ثانياً -الاتجاه الرفض « للتأصيل الإسلامي لعلم النفس » بأسم علم النفس
اصحاب هذا الاتجاه هم الكثرة الغالبة و في غالبيتهم من المتخصصين الذين بنوا أمجادهم العلمية علی أساس من علم النفس بمناهجه الغربية البحتة ، و كثير مهم تلقوا دراساتهم العليا في أوربا و أمريكا ، أو هم من  الذين درسوا في بلادهم الإسلامية علی يد أمثال هؤلاء الذين أخذوا العلم في بيئته الحضارية الغربية الفائقة في جميع المجالات المادية و التقنية فتأثروا بكل ما يحمل علم النفس من خلفية فلسفية غربية مادية . و من أبحاثه و مادته التي أنجزت لتساعد الفرد الأمريكي و الأوروبي في التوافق مع بيئته . و من مناهج لا يستقيم بعضها مع الفكر الإسلامي و أخلاقياته . كما انطبع هؤلاء بما يؤكده كثير من علماء النفس في الغرب من « علمية » علم النفس و حرصهم علی إدخال هذا التخصص تحت مظلة العلم التجريبي الوارفة و نفورهم من ربطه بالفلسفة و الدين. 
و الغالبية العظمي من هؤلاء الرافضين لأسلمة علم النفس هم من المسلمين الطيبين  . ممن يؤدي الكثير منهم فرائض الإسلام و يجتنبون كبائر ما ينهون عنه ، بل إن بعضهم ربما كان أكثر عبادة و إخلاصاً من بعض اولئك الداعين للأسلمة و التأصيل الاسلامي لعلم النفس ، لكنهم قبلوا  مواد هذا التخصص كماعرضت لهم و لم يكلفوا أنفسهم عب ء البحث في جذورها « العلمانية » ، فالأمر لا يخلوا من صعوبة فهو يزلزل أركان علمهم الذي وهبوه المال و الجهد حتی أصبحوا متخصصين مرموقين في مجتمعاتههم و اكتسبوا المال و الشهرة . فعندما يتحمّسون مؤكدين أن ليس هناك شيء  اسمه « علم نفس إسلامي » و أنه ليس هناك ما يدعو « للتأصيل الإسلامي لعلم النفس أو غيره من العلوم الإنسانية » ، تحس أنهم إنما يدافعون عن المراكز و الحصون . فعلم النفس هو علم تجريبي بمعني (science  ) ، و بهذا المفهوم تسقط « الأسلمة » . يقول الفاروقي،1995 :
«إننا حقيقة لدينا مئات الآلاف من حملة الماجيستر و حملة الدكتوراه ، ولكن القليل منهم يمكن اعتباره من بين هؤلاء الذين لديهم حسن الإدراك بوجود تلك المشكلة المتعلقة بإضفاء الصفة الإسلامية علی فروع الدراسة ؛ فإن معظمهم قد مر بعملية تامة من غسيل المخ بواسطة الغرب حتی إنهم أصبحوا أعدا أشداء ضد إضفاء الصفة الإسلامية ، أو علی أفضل وجه أصبحوا متفرجين نيامًا يتسمون باللامبالاة ، بل و التشكك وانعدام القابلية للتأثير والتأثر».
فقد كتب الدكتور زكي نجيب محمود مقالاً بعنوان « لك الله يا علوم الإنسان » يرد فيه علی أصحاب الدعوة إلی " أسلمة العلوم الإنسانية " فيذكر أن العلوم الإنسانية « علوم » تخضع لما له كل قول آخر أراد له صاحبه أن يندرج في زمرة العلم ، و من أهم الخصائص ، و أبرز الملامح التي تجعل علماً متميزاً عن غيره من ضروب القول الأخری « الموضوعية » فإن من أهم ما يميز الفكرة العلمية كائنا ما كان موضوعها أن تتجرد عن الميل و الهوی ، فحتی صاحبها الذي كشف عنها الغطاء ، و أعلنها في الناس ، لابد له أن ينفصل عنها ، فلا صلة بينها و بين ذاته الشخصية ، و لا علاقة لكرامة و مكانته بصواب فكرته تلك أو خطئها ، لأنها منذ لحظة أعلانها تصبح بين أيدي المختصين من علماء ميدانها ، يفحصونها ، و يمحصونها ، و يقبلونها أو يعدلونها أو يرفضونها ، إذ هي ملك عام ، و لم تعد مقتصرة علی صاحبها ، و هذه الجوانب كلها في الفكرة العلمية هي التي نقصدها حين نشترط علی أية فكرة علمية أن تكون موضوعية ، و من هنا لم يعد يجوز لها أن تتجنس بجنسية من كشف عنها و أذاعها . 
