث وكان يشرح الحديث في معناه اللغوي، ثم ينتقل إلى شرح مغزاه ، ثم ينتقل إلى استنباط المعاني الروحية منه، وهكذا كان قد جمع بين ظاهرية المحدثين وروحانية الصوفية. وكان الشيخ عبد القادر لا يشجع طلابه على دراسة الفلسفة أو علم الكلام، لأنه لا يرى أنهما ليسا من العلوم الموصلة إلى الله تعالى، ثم إنه يخشى أن ينصرف طلابه إليهما فيقعوا في مهاوي الآراء الفلسفية أو الكلامية البعيدة عن العقيدة الشرعية. قال الشيخ منصور بن المبارك الواسطي الواعظ دخلت وأنا شاب على الشيخ عبد القادر ومعي كتاب يشتمل على شيء من الفلسفة وعلوم الروحانيات فقال لي من دون الجماعة وقبل أن ينظر الى كتاب أو يسألني عنه، يا منصور بئس الرفيق كتابك قم فاغسله وناولني بدله كتاب فضائل القرآن لمحمد بن العريس.

انتشار الطريقة القادرية

إن الطريقة التي أسسها السيد الشيخ عبد القادر الجيلي تستند على الكتاب والسنة وعلى هذا الأساس اكتسبت ثوباً قوياً جعلت الناس أن يوصفوها بأنها زبدة الدين الإسلامي الحنيف وخلاصته وقد نالت هذه الطريقة رغبة لما عُرفت بالصلاح والزهد ولم يدخلها الغلو. وقد انتشرت في جميـع البلدان الإسلامية وغير الإسلامية. وانتقلت هذه الطريقة إلى إسبانيا وإلى غرناطة، وانتقل مركز الطريقة القادرية إلى المغرب إلى فاس، وبواسطة أنوار هذه الطريقة زالت البدع من البربر وتمسـكوا بالسنة والجماعة، واهتدى زنوج إفريقيا على يد مشايخ هذه الطريقة العلية.

وفاته ومرقده

واستمر الشيخ عبد القادر مثابرا في دعوته إلى الله تعالى وجهاده في سبيله، حتى وافاه الأجل المحتوم ليلة السبت العاشر من ربيع الآخر سنة 561هـ، فرغ من تجهيزه ليلا وصلي عليه ولده عبد الوهاب في جماعة من حضر من أولاده وأصحابه، ثم دفن في رواق مدرسته، ولم يفتح باب المدرسة حتى علا النهار واهرع الناس للصلاة على قبره وزيارته وكان يوما مشهودا، وبلغ تسعين سنة من عمره .

وقيل أنه لم يمرض في حياته مرضاً شديدا سوى مرض موته الذي دام يوماً وليلة فقط. وقد سأله ابنه الشيخ عبد العزيز عن مرضه فقال له: لا يسألني أحد عن شيء، أنا أتقلب في علم الله، إن مرضي لا يعلمه أحد، ولا يعقله أحد، وسأله إبنه الشيخ عبد الجبار، ماذا يؤلمك من جسمك؟ فقال: جميع أعضائي تؤلمني إلا قلبي فما به ألم، وهو مع الله، وكان يقول رحمه الله تعالى: أنا لا أخاف من إي إنسان، أنا لا أخاف من الموت ولا من ملك الموت، وكان يرفع يديه ويردهما وهو يقول: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

ثم أتاه الحق وسكرة الموت وجعل يردد: أستعنت بلا إله إلا الله سبحانه وتعالى هو الحي الذي لا يموت، ولا يخشى الموت، سبحان من تعزز بالقدرة وقهر عباده بالموت، لا إله إلا الله محمد رسول الله، وقد تعذر عليه التلفظ بكلمة: تعزز، فظل يرددها حتى تلفظ بها، ثم أخذ يردد: الله، الله، الله حتى خفي صوته ولسانه ملتصق بسقف حلقه ثم خرجت روحه الكريمة.

وترك وصية وصى بها أولاده هذا نصُّـها:

"عليك بتقوى الله وطاعته، ولا تخف أحداً سوى الله، ولا ترجوا أحداً سوى الله، وكل الحوائج كلها إلى الله، واطلبها جميعها منه، ولا تثـق بأحدٍ سوى الله، ولا تعتمد إلا عليه سبحانه، وعليك بالتوحيد، التوحيد، التوحيد، فإن جماع الكل التوحيد، ثم قال: مُروا بأخبار الصفات على ما جاءت، الحكم يتغير والعلم لا يتغير، الحكم يُنسخ والعلم لا يُنسخ. أوصيك يا ولدي بتقوى الله وطاعته، ولزوم الشرع وحفظ حدوده، واعلم يا ولدي أن طريقتنا هذه مبنيـة على الكتاب والسنة وسهل الصدور وسخاء اليد وبذل الندى وكف الجفا وحمل الأذى والصفح عن عثرات الأخوان".

