قراءة لأبرز ما جاء في "مجمع البحوث الإسلامية" حول ما يسمّى بالمدّ الشيعي في مصر بدأ مجمع البحوث الإسلامية منذ أسبوعين تنظيم مجموعة من المحاضرات بعنوان: "مواجهة التيارات الفكرية الوافدة إلى المجتمع"، بقاعة الإمام محمد عبده، بجامعة الأزهر الشريف .يُلقي هذه المحاضرات نخبة من هيئة كبار العلماء والأساتذة والمفكِّرين، منهم: مفتي الجمهورية د. علي جمعة، ود. أحمد عمر هاشم، ود. محمد عمارة، ود. محمد مختار المهدي، ود. أحمد معبد عبد الكريم، ود. محمد كمال إمام، ود. علي السالوس، وتستهدف هذه المحاضرة –حسب ما ورد- مواجهة التيارات الفكرية ذات المفاهيم الغريبة على صحيح الدين الإسلامي ووسطية الأزهر والمخالفة لمذهب أهل مصر. وقد حذر مفتي الأزهر الدكتور علي جمعة من نشر المذهب الشيعي في مصر، ناصحًا عقلاء الشيعة من أن نشر التشيع في غير بيئته يؤدي إلى الفتنة وعدم الاستقرار وزعزعة الأمن المجتمعي، وقال إنه حيث يوجد التشيع يحدث الانقسام بين سنة وشيعة كما في العراق والخليج والهند ولبنان وسوريا، حيث حدثت المحن وحدث القتال وأضاف: "خططكم لتحويل أهل السنة إلى شيعة في مصر لن تفلح أبدًا.. اتقوا الله فينا وفي أنفسكم، وتعالوا نتشارك فيما اتفقنا فيه، وليس من الفروسية أن تعمل إلى تحويل أهل السنة إلى شيعة وهذا في مصر لن يكون أبداً". وأوضح مفتي الجمهورية أن المصريين نشأوا ودرجوا ولا وجود لمذهب الشيعة في مصر، مؤكدًا أننا "نحب آل البيت" وأن الشيعة هم من أهل القبلة ما داموا يتوجهون إلى قبلتنا ويؤدون الفرائض، مشيرًا إلى أن المذاهب قد يصل عددها 80 مجتهدًا، ولكن ما وصل إلينا محررًا ومضبوطًا أربعة مذاهب، بالإضافة إلى المذهب الجعفري الشيعي والإباضي والزيدي. وأضاف المفتي: "نحن نبحث عن المشترك الذي يوحد الأمة، ويطفئ الفتنة، إلا أن ذلك لا يجب أن يكون على حساب الثابت من الدين"، مؤكدًا أن أهل السنة قلوبهم مفتوحة، ويبحثون عن الحق حيثما كان، ولا يضرهم أنا يأخذوا الحق ممن ينتمي لقبلة المسلمين. ولفت المفتي إلى أن هناك خمس نقاط رئيسية مختلف فيها مع الشيعة. أولها العقيدة حيث يعتقد الشيعة بعقيدة "البداء" وأهل السنة تعتقد أن الله كشف الغيب انكشافًا تامًّا وعلمه علم تام، وأن عظمته لا تدركها العقول. الأمر الثاني المختلف فيه مع الشيعة هو قضية تحريف القرآن، حيث قام - دائماً حسب المفتي جمعة - أحد علماء الشيعة ويدعى الشيخ النوري بتأليف كتاب أسماه "فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب"، ليثبت فيه تحريف القرآن الكريم، وقال المفتي أن هذا الأمر نرفضه نحن أهل السنة، كما هاجمه الشيعة المعاصرون وحاولوا إخفاءه، مشيرًا إلى أنه حينما قرأ الكتاب وجد فيه تحريفًا لآيات الله، حيث بدأ الكتاب بآية "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" وحذف منها كلمة "نحن"، فاستشف المفتي عدم حفظ النوري لآيات الله، فكيف يتكلم في تحريفه. وشدّد على أن قول الشيعة بتحريف كتاب الله أمر لا يقبله مسلم، وأن القرآن الكريم هو الكتاب الوحيد على وجه الأرض الذي يحفظه العربي والأعجمي بكل اللغات وهي معجزة كبرى. وكانت القضية الثالثة المختلف فيها مع الشيعة هي قضية عدالة الصحابة وسب الشيعة للصحابة الكرام، حيث اعتبر المفتي جمعة إن في كتب الشيعة شتائم على الصحابة لا يتلفظ بها مسلم، مشيرًا إلى أن أحد مرجعيات الشيعة ألف كتابًا يتكون من 110 مجلدًا يحتوي خمسة منهم على سب الصحابة، وقام الشيعة بحذف الأجزاء الخمسة بعد أن اجتمعوا وارتأوا حذفها حتى لا