ومضات حول سورة محمد ﷺ

بقلم: أ. د. ليلى محمد بلخير

عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

عندما حاولت -وبتوفيق من الله- قراءة وتبصر سورة محمد وجدتها تنطبق على الواقع الذي نعيش فيه، تطرح فكرة الصراع الحضاري وتفسرالكثير من جوانب الحرب على غزة، بطريقة فذة ومقنعة وكأنها نزلت الآن ليس في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم، وفي ذلك تحمل مكامن الإعجاز كله.

تبدأ السورة بداية عجيبة ومذهلة قال تعالى: [ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ أَضَلَّ أَعۡمَٰلَهُمۡ] (سورة محمد:1). تحمل في كلماتها الموجزة القطيعة مع الكفر ومسالكهم، لا حاجة للمجاملة ولا للمهادنة، فكريا هم على إنكار وسلوكيا هم على إعراض وصدود، ويتم فضحهم بلا هوادة ومن أول آية مع تبيين صفاتهم، ومسلكهم وخططهم، في جملة واحدة مختصرة، تلامس واقعنا مباشرة، إنها بمثابة إعلان صريح للحرب ضد كل كافر أو مطبع مع الكفار، إعلان العداوة على كل كافر يسعى بكفره ونفاقه ضربا لديننا وأذية لأهل الإيمان وتشويها لمنهج الرسول صلى الله عليه وسلم النتيجة هي الخذلان لكل متآمر يسعى بالمكائد وصروف الأذى المادي والمعنوي. لأن المعركة ليست بالسلاح فقط، بل معركة إعلام وفكر وثقافة وهيمنة على هويتنا الحضارية برمتها. حرب عقيدة ودين وقيم.

 وفي ذلك نتلمس إعجاز القرآن الكريم في تصويره للنماذج البشرية وهي فعليا كانت موجودة في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن تم ذكرها بلا تفاصيل ولا جزئيات حتى تكون صالحة لكل زمان ومكان وهذا زيادة في القوة والوقع والتأثير. 

أولا: النماذج البشرية في سورة محمد صلى الله عليه وسلم 

ويمكن استنتاج ثلاثة نماذج بشرية من سورة محمد صلى الله عليه وسلم وهي: النموذج الأول (الذين كفروا) وسمتهم واضح وصريح في الآية الكريمة من أفعالهم السيئة والمسيئة، منعوا أنفسهمم عن الإيمان ومنعوا الإيمان عن الناس (كفروا وصدوا) فكان مآلهم الخيبة ونتيجتهم الشقاء والحسرة (أحبط أعمالهم)، (أضل أعمالهم). أي أخزاهم في الدنيا والآخرة.

النموذج الثاني: (الذين آمنوا) حيث نتلمس صورتهم من قوله تعالى: [وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَءَامَنُواْ بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٖ وَهُوَ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّهِمۡ كَفَّرَ عَنۡهُمۡ سَيِّـَٔاتِهِمۡ وَأَصۡلَحَ بَالَهُم] (سورة محمد:2) وفيه تمجيد للمؤمنين العاملين المخلصين في عملهم المتبعين لنهج الرسول صلى الله عليه وسلم ومآلهم الظفر بالرضوان والسعادة، ويظهر النموذجين على طرفي النقيض (فالذين كفروا) اختاروا طريق الباطل. و(الذين آمنوا) سلكوا طريق الحق. وجعلهما الله درسا عظيما مستمرا مع استمرار الانسان. (كذلك يضرب الله للناس أمثالهم).

النموذج الثالث: (الذين في قلوبهم مرض)، حيث ذكرهم الله عز وجل في محكم تنزيله بصورة دقيقة وشاخصة تظهر ملامحهم المرتعبة لأنهم لا يرغبون في بذل أي جهد في سبيل الله: [وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَوۡلَا نُزِّلَتۡ سُورَةٞۖ فَإِذَآ أُنزِلَتۡ سُورَةٞ مُّحۡكَمَةٞ وَذُكِرَ فِيهَا ٱلۡقِتَالُ رَأَيۡتَ ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ يَنظُرُونَ إِلَيۡكَ نَظَرَ ٱلۡمَغۡشِيِّ عَلَيۡهِ مِنَ ٱلۡمَوۡتِۖ فَأَوۡلَىٰ لَهُمۡ] (سورة محمد: 20). ويفضح الله مسلكهم في موضع آخر ويظهر ملامحهم، فهم يجلسون مع المؤمنين في مجلس رسول الله صلى عليه وسلم، يستمعون للذكر مباشرة ورغم ذلك فهم مختلفين عنهم كل الاختلاف لا هم مؤمنين حقيقة، ولا هم كافرين حقيقة، لأن حضورهم شكليا فقط وروحهم ووجدانهم في غياب ، يجدون أنفسهم في بعد عن ماكان يقول محمد صلى الله عليه وسلم ، ماإن يخرجواحتى يبادروا لسؤال أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم أن يلخصوا لهم الموضوع: [وَمِنۡهُم مَّن يَسۡتَمِعُ إِلَيۡكَ حَتَّىٰٓ إِذَا خَرَجُواْ مِنۡ عِندِكَ قَالُواْ لِلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَ مَاذَا قَالَ ءَانِفًاۚ أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ طَبَعَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ وَٱتَّبَعُوٓاْ أَهۡوَآءَهُمۡ] (سورة محمد:16).