مؤلفاته

إن تأليف الشيخ عبد القادر الكيلاني في الغالب كتب مواعظ وإرشاد والموجود منها في المكتبة القادرية ینقسم علی المطبوعة والمخطوطة؛

المطبوعة:

1. الغنية لطالبي طريق الحق.

2. فتوح الغيب: وهو يحتوي على ثمان وسبعين موعظة مختلفة جمعت من قبل ولده الشيخ عبد الرزاق وفيها بعض المعلومات التي استخلصها من أبيه الشيخ عبد القادر الجيلاني لما كان على فراش الموت، ومنها ما يخص نسبه من أبيه.

3. الفتح الرباني: وهو يحتوي على اثنتين وستين موعظة ألفت خلال سنة 545هـ وسنة 546هـ.

4. سر الأسرار فيما يحتاج إليه الأبرار في التصوف.

5. الدلائل القادرية.

6. الحديقة المصطفوية مطبوعة بالفارسية والأردية.

7. الحجة البيضاء.

8. الرسالة الغوثية.

9. عمدة الصالحين في ترجمة غنية الصالحين بالتركية.

10. الفيوضات الربانية في المأثر والأوراد القادرية.

11. بشائر الخيرات.

المخطوطه:

1. الغنية لطالبي طريق الحق.

2. ورد الشيخ عبد القادر الجيلاني.

3. حزب الابتهال.

4. كيمياء السعادة لمن أراد الحسنى وزيادة.

5. جلاء الخاطر من كلام الشيخ عبد القادر.

6. سر الأسرار فيما يحتاج اليه الأبرار.

7. تنبيه الغبي في رؤية النبي؛ نسخة مصورة بالفوتوغراف من مخطوطات مكتبة الفاتيكان.

8. المختصر في علم الدين؛ نسخة مصورة بالفوتوغراف.

9. مجموعة خطب.

أما مؤلفاته الأخرى التي وردت في كشف الظنون وهدية العارفين ومعجم المؤلفين وإيضاح المكنون وغيرها من المراجع الأخرى فهي:

1. تفسير القرآن بخط يده.

2. تحفة المتقين وسبيل العارفين.

3. الكبريت الأحمر في الصلاة على النبي.

4. مراتب الوجود.

5. مواقيت الحكم.

6. الطقوس اللاهوتية.

مما أثر عنه

كان يقول ياربى كيف أهدى إليك روحى وقد صح بالبرهان أن الكل لك...وكان يقرأ القرآن بالقراءات بعد الظهر...وكان يفتى على مذهب الإمام الشافعى والإمام أحمد بن حنبل رضى الله عنهما...وكانت فتواه تعرض على العلماء بالعراق وتعجبهم أشد الإعجاب ويقولون سبحان من أنعم عليه، ورفع إليه سؤال فى رجل حلف بالطلاق أن يعبد الله عز وجل عباده ينفرد بها دون جميع الناس فى وقت تلبسه بها فماذا يفعل من العبادات...فأجابه على الفور بأن يأتى مكة ويخلى له المطاف ويطوف سبع وحده وينحل يمينه...فأعجب علماء العراق وكانوا قد عجزوا عن الجواب عنها.

وكان يقول لأصحابه اتبعوا ولا تبتدعوا وأطيعوا ولا تخالفوا واصبروا ولا تجزعوا واثبتوا ولا تتمزقوا وانتظروا ولا تيأسوا واجتمعوا على الذكر ولا تتفرقوا وتطهروا من الذنوب ولا تتلطخوا وعن باب مولاكم لا تبرحوا.

ادبه

ليس للشيخ عبدالقادر الجيلاني دواوين مطبوعة أو مخطوطة وإنما هي في واقع الأمر مجرد قصائد متفرقة، ومقالات متناثرة في كل صقع وواد، حرص على جمعها ودراستها الدكتور المصري يوسف زيدان، حوت هذه القصائد والمقالات التفاتات ذهن الشيخ الذي ما وهن عزمه ولا لانت قناته في تحصيل العلوم والارتقاء بالنفس ورياضتها عن سُعار الشهوات، ولعل هذه القصائد والمقالات جاءت على نفس المنوال والنسق الذي اختطه شعراء المتصوفة؛ والقصيدة الغوثية يرى جامع الديوان أنها تعرف "عند العوام بالغوثية وعند خواص أهل الطريق بالخمرية" ولهذه القصية عند في نفوس القادرية مكانة لا تعدلها مكانة أثر آخر للإمام عبدالقادر الجيلاني، فهم يجعلون لقراءتها خواص وفوائد لا تحصى، بل ويذهب بعضهم إلي أنّ لكل بيت منها، خاصية مشهورة مفردة.

