التقى الأستاذ عبد الرحمن بيراني الأمين العام لجماعة الدعوة والإصلاح ، بأعضاء هذه المنظمة المدنية في فرع آذربيجان الغربية على الإنترنت مساء الخميس 15 رجب. وفيما يلي نص کلمة الأمين العام: بسم الله الرحمن الرحیم إخواني وأخواتي الأعزاء في فرع آذربيجان الغربية السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إنه لمن دواعي السرور والامتنان بأننا نجحنا في استخدام تقنيات الاتصال الجديدة لنكون حاضرين في اجتماعكم الصادق والملئ بالإیمان.
أسأل الله تعالى أن يرافق هذا الاجتماع الميمون بحضور الملائكة الکرام ونزول النور والرحمة؛ أتمنی لکم أيها الأعزاء ولعائلاتكم الكريمة دوام الصحة والعافیة والنجاح والتوفیق في العبادة والسعادة والنعيم وأطلب الرحمة والمغفرة والدرجات العلی في الجنة للأحباب الذين لقوا حتفهم والشفاء العاجل الکامل لأولئك الذين يعانون من المرض.
أتمنى أن تكون أيامكم مليئة بالصحة والعافیة والأمل والحيوية وأن یحفظ الله تعالی الشعب الإیراني وسائر الشعوب من فيروس كورونا وأميكرون وغيرها ومن سائر الكوارث الطبيعية وكذلك مصاعب الحياة ومشاكلها وما ذالک علی الله بعزیز. إخواني وأخواتي الأعزاء كما تعلمون أن الإسلام هو أعلى سقف رفعه الله تعالى وجعله كنظام كامل عالمي وأبدي لترقية البشر وتمييزهم والتحرك حول التعاليم والمفاهيم الفريدة لدين الإسلام.
قال تبارک وتعالی: وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ»(الأنعام:19) «يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ» (المائدة:15 و 16)
كما عبر الله عن الحقائق الأساسية وغير المرئية بشكل بليغ مبَین ، لا سيما فيما يتعلق بمبدأ الخلق ، وبداية الوجود ومراحله ونهايته وبالإنسان ودوره ورسالته ونهايته وحقيقة الخلق والحياة وطبيعتها وفلسفتها حتى يستفيد الإنسان من الهداية الإلهية في الكتاب المقروء ویقوم باكتشاف الشرائع والسنن الإلهية التي تحكم الكون في الكتاب المنظور(الکون) لأداء مهمة عمارة الأرض.
رسالة الإنسان تشمل هذه المحاور الثلاثة:
أ) عبودیة الله بحرية ووعي وإخلاص
ب) عمارة الأرض ج) إقامة العدل والمساواة على أساس معايير القسط
أما شرح مختصر للقرآن المسطور والقرآن المنظور:
1) القرآن الكتاب المقروء أو المسطور يركز على عالم الأمر؛ إن تعاليم القرآن الكريم وأوامره ونواهيه هي أساس ومدار حركة ونشاط المؤمنين في أي زمان ومكان: "إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا" (الإسراء:9) القرآن هو مصدر الإيمان ونظام القيم والفضائل الأخلاقية والتاريخ العام للکون وحياة الأمم السابقة يحتوي على معجزات عديدة منها الأدبية والبیانیة والعلمية والتشريعية والأهم من ذلك أنه ليس لعصر معين فحسب ، بل لجميع الأعصار والأمم ؛ وآياته ليست قطعية إلا في حالات تتعلق بمبادئ العقيدة وأصول الشريعة والقيم والأخلاق والفضائل والأحكام لكنها ظنیة وقابلة للاجتهاد والاستدلال في سلسلة التغيرات والتطورات التي تحدث في حياة الإنسان والمجتمع.
يشير القرآن إلى الكون أو عالم الخلق الذي يحتوي على آيات الآفاق والأنفس وهذا العالم يحتاج إلى أن يُقرأ بدقة وخبرة. يقول الله تعالى: "سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَی كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ" (فصلت:53) من الواضح أن الحقائق الواردة في القرآن تعني أنه يحتوي على نظام وقوانين خاصة ویحتوي على مفاهیم رفیعة يستحق العلماء والخبراء نقلها من القوة إلی الفعل.
من الواضح أنه لن ینزل قرآن آخر لفهم حقائق الوجود بل تحقيق هذه الحقائق سيكون من الممكن في ضوء آيات هذا القرآن واكتساب المعرفة والخبرة اللازمة. وفي هذا السياق ، غالبًا ما تحتاج الدول الإسلامية إلى ثورة علمية وتكنولوجية تأخذ العقل والثروة والأمن على محمل الجد حتی یقوموا بدور مهم في صناعة الحياة والنهوض والازدهار وبناء الإيمان والعلوم والتكنولوجيا لتقريب أنفسهم من المجتمعات المتقدمة: "وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ" (المطففین:26)
وتجدر الإشارة إلى أنه في عصرنا الحاضر ، فإن الإمكانيات والمعلومات السابقة لا تکفي لهدایة المستقبل ؛ لأن الوضع مختلف للغاية ولكل وقت وعصر احتياجاته وأهدافه ومتطلباته ومشكلاته وتحدياته خاصة إذا كانت التغييرات سريعة ومستمرة مما يجعل من الصعب مقارنة المستقبل بالماضي. حتى الابتكار الذي ینبئ عن ديناميكية وفهم الوقت والاهتمام باحتياجات الناس ، لا يمكن أن يحافظ على كفاءته لفترات طويلة من الزمن وأن يكون حلا للمشاکل ؛ بدلاً من ذلك تتطلب كل فترة زمنية معينة التجديد والابتكار وفقًا لشروطها ومتطلباتها الجديدة. لهذا السبب لقد قال حكماء الأمة وکبراء الدین في وقت سابق: "إن الفتوى تتغير بحسب الأزمنة والأمكنة والأحوال والنيات والعوائد".
في عالم اليوم ، حيث التغيير سريع ومستمر ، يجب ألا يستغرق الحديث عن الماضي والحاضر وقتًا طويلاً حتی یمکننا دخول المستقبل بشكل هادف. من الضروري تبديد الأوهام والتخیلات غير الواقعية من الجسر الذي يربط بين الماضي والحاضر من أجل تمهيد الطريق لدخول المستقبل وتصميم استراتيجيات وخطط لتوجيه ودفع الاضطرابات والقضاء عليها.
لسوء الحظ ، أن الدول الإسلامية الآن في ورطة من المشاکل المتنوعة في المجالات الفكرية والأيديولوجية والثقافية والاجتماعية والتعليمية والمدنية والتقنية والتكنولوجية والإعلامية ، وأن الفحص الدقیق لأبعادها واقتراح حلول مؤثرة يمكن للمهنيين المهتمين فقط وفي مثل هذه الظروف على التيارات الإسلامية أن تعلم أن لديها مهمة ثقيلة لأن واجبهاومسؤوليته تربط ارتباطًا وثيقًا بالاحتياجات والمشكلات.
يجب أن نكون أبناء عصرنا وأن نتصرف وفقًا لاحتياجات وتوقعات مواطنينا وشعوبنا، مع الشعور بالمسؤولية والرحمة والحنان حتى نتمكن من المساهمة في بناء مستقبل أفضل لأنفسنا وللأجيال القادمة مع فهم الحقائق والضرورات والمتطلبات.
الآراء