مقدمة البحث:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
البحث هو عن ميادين التربية الإسلامية التي تشمل كلاً من:
التربية الجسدية، التربية العقائدية، التربية الأخلاقية، التربية الاجتماعية، التربية الوجدانية..
الغرض من البحث: حتى يكون مجملاً لميادين التربية الإسلامية ومعرفتها وأقسامها وشيء من الكلام عنها.
أهمية البحث: تكمن في الاستفادة من هذا البحث وفي الترتيب وفي شموله، حيث شمل مواضيع وعناوين رئيسية.
وأسباب اختيار البحث: هي رغبتي في ذلك وسهولة المراجع وكثرتها..
وأخيراً أشكر الله أولاً وآخر على تيسيره لي هذا الأمر، وبعد الشكر لله تعالى أشكر جميع من ساهم معي بمرجع أو فكرة أو غير ذلك...
والله أسأل أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم، وأن ينفعنا بما نقول ونسمع إنه ولي ذلك والقادر عليه..
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين.
كتبه: أبو عبد الحميد/ محمود عبده محمد عباس.
ميادين التربية الإسلامية:
التربية الجسدية:
بناء الجسم:
"كن في مظهرك وسطاً فأنت متزن دائماً في كل أمورك دائماً، فلا أنت بالذي يعبد الخميصة أو القطيفة بالمبالغة والغلو والتكلف؛ لأنك تحذر من دعاء الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة، إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط، تعكس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش، طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله أشعث رأسه مغبرة قدماه إن كان في الحراسة كان في الحراسة، وإن كان في الساقة كان في الساقة، إن استأذن لم يؤذن له، وإن شفع لم يشفع" [صحيح البخاري].
وينبغي على المرء المسلم أن يحسن مظهره، ويحافظ على نظافته، ومن ذلك إصلاح شعره وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: "أليس هذا خيراً من أن يأتي أحدكم ثائر الرأس كأنه شيطان" [الموطأ].
اهتم بطيب رائحتك بالحرص على تنظيف أسنانك بالسواك لتنال أجره "فالسواك مطهرة للفم مرضاة للرب" [صحيح البخاري]، وأن يبتعد عن الروائح غير الطيبة كالثوم والبصل، ففي الحديث يقول - صلى الله عليه وسلم -: "من أكل ثوماً أو بصلاً فليتعتزل مسجدنا وليقعد في بيته" [البخاري ومسلم]، وكمشروب الحلبة وغيرها.
احرص على سنن الفطرة التي أوصانا بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم – فإنها نظافة وجمال وطهارة، عن أنس بن مالك – رضي الله عنه - قال: "وقت لنا في قص الشارب وتقليم الأظفار ونتف الإبط وحلق العانة ألا تترك أكثر من أربعين ليلة" [صحيح مسلم].
ويقول - صلى الله عليه وسلم -: "عشر من الفطرة: قص الشارب، وإعفاء اللحية، والسواك، واستنشاق الماء، وقص الأظافر، وغسل البراجم- أي الأصابع ومفاصلها - ونتف الإبط، وحلق العانة، وانتقاص الماء - أي الاستنجاء والتطهر بالماء- وقال مصعب أحد رواه الحديث ونسيت العاشرة إلا أن تكون المضمضة" [صحيح مسلم].
التربية العقلية:
بناء العقل:
ارجع إلى سيرة نبيك محمد - صلى الله عليه وسلم – المعصوم فإنه قد ربى أصحابه، وجعل منهم نماذج رائعة لا مثيل لها، وصدق ربنا - سبحانه وتعالى - حيث قال: "وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى، مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى، وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى، عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى" [1-5 النجم].
لا بد من العلم بأصول التربية؛ فالعلم يجعل منك حكيماً تستطيع أن تضع الأشياء في موضعها فتربي الولد على أصولها ومقتضاها، وتسير في طريق الإصلاح والتربية على أسس متينة من تعاليم القرآن وهدي محمد - صلى الله عليه وسلم – وأسوة كريمة من سير الرعيل الأول من صحابة الرسول - صلى الله عليه وسلم – ومن تبعهم بإحسان.
