حضر الأمین العام لجماعة الدعوة والإصلاح الدکتور عبد الرحمن بیراني في اجتماع المجلس المرکزي للجماعة یوم الجمعة 4 جمادی الثاني واعتبر أن تطور المجتمع الإسلامي بحاجة إلی تطور شخصیة الإنسان مؤکدا علی الجهد المتواصل في مجال التعلیم والتربیة وإصلاح النفس للوصول إلی هذا التطور. بناء علی تقریر مراسل إصلاح‌وب قال الأمین العام للجماعة: من مظاهر فضل الله علی العباد تبیین کیفیة التطور الفردي والأسري والاجتماعي للوصول إلی الأمن والسعادة وأن القرآن الکریم قد أشار إلی هذا التطور الإیجابي:

"لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّـهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ"[رعد:١١].

إن الله تعالی کلف حفاظة الإنسان أصفی خلقه أعني الملائکة کما یکون للأشخاص البارزین والمعرضین للخطر حراس وتعیین الحراس ینبئ عن أهمیة الأشخاص وکرامتهم.

وتابع سماحته: تعیین الله الملائکة لحراسة الإنسان له معنیین:

1- الرعایة وتسجیل الأعمال

2- حفظ الصحة الجسدیة والروحیة

خضوع تطور العالم لتطور الإنسان یعني أن إرادة الله في تغییر المجتمع الإسلامي تتبع إرادة الناس وإذا رغب الناس في التغییر الإیجابي ویوفروا المجال له في ذواتهم فسیوفقهم الله تعالی. علینا أن نهاجر من الغفلة إلی الوعي ومن المعصیة إلی الطاعة ومن الشرک إلی الإخلاص. واعتبر الأمین العام للجماعة أن تغییر العالم یعتمد علی تغییر إرادة الإنسان وأردف قائلا: خضوع تغییر العالم لدور الإنسان وإرادته من دلائل تکریم الله للإنسان ومن مظاهر عدالته؛ لأن حکم الآخرة ونوع معیشة الإنسان فيها یتعین علی أساس کمیة الأعمال والقصد الذي یمکن وراءها: "أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ"[قلم:35] وهذا بالطبع تحذیر ویشیر إلی أن علی الناس أن یکونوا في الاندفاع إلی ترک السوء والانطلاق نحو الإیجابیة وإلا فلا مجال للتطور والنتمیة.

وأضاف الأمین العام للجماعة: جاء في الحدیث النبوي الشریف: "وَعِزَّتِي وَجَلالِي وَارْتِفَاعِي فَوْقَ عَرْشِي ، مَا مِنْ أَهْلِ قَرْيَةٍ ، وَلا مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ كَانُوا عَلَى مَا كَرِهْتُ مِنْ مَعْصِيَتِي ، ثُمَّ تَحَوَّلُوا عَنْهَا إِلَى مَا أَحْبَبْتُ مِنْ طَاعَتِي إِلا تَحَوَّلْتُ لَهُمْ عَمَّا يَكْرَهُونَ مِنْ عَذَابِي إِلَى مَا يُحِبُّونَ مِنْ رَحْمَتِي" وفي النظرة الدینیة أن العذاب والتکفیر ثمرة المعصیة ونصَّ علم القانون علی أن کل فعل أو ترک الذي فرض له عقاب في القانون یعد جریمة.

واعتبر الدکتور بیراني أن تطور شخصیة الإنسان نقطة الانطلاق للتنمیة وأضاف قائلا: إن آیة: "لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ" تشیر إلی مجالین للتغییر:

1- ما بقوم

2- ما بأنفسهم

"ما بقوم" تشمل کل حالة اجتماعیة سیاسیة ثقافیة اقتصادیة غیر مواتیة منها انعدام الأمن والفقر واللامساواة والاستبداد و"ما بأنفسهم" تشیر إلی أقسام العیوب والانحرافات والسلوکیات الخاطئة؛ بمعنی أن التغییر في المجالات الآنفة الذکر مرهون بتطور شخصیة الأفراد وهذا ینبئ عن الدور العظیم والمصیري للتربیة.