ينكر أحد عليهم هذا الأمر. وعن القضية الرابعة وهي مبدأ التقيَّة، أشار المفتي إلى أن الشيعة يلجأون إلى الكذب للخروج من أجل نصرة مذهبهم، مؤكدًا أن أهل السنة لا نكذب لا في ضغط ولا غيره. أما عن قضية عصمة الأئمة، فقال المفتي: "إن أهل السنة لا يقرون بعصمة أحد إلا الأنبياء، أما الأئمة من أهل البيت فهم محفوظون لعلمهم وتقواهم، ولكنهم ليسوا معصومين وليسوا مصدرًا للتشريع". وقال مفتي الجمهورية: "إن محاولات كثيرة حاولت التوفيق بين السنة والشيعة كان على رأسها محاولة عدد من مشايخ الأزهر منهم الشيخ محمود شلتوت، والشيخ منصور رجب، والشيخ عبد العزيز عيسى، والشيخ عبد الله المشد، والشيخ محمود المدني، والشيخ الباقوري، حيث اجتمعوا مع عدد من مرجعيات الشيعة ليناقشوا الفكر بالفكر، وأصدروا مجلة أسموها "رسالة الإسلام" وصدرت بداية من أغسطس عام 1964 ولمدة 15 عامًا كان يتم فيها نشر المناقشات بين علماء السنة والشيعة إلى أن توقفت. من جهته قال "محمد عمارة" - الكاتب الإسلامي المصري-: "إن السلطات ضبطت في مطار القاهرة كميات كبيرة من الكتب عن التشيع في الأشهر القليلة الماضية، من خلال إلقاء نظرة سريعة على محتوى هذه الكتب فسوف تتأكد من أن الشيعة يحلمون مرة أخرى بإحياء التشيع في مصر". ولا توجد أرقام رسمية عن عدد الشيعة في مصر، ومع ذلك، هناك ما يقدر بنحو أكثر من مليون نسمة، بما في ذلك حوالي 800 ألف عراقي الذين فروا إلى مصر في أعقاب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة على بلدهم. كما وصف عمارة اختفاء المهدي المنتظر لدى الشيعة في سرداب وهو صغير وأنهم في انتظاره "بالأسطورة"، مشيراً إلى أنه ليس دقيقاً أن الشيعة يسبون الصحابة، ولكن ما يؤخذ عليهم هو تكفير الصحابة، لافتاً إلى أنهم ينسبون إلى الإمام جعفر الصادق تفسير الآية "إن الذين آمنوا ثم كفروا"، أنها تشير إلى سيدنا أبو بكر وسيدنا عمر، وأضاف "إذا كان السلفيون يكفرون فئة قليلة فإن الشيعة يكفرون أكثر من 90 في المائة من المسلمين وهم أهل السنة والجماعة". وأوضح عمارة أن الشيعة يعتقدون بأن الله لا يكلم أبو بكر وعمر وعثمان يوم القيامة وأن لهم عذاب عظيم، وهذا التكفير يعني ليس فقط التكذيب للقرآن الكريم، وإنما يعني التشكيك في كفاءة رسول الله، لأنه إذا كان كل المسلمين ارتدوا وكان عددهم وقتها 124 ألف إلا ثلاثة، فهذا عوار فكري وهذا تكفير للصحابة وهو كذب وضلال وفيه تشكيك وتكذيب للقرآن وموقفه من الصحابة على حد قوله. وقال عمارة إن الفاتيكان بروما بها مركز إسلامي لأهل السنة، لكن المدينة الوحيدة التي لا يمكن أن يوجد فيها مسجد لأهل السنة هي طهران، لافتاً إلى أنهم يحذرون أنهم لو سمحوا بمسجد للسنة ليؤدوا صلاة الجمعة ستؤدي لفتنة، مشيراً إلى أن النصارى واليهود لهم ممثلون في مجلس الشورى ولكن لا يوجد لأهل السنة، متسائلاً: "فكيف نتفاعل مع هذا الغلو من خلال التقريب بين المذاهب الذي يزعمونه؟!". وأوضح أن نشر الفكر الشيعي هو تفكيك للمجتمع السني، مثل ما تعانيه الآن دول العراق ولبنان وسوريا. وانتقد عمارة أقوال الشيعة في تراثهم وفي الأحاديث المروية الآن بأن القرآن محرف، وأنه نزل 17 ألف آية ورغم ذلك يعترفون بالقرآن الكريم الموجود، وأنهم أمروا بالقرآن الحالي حتى يأتي المهدي المنتظر ويقرأ على الناس ما أنزل من القرآن الحقيقي. وأشار عمارة إلى أن الخميني ابتدع ما يسمى عندهم عموم ولاية الفقيه، وذلك بعد أن وجد اعتزال الشيعة للحياة العامة حتى وصولوا لترك صلاة الجمعة في انتظار