عندما نتحدث إلى أحد الأصدقاء أو الأقارب الرافضين للانقلاب العسكري والذين يشاهدون التليفزيون 23ساعة في اليوم!!!!!!! معللاً ذلك بعبارة "أصل عايز أشوف بيقولوا إيه" والحقيقة أنه لا يملك إرادة حقيقية لفعل ما يؤمن.
وبالطبع كما أن الأعذار درجات فالهمم أيضًا درجات، وهناك من أصحاب الأعذار من لهم من الأجر ما يزيد عن بعض ممن شاركوا فعليًّا في فعاليات ضد العسكر، وهم من قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "في المدينة قوم ما قطعتم .......".
وغالبًا ما تجد نفس الأعراض النفسية والجسمانية تظهر على أصحابنا الطيبين المسالمين والمستسلمين تكرر في كل الحالات و المتمثلة في:
الإحباط الشديد من مشاهد الظلم والتنكيل التي يمارسها الانقلابيون، والضغط العالي من أغنية "تسلم الأيادي" التي تجد كل من ركبه السيسي أو ركب السيسي يشغلها، والحزن على ما آلت إليه بلدنا الحبيبة التي كانت على مشارف الحرية والعدل والتقدم.
ولا يخلو الأمر أيضًا من أعراض الكبت لعدم التنفيس عن كل هذه الأعراض السابقة إلا في العيال أو الزوجة أو أي حد ساقه حظه العثر لما فيه النصيب، ومع قليل من الندم لأنهم لم يستطيعوا أن يتغلبوا على أنفسهم أو أعذارهم.
وبعد سماعك لموشح الهم والغم والإحباط من ممارسات زبانية العسكر في محافظات مصر المختلفة والتي وصلت لاعتقال الأطفال والبنات، غالبًا ما تنتهي الشكوى بالشتيمة في السيسي واللي .. ومعاه الطرطور ومحمد إبراهيم وووو...، وإلى هنا انتهت مقاومتهم المستسلمة للعسكر.
وأما على الجانب الآخر من الرافضين للانقلاب والذين تعدى كرههم ورفضهم للانقلاب مستوى "الفايبريشن" إلى إحداث "رنات عنيفة" تهز أركان دولة الانقلاب.
وهؤلاء يمثلون الدم المتجدد في عروق وطن يحتضر، والذين قادتهم كل الأعراض السابقة التي يعاني منها "البيتيين" و"المستسلمين" وبعضهم من "القاعدين" للنزول في المظاهرات والدفاع عن حقوقهم والتنفيس عما تشتعل به صدورهم من مرارة الظلم وتكسير الحلم.
والذين تخطوا كل الأعذار وتغلبوا على محاولات وتهديدات كثيرة من جهات مختلفة قريبة وبعيدة لعرقلة مشاركتهم في مسيرات رافضة للانقلاب ورفضوا الجلوس في صمت وإستكانة للظلم وأقروا أنه لا بد للأقدار من أسباب، فقرروا أن يكونوا هم من هذه الأسباب.
وهؤلاء بعد أجر الآخرة من الله عز وجل الذي نحتسبه عند الله، لهم في المسيرات 10 فؤائد صحية يتمتع بها من تمرسوا المظاهرات ضد العسكر وهي:
1. قلوب قوية لأنهم تعودوا على صوت الرصاص والخرطوش وخلاص قتلوا الخوف داخلهم.
2. ضياع "الكرش" والدهون بسبب المشي في الشمس على الأقل من3 إلى 4 ساعات ده في أيام الراحة.
3. تمارين للساقين والأقدام بسبب الجري من البلطجية والشرطجية اللي ممكن يطلعوا لك من أي مكان وفي أي وقت.
4. تمارين للرقبة؛ لأنك لازم تبص لفوق عشان تحيي الناس في العمارات والبيوت واللي رافعين إشارة رابعة أو صورة الرئيس مرسي وتقولهم (مليون تحية للشقة دية) لجبر الخواطر ويمكن ييجي اليوم وينزلوا من بيوتهم.
5. قوة الأحبال الصوتية؛ لأن كل الكبت اللي جواك بيطلع في الهتاف والزعيق السلمي برده.
6. الأعصاب القوية لأنك أحيانًا تجد بعض العبيد ولاعقي البيادة؛ فتضطر أن تتمالك أعصابك وتمشي وتسيبهم وتقول لنفسك "سيبك م الفلول وامشي على طول".
7. حالة نشاط مستمر؛ بسبب الأمل والتفاؤل كلما رأيت حماس المتظاهرين وإصرار الشباب على إسقاط العسكر.
8. حالة نفسية مستقرة وضغط مضبوط؛ لأن كل اللي كان جواك من كبت وهم طلعته في الهتاف والجري.
9. تمارين لليد والذراعين؛ لأنك طول الوقت رافع شارة رابعة أو صورة الرئيس مرسي.
10. خفة في الحركة وقوة في الجسد؛ بسبب تساقط ذنوبك من كثرة التصافح والحب والإيثار والروح الطيبة مع إخوانك.
وبعد هذه الغنائم الصحية، لا تنسى أن تشكر الله الذي لولا فضله ورحمته ما غنمت شيئًا، فلله الحمد أن جعلك من هذا الفريق، وأعانك على قول كلمة الحق ولم يجعلك من فريق "الكنبة".
الآراء