في لقاء مشترک للإدارة المرکزیة ومسؤولات المحافظات من الأخوات حیث تم عقده 29 ذي الحجة عبر الأمین العام للجماعة الأستاذ عبد الرحمن بیراني عن سعادته من مشارکة الأخوات في الجماعة واعتبره شرفا کبیرا.
قال الأستاذ بیراني في مستهل اللقاء نحن سعیدون بمشارکة الفعالة للأخوات إلی جانب إخوانهن وأن لجنة الأخوات من اللجان الناجحة والفعالة مشیرا إلی الآیة الأولی من سورة النساء حیث تقول: "یاأَیهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِی خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِیرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِی تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَیكُمْ رَقِیبًا"
وفي تفسیر هذه الآیة قال سماحته: هذه الآیة تخاطب کافة الناس والمجتمع البشري وتدعوهم إلی رب واحد وهناک ثلاث نقاط:
1- بناء علی رؤیة المسلمین أن الله تعالی خلق الناس بإرادة واحدة ویدعوهم إلی خالق الحیاة وإلی التوصیة الأخیرة لله تعالی وهو دین الإسلام.
2- إن جمیع الناس خلقوا من نفس واحدة وأن جوهر الوجود في الجمیع سیان؛ ففي أصل الخلق لیس تفضیلا بین الناس وإنما الفارق الوحید في المواهب والقدرات ومدی الاستقامة بعد الإجابة.
3- إن هذه الآیة تبطل بعض الآراء حول المرأة في عدد من المجتمعات والحضارات حیث تعتبرها شیئا عدیم القیمة ومبدأ الشر؛ إن کافة الناس خلقوا من امرأة ورجل ومن نفس واحدة.
وفي جزء آخر من کلمته قال الأمین العام للجماعة: إن ضرورة الجماعة وأهمیتها کحرکة دینیة تتجلی في ضرورة الدعوة إلی الله ونشر تعالیم الدین ومقاصد الشرع وأن مکانة الجماعة وقیمتها یمکن تقیمها في ساحة العمل؛ فعلی سبیل المثال إذا لم تکن جماعة الدعوة والإصلاح موجودة ما الذي سیحدث؟ وما الذي تغیر إذا کانت موجودة؟
وأضاف: الحرکات الإسلامیة منها جماعة الدعوة والإصلاح لدیها مسؤولیة في مجالات عدة:
1- خلق العلاقة مع الخالق وتعزیزها بناء علی فهم صحیح وإیمان والتزام حقیقي؛ لأن أساس جمیع الإنجازات خلق العلاقة والسلام مع الله تعالی.
2- بعد العلاقة مع الخالق یأتي دور العلاقة مع الخلق حیث تبنی علی النصح والشفقة والإخلاص والتزام بالقیم الأخلاقیة والعفة والتسامح واجتناب من العنف والظلم والفساد.
3- ضرورة بذل الجهد لإقامة العدل والقسط وتمتع المواطنین بالحقوق والحریات المدنیة؛ لأن أبرز مهمة جمیع الأنبیاء هي توفیر المجال لإقامة العدل والقسط في المجتمع الإنساني کما قال تبارک وتعالی في کتابه العزیز: "لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَینَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِیزَانَ لِیقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ"[الحدید: ٢٥].
وفي الختام دعا الأستاذ بیراني الأخوات إلی اتخاذ خطوات جادة من أجل تعزیز مکانة الأسرة قائلا: بناء علی الآیة الأولی من سورة النساء حیث تعتبر الأسرة أساسا للمجتمع وبالنظر إلی مهمة الأخوات في هذا المجال فمن المتوقع أن تخطون خطوات ثابتة في الظروف الراهنة من أجل إحیاء الدور الرئیسي للأسرة والحفاظ علیها.
وحول دور الأسرة في تکوین شخصیة الإنسان أکد قائلا: إن شخصیة الإنسان تتکون في الأسرة کما أن المدرسة تکتمل عقله وأن المسجد یزکي روحه وسلوکه وإذا لم تلعب الأسرة والمسجد بدورهما لا تکفي أي من المدرسة والجامعة والمجتمع أن تعطي المرء تعادلا سلیما.
الآراء