بحضور الأستاذ عبد الرحمن بيراني ، الأمین العام للجماعة ، انعقد الاجتماع الأول للمجالس الاستشاریة الإقلیمیة للجماعة مساء الأربعاء 16 جمادي الثاني في الفضاء الإلكتروني. وفيما يلي شرح بیان الأمين العام: بسم الله الرحمن الرحيم نحمد الله تعالی ونصلی ونسلم علی جمیع الأنبیاء والمرسلین ولا سيما خاتم النبيین محمد (صلى الله عليه وسلم) وصحبه الکرام خدمة الدين والإنسانية. قال الله سبحانه وتعالی:
«ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ» (یونس: ١٤)
نحن الآن خلفاء وراثة للتراث الذي انتقل إلينا من المالكين والأمم السابقين.
لقد كانوا ذات يوم في معرض الامتحان والابتلاء الإلهي، والآن نحن نحاكَم على أفكارنا وأفعالنا وسلوكنا ، ونکون تحت العدسة المكبرة للإشراف الإلهي الدقيق والحكيم الذي قال: «لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ». إن بعض الآيات مثل الآية المذكورة ، وكذلك الآيات الأخرى مثل آية «وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ » لها رسالة عاطفية ثقيلة إلا أن بعض المفسرين يقولون إن هذه الآية لا تخص المؤمنين.
بطبيعة الحال ، تضعنا هذه المراقبة وهذا الحساب النهائي في موقف من المسؤولية الجادة لأداء واجباتنا ومسؤولياتنا بوعي ومسؤولية. وأما العمل الجماعي أو أي تجمع بعيد عن أعين الآخرين ما دام المرء يفكر في أداء خدمة أو عمل صالح ، فهو افضل مثال على الخير ، قال الله تعالى في القرآن الكريم: «لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا» (النساء: ١١٤( يفتح الله تعالی على البشر أبواب الخيرات الثلاثة العظيمة للعمل الجماعي إذا كانت حركة جماعية لتحقيق هذه الأهداف أو أداء الأعمال الصالحة ، فيمكن أن تؤدي إلى الحصول علی رضوان الله ونیل الأجر والثواب.
اليوم عندما يتحدث العلماء والمفكرون عن وسائل النجاح والإدارة السليمة للحياة يعتمد نجاحنا على وجود الإيمان الصادق بصحة وجدارة المسار والهدف الذي حددناه لأنفسنا ؛ أي أننا نؤمن بصحة ونبالة الأهداف والمهام التي جمعتنا معًا. کما یقول الله تعالی: «فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ» (الزخرف: ٤٣) فإن أدنى شك حول صحة الطريق وجدارة البرنامج والأهداف ستشل بالتأكيد أيدينا وأقدامنا. «فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ» (الروم: ٦٠)
عندما يتأكد الشخص من أن الطريق الذي اختاره صحيح ، فإن معارضة الآخرين لن تؤثر عليه ولن تجعله يشك في ذلك. نحن في جماعة الدعوة والإصلاح نؤمن بأن الرسالة والمهمة التي قمنا بها يمكن أن تكون مفيدة وفعالة في خدمة مواطنينا وتلعب دورا في حل الآلام والمشاكل وخلق السلام والوئام والوحدة والأخوة.
ومما لا شك فيه أنه من أجل الوفاء بهذه المسؤولية الكبيرة ، فإن امتلاك الخبرة والتجربة والقدرة والمثابرة في الممارسة العملية ، ووجود المرافق والمجالات اللازمة لتحقيق الأهداف أمر ضروري. وفي النهاية، أؤكد مرة أخرى على الحاجة إلى تحقيق التوازن بين قاعدة التعاون والتمايز والالتزام الدائمً بمبدأ التسامح وتجنب العنف والتحيز والقیام بالتعاون والتآزر مع التيارات والأحزاب والمؤسسات الأخرى وعدم التخلي عن أي جهد لتقديم الخدمات لمواطنينا.
فلنبذل قصارى جهدنا للوفاء بواجبنا الخاص عندما يتعذر التعاون والتعاضد مع الآخرين لأي سبب من الأسباب. ومن المتوقع أن يتولى أعضاء الجماعة الأعزاء زمام الأمور للتعاون مع الآخرين حتى نطيع بإذن الله الأمر الإلهي «وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ»
الآراء