بيروت - ارنا :– وصف الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي، الجمهورية الاسلامية في ايران بأنها 'صديق مهمّ لسوريا'، مؤكداً أن دول مجلس التعاون 'ليست لاعباً سياسياً، وإنما منفذاً لسياسات الغير'، ومعتبراً أن دولة قطر عادت الى حجمها بعدما كانت تعطي انطباعاً أنها 'الدولة العظمى'. وأكد مقدسي في حديث لصحيفة 'الجمهورية' اللبنانية ، أن سوريا 'تثق بالنيات الإيرانية الى أبعد حدود'، موضحاً أن الجمهورية الاسلامية في ايران 'تريد مساعدة سوريا في تثبيت استقرارها، والدور الإيراني هو جزء من الحلّ، ونحن نعرف أنّ مساعيها حميدة ونياتها صادقة'. وقسم مقدسي الأزمة السورية الى داخلية وخارجية، معتبراً أن الشق الخارجي منها هو 'نتاج تحالف دولي ـ خليجي ضد سوريا بني مواقفه وخياراته على قواعد خاطئة'، مشيراً الى أن 'هناك بداية تصدّع في هذه الخيارات'. موضحاً أن 'الأتراك وبعض الدول الخليجية نجحوا في خداع الغرب عندما صوّروا له أنّ سقوط النظام بات قاب قوسين. أمّا اليوم فنستطيع القول إنّ الأزمة في جزء كبير منها باتت داخلية ووضع المسلّحين أسوأ من السابق'. ومؤكداً أن 'البيئة الحاضنة في بعض المناطق السورية، بدأت تعيد النظر في تصرّفاتها وأولوياتها'. وأكد مقدسي أن 'هناك استجابة سورية لكلّ المطالب، والدعوات السورية للحوار هي دائماً غير مشروطة ولم تتوقف، فمنذ بدء الأزمة لم تغلق الدولة باب الحوار، والحكومة السورية تجسّ نبض المعارضين بمعدّل مرّة كلّ شهرين، فتدعوهم الى الحوار وهم يرفضون، ثمّ تعاود الكرّة. أمّا بالنسبة الى المجموعات المسلّحة، فنحن لا نعتبرهم معارضة، وكلّ من يحمل سلاحاً ليس معارضاً، بل هو متورّط في تقويض الأمن السوري واستهداف سوريا'. واعتبر أن 'مشاكل سوريا مع أميركا تبرز عندما تنظر الإدارة الأميركية الى سوريا بعيون إسرائيلية'، وقال: 'نحن نشعر أنّ نموّ الدور الروسي ـ الصيني يضعف الدور الأميركي على الساحة الدولية، وهناك نوع من النظام الدولي هو في طور الولادة مع أنّه لم يصل الى الشكل النهائي، لكنّ هناك أموراً مشجّعة في إعادة التوازن المفقود'. وتحدث مقدسي عن الكم الهائل من السلاح الذي يتم تهريبه الى المجموعات الإرهابية المسلحة في سوريا وسأل: 'هل فُتح تحقيق بباخرة لطف الله ـ2؟ ومن يدفع فواتير هذا الكمّ الهائل من السلاح الذي يتمّ تهريبه الى المجموعات المسلّحة، ولماذا لا نتوقف عند ما طلبه رئيس الأركان الأميركي من أنقرة منذ أسبوع حول وقف دخول تنظيم 'القاعدة' الى سوريا، وماذا يعني ذلك؟'. كاشفاً عن استخدام حيوانات مدربة في عمليات تهريب السلاح الى داخل سوريا. ووصف لبنان بأنه 'الخاصرة الرخوة لسوريا التي تمرّ حالياً في أوضاع صعبة'، مؤكداً أن 'القنوات الرسمية مع لبنان مفتوحة، لكن هناك قوى في لبنان ليس لها مصلحة في استقرار سوريا، ونحن نفرّق بين لبنان الرسمي ولبنان القوي السياسية، ونتفهّم للبنان سياسة النأي بالنفس لكنّنا نريد نأياً بالنفس إيجابياً'.
الآراء