و يحدد الدكتور زكي نجيب محمود ثلاثة علوم هي : علم النفس ، و علم الاجتماع و علم الاقتصاد ، و هي – علی حد قوله – العلوم الثلاثة التي تكون أهم ما في العلوم الإنسانية ، و يأخذ علی أصحاب الدعوة إلی أسلمة هذه العلوم الإنسانية أنهم يعلنون صراحة أننا و نحن نأخذ عن الغرب تلك العلوم ، فإنما نكون قد عرضنا أنفسنا لغزو ثقافي من ذلك الغرب ، و يتساءل قائلا « و ماذا يريدنا هؤلاء السادة أن نفعل لكي تكون لنا علوم إنسانية خاصة بنا عربية إسلامية ؟ إنهم يريدون شيئين – فيما يبدو – أولهما ألا تكون مراجعنا في البحث العلمي في ما كتبه في موضوعات العلوم الإنسانية علماء الغرب ، و أن تكون مراجعنا هي مراجعنا نحن فنرجع إلی ما كتبه أعلامنا : الإمام الغزالي و الفقيهان ابن تيمية و ابن القيم و الفيلسوف و الفقيه الإسلامي ابن خلدون .. و أما الشيء الثاني الذي يدعو إليه السادة أصحاب هذه الدعوة فهو أن تنصب أبحاثنا العلمية في مجال العلوم الانسانية علی واقع حياتنا نحن حتی لا تؤخذ علومنا من واقع الحياة عند آخرين ، علی أن الساده أصحاب هذه الدعوه  يضيفون الشريعة الإسلامية و فقهها فيما يسمي بالعلوم الإنسانية»  .
و يواصل الدكتور زكي نقده لأصحاب هذه الدعوة ، و يقول « فلنتظر إلی العلوم الإنسانية الثالثة الأساسية علما علما لنری هل يمكن أن يكون العلم منها علما وافيا بما نريده منها إذا نحن اكتفينا بقراءة ما في الكتب ؟ ... و لنبداً بعلم النفس و أول سؤال أطرحه علی الدعاة إلی أسلمة العلوم الانسانية هو : بأي منهج علمي تريدون للعالم العربي المسلم أن يجري بحثه العلمي في الظاهرة النفسية التي يختار البحث فيها ؟... فإذا كان الجواب أن المنهج لا يكون إلا المنهج التجريبي الذي يفحص العينات الممتازة في حدود الموضوع المطروح للبحث فحصا معروف الخطوات و التفصيلات الإجرائية ، ثم تحسب النتائج بعملية إحصائية رياضية ... أقولإذا كان هذا هو الجواب ، إذن يكون العالم الباحث عالما باحثا بغض النظر عن عقيدته الدينية ، و بغض النظر أيضاً عن المادة التي وردت في كتب السالفين أو في كتب بعض المعاصرين » . و يستطرد زكي نجيب محمود في الحديث عن المنهج العلمي التجريبي الذي ينبغي أن يلتزم به الباحث في علم النفس ، لكي يدحض موقف دعاة أسلمة العلوم الإنسانية الذين إذا اتبعناهم « وقعنا في أحبولة التخلف » علی حد قوله . 
و قبل أن يختتم مقاله« لك الله يا علوم الإنسان » يقول صاحب المقال :" و لم يعد لدينا الكثير لقوله في العلمين الآخرين: علم الاجتماع و علم الاقتصاد و يكتفي بإسارات مقتضبة يستفاد منها أن ما سبق أن ذكره في علم النفس يقال أيضا في ميادين البحث في هذين العلمين  .
و کتب الدكتور السيد محمد البدوي بمقال آخر يهاجم فيه أصحاب الدعوة إلی أسلمة العلوم الانسانية ، و يستند هذا المقال كسابقة في نقد الدعوة إلی الأسلمة ، علی الاحتجاج بالمنهج العلمي ، و ما يستلزمه من موضوعية ، و ينفي الدكتور بدوي بشدة أن تكون هنالك معرفة إسلامية و معرفة غير إسلامية ، و يؤكد أن مصطلح الأسلمة يخلط خلطًا مقصودًا لبلبلة العقول بين ما يتصل بالعلم وما يتصل بالدين ، وإلا فلماذا لا نسمع عن حركات مماثلة نحو «تمسيح العلوم» أو «تهويد العلوم» أو «تبويذ العلوم» ؟.
إن الأديان و العقائد في أنحاء العالم تعد بالمئات ولكن مناهج العلم واحدة و يجب أن تكون واحدة ، فهناك المنهج التجريبي ، و المنهج الاستقرائي ، و المنهج الإحصائي ... الخ ، و كل منهج من هذه المناهج يستخدم في بحث عدد من الظواهر الطبيعية أو الإنسانية أو الاجتماعية و استخدام العالم المسلم لواحد من هذه المناهج لا يختلف ، بل لا يصح أن يختلف عن استخدام العالم المسيحي و إلا فسدت موضوعية المنهج ، و فسدت نتائج البحث تبعا لذلك ‌».