الإمام، موضحاً أنه في العصور المتأخرة ظهر فكر برجماتي، فمنذ أكثر من ألف عام فقد طفل في سرداب وأنه هو المهدي المنتظر والجميع ينتظرونه. وأضاف عمارة "واستثمر الخميني هذا الفكر وابتدعوا فكرة الولي الفقيه وهو الذي ينوب عن الإمام والأسطورة تحولت إلى حقيقة وإلى واقع". وأشار عمارة إلى أن الخميني قال بعموم ولاية الفقيه بعد أن كانت خاصة بالأمور الفقهية وأصبحت النظرة بعد الثورة الإيرانية سنة 1979 التنظير في عموم ولاية الفقيه، فالنظام في إيران مركب ولكن الولي الفقيه لديه كل السلطات الحقيقية، ورئيس الجمهورية لا يحكم، وكل المؤسسات في يد الولي الفقيه، ولا يجوز أن ينتقد الولي الفقيه لأنه يملك سلطة الإيمان إلى جانب السلطات السياسية، وذلك أثر على الولاء الوطني للشيعة في أي وطن من الأوطان، وحزب الله يتبع ولاية الفقيه في خامنئي فهو يأمرهم بقتل السنة في إيران ويأمرهم بما يريد". وحذر عمارة من التحولات السياسية والانتماءات، مشيراً إلى أن الشيعة في البحرين مثلاً ولاءهم للمرجع الفقيه في طهران على حساب الوطن وهذه قضية في غاية الخطورة، ولا ولاء لهم للوطن الذي يعيشون فيه. وعن التقريب بين المذاهب قال إن الشيعة استفادوا من هذا فهم اهتموا بفتوى الشيخ شلتوت حول جواز التعبد بالمذهب الجعفري، وهنا كان يتكلم من الناحية الفقهية والفروع وهي بعيدة عن الأصول، والاختلاف مع الشيعة في العقيدة والأصول، ولم يبادر عالم من علمائهم بالقول بجواز التعبد بمذهب من مذاهب أهل السنة ومعنى ذلك أنهم لا يريدون المبادرة بالتقريب، ولا يريدون أن يعطون، حتى أنهم ألفوا كتبا حول تشيع الشيخ شلتوت، ولكن الشيخ شلتوت انتقدهم في الأصول، وقال كيف تدعو إلى التقريب والوحدة مع من تكفرهم فهو أشد ألوان الإلغاء فكيف نستمع له. قال الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، إن أهل السنة يحبون الصحابة جميعاً والخلفاء أجمعين وآل البيت، ولا خلاف على محبتهم لآل البيت، ولا يوجد من يحبهم مثل أهل مصر، مؤكداً أن بعض آل البيت آثروا النزوح إلى أرض الكنانة والإقامة فيها، حتى إنهم ماتوا ودفنوا فيها برغبتهم. وأضاف هاشم: "لكن أن تكون المحبة مفرطة، لدرجة أن يرفع الإنسان آل البيت أو أن يغالي في هذه المحبة فيخرج عن الصراط المستقيم هنا نقول لهم لا، فمحبتهم أن نقتدي بهم ونسير على منوالهم، وقد أمرنا في أهم العبادات وهى الصلاة أن نقول اللهم صلى على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد، ومن لم يقلها تكن صلاته ناقصة". وحذر الدكتور أحمد عمر هاشم، خلال محاضرته من المغالاة المفرطة في حب آل البيت، والتي تخرجهم عن بشريتهم أو أن يعتقد أحد فيهم ما لا يصح، محذراً أيضاً من التقصير في حقهم، أو محاولة النيل منهم، قائلاً: "نحن ندعو إلى وسطية الإسلام ومنهجه المعتدل الذي يتبناه الأزهر الشريف". وأشار عضو هيئة كبار العلماء، إلى أن من بين الخلافات بين السنة والشيعة قضية العصمة، مؤكداً على عدم تمتع بشري بها باستثناء الرسول – صلى الله عليه وسلم - أما سائر البشر مهما عظمت مكانتهم ليسوا معصومين، كما أنه لا يجوز أن نجعلهم وساطة بيننا وبين الخالق، فهذا أمر مرفوض ولا يقبله أهل السنة وأهل القبلة بحال من الأحوال، لأن الله واحد صمد لا إله غيره. وأكد هاشم، أن نكاح المتعة حرمة الإسلام للأبد، كما أن زيادة بعض الكلمات في الأذان أمر غير صحيح، موضحاً أنها توقيفية، أي لا يصح لأكبر عالم في الدنيا أن يزيد كلمة أو ينقصها، مطالباً الذين يرددون أن القرآن محرّف أن