ومن وسائل التنمية العقلية التربوية مع الخبرة والممارسة والقراءة نجد تبادل الخبرات والاستفادة من الناجحين في ذلك سواء أكانوا في مدرستك أو في مدارس أخرى بزيارتهم والحديث معهم حول مختلف القضايا التربوية. [المرجع: كتاب مع المعلمين صناع الأجيال، تأليف/ أسامة علي متولي].
التربية العقائدية:
إن العقيدة الإسلامية هي التي بعث الله بها الرسل وأنزل بها الكتب وأوجبها على جميع الخلق الجن والإنس..
كما قال تعالى: "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ، مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ" [56-57 الذاريات] وقال تعالى: "وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ" [الإسراء-23].
ولأهميتها كانت هي أول ما دعا إليه الرسل قال تعالى: "وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ" [النحل-36].
فإن كانت هذه العقيدة موافقة لما بعث الله به رسله، وأنزل به كتبه فهي عقيدة صحيحة سلمية، تحصل بها النجاة من عذاب الله والسعادة في الدنيا والآخرة، وإن كانت هذه العقيدة مخالفة لما أرسل الله به رسله، وأنزل به كتبه فهي عقيدة توجب لأصحابها العذاب والشقاء في الدنيا والآخرة.
والعقيدة السليمة الصحيحة تعصم الدم والمال في الدنيا كما قال - صلى الله عليه وسلم: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإن قالوا عصموا مني دمائهم وأموالهم إلا بحقها" [البخاري ومسلم].
وهي أيضاً تنجي من عذاب الله يوم القيامة فقد وروى مسلم عن جابر - رضي الله عنه – أن رسول - صلى الله عليه وسلم - قال: "من لقي الله لا يشرك به شيئاً، دخل الجنة، ومن لقيه يشرك به شيئاً دخل النار" [البخاري ومسلم].
والعقيدة الإسلامية الصحيحة يكفر الله بها الخطايا؛ فقد روى الترمذي وحسنه عن أنس - رضي الله عنه -: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم – يقول: "قال الله تعالى: يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك به شيئاً لأتيتيك بقرابها مغفرة [سنن الترمذي].
والعقيدة السليمة تقبل الأعمال معها وتنفع صاحبها قال تعالى: "مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ" [النحل-97].
وعلى العكس من ذلك فإن العقيدة الفاسدة تحبط معها جميع الأعمال قال تعالى: "وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ" [الأنعام-88].
وأيضاً تحرم من الجنة والمغفرة وتوجب الخلود والعذاب في النار قال تعالى: "إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا" [النساء-48]، وقوله تعالى: "...إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ" [المائدة-72].
والعقيدة الفاسدة تهدر الدم، وتبيح المال الذي يملكه صاحب تلك العقيدة قال تعالى: "وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ" [الأنفال-39]. [المرجع: كتاب الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد والرد على أهل الشرك والإلحاد/ تأليف/ الشيخ صالح الفوزان].
التربية الاجتماعية:
الاجتماع لغة: جمع الشيء ألَّف متفرقه، وأصل الجمع الضم قال ابن فارس: الجيم والميم والعين أصل واحد يدل على تضام الشيء، يقال جمعت الشيء جمعاً، وتجمع القوم اجتمعوا من هنا وهنا، واجتمع القوم انضموا وهو ضد التفرق وقد وردت آيات في الاجتماع منها:
"وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ" [آل عمران-103]، وقال القرطبي في تفسيره: "إن الله تعالى يأمر بالألفة وينهى عن الفرقة؛ لأن الفرقة هلكة والجماعة نجاة".
ويقول أحمد شاكر: (أمرهم بالجماعة ونهاهم عن التفرق).. وأيضاً من الآيات الواردة في الحث على الاجتماع قوله تعالى: "مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ" [الروم31-32] والآيات كثيرة جداً.
ومن الأحاديث قوله - صلى الله عليه وسلم -: "من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم وأن يفرق جماعتكم فاقتلوه" [صحيح مسلم].
وقوله - صلى الله عليه وسلم - : (يد الله مع الجماعة) [سنن الترمذي] والأحاديث كثيرة جداً.
من أقوال المفسرين والعلماء على الجماعة: عن ابن مسعود - رضي الله عنه - أنه كان يخطب ويقول: "أيها الناس عليكم بالطاعة والجماعة فإنهما حبل الله الذي أمر به".