و يذهب الدكتور بدوي إلی أن الاكتشافات العلمية في مجالات البحث المختلفة إذا ما استقرت و ظهرت فائدتها في مجال التطبيق سارع العلماء و الباحثون إلی اقتباسها و إلافادة منها في مجتمعاتها بغض النظر عن عقيدة أو دين من توصلوا إلی هذه الاكتشافات ، و لايمكن أن نتوقف عن هذا الاقتباس انتظار لأن تصلنا المعلومة عن طريق عالم أو باحث مسلم بعد أسلمتها . 
و يخلص صاحب المقال أخيراً إلی القول « المسألة إذن – كما نری – مسألة اقتباس و إضافة علمية صرفة بعيدة عن تدخل أي عقيدة » .
و قاري المقالين يخرج منهما بنتيجة حاسمة فحواها أنه لم يعد ثمة مجال للشك في أن العلوم الاجتماعية و الإنسانية في عصرنا قد استقرت علی المنهج التجريبي الخالص مثلها في ذلك كمثل العلوم الطبيعية ، و أن الإجماع قد انعقد بين أصحاب هذه العلوم علی هذه البديهة العلمية التي لم يعد ينازع في وجوبها أحد ، و من ثم تنهار الدعوة إلي الأسلمة و تتهافت دعاوي أصحابها . 
 وینقل الدکتور عبد الفتاح أحمد فؤاد عن روبرت ميرتون (Merton) لتأکید هذا الموقف فیقول: أن العالم ليس حراً تماماً ، فهو محاصر بقيم تم استدماجها في ضميره العلمي ، و أصبحت جزءا من كيانه . و يمكن لعلم اجتماع المعرفة أن يزودنا بكثير من الأفكار الخاصة بعلاقة الفكر السوسيولوجي مثلا و الانتماءات الأيديولوجية الخاصة بأصحاب هذا الفكر ، مثال ذلك المتأمل في فكر عالم الاجتماع بارسونز ( parsons ) يلاحظ أنه ملتزم دائما بالمقولات الأساسية للمجتمع الأمريكي ، و لعل علم الاجتماع الغربي في إسهاماته المختلفة قد عكس ايديولوجيا الفكر الغربي. « فينبغي إذن أن نعترف علومنا الاجتماعية علوم ذات مضامين ايديولوجية » هكذا يقول أحد أساتذة علم الاجتماع (وهو الدكتور عاطف فؤاد) الذي يؤكد أنه لامناص للباحثين في مجالات العلوم الإنسانية من اتخاذ «مواقف» و من ثم يصبح أمر الحياد محض وهم ، لأن للباحث أيديولوجيتة و انتماءاته وقيمه ، و هي تتجسد في تحليلاته و تفسيراته لموضوعات الدراسات التي يعني بها . 
و هم إذن بتلك الدعوي التي روج لها ماكس فيبر (weber ) و من حذا حذوه ممن يرومون إيجاد علوم إنسانية ليست بذات انتماءات قيمة ، و ها نحن أولاء نجد بعض علماء الاجتماع الغربيين يكتبون اليوم في دحض « أسطورة علم الاجتماع المتحرر قيميا » (The Myth of a Value – Free Sociology ) من تصنيف Goudner ، نشر في نيويورك سنة  1970 تلک الأسطوره التی نسجها خيال أدعياء العلم المستترين بستار الموضوعية، غيرالواعين بحقيقة الظاهرة الإنسانية من ناحية ، وبطبيعة الباحث فيها من ناحية أخری ، ذلك أن الباحث في هذه العلوم – من حيث أنه إنسان – لايمكنه أن يتخلی عن انتماءاته الايديولوجية و توجيهاته الفكرية و السياسية و العقدية ، و لا ينبغي له أن يتخلی عنها ، اذ أنه يفتقر إليها و هو بصدد عرض تحليلاته ، و يستمد منها العون عندما يتطرق إلی التفسير ، و يحتاج إليها عندما يشرع في تلمس الحلول وإذا کان الأمر کذلک، و کان من المحال أن تتخلص العلوم الإنسانية من الأحکام القيمية و الانتماءات الايديولوجية و التوجهات الفکرية . ويؤكد الدكتور مالك بدري  هذه حقیقة حیث یقول : أن بعض علماء النفس في الغرب قد فطنوا إلی حقيقة أن علم النفس الحديث ليس بعلم محايد، بل إنه إفرازللحضارة الغربيه التي ترعرع فيها. و ينقل هذا الحقيقة عن البروفسور ساراسون sarason أستاذ علم النفس بجامعة ‌ييل yale  حيث ‌يقول :
«إن علم النفس وضع نفسه في مكان المؤثر في مجريات الأمور الاجتماعية دون أن ينظر إلی الكيفية التي يمكن أن تؤثر بها فيه هذه العوامل الاجتماعية الحضارية من ناحية مادته وممارساته ، إن تأثير الجوانب الاجتماعية الحضارية في مادة علم النفس ونظرياته أصبحت جزءًا منه لا يقل عن تأثير الهواء المحيط بنا ودخوله في دمنا». ثم يضيف: «وكما علمتنا التجارب أن الهواء قد يصبح ملوثًا ويضر بصحتنا ، فعلی عالم النفس أن يتعلم أن البيئة الاجتماعية والحضارية التي يتغذی منها قد تحتوي علی عوامل تضر بصحته وتطوره ، لكن مثل هذا التصور من قبل علماء النفس لا يمكن أن يتم إلا إذا استطاعوا أن يتخلصوا ولو جزئيًّا من تكوينهم الاجتماعي حتی ينظروا إلی هذه التأثيرات الحضارية والاجتماعية‌ في علم النفس من خارج هذا الإطار»  .