يتوبوا إلى ربهم، وأن يوقنوا أن رب العزة تكفل بحفظ القرآن الكريم وحفظه فعلاً، وجميع آياته وسوره محفوظة، مشدداً على أن طعن الشيعة في الصحابة مثل أبي بكر وعمر وعثمان كارثة من الكوارث. ودعا د. عمر هاشم، الشيعة للاتفاق بدلاً من التفكك، قائلاً لهم: "فلنوحد الصفوف ومساحة الاتفاق أكبر من مساحة الخلاف، ونتعاون فيما اتفقنا عليه، لكن الخلافات التي تقع في حق الصحابة لا نقبل بحال من الأحوال المساومة عليها"، موجهاً الدعوة إليهم للتوبة إلى ربهم وأن يعودوا إلى رشدهم. هذا وقد أكد الشيخ علي عبد الباقي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أن مجمع البحوث قرر عقد محاضرات لمواجهة الأفكار الدخيلة على المجتمع. وقد صرَّح أنَّ هذه المحاضرات تأتي في إطار إطلاع مجمع البحوث الإسلامية بدوره في التعامل مع المشكلات الفكرية والثقافية التي تجدُّ على المجتمع المصري والأمة الإسلامية جمعاء، بناءً على توجيهات فضيلة الإمام الأكبر. وقال: "لا نكن عداءً للشيعة أو غيرهم بعقد سلسة محاضرات، إنما أردنا كشف أوجه الخلاف بين الشيعة وأهل السنة، ونحن مأمورون بأن نحب الناس جميعاً على اختلاف دينهم أو أفكارهم، فمرادنا الحفاظ على وحدة الأمة والمجتمع حتى نوقف العديد من الفتن بين المسلم والشيعي". وفي سياق متصل، كشف رئيس اللجنة الإعلامية بحزب النور عن خطتهم لإيقاف الزحف الشيعي، لافتاً إلى أنها مكوّنة من ثلاثة محاور تعتمد على التوعية وتحذير الناس من خطر الشيعة وعمل مناظرات معهم لدحض حججهم، مشيراً إلى أن الشيعة ليسوا مذهب ولكنهم عقيدة أخرى فاسدة تؤمن بأن القرآن محرّف وغيره من الأمور الغريبة؛ ولكن الخلافات الفقهية معهم يمكن تقبلها ولكن المشكلة تكمن في أن الاختلاف في أسس العقيدة. وأضاف أنهم يدرسون إمكانية وضع مادة في الدستور تحجم نشاط الشيعة حتى لا يخرج كل يومين ناس بأفكار غريبة وعقيدة فاسدة يحاولون الترويج لها في مصر، إضافة إلى مطالبة المسؤولين بمراقبة عمليات تحركهم وتمويلهم الخارجي، مؤكداً أن إيران هي التي تحرك هؤلاء وتمولهم وتسعى لزيادة أعدادهم في مصر لإثارة القلاقل بما يخدم أهدافها، لافتاً إلى أن إيران منذ فترة طويلة تأخذ مجموعات لزيارتها، خاصة من الدول المجاورة لروسيا والدول الإفريقية. وأوضح أن الشيعة يتحركون على نار هادئة ليفاجئونا بالنتائج، مطالباً بالتنبه من المقدمات، مشيراً إلى أنهم سوف يطالبون وزارة الأوقاف بضرورة المشاركة في التوعية الدعوية وتوضيح الفروق الكبيرة بين السنة والشيعة. وقال المهندس المتحدث باسم الجبهة السلفية إن أعداد الشيعة في مصر بالعشرات وأنهم يحاولون المبالغة في أعدادهم، مُشدداً على أن الإسلام المصري سني معتدل ولا يرضى بعقائد الشيعة المغالية ولا يقبلها، مدللاً على أن الشيعة ظلوا 300 سنة في مصر ولم يستطيعوا التأثير على أهلها. وأكد أنهم سيركزون في مقاومة تحركات الشيعة على الحوار والمناقشة وتنبيه الناس من أخطائهم وأخطارهم ومحاولة كشفهم بمناظرتهم رغم أنهم يفرون من المناظرات رغم دعوتهم لها على الفضائيات أكثر من مرة. فيما قال المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية إن الشيعة استغلوا الأوضاع السياسية التي تغيرت بعد الثورة ليستمدوا شرعية، مشيراً إلى أن المجتمع الدولي قد يسهل لهم هذه المهمة إن استطاعوا النجاح في تحركاتهم فالتيار الشيعي يحاول أن يقدم نفسه على أنه أقلية لإثبات وجوده وجذب التعاطف. وأوضح أن تغير النظام السياسي في الوطن العربي ودخول التيار السلفي للعمل السياسي