السلام علیکم و رحمة الله وبرکاته

 • رجاءً عرف نفسک لزوار الموقع الرسمی للجماعة الدعوة و الإصلاح الإیرانیة.

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن والاه...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

باديء  ذي بدء .... أسال الله أن تصلك كلماتي وانت وكل إخواننا الاحباب في نعمة من الله وستر...

وفي هذا المقام لا يسعني إلا أن أتوجه لله عز وجل بخالص الدعاء أن يحفظكم وأن يكرمكم وأن يوفقكم لما يحب ويرضى سبحانه ولما فيه خير الاسلام والمسلمين ، اللهم آمين ,,

أخوكم في الله أيمن محمد عبد الرحيم أبو خليل مواليد مدينة القدس  12-10-1972 ، التحقت بجماعة الاخوان المسلمين منذ صغري والتحقت بحركة المقاومة الاسلامية  بُعيد تأسيسها مباشرة ... درست الكيمياء في جامعة بير زيت وكنت ناشطا في الكتلة الاسلامية وعضوا في مجلس الطلبة في الجامعة..

 • تکلم حول نشاطاتک فی العمل العسکری و ما هو اهم نشاطاتک؟

 التحقت بالعمل العسكري .. كتائب الشهيد عز الدين القسام عام 1993.. وبتفويض من قيادة الكتائب في القطاع ، باشرت بتأسيس مجموعات عسكرية في القدس والضفة الغربية .. نظمت عددا من الاخوة وشكلت مجموعتين .. حصيلة عملنا كانت أسر ثلاثة جنود صهاينة ، قتل خمسة جنود صهاينة ( من ضمنهم من أسرنا )  أحدهم مسؤول الوحدة الخاصة ( وحدة قيادة اركان الجيش الصهيوني) وإصابة أكثر من خمسة عشر جنديا صهيونيا ، وقد قمت بشكل مباشر بأسر اثنين من جنود الاحتلال الصهيوني ، أصبت أثناء مشاركتي بالعمل العسكري إصابتين .. إصابة أثناء أسر الجندي الاول ( رصاصة في صدري ) إستقرت في كتفي الايسر و إصابة أثناء أسر الجندي الثاني (رصاصة في قدمي اليمنى )،..

 • کیف و لماذا اُعتقلت و  کم کان عمرک حینما تم اعتقالک؟

 واعتقلت يوم الجمعه الموافق 12-8-1994أثر اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال وكنت أبلغ من العمر آنذاك 21 عاما وبضعة أشهر 

 •    كم هي المدة التي قضیتها فی السجن وکیف أطلق سراحک من السجن؟ 

أمضيت في سجون الاحتلال أكثر من سبعة عشر عاما إلى أن كتب الله لي ولإخوتي الاحباب الفرج العزيز المشرف في صفقة وفاء الاحرار في عملية تبادل الاسرى مع الجندي الصهيوني جلعاد شاليط والذي أسرته المقاومة الفلسطينية على رأسها كتائب الشهيد عز الدين القسام.

 • ما هو شعورک و قد لبثت معظم شبابک فی الأسر؟

 لا يخفى على احد انه من الصعوبة  قضاء هذه المدة الطويلة .. بل والطويلة جدا في سجون القهر ، سجون الاحتلال .. حيث أمضيت فترة شبابي كلُها او جلُها في هذه السجون الظالم اهلها ..

إلا أن التوق إلى الأجر والثواب وإحتساب هذه المعاناه عند الله عز وجل كان يعطينا دوما دافع الصبر والثبات ..كما أن رؤية إخواننا الاحباب يسيرون على ذات الدرب ، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ، جعلنا ننتظر فرج الله بيقين وثبات ودعاء أن نمضي في هذا الركب وهذه القافلة حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا ..

 • ما هو أهم نشاطاتکم فی السجن الإسرائیلی؟

 سائلين إحدى الحسنيين .. إما النصر وأما الشهادة .. (وان نكون ممن ينتظر .. وما بدلو تبديلا.. ) ووفقا لهذا المفهوم الاصيل والمتجذر .. حاولنا بكل طاقاتنا ان نحول السجن من محنة الى منحة .. قاومنا بكل قوتنا وبكل إصرار وتحدي محاولة العدو الصهيوني كسر إرادتنا ومسخ شخصيتنا وهويتنا الاسلامية والوطنية الاصيلة ..وذلك من خلال عمل منهجي متكامل تنظيميا ً، ثقافياً، أمنياً وإدارياً.. حيث كانت اللجان العاملة والمختصة والمنبثقة من الهيكيلية التنظيمية المنتخبة تشرف على جوانب الحياة المختلفة .. سواءً على مستوى إدارة شؤون الحياة الداخلية أو على مستوى ترتيب العلاقات الداخلية مع فصائل العمل الوطني داخل المعتقل أو على مستوى التعبأة الفكرية والثقافية والتأسيس التربوي والدعوي للأخوة ..

