كشف التقرير السنوي لمؤشر السلام العالمي أن العالم بات أكثر سلاما، لكن العالم العربي جاء في مقدمة المناطق الأكثر توترا فيه، ليحل بذلك محل منطقة أفريقيا لأول مرة كأكثر منطقة مضطربة في العالم. وأظهر التقرير -الذي أصدره معهد الاقتصاد والسلام الأميركي في نيويورك الخميس- أن أكثر الدول سلاما في العالم هي آيسلندا، تليها الدانمارك، ثم نيوزيلندا، كما احتلت السويد المرتبة الرابعة عشر وجاءت بعدها ألمانيا. وقد أحرزت أوروبا الغربية هذه المرة أيضا وصف أكثر المناطق المسالمة في العالم، حيث جاءت معظم دولها بين الدول العشرين الأولى، لما تتسم به من ارتفاع مستوى الأمن والحماية لمواطنيها، وتميز مجتمعاتها بدرجة عالية من الانسجام الاجتماعي والبعد عن الصراع. وعلى الصعيد العربي، برزت سوريا كأكثر الدول تراجعا على القائمة بانتقالها من المركز الثلاثين إلى 147، وتليها دول ما بعد الثورات وهي مصر وتونس على التوالي. ومع أن الصومال بقي أكثر بلدان العالم بعدا عن الأمن باحتلاله المرتبة 158، فإن دول السودان وأفغانستان والعراق لم تكن أفضل حالا بكثير، حيث جاءت أفغانستان في المرتبة 157 أمام السودان (156) والعراق (155). وفي المقابل، حلت الجزائر في المركز 121 متقدمة بثمانية مراكز عن العام الماضي، لكنها بقيت متأخرة عن أحسن نتيجة لها وهي المرتبة 116 التي أحرزتها في 2009. وأبرز التقرير أن تحسن تصنيف الجزائر يعود إلى استرجاع الاستقرار الداخلي، وتحسن العلاقات مع دول الجوار مثل ليبيا، وبروز علامات مصالحة مع المغرب، ومباشرة إصلاحات سياسية. الديمقراطية والتنمية وأشار التقرير إلى أن تراجع مستوى السلام في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يعكس الصورة الحقيقية عن الاضطرابات وعدم الاستقرار الذي تشهده دول ثورات الربيع العربي. وأوضح أن الدول الديمقراطية أكثر سلمية، كما أن الديمقراطيات "غير المكتملة" هي أفضل حالا من الدول التي تحكمها نظم الحكم الدكتاتورية. ومن جانبه، قال الخبير في المعهد ستيف كيليا إن هناك تحولا دراميا في هيكلية دول العالم، إذ أصبحت أكثر سلمية في علاقاتها الخارجية، حيث تلجأ إلى الكفاح على المستوى الاقتصادي بدلا من العسكري، مضيفا أن الصراع الداخلي بات أكثر وضوحا. ويوضح التقرير أن هناك تحسنا طفيفا في مستوى الأمان يرتبط بالآثار المتعلقة بمستويات التنمية الاقتصادية، ويؤكد أنه على الرغم من استمرار العديد من الصراعات في العالم فإنها باتت أقل من ذي قبل.