في الاجتماع الافتراضي الأخیر للأمین العام لجماعة الدعوة والإصلاح الأستاذ عبد الرحمن بیراني مع أعضاء المجلس المرکزي لهذه المنظمة المدنیة لأهل السنة في إیران ناقش الأمین العام "الحکمة" کفضیلة أخلاقية ونص کلمته کما یلي: بسم الله الرحمن الرحیم الحمدلله والصلاة والسلام علی رسول الله وعلی آله وصحبه ومن والاه. رَبَّنا آتِنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَ هَيِّئْ لَنا مِنْ أَمْرِنا رَشَداً أحمد الله وأشکره علی ما وفقني زيارتکم واستماع آرائکم من خلال هذا اللقاء الافتراضي وأرجو النجاح لهذا اللقاء المبارک. أسأل الله الشفاء العاجل لأصدقاءنا الذین أصابوا بفیروس کورونا والمغفرة والرحمة للذین رحلوا عنا وفي طلیعتهم الفنان الشعبي البارز محمدرضا شجریان الذي یشکل فقدانه خسارة فادحة بالنسبة للإیرانیین بأکملهم.

دعوني أتحدث قلیلا عن الحكمة؛ قال تبارک وتعالی: يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا. ترتبط الحكمة بالحياة البشرية ارتباطًا وثيقًا وأن معدل نجاح كل فرد يعتمد على حكمته والتزامه بمتطلباتها. في تعریف الحکمة یقول راغب إصفهاني: إصابة الحق بالعلم والعقل وقيل الكثير عن معناها الاصطلاحي؛ قال البعض الحکمة هي الإصابة في القول والفعل كما تم وصف الحكمة بأنها صفة أو حالة تعتبر أساس التمييز بين الصواب والخطأ والخير والشر.

كلمة الحكمة ومشتقاتها وردت مرات عديدة في القرآن الكريم وفي الحديث النبوي الشريف؛

"يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا" / البقرة: ٢٦٩.

"ذلِكَ مِمَّا أَوْحى‌ إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ..." / الإسراء:٣٩.

وقد وردت كلمة "الحكيم" كاسم من أسماء الله الحسنى بأشكال مختلفة: عزيز حكيم ، علیم حكيم ، واسعا حكيما وفي بعض الأماكن ، تُذكر كلمة "الحكمة" على أنها مضمون رسالة الأنبياء: "وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ..."

طبعا هنا فسره بعض المفسرين على أنها علم لأسرار الشريعة أو جاء في آيات أن الله یمن على هذه الأمة أن أرسل إلیهم رسولا حتی: "يَتلو عَلَيهِم آياتِهِ وَيُزَكّيهِم وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتابَ وَالحِكمَةَ" وفي روایة عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه: ضمَنی النبی الی صدره وقال اللهم علمه الحکمة. ومن أدوات اکتساب الحکمة یمکن الإشارة إلی:

1- الاستفادة من مدرسة الحياة ودروسها وخبراتها.

2- التعایش مع الصالحين وتجمیع حصاد معرفتهم وخبرتهم وحكمتهم.

3- التفقه في الدين ، والحفاظ على العلاقة مع خالق الله ، والسير في طريق العبودية الواعية والصادقة ، وأداء العبادات بالطريقة الصحيحة ، والامتناع عن الخطأ والعدوان.

4- تجنب الطمع والحسد والکبر.

5- ممارسة الصمت واكتساب مهارات الاستماع.