عقد جلسة "تصنیف صورة الإسلام في العالم" بإلقاء محاضرة الدکتور طارق رمضان العالم الإسلامي الکبیر وأستاذ العلاقات الإسلامیة المعاصرة في جامعة أوکسفورد، في کلیة دراسات العالم بجامعة طهران مساء الأحد 28 محرم. وقبل التطرق بموضوع المحاضرة قال البروفیسور طارق رمضان أنا کمسلم سني مقیم في الغرب حیث بدأت التعلیم التقلیدي والحوزوي ثم شغلت في التعلیم الآکادمي اعتبر نفسی ذات هویات عدة وأکون هنا کعالم سني وسأتطرق بالموضوع بنظرة داخلیة.

وفي أهمیة التفکیر النقدي قال: التفکیر النقدي له سابقة بین الشیعة والسنة ولا ینبغي أن نتابع الغرب؛ وفي بدایة الحدیث أود أن أقدم سؤالا؛ لا أرید أن أعلم ما کانت إجاباتنا أمام الغرب بل إلی أي مدی نلتزم بالتفکیر النقدي الشیعي أو السني؟

وتابع المفکر المصري: التعدد في العالم الإسلامي من جوانب القوة بالنسبة لنا؛ هناک أناس کهانیکنتون ینظر إلینا بنظرة أخری وربما یستغل التعدد کنقطة قوتنا علینا. وفي نظرته أن قوة الأقویا تنبع من ضعف الضعفاء وإذا لم نستطع أن نکسب القوة من التعدد فسنکون الضعفاء. إن التعدد مصدر القوة ولکن إذا لم تتم إدارة القوة جیدا ستبدل بالضعف. إن التعدد الإسلامي کان أمرا مقبولا في الماضي ولکن الیوم أصبح متباینا وأن خطابنا أخفق لإرائة التنوع داخل الإسلام للعالم.

وأضاف أستاذ جامعة أوکسفورد: تجمیل الکلام والتوصیة باسختدام التنوع في العالم الإسلامي أمر بسیط جدا ولکن یجب أن نسعی لنتحمل ثمن التفکیر المختلف؛ عملت في برس تی وی ثماني سنوات وفي قنوات أهل السنة کـ "إقرأ". انتقدت کل حکومة وأحسبه الأمر بالمعروف والنهي عن المنکر وأن ثمرة جهودي أنه تم حرمانی من دخول السعودیة وأمریکا.

وتابع حفید الإمام حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمین: نحن نعلم أن هناک أمة واحدة ونحن کجزء منها ولکن یجب أن تتوفر حریة التفکیر وطرح الأسئلة؛ نحن المسلمون الیوم نعیش في مجتمع روحي بغض النظر عن الملة وعلینا أن نری هذا التعدد ونعترف به. وصرح بروفیسور رمضان: بقبول هذا التنوع علینا أن نقبل حریة التفکیر والاستجواب وإلا فسوف یکون المجتمع راکدا.

إن التعدد کان موجودا في السنوات الأولی من الإسلام وأن الصحابة کانوا متنوعین؛ علی سبیل المثال هناک کان تباینا بین عبد الله بن عمر وعبد الله بن مسعود؛ أحدهم أهل الرأی والآخر أهل النص. وأکد أستاذ جامعة أوکسفورد بشأن التعدد الإسلامي أن مستوی التنوع وقیوده مهم جدا مضیفا لا ینبغي لکل دعوی أن یکون إسلامیا وأن السنة والشیعة والأباضیة هم إخواننا المسلمین وقبول هذه الحقیقة هي الخطوة الأولی بشأن مستوی التعدد الإسلامي؛ إننا لا نتفق أن أصول الفقه تم تدوینها من قبل الإمام جعفر الصادق أو الإمام الشافعي ولکننا متفقون بأن کل هؤلاء کانوا مسلمین لا ینبغي لنا أن نتهم بعضنا الآخر بأنه أقل مسلما مني.

وأکد رمضان: إن أصول الفقه یسأل: من أین تأتي المصادر؟ من العقل؟ أو الکتاب أو مصدر آخر؟ إن الأخباریین والأشعریین یعتبرون النص مصدر رئیسیا وإذا کان العقل مصدرا من المصادر فالعلم والإنتاجات العلمية ستکون دینیة. إن الشیعة یقبولون العقل أسرع من أهل السنة والأخیر یتلائم معه بعد قلیل من التأخیر.

والأهم من العقل والنص في فهم الإسلام والعیش في ظل الدین هو القلب وبناء علی آي القرآن المجید أن الفهم یتم بالقلب والمجتمع الإسلامي الیوم بعید منه جدا نحن المسلمین نتفق في الأطر العملیة لا في نمط التطبیق وبعبارة أخری نتوافق في ضرورة أداء الصلاة والصیام مثلا ولکن في نمط التطبیق لسنا کذلک؛ لهذا أن الحوار بین الفرق الإسلامیة حوار بین الأدیان ولکن أن الحوار مع الفرقة الأحمدیة مثلا لیس حوارا بین الأدیان لأنها تعتقد هناک رسول بعد رسول الله وهکذا قد ترفض إحدی المبادئ الأساسیة وطبعا تخرج من الحوار بین الأدیان.

وفي الختام صرح طارق رمضان: وفي شأن هؤلاء الذین لا یدینون بدین الإسلام لا ینبغي أن نعتبرهم غیر مسلمین وبما أن التنوع في القرآن أمر معترف به علینا أن نتأمل ما هو غیر المسلم بالضبط؟ هل هو الملحد أو المسیحي أو شيء آخر؟ إذا کان لدینا أخلاقیات الحرب ونری أن داعش یمارس بخلافها لیس هذا دلیلا أن نعتبرهم غیر المسلمین لإننا في هذه الحالة قد تصرفنا مثلهم؛ إن داعش لدیهم أداء غیر إسلامي ولکنهم مع ذلک مسلمین.

وجدیر بالذکر في هامش المؤتمر قام وفد من الجماعة بإقامة صلاة العصر بإمامة الدکتور طارق رمضان واستدعوه بعد التعارف والتبادل لوجهات النظر في فضاء ودي تعارفي.