  وإن من أسباب الأزمة التي تعيشها العلوم الإنسانية کما يری رينيه بوفرس،1989 هي إصرارها علی موضوعية صارمة علی نمط العلوم الطبيعية کما يقول «فإذا طبقنا علی العلوم الإنسانية المبدأ الذي علی أساسه لا يقوم العلم إلا علی أساس موت موضوعه ؛ فإن هذه العلوم تسعی منذ البداية إلی قتل الإنسان وينبغي الاعتراف في النهاية أن خطرًا يهدد – ربما بشكل دائم – العلوم الإنسانية في مشروعها : إنه خطر عدم الاعتراف كليًّا باستقلال المعايير العقلانية والأخلاقية ، فالحياة هي مواجهة معايير ، ولكن منذ أن غدا الإنسان مجرد شيء أو موضوع أصبحت هذه المعايير وقائع محايثة».
و یواصل رینه بوفرس:«إن أزمة العلوم الإنسانية مرتبطة بالدرجة الأولی بالنسبية التي زعزعت في علم النفس وعلم الاجتماع ادعاءهما المعرفة ، ومرتبطة في الوقت ذاته بتوكيد حتمية شديدة الصرامة ، وبوهم لدی ممتهني العلوم الإنسانية حول موضوعيتهم الخاصة ، .... من ناحية ثالثة : أن ممتهني العلوم الإسلامية غير واعين أحيانًا للروابط التي تشدهم إلی مجتمع يريدون أن يكونوا في موقع الحكم عليه ونقده وزعزعته ، مجتمع يقدم لهم العون ويعتبرون هم بمثابة التحرر الثقافي له ؛ وذلك لأنهم يعتقدون دوما أنهم متحررمون من الانخراط في الحياة التي يدعون أنهم يراقبونها ، باختصار : يخشی أن تكون العلوم الإنسانية غير واعية لتبعيتها إزاء الحياة التي تدعي مراقبتها، وبالتالي غير واعية لنسبية النظرة التي تتمتع بها» .
و قد قدم الأستاذ الدکتور المهدي بن عبود،1989 أهم الانتقادات التي و جهت لمشروع التأصيل الإسلامي لعلم النفس من اصحاب موقف رفض المشروع التأصيل الإسلامي باسم علم النفس بما يأتي:
و قدم الحجج الأتية الرافضون لمشروع التأصيل الإسلامي لعلم النفس و هي:
أ – أنّ تدخُّل الإسلام في علم النفس هو تدخل إديولوجي في مجال علمي بحت .
ب – أن العلم يصحح نفسه بنفسه ولا حاجة به إلی تدخل الدين .
ج – أن العلم يجب أن نأخذه كما هو في آخر مراحل تطوره وبمستواه في البلاد المتقدمة .
د – أن العلم بجميع فروعه ذو طبيعة محايدة .
و يرد علی الحجج السابقة بما يأتي:
أ – أما أن تدخل الإسلام في علم النفس ممارسة إديولوجية في ميدان علمي ، فإن هذا التدخل لا يكون إديولوجيًّا إلا إذا قدم الإسلام إجابات جاهزة وخاطئة وفرض علی علم النفس أن يتكيف معها ويؤكدها ويحرف نتائج بحثه لتتفق معها ، والإسلام علی العكس من ذلك يرفع الأديولوجيا عن علم النفس؛ حتی تبدو الظاهرة النفسية بجميع ابعادها ومكوناتها ، إنه يقدم إطارا للعلم ويراعي تطوره في هذا الإطار،فإذا قدم إجابة معينة فإنه يقدمها في مجال لا يستطيع البحث التجربيي أن يصل فيه إلی شيء .