وهم من أشد الرافضين للتيار الشيعي كان محركاً هاماً لهم لمحاولة ضمان الحماية الدولية لهم من خلال تصوير أنفسهم على أنهم أقلية. وبيّن أن إيران تستخدم التيار الشيعي في البلدان الأخرى لتحقيق مصالحها والسيطرة والامتداد لها، مشيراً إلى أن التضييق الأمني في النظام السابق صعّب من تحديد أعداد الشيعة حيث كان ينظر للشيعة على أنهم صف ثانٍ يعمل لصالح إيران لذلك كان قليل جداً منهم يعلن عن هويته الشيعية مفيداً بأنهم اختاروا دولة جنوب إفريقيا كمحطة للترويج لوضعهم في مصر. واستبعد السفير السابق أمين يسري، أن يحصل الشيعة على اعتراف دولي بأنهم أقلية لأنهم في جميع الأحوال مسلمون والأقلية تكون لأصحاب الديانات الأخرى والشيعة مذهب من المذاهب الإسلامية، مشيراً إلى أن الشيعة يختارون في تحركاتهم الدولية للبلدان ذات الأكثرية المسيحية لمناصرتهم. وأكد يسري أن مصر ستظل دولة سنية على الرغم أن الشيعة حكموا مصر قديماً وهم من بنوا الأزهر ومع هذا لم يمكثوا فيها طويلاً، موضحاً أن سبب عدم إقامة علاقات دبلوماسية بين مصر وإيران أن بعض الجهات في مصر تخشى من أن تقوم إيران بالعمل على زيادة أعداد الشيعة في مصر وفى نفس الوقت الإيرانيين يتمنون طول الوقت زيارة مصر لأن فيها قبر سيدنا الحسين مؤكداً أن محاولاتهم وتحركاتهم لن تثمر عن شيء. كما طالب عدد من قيادات الجبهة السلفية وأعضاء مجمع البحوث الإسلامية بمواجهة المد الشيعي في مصر، وذلك عن طريق تأسيس مركز دراسات لمقارنة الأديان يتم من خلاله مواجهة الجماعات المضللة وعلى رأسها الشيعة والتي تمثل خطراً كبيراً على الأمن القومي، والعمل على نشر المنهج الوسطي للإسلام والاعتماد على مرجعية الأزهر، بالإضافة إلى المناظرات العلنية في وسائل الإعلام مع قيادات الشيعة، وشددوا على ضرورة استخدام القانون ضد أي مظهر من مظاهر التشيع في مصر بحيث يتم إبلاغ السلطات عن أي تجاوزات بهذا الشأن واتخاذ الإجراءات اللازمة ضد المتجاوزين. وبالإضافة إلى ذلك رأى هشام كمال القيادي بالجبهة السلفية، أن مواجهة المد الشيعي في مصر تكون من خلال التنظير السياسي بعمل قاعدة علمية في المدارس توضح مدى فساد المنهج الشيعي وضرورة التمسك بالإسلام الوسطى المعتدل. وأشار كمال إلى أنه لابد أيضاً أن نقوم بمنع أي مظهر من مظاهر التشيع سواء كان من خلال وجود مدارس أو مساجد أو حسينيات لهم أو حتى أي شكل من أشكال التشيع. وأكد ضرورة تشكيل قاعدة عريضة شعبية لرفض أي وجود أو تجمع شيعي، مثلما ظهر ذلك بشكل واضح في محافظة 6 أكتوبر التي يوجد بها تجمع شيعي قاموا بشراء أراضٍ هناك منذ 4 أعوام وأسسوا مدارس. وشدّد على ضرورة استخدام القانون ضد وجود أي مظهر من مظاهر التشيع في مصر بحيث يتم إبلاغ السلطات عن أي تجاوزات بهذا الشأن واتخاذ الإجراءات اللازمة ضد المتجاوزين. من جانبه، أكد فتحي عثمان الفقي، عضو مجمع البحوث الإسلامية أنه وعددًا من علماء الدين الإسلامي في مصر الذين يمثلون الصوفية والسنة المحمدية والإخوان المسلمين والسلفيين يدعمون موقف الأزهر ودوره الأساسي والمنوط به لمواجهة الانحراف عن منهج أهل السنة والجماعة، مشددًا على رفضهم التام والقاطع لكل مظاهر المد الشيعي في مصر الذي يهدد وحدة المسلمين. وأضاف الفقي أن المرجعية الأساسية متعلقة بالأزهر والشريعة الإسلامية معاً موضحًا الهدف الرئيسي من دراسة مذاهب أهل السنة الأربعة أنها تعطي الحق في انتقاد الرأي المخالف في الفكر والخارج عن منهج أهل السنة ولم يكن الأمر موضوع صراع فحسب وإنما الأمر