يتعمد النص القرآني تصوير هذا النموذج بتفاصيل دقيقة تنقل لنا شخصيته، لتسهل علينا عملية العثور عليه بيننا في زمننا، وذلك لأنه الخطر الداهم لقدرته على التلون والتخفي، ويحتاج منا لقراءة العلامات الدالة على صورته وسمته،، يقولون للمؤمنين نحن معكم ولكنهم ليسوامعهم على الإطلاق، لأن أفعالهم تكذب أقوالهم، وفعلهم أمر من  فعل الأعداء بل أشد وأنكى ،لا يملكون القد رة على المجاهرة بموقفهم بل يتملكهم الخوف والهلع من لحظات الحسم في ساحة القتال ، لأنها تظهر الوجه الحقيقي المتستر وراء أقنعة الزيف والبهتان: [رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ ۖ فَأَوْلَىٰ لَهُمْ] هذه الأية تشخص لنا حالة هذا النمط البشري ، الذي يفتضح في أول موقف: إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱرۡتَدُّواْ عَلَىٰٓ أَدۡبَٰرِهِم مِّنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلۡهُدَى ٱلشَّيۡطَٰنُ سَوَّلَ لَهُمۡ وَأَمۡلَىٰ لَهُمۡ (25). فهم أهل الشيطان يتبعون طريقه، ويتركون طريق الهدى بعد أن عرفوه حق المعرفة. وأهم صفة لهم بارزة في قوله تعالى: [ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَالُواْ لِلَّذِينَ كَرِهُواْ مَا نَزَّلَ ٱللَّهُ سَنُطِيعُكُمۡ فِي بَعۡضِ ٱلۡأَمۡرِۖ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ إِسۡرَارَهُمۡ] (سورة محمد: 26) فهم يطيعون الذين كفروا في بعض الجوانب وغالبا فيما خفي، وهم في ظاهر أمرهم على إسلام ولكن إسلام على هواهم فقط ومقاس مصالحهم الدنيوية مثل موقف بعض الشخصيات الكبرى في بعض الدول الإسلامية الكبرى، من حرب الإبادة على غزة، يناصرون بني صهيون بكل ألوان النصرة ويسخرون من المجاهدين في سبيل الله، ويبررون أفعالهم السيئة بحجج واهية، وقالى تعالى: [أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٖ مِّن رَّبِّهِۦ كَمَن زُيِّنَ لَهُۥ سُوٓءُ عَمَلِهِۦ وَٱتَّبَعُوٓاْ أَهۡوَآءَهُم] (سورة محمد:14) أي أسس بنيانه على قواعد متهالكة هشة انهارت به وكان السقوط لا محالة.

ثانيا: حقيقة التدبر وفعاليته في حركية السورة:

قال تعالى: [أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ ٱلۡقُرۡءَانَ أَمۡ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقۡفَالُهَآ] (سورة محمد: 24)