ب – وأما أن العلم يصحح نفسه بنفسه ، فهذا صحيح علی مستوی التجارب وما بيني عليها من نظريات ، أما عندما يحتاج مفهوم الظاهرة النفسية ومفهوم السلوك إلی إعادة نظر فلا يمكن للعلم أن يصحح نفسه بنفسه وهو لا يناقش ذلك المفهوم بل ينطلق منه .أما إن ما يجري من نقد و تصحيح داخل علم النفس لا يتم إلا في إطار مسلمات الإسلامي والحصول علی الحوار بين الحضارات؛ليتمکن المشتغلون بالعلم في إطار النظرة الجديدة للعلم و الإنسان.
ج – وأما أن علم النفس يجب أن يؤخذ كما هو في البلاد المتقدمة ؛حيث أن الإستفادة والاقتباس عملية مفيدة‌ هو مواكبة العلم في آخر كشوفه ونتائجه ، والحذر من الوقوف عند الجزء التاريخي منه ، ولا تعارض بين هذا الاقتباس وهذه المواكبة ، وبين تأصيل منهج سليم لذلك ؛ فإن هذا الاطلاع وهذه المواكبة إحدی خطوتين رئيسيتين في إنجاز البديل الإسلامي: خطوة الاطلاع ، وخطوة الإبداع.
د – وأما أن العلم ذو طبيعة محايدة ؛ فالعلم بصيغته المفردة معنی مجرد ، وإنما توجد في الواقع علوم تختلف في درجة حيادها وموضوعيتها ، حيث أن مقوله « العلم محايد » مقولة عامة ، و علماء النفس الغربيون أنفسهم لا ينفون العلاقة بين علم النفس و الفلسفة  .
ثالثاً - الاتجاه الوسط بين من يرفض علم النفس جملة ، وبين من يعتقد في موضوعيته المطلقة:
الاتجاه الوسط هو الاتجاه الصحيح الذي يعترف لعلم النفس « العلمي » و التجريبي بأهميته و فوائده العظيمة ، و لكنه لا ينسی تأثير الخلفية الفلسفية الغربية حتی علی هذا الجانب العلمي  ، و لا ينسی  أثر ذلك في النظريات الحضارية التي تنبثق من هذا الصرح التجريبي . كما يؤكد هذا التيار أن علم النفس الحديث كله تجارب مخبرية و ميدانية . فكثير من نظرياته المعتمدة و تصوراته للأنسان الفاضل المتوافق مع بيئته هي من تأثير الحضارة الغربية التی ازدهرت فيها هذه الدراسات . و هذا أمر يقره الآن كثير من مفكري ، و علماء ، علم النفس الغربي أنفسهم . و لا شك أن بعض هذه المفاهيم الغربية منافية للإسلام  . 
لذلك وجب علی العلماء المسلمين التأصيل ليميزوا الخبيث من الطيب في هذا الركام الواسع لأكثر العلوم الإنسانية ازدهار في هذا العصر ، و ألاَّ يسمحوا لانتمائهم الإسلامي أن يعميهم عن أية درة مفيدة ، لاَّنها غلفت بنظريات و أفكار لا دينية  .
« وقد ظهر الوعي بهذه الخاصية « الثقافية -  الأيديولوجية » للعلم عامة ، ولعلم النفس خاصة مع التوجه الأوروبي نحو الوحدة. لقد أصبح علماء النفس الأروبيون يتحدثون کثيراً عن علم النفس الأوروبي، و من قبلهم رکز علماء النفس في الکتلة الشيوعية علی علم النفس المارکسي،و مع ظهور اليابان کقوة عظمی بدأ علماء النفس فيها يتوجهون نحو « التأصيل الياباني لعلم النفس » .ثم انتقلت العدوی إلی العالم الثالث أو الدول النامية. و کانت أکثر دول هذا العالم حماساً للبحث عن الجذور و الأيديولوجية لعلم النفس هي هند» . 
ويشير الدكتور عبد الحليم محمود،1993  إلی أن أعداء الإسلام ينظمون فرقاً بل و مراكز للبحوث النفسية و الاجتماعية لدراسة أحوالهم و لتغييرها للأفضل من ذلك مثلاً :
أ – مركز بحوث دراسات الجماعات الصغيرة بجامعة متشجان التي اشتهرت بحوثه منذ الثلاثينات ، وقد عمل فيه  أن عالم النفس الصهيوني « كيرت ليفين K . Levien ، الذي يلقبه الصهاينة باسم «الصهيوني المتأجج » والذي لا تعرف هذه الصفة عنه في العالم العربي ، وإنما يعرف بتجاربه الدقيقة من «مناخ الجماعات الصغيرة » ، وهو في الأصل عالم للفيزياء صهيوني -  ألماني هاجر إلی الولايات المتحدة - تفرغ لدراسة قوانين التعامل بين الأفراد في الجماعات الصغيرة ، وله إسهامات في دعم الصهيونية وتقوية معنويات الصهاينة من خلال مركز البحوث المذكور الذي اشتهرت بحوثه منذ الثلاثينات القرن الماضي.