القصيدة الغوثية كما وردت في الديوان:

سقاني الحب كاسـات الوصـال         فقلت لخمرتي نحوي تعالى

سعت ومشـت لنحوي في كئوس      فهـمتُ بسكـرتي بين المــوالي

وقلـت لسـائر الأقطـاب لُمُّوا           بحـاني وادخـلوا أنتـم رجـالي

وهيمـوا واشرـبوا أنتم جنودي         فسـاقي القـوم بالـوافي ملالي

شربتـم فضـلتي من بعد سكري       ولا نـلتم عـلُوّي واتّصــالي

مقامـكم العُـلا جمعاً ولكـن            مقـامي فـوقكم مـازال عـالي

أنـا في حضـرة التقريب وحدي       يُصـرّفني وحسْـبي ذو الجـلال

أنا البـازيُّ أشهـب كُلّ شيخِ          ومـن ذا في المـلا أعطى مثـالي

درسـت العلم حتى صرت قطباً      ونلـت السعـد من مولى المـوالي

كسـاني خِلْعةً بطـراز عِـزّ          وتـوجني بتيجـان الكمـــال

وأطلعـني على سـر قـديم           وقـلدني وأعـطـاني ســؤالي

وولاني عـلى الأقطاب جمعاً        فـحُكِمي نـافِذُ في كـل عـالي

فلـو ألقـيت سري وسط نار         لـذابت وانطـفت من سر حـالي

ولو ألقيـت سري فوق ميت         لقـام بـقدرة المولى سعـى لــي

ولـو ألقيت سـري في جبال          لـدكت واختفـت بـين الرمــال

ولـو ألقيت سـري في بحار          لـصار الكُـلُّ غـوراً في الــزَّوالِ

ومـا منها شـهور أو دهور          تمُــرُ وتنقـضـي إلا أتـى لــي

وتخـبرني بما يجـري ويأتي         وتُعْلِـمُني فأُقْصـِرُ عن جــــدالي

بلادُ الله مُـلْكِي تحت حُكْمي          ووقــتي قبل قبـلي قد صفــا لـي

طبـولي في السـما والأرض دقت     وشــاءُسُ السعـادة قد بـدا لي

أنـا الجيلاني مُحيي الدين اسمي       وأعـلامي علـى رُوس الجــبــال

أنـا الحسنِيُّ والمخدع مقامي          وأقــدامي علــى عُـنق الرّجـال

رجالُ خـيموا في حيّ ليلى            ونـالوا في الهـوى أقصــى مـنـال

رجـالُ في النهار ليوث غابِ          ورهـبــانُ إذا جــنّ الــليالـي

رجـالُ في هواجرهم صِيامُ            وصــوت عويلهــم في الليـل عالي

رجـالُ ما التهـوا عنه بشيء           ومــا اختاروا قصــوراً في عوالي

رجـالُ لا يُضـام لهم نزيلُ             ولا يشــقى الجـليس ولا يُبـالي

رجـالُ سائحون بـكل واد              وفي الغابـات في طلـب الوصـال

ألا يـا للرجال صِلُوا مُحبّاً              لــنار البعـد والهـجران صـال

ألا يـا للرجال قُتِلتُ ظُلماً              بـلحظ قد حـكى رشـق النبال

ألا يـا للرجال خذوا بثأري            فـإّني شيخْـكُم قُطـب الكـمال

فمـن في أوليـاء الله مِْثلِي              ومـن في الحكم والتصـريف خالي

ترى الدنيا جميعاً وسط كفّي           كخـردلةٍ عـلى حُـكْم النّـوال

مُريـدي لا تخف وشْياً فإني            عـزوُمٌ فـاتِلُ عنـد القــتــالِ

مُريـدي لا تخف فاللّهُ رَبّي             حَــبَاني رِفْــعـةً، نِلـْتُ المعـالي

مُريدي هِمْ وطِبْ واشْطحْ وَغَنّي        وافْــعل ما تشــا فْالإسْـمُ عـالي

وكُلُّ فَتـَىً على قدمِ وإنّي               عـلى قـدم النـبي بـدْر الكـمـالِ

عليه صـلاة ربّي كُلّ وقتٍ              كتْـعداد الرّمــال مـع الجــبـال