هذه الآية الكريمة هي القلب النابض لحركية السور من جديد، في وقتنا الحالي، نقرأ القرآن تدبرا لنفهم ونتبصر ونجدد نيتنا في نصرة ديننا عن فهم وبصيرة. ما الحكمة من رصد النماذج البشرية في سورة محمد صلى الله عليه وسلم؟ حتى نعرف معركتنا مع من بالضبط؟ حتى نعرف أهل الإيمان من أهل الكفر وأهل الشيطان، ولكن كيف نعرفهم؟ طبعا نعرفهم بأفعالهم لأن الله قادر على نصرة دينه ونبيه الكريم، ونعرف أعداءنا حق المعرفة، ونفهم جيدا أساليب إدارة الصراع، لأن الصراع بين أهل الحق وأهل الباطل لا تعرف نهاية، لأن الإسلام في حقيقته ومضمونه تناسق بين القول والفعل، لهذا منطلق المعركة في داخلنا مع أنفسنا، حيث نركز على الفعل الثابت المستمر ولوجه الله. يقول الله تعالى: [ذَٰلِكَۖ وَلَوۡ يَشَآءُ ٱللَّهُ لَٱنتَصَرَ مِنۡهُمۡ وَلَٰكِن لِّيَبۡلُوَاْ بَعۡضَكُم بِبَعۡضٖۗ وَٱلَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعۡمَٰلَهُمۡ] (سورة محمد:4).

ترتبط النماذج البشرية بأفعال مخصوصة وواضحة، الفعل يزيد في قوة الوصف وبلاغة البيان لأنه يذكر أثرا يمكنه أن يمتد من زمن الرسول، إلى هذا الزمان وتنتهي الأفعال إلى مآلات أو نتائج لا زمة.

كل نموذج محكوم بعمله ويصل إلى مآله ومصيره كسنة دقيقة ومؤكدة ونجد توضيحا في الآية الأخيرة: [هَٰٓأَنتُمۡ هَٰٓؤُلَآءِ تُدۡعَوۡنَ لِتُنفِقُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبۡخَلُۖ وَمَن يَبۡخَلۡ فَإِنَّمَا يَبۡخَلُ عَن نَّفۡسِهِۦۚ وَٱللَّهُ ٱلۡغَنِيُّ وَأَنتُمُ ٱلۡفُقَرَآءُۚ وَإِن تَتَوَلَّوۡاْ يَسۡتَبۡدِلۡ قَوۡمًا غَيۡرَكُمۡ ثُمَّ لَا يَكُونُوٓاْ أَمۡثَٰلَكُم] (سورة محمد:38). نتحدث هنا في هذا الموضع عن أفعال أهل الإيمان وما المطلوب منهم من فعل حتى يحققوا هذه الصفة، لأن الكثير من الناس يظن أن الإيمان هو مجرد تشريف لصاحبه، أو هبة من الله، أو سمة من السمات، لا أبداً الإيمان هو تكليف بمهام والتزام كامل، وعمل مستمر ومتواصل، هو فعل حقيقي منتج للريادة والسعادة في الدنيا والآخرة.

ثالثا: قراءة أفعال النموذج القرآني في السورة:

1. مطابقة الإيمان بالعمل والسلوك. [وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَءَامَنُواْ بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٖ وَ  هُوَ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّهِم].

2. ربط الإيمان بحسن الانقياد والبعد عن الهوى [وَأَنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّبَعُواْ ٱلۡحَقَّ مِن رَّبِّهِمۡۚ].

3. تأكيد الإيمان بالله وبالرسول صلى الله عليه وسلم، بالالتزام بتكاليف ومهام بصرامة والابتعاد عن التراجع والخذلان والفشل والتراخي والركون للراحة [يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوَٓأطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَلَا تُبۡطِلُوٓاْ أَعۡمَٰلَكُمۡ].

4. تتكرر الابتلاءات والمحن مع الأنبياء والفضلاء الأتقياء كوسيلة للتصفية واختبار للصبر والعزيمة [وَلَنَبۡلُوَنَّكُمۡ حَتَّىٰ نَعۡلَمَ ٱلۡمُجَٰهِدِينَ مِنكُمۡ وَٱلصَّٰبِرِينَ وَنَبۡلُوَاْ أَخۡبَارَكُمۡ].

5. دعوة لاختيار طريق العزة والكرامة والمجاهدة لإعلاء الحق، ونبذ الركون للذل والهوان، واليقيين بقوة الله وعظمته يهبك القوة وعلو الهمة [فَلَا تَهِنُواْ وَتَدۡعُوٓاْ إِلَى ٱلسَّلۡمِ وَأَنتُمُ ٱلۡأَعۡلَوۡنَ وَٱللَّهُ مَعَكُمۡ]

6. يحضر نصرالله لنا إن نصرناه حقيقة منطلقا وغاية.

[يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِن تَنصُرُواْ ٱللَّهَ يَنصُرۡكُمۡ وَيُثَبِّتۡ أَقۡدَامَكُمۡ]

كيف ننصر الله؟ وهل الله محتاج لنصرنا؟ طبعا لا نحن من نحتاج إلى نصر الله في أنفسنا مع معركة الثبات على المبدأ، واليقين بقوة الله، بعد ذلك نتصدى لنصرة ديننا وعقيدتنا في أي مجال وبأي صورة وبلا خذلان وتراجع عن المبدأ، العمل المستمر لله ولرسوله الكريم.