ب – مراكز البحث العلمي النفسي في إسرائيل هذا فضلا عن وجوه أكثر من مركز علمي متخصص في الدعوة الصهيونية وبناء الإنسان الصهيوني في إسرائيل منذ إنشائها وحتي الآن ، ومن أهمها :
1 – مركز الدراسات الاجتماعية التطبيقية بحيفا .
2 – مركز البحوث بالجامعة العبرية بالقدس و يراسه عالم نفس أمريكي صهيوني كبير هو «جوتمان». 
3 – تجارب و بحوث علماء النفس إليهود في إسرائيل وفي أنحاء العالم كله فيها يتصل بتنشئة أبناء الصهيونية الجدد في «الكيبوتزات» بإسرائيل ، وفي بلادهم الأخری خارج إسرائيل .
4- بحوث و دراسات الباحثين الصهاينة داخل إسرائيل حول « الهوية الفلسطينية» التي عجزوا عن اقتلاع جذورها الإسلامية فضلاً عن جهود علماء النفس اليهود في أنحاء العلم و خاصة الولايات المتحدة و إنجلترا و فرانسا.
ويكفي أن نلقي نظرة علی مجلة «حل الصراعات» التي يسيطر عليها الصهاينة من سنة 1960 - 1989 لكي نجدها مليئة بدراسات نفسية اجتماعية عن :
1 – صورة العرب في العالم ، وصورتهم عند أنفسهم (خاصة عرب الأراضي المحتلة) .
2 – علاقات الصراع في الشرق الأوسط .
3 – الهوية الفلسطينية .
4 – أساليب حل مشكلة الصراع العربي الإسرائيلي .
5 – الاستعداد لإقامة علاقات اجتماعية بين العرب وإليهود في إسرائيل.
6- اهتمام الدول الکبری بدراسة الروح القتالية في الإسلام
ج -  وجود مراكز بحث علمي مسيحية ، وانعقاد مؤتمرات علمية مسيحية متخصصة ، ينظمها فرق من علماء السلوك المسيحيين بالجامعات أو الرهبان المسيحيين ، وعلی سبيل المثال : فقد اشتملت منشورات المؤتمر الكاثوليكي العالمي عام 1976 علی ما یلي: 
(1) وضع خطة لملامح الخطوط الرئيسية المشتركة بين أصحاب جميع العقائد المسيحية . 
(2) تحديد أهم المعالم المشتركة أو العناصر التي تيسر التفاعل بين المسيحين و أصحاب المعتقدات السماوية : كاليهودية ، والإسلام ، بل و الديانات غير السماوية مثل البوذية و المجوسية ... الخ ، والمعتقدات الأرضية مثل الشيوعية ... الخ و ذلك تيسيراً لطرق مخاطبتهم و جذبهم إلی بعض ملاح الثقافة المسيحية . 
(3) وضع خطط منظمة لإشراك أكبر عدد من العلماء العلمانيين في تخطيط و تنفيذ المخططات الدينية المسيحية من خلال برامج التعليم و الثقافة المختلفة . 
(4) التخطيط لإشراك أكبر عدد من جمهور المسيحيين في النشاط الديني المسيحي و الدعوة للمسيحية بطريقة مباشرة أو غير مباشرة . 
(5) إعداد أجيال من الكتّاب و المؤلفين و المنتجين للمواد الثقافية و الإعلامية ممن يتشربون بالثقافة المسيحية لتقديمها في أعمالهم بطريقة غير مباشرة ... الخ .ثم يقول:أليس المسلمون أولی ، بتطبيقات علم النفس ، تنمية لهم ، و حماية لعقيدتهم و مقدساتهم و مستقبلهم ؟.
موقف رجال الدين المسيحي من علم النفس: 
فقد « أدرك رجال الدين البروتستانت في أوروبا وأمريكا أهمية الدين في مجالات علم الصحة النفسية ، فاهتموا أكثر من الكاثوليك واليهود بالتوجيه الديني ،وأخذوا يُعدّون القساوسة في المدارس اللاهوت البروتستانية (Protestant Theological Schools) للقيام بمسئوليات العلاج النفسي والتوجيه الديني ، وفي سنة 1948 أعطی مؤتمر الصحة النفسية لرجال الدين دورًا في ميدان العلاج النفسي ، فقد اقتنع المؤتمرون بامتداد الاضطرابات النفسية إلی البعد الروحي، الذي لا يعالج إلا بتنمية الإيمان . كما وضعت هذه المدارس برامج دراسية لتأهيل بعض الأطباء النفسيين لكي يكونوا قساوسة ، وتأهيل بعض القساوسة في مجالات علم النفس الإكلنيكي ، لإكسابهم الخبرات في طرق العلاج والإرشاد النفسي لكي يعلموا في الإرشاد والعلاج الديني في مستشفيات الطب النفسي والمدارس ومراكز الشباب وغيرها  . كما وضعت هذه المدارس برامج دراسية لتأهيل بعض الأطباء النفسين، لکي يکونوا قساوسة،و تأهيل بعض القساوسة في مجالات علم النفس الإکلينيکي، لإکساب الخبرات في طرق العلاج والإرشاد النفسي لکي يعملوا في الإرشاد و العلاج الديني في مستشفيات الطب النفسي و المدارس الشباب وغيرها. کما أنشأت كنائس كثيرة مراكز للإرشاد و التوجيه النفسي ، تحت إشراف إخصائيين في الطب النفسي و علم النفس الإكلينيكي و الدين ، لإرشاد و علاج المترددين علی الكنيسة من أصحب المشكلات النفسية و الاجتماعية والدينية » (مرسي،1997ص58).