الصحيح هو الوسطية التي أمر بها الرسول وليس الهتافات والشتائم. وأشار إلى دور وزارة الأوقاف هو توجيه الخطباء بالمساجد، لافتاً أنظارهم لتدريس المذاهب الفقهية الأربعة فيما لا يتداخل مع الجانب الفقهي محددًا دور الأزهر واختصاصه بإصدار الفتاوى وليس هذا من اختصاص القنوات الفضائية المعتمدة أو غيرها. من جانبه، قال الشيخ سالم عبد الجليل، عضو مجمع البحوث الإسلامية ووكيل أول وزارة الأوقاف إن المد الشيعي في مصر منذ فترة طويلة وخاصة بعد الغزو الأمريكي للعراق ونزوح عدد كبير من العراقيين للمدن الجديدة بمصر مثل مدينة 6 أكتوبر ومحاولتهم إيجاد شكل شرعي لهم. وأشار عبد الجليل إلى أن الدولة كانت راعية لهذا الأمر ورفضت إعطاءهم صفة شرعية، وذلك بعدم موافقة الدولة على تخصيص مساجد لإقامة شعائرهم الشيعية بعد محاولة العديد منهم استثمار جو الحرية للاستحواذ على بعض المساجد. على إثر هذا التصريحات أعلن بهاء أنور محمد -المتحدث الرسمي باسم الشيعة المصريين، وعضو الهيئة العليا بحزب غد الثورة، في بيان له - أن الشيعة المصريين أصابتهم الدهشة من الأقوال التي نسبت إلى مفتي مصر الشيخ علي جمعة، وهو عالم جليل وسطي دائمًا، يظهر سماحة الإسلام، ويقيم الدليل بالحجة والمنطق. واعتبر البيان تصريحات شيخ الأزهر تحريضًا صريحًا ومباشرًا ضد المسلمين الشيعة. وقال البيان إن وجود المد الشيعي في مصر أكذوبة كبيرة، فالحقيقة أن مصر بها ما يقرب من ثلاثة ملايين شيعي مصري، بدءوا يعلنون تشيعهم على الملأ بعد الثورة، فظن البعض أنه مد شيعي ولكنه إحقاق لحقيقة كانت غائبة عن أذهان الكثير من الناس بوجود هذا العدد من الشيعة المصريين، مضيفاً نطالب فضيلة المفتي بمحاربة المد التكفيري في سيناء. وأكد البيان أن عقيدة المسلمين الشيعة هي نفس عقيدة المسلمين السنة، وأن الشيعة يشهدون أن "لا إله إلا الله" و"أن سيدنا محمد رسول الله" -صلى الله عليه- ويؤمنون بأركان الإسلام الخمسة، ونفس القرآن ونفس القبلة، والشيعة ليس لهم قرآن مختلف -كما يدعي البعض-، وطالب البيان من يقولون إن للشيعة قرآنًا مختلفًا أن يظهروه. وأشار البيان إلى أن موضوع سب الشيعة للصحابة -رضي الله عنهم- ليس صحيحًا، وإنما نحن نروي ونسرد قصصًا تاريخية اختلف فيها الصحابة واقتتلوا قتالاً شديدًا فيما بينهم. وكان أنور، المتحدث الرسمي باسم الشيعة المصريين، قد التقى السفيرة الأمريكية في القاهرة، آن باترسون، في عشاء عمل، حضره دبلوماسيون ومستشارون وإعلاميون بالسفارة، بهدف توصيل صورة كاملة عن وضع الشيعة في مصر. وقال «أنور» لـ«المصري اليوم» إنه ناقش مع السفيرة الوضع الذي يعيشه الشيعة في مصر، وأعطاها صورة كاملة عنهم، وعن حوار الأديان والمذاهب المختلفة في الإسلام، والبحث عن نقاط الاتفاق وليس الاختلاف بين المذاهب، وسبل التقريب بينها. وأشاد المتحدث بـ«دور الولايات المتحدة في دعم الديمقراطية ودول الربيع العربي»، وطالبها بمواجهة الأنظمة القمعية والمستبدة، ودعم مصر سياسياً واقتصادياً حتى تتحول إلى دولة مدنية ديمقراطية، وعدم قطع المعونة عن مصر، واصفاً اللقاء بـ«المثمر والبناء لصالح مصر وأمريكا». كما أعلن عن وجود حملة شرسة تشنها بعض الأجهزة على الكيان الشيعي مستخدمة عددا من المأجورين والممولين لتفتيت الكيان، من خلال فبركة بعض الأحاديث الصحفية والأخبار ضده والطعن في أخلاقه. وأضاف بهاء أن هذا لن يؤثر على مسيرة الشيعة ولن يضعف من عزيمتهم، وقال من يهاجمونه لم يظهروا إلا بعد الثورة و لهم أجندات خاصة ينفذونها . وقد عبّر عن رفض الشيعة المصريين تأسيس "حزب الله المصري المسلح". وأضاف، أن القائمين على هذا الحزب تنظيمات مسلحة تخدم أجندات خاصة تؤدي إلى القضاء نهائيا على الشيعة المصريين. هذا وقد أعلن "التيار الشيعي المصري"، عن تدشين قسم الدراسات الشيعية في جمعية "آل البيت" في العاصمة المصرية القاهرة والتي يرأسها الأستاذ صالح الورداني. واعتبر التيار الشيعي المصري، في بيان أصدره أن انطلاق العمل في مشروع إنشاء قسم للدراسات الشيعية بمقر "جمعية آل البيت" برئاسة الورداني يعدُ تأكيداً على "دور المكوِّن الشيعي المصري في تاريخ الحضارة المصرية". وقال إن المشروع يمثِّل إضافة مهمة يقوم من خلالها بسد الفجوة الكبيرة في المعلومات المتوافرة من الدراسات الشيعية للباحثين والمختصين من داخل مصر وخارجها، لافتاً إلى أنه يشمل عرضاً للتاريخ الشيعي لمصر منذ عهد الدولة الفاطمية، مروراً بسيرة آل البيت النبوي والتاريخ السياسي الذي لعبه الشيعة المصريون في تاريخ البلاد. وأشار التيار في بيانه إلى أنه تم إصدار كتاب تعريفي "مقدمة" للقسم بعنوان "الشيعة بين الأمن والسياسة"، وسيتم إهداؤه إلى كل من مكتبة الإسكندرية ومكتبة الجامعة الأميركية بالقاهرة ليكون في متناول الباحثين والمهتمين بالشأن الشيعي في مصر. يُشار إلى أن 'جمعية آل البيت' الشيعية تأسست في مصر عام 1973 ومارست عملها لمدة 6 سنوات كاملة قبل أن يصدر الرئيس المصري الأسبق أنور السادات قراراً بحلها ومصادرة ممتلكاتها على خلفية اتخاذه موقفاً معارضاً من الثورة الإسلامية في إيران عام 1979. أيضاً في إطار الردود على ما جاء على لسان الدكتور علي جمعة وجّه الطاهر الهاشمي نقيب الأشراف بالبحيرة، وعضو المجمع العالمي لآل البيت – عليهم السلام - رسالة للمفتي حذره فيها من السلفية الوهابية وليس الشيعة على - حد قوله - وأكد فيها أن قضية المد الشيعي مفتعلة وغير حقيقية . وقال الهاشمي في رسالته " جناب المفتي.. أنت يا من تعقل الأمور، وأنت يا صاحب الفتوى، وأنت يا من تتحدث بكلمة الله سبحانه وتعالى، وأنت يا من عرفناك منصفًا، وأنت يا من قلت عن رسالة الحقوق للإمام علي زين العابدين إنها تصلح لأن تكون دستورًا للبلاد" . وأضاف: كنا نتمنى من حضرة المفتي أن يطل علينا بكلمات تكون قادرة على جمع أمة الإسلام، لا ترديدًا لأحاديث عن فتن وقعت بدول أخرى وأنتم تعلمون تمام العلم أن هذه الفتن هي من فعل الوهابية تكليفًا وخدمة لدول الاستكبار العالمي من الأمريكان والصهاينة الذين هم العدو، وليس هناك عدو غيرهم. جناب المفتي: لم لا تنصحون عقلاء السلفية الوهابية بعدم إثارة الفتنة في الأمة الإسلامية والتي نتج عنها البلبلة والفرقة والانقسام بين المسلمين، والتي أحدثت وقيعة كبرى نتج عنها إسالة دماء الأبرياء " . واستطرد الهاشمي " لقد ذكرتم أن هناك خططًا لتحويل أهل السنة إلى شيعة في مصر، وأن هذه المحاولات لن تفلح أبدًا, وأنتم تعلمون جيدًا أن قضية المد الشيعي هي ضجة مفتعلة، وأنتم تعلمون جيدًا كما يعلم الكثيرون من العلماء أن التشيُّع مأخوذ من كتب أهل السنة... ومن دقق وتمحص وركز جيدًا فلا يحتاج لإتباع أهل البيت وفقههم إلى كتب أخرى غير كتب أهل السنة والجماعة. جناب المفتي.. إن الذي يجب التحذير منه هو المد الوهابي السلفي الوارد من خارج الحدود المخالف لما عليه الأشعرية وجموع أهل السنة من التنزيه, والذي لا خلاف له مع الشيعة في ذلك. وأضاف الهاشمى " قلتم إنكم تبحثون عن المشترك الذي يوحد الأمة ويطفئ الفتنة، أليس من المشترك