أقام القسم الطلابي لجماعة الدعوة والإصلاح في مدينة سقز ندوة تعريفية بشخصية وأعمال الكاتب والمترجم والشاعر الكردي الشهير، الأستاذ عبد الرحمن شرفكندي، الملقب بـ"هجار" يوم الخميس، الموافق 2 أكتوبر 2025.
في البداية، رحّب عبد السلام ميهاندوست، مسؤول القسم الطلابي للجماعة بمدينة سقز، بالحضور والضيوف، وقال: "إنّ التعرّف على الشخصيات التاريخية والثقافية من واجبات كل أمة وشعب وعلى الجيل الجديد، وهو يتعرّف على هذه الشخصيات، أن يستفيد من إنجازاتهم العلمية وأن يكون ممتنًا لجهودهم".
بعد ذلك، قدّم الأستاذ السيد محمد أمين واجي الأعمال العلمية للأستاذ هجار، وناقش آخر أعمال هذا الكاتب الكردي غزير الإنتاج. وقال: "يتمتع الأستاذ هجار بشخصية علمية مرموقة، وأعماله خير دليل على ذلك. وآخر أعمال الأستاذ هجار هي ترجمة القرآن الكريم إلى اللغة الكردية". وتابع: "قبل الأستاذ شرفكندي، قد ترجمت ترجمات أخرى إلى اللغة الكردية، منها ترجمات الأستاذ محمد خال والأستاذ شبول. إلا أن ترجمة الأستاذ هجار اتسمت بأسلوب مختلف عن غيرها". وفي جزء آخر من كلمته، أشار أستاذ العلوم الدينية إلى نقاط قوة وضعف ترجمة الأستاذ هجار للقرآن الكريم وأردف قائلاً: "إن استخدام كلمات وعبارات كردية أصيلة، واستخدام كلمات ولهجات كردية مختلفة (سوراني - كرمانجي - هورامي)، والإيقاع واللحن في الترجمة، من أبرز نقاط قوة هذه الترجمة".
في معرض إشارته إلى المكانة القيّمة للقرآن الكريم في نظر الأستاذ هجار ومفاهيمه التوحيدية، اعتبر ترجمة الأستاذ شرفكندي لبعض أعمال علي شريعتي دليلاً على مواجهة الخرافات في المجتمع. وفي جانب آخر من هذه الندوة، تناول إسماعيل كسنزاني محتوى أعمال الأستاذ شرفكندي وناقش في البداية أهمية الأدب ومكانته في الحياة، قائلاً: "من منظور نفسي، لفهم أي شخص، يجب على المرء أن يتعرف على قيمه ومخططاته العقلية. درس عبد الرحمن شرفكندي في الغرف التقليدية، وهذا ما غرس في ذهن الأستاذ حب الدين والعلوم الإسلامية. كما كان للأفكار والآراء الوطنية التي كانت شائعة بين طلاب وخريجي الحجرات التقليدية للعلوم الدینیة تأثير مباشر على فكر هجار. كما لعبت أحداث ووقائع الثلاثينيات والأربعينيات الدور الأكبر في تشكيل شخصيته وبالتالي في أعماله". قال كسنزاني: "اللغة هي المعيار الأبرز لتحديد هوية أي شعب وأمة. وقد قدّم الأستاذ هجار خدمةً جليلة للغة الكردية في هذا الصدد، وكرّس كل جهوده للحفاظ على اللغة واستخدام الكلمات والعبارات القديمة من اللغة الكردية ويتجلى ذلك جليًا في جمع وترتيب قاموس ههنبانه بورينة الكردي".
المتحدثة التالية غلاويز إسماعيلي، وهي من أعضاء الجماعة الکبار استذكرت ذكرى من طفولتها وتحدثت عن كيفية تعرّفها على أعمال الأستاذ هزهر. وصنّفت ترجمات هزهر إلى أربعة مجالات: 1- ترجمة الأعمال العربية إلى الفارسية، 2- ترجمة الأعمال الفارسية إلى الكردية، 3- ترجمة الأعمال العربية إلى الكردية، و4- ترجمة الأعمال الكردية إلى الكردية.
وأضافت إسماعيلي: "أهم عمل في قسم الترجمات العربية إلى الفارسية هو ترجمة كتاب أبو علي سينا "القانون في الطب" وقد تُرجم هذا العمل العلمي بعد قرون من تأليفه من قِبل شخصية ناطقة باللغة الكردية، مُلِمّة بلغته الأم، العربية، ولغات ولهجات أخرى. ومن سمات هذه الترجمة الأسلوب النثري الأنيق والناجح، ووجود مصطلحات وكلمات نادرة."
وفي جزء آخر من الندوة، أرسل الكاتب والمترجم مولود بهراميان ملف فيديو لشرح الحياة السياسية للأستاذ شرفكندي بالإشارة إلى أحداث عشرينيات وأربعينيات القرن الماضي وتأثيرها المباشر على حياة هجار معتبراً إیاه أحد الأشخاص الأكفاء والنشطين في جمعية الإحياء الكوردستاني. وبسبب المشاكل السياسية، سافر إلى دول أخرى، منها العراق ولبنان و... وخلال هذه الأيام أصبح على دراية باللغة العربية، وخاصة اللغة العربية في فترة ما قبل الإسلام. وبالإضافة إلى الفارسية والكردية والعربية، أصبح على دراية ببعض اللغات الأخرى ومعرفته بلغات مختلفة جعلته كاتبًا ومترجمًا فريدًا من نوعه.
بعد ثورة إيلول، قام شرفكندي بالعديد من الأنشطة الإذاعية وكرس بعض جهوده في هذا المسار. ثم عاد إلى إيران واستقر في مدينة كرج.
أشار هذا الناشط الثقافي إلى الجوانب الإيجابية في حياة شرفكندي، وانتقد بعض مواقفه وقصائده، والتي يمكن الإشارة إليها على أنها تحيز شديد تجاه الزعيم الكوردي ملا مصطفى بارزاني.
وفي ختام هذا الحفل، تم تكريم 16 طالبًا نجحوا في إكمال تعليمهم العالي.

الآراء