«ويعترف المتخصصون الغربيون الذين أتحيت لهم فرصة تعرُّف الطب والعلاج النفسي السوفياتي عن كثب مثل الدكتور زفرشتاينZiferstein)) أن الروس أكثر نجاحًا في علاج المرضي وأكثر واقعية في تعرف مشاكلهم » .
الحاجة إلی التأصيل الاسلامي:
يری عزالدين التوفيق،2002 ص55-51 أن حاجتنا إلی التأصيل الاسلامي للدراسات النفسية يمثل بالنسبة لنا: 
1- حاجة نفسية : فهناك حواجز تكونت لدی عدد من المشتغلين بالدراسات النفسية من المسلمين تحول بينهم وبين التعامل مع التفسير الإسلامي لبعض الظواهر النفسية .
2 - حاجة لغوية :فتأصیل الإسلامي لعلم النفس سيزيد من مكانة اللغة العربية عند الكتابة في هذا العلم ، إذ نستطیع أن نستخدم کثیر من المصطلحات العربیة بدلاً من استخدام اللغة الأجنبية ،فهي لغة غنية تقدم أقصی ما تقدمه لغة إنسانية عند الحديث عن النفس الإنسانية . 
3 - حاجة علمية وحضارية :
إن التأصيل الإسلامي للعلوم الإنسانية هو الذي یجعل التواصل الحضاري بین الأممالذي لا يخضع فيه الخطاب الإسلامي للخطاب الغربي ، ويخضع فيه النص الإسلامي للتفسير الغربي. فالتأصيل الإسلامي للعلوم الإنسانية یقوم بدورها العلمي في المجالات التي تبحثها ، وبعد ذلك فيمكنه أن یتبادل الإفادة والاستفادة مع العلوم الإسلامية الأخري .
4-حاجة إنسانية : 
إن الإسلام بوصفه دين الإنسانية وليس دين المسلمين فحسب ، فيمكن أن نتحدث عن هذا البديل في بعده الإنساني ؛ لأن علم النفس ملك للإنسانية ويمكن لأي أمه أن تساهم في تصحيح مساره وتطوير مناهجه وإغناء أبحاثه .
أهم شروط الباحثين في التاصيل الإسلامي لعلم النفس : 
الباحث في التأصيل الاسلامي لعلم النفس و غيره من العلوم يجب أن تتوفر فيه مجموعة من الشروط حتی يمكن أن تكون مساهمته في مسيرة التأصيل مفيدة و بعيدة عن الأخطاء الكبيرة التي تصدر عن ما يكتب في هذا المجال و تنقصه هذه الشروط أو جلها ، و فيما يلي عرض لأهم الشروط اللازم توافرها في الباحث المساهم في جهود التأصيل . 
أولاً : الإلمام بالقرآن و علومه : 
فعلی الباحث أن يكون قارئاً متمعناً لايات القرآن الكريم بشكل مستمر بحيث يسهل عليه استحضار المعاني و مدی تكرارها ؛ و حتی يتم له ذلك عليه أن يطلع علی أهم تفاسير القرآن الكريم القديمة و الحديثة ، ليفهم أسباب النزل و الأحداث التي ارتبطت بها الآيات القرآنيه و كيف فسر رسول الله ( ص ) بعض الآيات و كيف فسرها الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين و كذلك التابعون و السلف الصالح من هذه الأمة ، و في هذا حصن للباحث من الوقوع في تفسير للآيات يكون بعيداً كل البعد عن ماورد من سلف الأمة و مخالف لما تحتمله الآيات من معان و دلالات و يمكن أن يراجع و يستشير أهل هذا العلم عندما تعترضه مشكلة في هذا المجال .