قبولنا نحن أتباع أهل البيت عليهم السلام...! فنحن نتفق على أكثر من 90 % من الفقه ونشترك في عقيدة التوحيد والنبوة والمعاد. سيدي المفتي.. قد قلتم إنكم تختلفون مع الشيعة في قضية تحريف القرآن، وهذه الروايات عند الفريقين رفضها علماء الأمة.. فلماذا إثارة هذه القضايا الآن؟!! " . واختتم الهاشمي رسالته بقوله " سيدي المفتي.. قد قلتم إنكم تختلفون مع الشيعة في قضية عدالة الصحابة وسب الشيعة للصحابة، مع العلم بأن فتاوى مراجع الشيعة الكبار حرمت هذا الفعل، فلماذا فتح هذه الجروح الآن؟ ولن أتوسع في هذا الأمر فإني لم أعد مطمئنًا أو آمنًا كما كان الحال في النظام البائد. ألا تعلمون أن كلماتكم هذه تعتبر فتاوى لجماعات التكفير والعنف... هل نريد تحويل بلدنا إلى سوريا أخرى؟!! أما عن قضية العصمة للأئمة عليهم السلام والتي أنكرتموها وقلتم عنهم إنهم محفوظون، فما هو الحفظ من وجهة نظركم؟ نسأل الله سبحانه وتعالى وبجاه النبي الأكرم وأهل البيت الطاهرين المطهرين عليهم السلام أن يمن على الأمة الإسلامية بالعناية الإلهية في التوفيق والتجميع والمحبة لأنها هي من ستعطيهم القوة ضد الأعداء الحقيقيين ". هذا وقد كشفت صحيفة (جولف نيوز) الإماراتية الناطقة باللغة الانجليزية عن المحاولات المزعومة لإيران في نشر المذهب الشيعي في الدول ذات الأغلبية السنية بما في ذلك مصر خاصة في ظل تحسن العلاقات بين البلدين بعد زيارة الرئيس "محمد مرسي" لطهران. وقالت الصحيفة إن العلاقات بين القاهرة وطهران كانت تواجه الكثير من التوترات منذ عام 1980 بعد قيام الثورة الإسلامية في إيران وإبرام مصر لاتفاقية كامب ديفيد للسلام مع إسرائيل، وخلال تلك السنوات، كانت الحملات الأمنية تستهدف باستمرار الشيعة في مصر. ومع ذلك، مع صعود الدكتور "محمد مرسي"، القيادي السابق بجماعة الإخوان المسلمين، كأول رئيس منتخب لمصر، ومن خلال تطلعاته في السياسة الخارجية، تفتحت آفاق جديدة عند زيارته إيران في أغسطس تؤكد تحسن العلاقات بين البلدين. وقد زار العديد من الوفود السياسية والإعلامية من مصر طهران في الأشهر الأخيرة بدعوة من السلطات الإيرانية. وكان من اللافت أن قام عدد من الائتلافات الشبابية والثورية، ممثلة للمجلس الأعلى للثورة المصرية، بتنظيم وقفة احتجاجية أمام سفارة مملكة البحرين بالقاهرة، تعبيراً عن رفضهم لمحاولة نشر المذهب الشيعي في مصر، ووجود قيادات من الشيعة في البلاد، وذلك إثر زيارة وفد شيعي بحريني للقاهرة حالياً، يرأسه علي سلمان الأمين العام لجمعية الوفاق البحرينية. يطالب المشاركون في الوقفة الاحتجاجية، الحكومة البحرينية بعدم تصدير المد الشيعي لمصر وعدم السماح ببث الفتنة في داخل الصف المصري في الوقت الذي تشهد فيه مصر حالة من الغليان السياسي ومحاولة التدخل وبث الفرقة بين أبناء الوطن والأمة العربية، مطالبين السلطات المصرية بطرد وفد المعارضة الشيعية البحرينية التي تحاول بث الفرقة والانشقاق وتسعى لنشر المذهب الشيعي في مصر. ودعت قوى ثورية عديدة للمشاركة في الوقفة الاحتجاجية للتصدي، تعبيراً عن رفضهم لقاء الأحزاب السياسية في مصر بدعاة المد الشيعي الذين ينفذون أجندة إيرانية، كون هؤلاء من الموالين لها، مؤكدين أن الأزهر الشريف ومفتي الجمهورية يحذران من المد الشيعي على مصر ومطالبتهما بضرورة التصدي له ومطالبين أيضاً بضرورة تصدي الأجهزة الأمنية لدعاة الفتنة مهما كانت انتماءاتهم وجنسياتهم من الذين يعملون على إدخال المد الشيعي الإيراني إلى مصر الكاتب: اعداد قاسم قصير