7. عندما نسلك سبل الرشاد والهداية يحضر توفيق الله وتحضر عنايته بالسالكين طريق الحق[وَٱلَّذِينَ ٱهۡتَدَوۡاْ زَادَهُمۡ هُدٗى وَءَاتَىٰهُمۡ تَقۡوَىٰهُمۡ]. أي قاموا بفعل الهداية كخطوة أولى من أنفسهم، ليستحقوا بعد ذلك المدد، والعون والتوفيق والسداد.

8. عدم الركون للضعف واليأس وتأكيد العزيمة بمقاومة كل أسباب الوهن والفشل وتأكيد الصدق بالسعي الدؤوب طاعة لله ورسوله. [طَاعَةٞ وَقَوۡلٞ مَّعۡرُوفٞۚ فَإِذَا عَزَمَ ٱلۡأَمۡرُ فَلَوۡ صَدَقُواْ ٱللَّهَ لَكَانَ خَيۡرٗا لَّهُمۡ ). لأن أهل الكفرلا يكتفون بالنظر والمشاهدة إن لهم فعلا شديدا وهجوما عنيفا، لا يؤمنون ويحاربون من آمن في إيمانه. ولهذا لا بد من القوة والعزيمة للدفاع عن حقنا في اختيارطريق الإيمان، يكفلون حرية الرافض لأي دين، ويقتلون ويبطشون بمن قال ربي الله وحده لا شريك له.

وفي الأخير نحن في حاجة لتدبرسورة محمد صلى الله عليه وسلم لفهم موقعنا من الحرب المسلطة علينا ونعرف واجبنا وتكاليف الإيمان الذي نحمل في صدورنا، حتى نحدد موقفنا ونعرف إلى أي نموذج ننتمي من النماذج الثلاثة: أهل الإيمان، أهل الكفر، أهل النفاق والذين في قلوبهم مرض،، وهي معركة لا تعرف النهاية حتى تبدأ من جديد.

        هل وضعت الحرب أوزارها؟ 

لم تضع الحرب أوزارها ولانتهت المعركة، إنها معركتنا لتحرير القدس  من آل صهيون، حرب على كل الجبهات وبكل الألوان واللغات، حرب إبادة تحت أنظار العالم، تجويع وترويع وفتك وتنكيل لم تشهد له البشرية مثيلا، ورغم المحن والأوجاع الله معنا وسيحقق وعده لنا في الدنيا ريادة وفي الآخرة سعادة ولهذا واجبنا نصرة هذا الدين بالعمل والسعي لتوصيله للشباب خالصا غير منقوص ووعد الله للمخلصين سيكون مفعولا بحول الله قال تعالى: [مَّثَلُ ٱلۡجَنَّةِ ٱلَّتِي وُعِدَ ٱلۡمُتَّقُونَۖ فِيهَآ أَنۡهَٰرٞ مِّن مَّآءٍ غَيۡرِ ءَاسِنٖ وَأَنۡهَٰرٞ مِّن لَّبَنٖ لَّمۡ يَتَغَيَّرۡ طَعۡمُهُۥ وَأَنۡهَٰرٞ مِّنۡ خَمۡرٖ لَّذَّةٖ لِّلشَّٰرِبِينَ وَأَنۡهَٰرٞ مِّنۡ عَسَلٖ مُّصَفّٗىۖ وَلَهُمۡ فِيهَا مِن كُلِّ ٱلثَّمَرَٰتِ وَمَغۡفِرَةٞ مِّن رَّبِّهِمۡۖ كَمَنۡ هُوَ خَٰلِدٞ فِي ٱلنَّارِ وَسُقُواْ مَآءً حَمِيمٗا فَقَطَّعَ أَمۡعَآءَهُمۡ] (سورة محمد:15) وهنا رسم واضح لخطي طريقين مختلفين وفي تباين شديد في النتيجة والمآل في النهاية ، طريق الحق نهايته الجنة ، وطريق الباطل نهايته جهنم  والعياذ بالله ،ولهذا ستستمر الحرب والعداوة ما بقيت الحياة ، وستستمر المعركة، وعلينا تحديد موقفنا منها ونسلك مع العاملين المخلصين طريق النصرة ، لأن ما عند الله خير وأبقى.