ثانياً : الإلمام بالسنة و علومها : 
فالسنة هي المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي و فيها ثروة ضخمة مما يحتاجه الباحث المسلم في أبحاثه  دراساته ، فعليه أن يحرص علی الصحيح منها و يرجع إلی الكتب المعتمدة في السنة ، كما عليه أن يطلع علی كتب الشروح التي كتبها علماء الأمة و شرحوا فيها ماورد في السنة من أقوال و أفعال بحيث تنير له الطريق و تفتح له معاني قد تكون جديدة عليه ، أو لم تخطر له علی بال ، و حتی ينضبط بما انضبط به هؤلاء العلماء في تعاملهم ماورد بالسنة بلا شطط و لا تأويل خارج عن ما يحتمله النص الذي بين يديه ، و يمكن كذلك أن يراجع أهل هذا العلم من المعاصرين في حالة وجود إشكال لديه في صحة نص أو في دلالته .
ثالثاً : الالمام بما ورد في التراث : 
فعلی الباحث المسلم أن يكون قادراً علی الرجوع إلی كتب التراث الإسلامي العظمية مما خلفه علماء المسلمين منذ بعثة محمد ( ص ) حتی يومنا الحاضر ، بحيث يبحث فيه و يتعامل معه وفق ضوابطه و لعل من أهلها : 
أ – أن ينزل كل مرجع منزلته التاريخيه التي كتب فيها ، بحيث يكون ماورد فيه متناسباً مع ما في عصره من ظروف و أحداث ، و ما اختصت به تلك الفترة التاريخية . من خصائص علی المستوی السياسی والاجتماعی و العلمی . 
ب – أن يتعامل مع التراث بلغة التراث و ليس بلغة الباحث الحالية ؛ لان اللغة تتأثر بالفترة التاريخية التي كتب فيها من حيث المعاني و الدلالات . 
ج- أن يعلم أنه جهد بشری يتأثر بعاملي الزمان و المكان ، وأنه يقع في دائرة الاجتهاد الذي يحتمل الصواب و الخطاء ؛ فيأخذ مايراه صاباً و يدع ما سواه . 
د – أن لا يعلی من شأنه فيضعه في منزلة مساوية لمنزلة الوحي فيقبل كل ما جاء به ، و لا يقلل من شأنه و يستحي من عرض ما قدمه من أسهامات شهد به العدو قبل الصديق . 
ﻫ - أن يحرص علی الرجوع إلی ما تم تحقيقه من كتب التراث و هذا أسلم للباحث و أفضل بحيث يتعامل في أفضل صوره و حالاته . 
رابعاً : الالتزام بالمنج الاسلامي اعتقاداً و قولاً و عملاً : 
فعلی الباحث أن يكون ملتزماً بما ورد في الاسلام من اوامر و نواهي ؛ فيكون محافظاً علی الصلوات في المساجد في أوقاتها و يؤدي بقية العبادات بأكمل وجه ، و يصل رحمه و يحافظ علی تلاوة القرآن الكريم و الأذكار الشرعية ، و يكون حسن الخلق في تعامله مع الآخرين و يقوم بعمله علی الوجه الاُكمل ، و يراقب الله في السر  و العلن ، مما يكون دليلاً علی حسن سيرته و التزامه بما ورد في الدين إلاسلامي من أوامر و نواه . 
خامساً : الالمام بالتخصص : 
علی الباحث المسلم أن يكون متقناً لمجال تخصصه ؛ عن طريق الدراسة العلمية المتخصصة بحيث يستوعب نظرياته و مناهجة و تطبيقاته و التطورات الجديدة فيه، و أن يتخصص بشكل دقيق في أحد فروعه أو أكثر من فرع ( خصوصاً علی مستوی الدرجات العلمية العليا كالماجستير و الدكتوراة ) بحيث يكون إسهامه نابعاً من معرفة و اطلاع في هذا المجال .
سادساً : التخلق بالخلق الاسلامي العلمي : 
فيكون الباحث المسلم راغباً في الاستزادة من العلم بلا توقف ، ملتزماً باخلاق العلماء من أهمها التواضع و عدم التكبر ، و بذل العلم إلی من يحتاجه بلا منه ، و احترام المعلم و من يكبره سناً أو يفوقه علماً ، و احترام آراء الآخرين مهما اختلفت مع مايراه ، و التماس العذر للآخرين مهما صدر منهم من أخطاء أو آراء يری أنها ليست صواباً فقد تكون كذلك أو قد لا تكون .
سابعاً : الالتزام بالمنهجية الاسلامية : 
فعلی الباحث المسلم أن يلتزم بالمنهجية الإسلامية التي تسعی للوصول الی الحق من غير هوی أو انحراف ، و يكون متعمقاً في دراساته ملتزماً بالدقة و تحری الحقيقة لا يصدر الأحكام بتسرع و بلا روية ، بل يتهمل و يقلب الأمور و يستشير من يثق به ، و يضع نفسه في مكانتها فيقول ما يعلم و لا يُفتي بما لا يعلم ، و إذا تبين له الخطأء رجع عنه بشجاعة و بلا تردد ، لا يجادل بالباطل بل يقبل الحق ممن جاء به مهماً كان ، يهتم بالنوع و الكيف قبل الكم  .