قال صاحبي: إن الإسلام ينظم المبادئ التي تحفظ حقوق الفرد، وتحمي حريته، وتصون كرامته، وتدعو إلى العمل الجاد لدين الله سبحانه وتعالى، ولدنيا الناس كما ينظم العلاقات الإنسانية التي يمكن أن ترسي قواعد الإسلام العالمي، وتعاليمه تناهض النظام الطبقي، والتمايز العنصري، وتدعو إلى احترام العقل وقبول حكمه فيما له قدرة على الفصل فيه. وهذه القضايا هي في حقيقة أمرها قضايا الحياة التي جاء بها الوحي ليستقيم أمر الناس، وهم يحاولون التقدم والرقي المنشود، ومن ثم عظم أمر الدعوة إلى الله تعالى وهي وظيفة الرسول صلى الله عليه وسلم ووظيفة أتباعه من بعده... يقول عز وجل:

"قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين" (يوسف : 108).

والدعوة إلى الله عز وجل أحسن قولاً وأهدى عملاً، يقول سبحانه:

"ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين" (فصلت: 33).

وقد أخذ الله تعالى الميثاق على أهل الكتاب، فقال:

"وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه" (آل عمران: 187).

وإهمال الدعوة من كبائر الإثم.. يقول تعالى:

"إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون إلا الذين تابوا واصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم" (البقرة: 159-160).

والأمة الإسلامية هي خير أمة تميزت عن غيرها من الأمم بقيامها بهذه الفريضة.. يقول عز وجل:

"كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله" (آل عمران: 110)،

وقال تعالى:

"والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله" (التوبة: 71).

ولمواجهة التحديات المعاصرة قال صاحبي:

1- إن الدعوة إلى الله عز وجل دعوة الحق والخير، وحداثة للنبوة، ولا يصلح لها إلا عظماء الرجال، وصفوة الأمة والذين من الله عليهم بصفات تعينهم على النجاح: إن العلم بالدعوة والرسوخ في الدين ومعرفة العلوم التي تعين الداعية على النجاح فيما هو بصدده، لمواجهة التحديات المعاصرة، ووعي المذاهب الاجتماهية والاتجاهات الفكرية المعاصرة.

2- العمل الذي يتمثل في قوة الإيمان وشدة الإقبال على الله والزهد فيما لا ينفع.

3- التزام القانون الأخلاقي من الصدق في الجهر بالحق والأمل في النجاح.

4- القدرة على التعبير والتأثير، وحسن العرض، وقوة الحجة. 5- فهم أساليب الدعوة، واختيار الأسلوب العصري، والسهل والفصيح.

6- لا بد أن يكون الداعية قدوة حسنة فيما يدعو إليه من خلق حسن وعزوف عن سفاسف الأمور، وتحمس للحق والخير.

وبالله التوفيق.

المصدر: الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.