التقی الأمین العام لجماعة الدعوة والإصلاح الإیرانیة الدکتور عبد الرحمن بیراني یوم الاثنین 28 رجب مجموعة من أعضاء الجماعة وأنصارها في طالش بمحافظة جیلان شمالي إیران. وفي هذا اللقاء الودي تطرق الأمین العام إلی فلسفة الجماعة قائلا: إن فلسفة الجماعة هي الحفاظ علی ثقافة أهل السنة وهویتهم الوطنیة والدینیة ولقد أکد القرآن الکریم علی العمل الجماعي في غیر موضع وقال: "کُنتُمْ خَیْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنکَرِ" [آل عمران: 110]، والخلیفة الراشد عمر بن خطاب رضي الله عنه کان لا یسمح لأکابر الصحابة بالخروج من المدینة المنورة لأنه کان بحاجة للتشاور معهم.

وتابع الأمین العام: إن الجماعة تعزز الأعضاء حتی یفهموا الظروف الاجتماعیة ویتعاملوا مع القضایا تعاملا حسنا وقد الجماعة ساهمت في صحوة جمیع الشرائح وأنها ممثلة الوسطیة والاعتدال ولا غرو في ذلک وحافظت علی الاعتدال بالحفاظ علی استقلالها. وحول فوائد العمل الجماعي قال سماحته: إن من برکات المشارکة في الجماعة والسیر في موکبها هي أنه یحس الشخص برقابة من نوع آخر إضافة علی الرقابة الإلهیة ویشعر دوما بحالة من الردع.

وللحث علی قبول المسؤولیة أشار بیراني إلی قصة یوسف الذي رشح نفسه لقبول المسؤولیة وقال: "قالَ اجْعَلْنِی عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّی حَفِیظٌ عَلِیمٌ" [یوسف:55] واعتبر الهروب من المسؤولیة تجاه الجماعة نقطة ضعف وأن سبب تشکیل المنظمات الإسلامیة هو الاستجابة لهذا النداء الإلهي: "کنتم خیر امه اخرجت للناس" وحل مشاکل المجتمع والتخفیف من آلامه. وتطرق الأمین العام في تبیین الدعوة الإسلامیة إلی هذه الآیة الکریمة: "قُلْ هَـذِهِ سَبِیلِی أَدْعُو إِلَى اللَّـهِ عَلَى بَصِیرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِی وَسُبْحَانَ اللَّـهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِکِینَ" [یوسف:۱۰۸] وصرح بأن المنافسة الوحیدة والشریفة التي یشدد علیها القرآن الکریم هي المنافسة في المجال الدیني والتبعیة للشریعة: "وَفِی ذَلِکَ فَلْیَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ" [المطففین:۲۶].

وواصل: إن کل مسألة تنبني علی أساس التقوی فهي مبارک وکل جهد وحرکة بذلت في إطار الدین وتقدیم الخدمة إلی الشعوب فهي في رضا الله وهذا العمل متبقی دوما. إن الجماعة بدأت في ظروف محدودة وظهرت تدریجیا في کافة مناطق أهل السنة وأن تمتعها بالتقوی والإخلاص قد أدی إلی الوصول إلی هذا المستوی حتی تکون من أقوی المؤسسات بین أهل السنة.

واعتبر سماحته الحیویة والتعامل الحسن والشعور بالمسؤولیة والسعي لمداواة آلام المجتمع من متطلبات الإیمان بالله مضیفا: من أبدع ما قیل حول محمد عبده تلمیذ سید جمال الدین بأن والده أعطاه حیاة أسریة حیث کان یشارکه فیها إخوته وأما الحیاة الروحیة التي أعطاه سید جمال قد شارکه فیها سیدنا محمد وإبراهیم وعیسی و... علیهم السلام. إنکم بحضورکم في مسار الدعوة تخطون خطوة جنبا إلی جنب قافلة الدعاة بدایة من سیدنا آدم وصولا إلی خاتم النبیین وجمیع الدعاة علی مر التأریخ؛ إنکم ترافقون القافلة التي في طلیعته محمد صلی الله علیه وسلم وهکذا تفردون أنفسکم من صفوف الآخرین.