الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يؤكد إجماع الأديان السماوية الثلاثة ( الإسلام، والمسيحية، واليهودية) على التحريم القاطع التام للشذوذ الجنسي، (اللواط) ومخالفته للفطرة السليمة وبقاء الجنس البشري.ويستنكربشدة المحاولات الاستبدادية لفرضه على شعوب العالم. تصاعدت في السنين الأخيرة وتيرة الحملات والضغوط الغربية لفرض القبول والترحيب بالشذوذ الجنسي على مختلف شعوب العالم وأفراده، وجعله "حقا أساسيا من حقوق الإنسان"، وكأنَّ الشذوذ الجنسي هو أحد أسباب السعادة والحضارة والتقدم البشري! وقد أصبحت هذه الحملات تمارس "حق" التحقير والتشهير بمعظم شعوب العالم، لكونها ما زالت تستهجن الشذوذ الجنسي وتعتبره انحرافا أخلاقيا..

وقد وصلت هذه الحملات والضغوط السياسية والإعلامية إلى حد القمع والمعاقبة والاضطهاد لكل من يعبر عن رأي مخالف ومنتقد للشذوذ الجنسي.. بل حتى الأطباء والعلماء المختصون أصبحوا - في كثير من الدول - لا يجرؤون على ذكر النتائج والمقتضيات والتوجيهات العلمية حول مفاسد الشذوذ الجنسي وأضراره الصحية والنفسية والاجتماعية، بل أصبحوا لا يستطيعون إنجاز البحوث والدراسات العلمية الحرة في هذا المجال.

إن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، بمقتضى الأمانة العلمية الشرعية التي يتحملها، يفتي ويؤكد:

1. أن العلاقات الجنسية الشاذة (بين ذكر وذكر، أو بين أنثى وأنثى) محرمة تحريما قطعيا تاما، بالكتاب والسنة وإجماع العلماء من جميع المذاهب الإسلامية. قال الله تعالى: {وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ} [العنكبوت: 28 - 30].

2. أن العلاقات الجنسية الشاذة قد ثبت تحريمها واستنكارها في كل الديانات والشرائع المنزلة؛ كاليهودية والمسيحية وغيرهما.

3. أن المحاولات المحمومة الجارية للتطبيع الاجتماعي والقانوني مع الشذوذ الجنسي القذر، ومع مهزلة الزواج المثلي والأسرة المثلية، يسير نحو جرِّ البشرية إلى مخاطر وجودية وحضارية، طالما حذر منها العلماء والعقلاء..

4. أن الاتهامات وحملات التشهير الموجهة ضد الشعوب الرافضة للشذوذ الجنسي، وفي مقدمتها الشعوب الإسلامية، وكذا حملات الاضطهاد والتضييق على كل منتقد ورافض له، لتعدُّ انتكاسة مفجعة لحرية الرأي والتعبير والاعتقاد، وتمثل شكلا من أشكال التسلط والأنانية والاستبداد والوصاية، يمارسه الغرب وأتباعه على شعوب العالم.

5. وختاما يوصي الاتحاد بالاستماع والإذعان لصوت العقل والعلم والحكمة والمصلحة العامة، بذل الانجرار وراء صوت الشذوذ والانحراف والانحطاط وتجارة الشهوات. {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا} [النساء: 27] {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}

أ . د علي القره داغي          أ . د أحمد الريسونى

الأمين العام                    الرئيس
الاحد 30/ربيع الأخر 1443 الموافق 5/12/2021