 • أکثر المعتقلین فازوا بالحصول علی المدارج الدارسیة العُلیا فی فترة إعتقالهم. هل یمکن أن توضح لنا کیف یمکن لشخص أن یستمر فی الدراسة و هو سجین؟

 والحمد لله حققنا إنجازات رائعة ومنقطعة النظير .. حيث إستطاع عدد  لا بأس به من الأخوة إنهاء دراستهم الجامعية داخل المعتقل .. كما و استطاع البعض الحصول على شهادة الماجستير .. وكنت حقيقة ممن التحق بالجامعة العبرية وحصل على شهادة البكالوريوس BA والماجستير  MA  في العلوم السياسية والعلاقات الدولية ..وحاولت جاهداً إكمال رسالة الدكتوراه إلا  أنني منعت من ذلك كوني سجيناً أمنياً .. ولا يظن أحد أن الصهاينة يمنحوننا هذه الانجازات كرماً وإنسانية منهم .. حاشا وكلا.. هذه إنجازات ( ومنها الحق في التعليم الجامعي ) انتزعناها إنتزاعاً عبر طريق مضني وطويل من الخطوات والاحتجاجات والمواجهات والإضرابات المفتوحة مع إدارة القمع النازية .. طريق استشهد فيها من استشهد من الإخوة أثناء الإضرابات  ومعارك الامعاء الخاوية وأصيب من أصيب أثناء المواجهات وفوق كل هذا كانت هذه الانجازات مهددة بالانتزاع في كل لحظة وفقا للواقع والظروف الداخلية والسياسية .. فمثلاً .. كثير من الإخوة منعوا من حق التعليم نهائياً.. ومنهم منع لسنوات طوال تحت حجة عدم الإنضباط ..وكنت ممن منع أربعة عشر عاماً من التعليم كوني كنت ناشطا وفاعلاً داخل السجن إضافة الى مشاركتي في محاولة هرب جماعية ..

 ومن الجدير بالذكر .. أنه بناء على هذه الظروف قررنا أن لانترك أمورنا مرهونة بموافقة الإدارة النازية خاصة في الجانب التعليمي .. فقمنا بالتنسيق مع كلية متوسطة إعتمدت شهاداتنا ( الإخوة الذين أنهو البكالوريوس والماجستير ) وبدأنا بتدريس الإخوة في إطار هذه الكلية وفي تجربة هي الاولى من نوعها في تاريخ الحركة الاسيرة تمكنا بعد سنتين من الجهد المتواصل أن نقوم بتخريج أكثر من خمسة وسبعون أخا حاصلين على شهادة الدبلوم في مجال الخدمة الاجتماعية ومجال تأهيل الدعاه .. ولم نكتفي بذلك بل نسقنا مع جامعة الاقصى وباشرنا العمل على إكمال هذا البرنامج التعليمي من أجل إكمال المسيرة لحصول الإخوة على شهادة البكالوريوس .. وفعلاً باشرنا العمل حتى خرجنا من السجن في إطار هذه الصفقة المشرفة ، والجدير بالذكر ان عددا لابأس به من الإخوة كان يدخل السجن ولم يحصل بعد على شهادة الثانوية العامة .. فقمنا بالترتيب والتنسيق لتقديم امتحان الثانوية العامة لهم عبر وزارة التربية والتعليم .. وهنا إخوتي لا بد أن نلفت الإنتباه أننا كنا نمارس هذا الدور والتنسيق مع المؤسسات التعليمية الرسمية المعتمدة عبر أجهزة هواتف نقالة صغيرة الحجم نقوم بتهريبها وإخفائها داخل السجن .. وهذه معركة أخرى تحتاج إلى ساعات من الشرح والتفصيل لا مجال لها في هذا المقام .

 • کیف تقیم الأوضاع فیما یتعلق بالقضیة الفلسطینة و برأیک کیف یمکن تحریر الأراضی المحتلة؟ 

الإخوة الاحباب .. تم الإفراج عنا والحمد لله .. بفضل الله وكرمه أولاً وقبل كل شيء ومن ثم بجهود الإخوة المجاهدين من أبطال المقاومة أبطال القسَام المجاهدين .. رأس الحربة لهذه الامة الإسلامية في مواجهة العدو الصهيوني الغاشم .. وفي وقت تمر به القضية الفلسطينية بمفترق طرق .. مفترق زاخر بالأحداث والمتغيرات المحلية والإقليمية والعالمية على حد سواء .. فعلى الصعيد الداخلي .. لايخفى على أحد أن حالة الفصل بين الضفة والقطاع غير صحية للقضية الفلسطينية والاجندة الوطنية .. والحاجة الى إعادة الوحدة والمصالحة حقيقية وماسًة .. وعلى الصعيد الإقليمي فإن التغيرات في المنطقة حقيقية ومؤثرة بلا شك وستلقي ضلالاً على القضية الفلسطينية بكل أبعادها .. 

وهنا لابد من الإشارة الى ضرورة الالتفاف حول القضية الفلسطينية على المستويين الشعبي والرسمي  ولا أقول إحياء .. وإنما تجذير وتأصيل وتقوية البعد الاسلامي لهذه القضية .. الذي غاب فترة طويلة عن المشهد الفلسطيني وما لبث أن عاد بقوة وحيوية الى واجهة المشهد وبؤرة الحدث بدماء المجاهدين وتضحياتهم وثباتهم .. ولا يفوتني أن أذكر دوما أن قضية  الاسرى ومعاناتهم لم تنتهي ولم تنقضي .. فهناك الالاف من المجاهدين القابعين في سجون الاحتلال وزنازين العزل الانفرادي .. منذ سنوات طوال تزيد عن العشرين عاماً يحتاجون الى الدعم والمساندة والدعاء من كل مسلم حر أًصيل حامل هموم أمته الاسلامية وأبناءها الاحرار ..

 • حدیث آخر؟

وختاماً .. أسأل الله أن يحفظكم  وأن يثبتكم على الحق  وأن يجعل ذلك في ميزان حسناتكم .. ولا تنسونا من خالص دعائكم