وعن سلمان بن الوليد الحنفي: أنه لقي ابن عباس فقال: "ما تقول في سلاطين علينا يظلموننا ويشتموننا ويعتدون علينا في صدقاتنا ألا نمنعهم؟ قال: لا، أعطهم، الجماعة الجماعة، إنما هلكت الأمم الخالية بتفرقها أما سمعت قول الله: "وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ".
من فوائد الاجتماع:
1- يعمل على تحقيق وعي الأمة بفهم ذاتها فهماً صحيحاً.
2- يساعد المجتمع الإسلامي على مواجهة التحديات.
3- يساعد على تحقيق الاتصال الجماعي بالنماذج الإسلامية المثالية.
4- يساعد المجتمع الإسلامي على التحرر من التبعية الفكرية والحضارية.
5- يساعد على صياغة ضمير المسلم صياغة صحيحة.
6- يساعد على إبرازها للإسلام من آثار عظيمة على المسلم إذ يورثه القوة والعزة والمنعة.
7- تحقيق المفاهيم الإسلامية الحقيقية للأمة بعقيدتها وأخلاقها.
8- تحقيق الألفة والعدالة والمحبة وكل العوامل المؤدية إلى الترابط في المجتمع الإسلامي.
9- المحافظة على التراث الثقافي واللغة العربية "لغة القرآن" واستمرارها.
10- القضاء على العصبية القبلية.
وغيرها من الفوائد الكثيرة جداً.. [المرجع: موسوعة نظرة النعيم على مكارم أخلاق الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم].
التربية الوجدانية:
فهي قوة من قوى الإنسان ومن أجل هذا تهتم التربية الإسلامية بتربية النفس أو تربية الوجدان.
إن للوجدان أخلاق كثيرة منها:
الحياء:
الحياء لا يأتي إلا بخير: إنه لمن مظاهر التوازن ومن علامات التكامل في التربية أن تجد المؤمن القوي الحازم الدؤوب حيياً خجولاً أديباً وقوراً.
والحياء للممدوح خلق يبعث على ترك القبيح كما عرفه ابن حجر، أما التحرج من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واتخاذ المواقف الجرئية في الحق، والتفقه في الدين فليس من الحياء، وهذا بعض ما أشار إليه ابن حجر حين صنف الحياء إلى شرعي وغير شرعي فقال: "الشرعي الذي يقع على وجه الإجلال والاحترام للأكابر وهو محمود وأما ما يقع سبباً لترك أمر شرعي فهو مذموم وليس هو بحياء شرعي، وإنما هو ضعف ومهانة".
لا ينبغي الحياء في المطالبة بالحقوق ولا في تعليم الجاهل ولا في السؤال عما لا نعلم ... فقد قال مجاهد: "لا يتعلم العلم مستحي ولا متكبر" [صحيح البخاري].
وقالت السيدة عائشة - رضي الله عنها -: "نعم النساء نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين" [صحيح البخاري].
وكانت أم سليم تسأل في مسائل دقيقة من أحكام النساء وتستفتح سؤالها بقولها: يا رسول الله إن الله لا يستحيي من الحق. قال ابن حجر: "أي لا يأمر بالحياء في الحق، ومن لم يرزق الحياء بالفطرة طولب به بالقصد والاكتساب والتعلم خاصة وأنه الخلق المميز لأتباع هذا الدين كما جاء في حديث الحسن: "إن لكل دين خلقاً وخلق الإسلام الحياء" [الموطأ]، وقد ورد أنه من سنن المرسلين؛ لأنه من الإيمان.. الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة والبذاءة من الجفاء، والجفاء في النار"، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم – حبيبنا وقدوتنا "أشد حياء من العذراء في خدرها" [صحيح البخاري]، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "حيياً كريماً يستحي.." [المسند] وبعد كل ذلك هل تختار الحياء أم البذاءة، وتتحلى بالإيمان أم الجفاء، وتؤثر أخلاق أهل الجنة أم أخلاق أهل النار...
ترى الرجل يحتقن وجهه وتحمر وجنتاه إذا صدر منه أو من غيره ما ينافي الحياء "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم – أشد حياء من عذراء في خدرها وكان إذا كره شيئاً رئي ذلك في وجهه" [صحيح البخاري]، ومن سمت الحياء: ما يتميز به الحيي من مظاهر الوقار والسكينة، لما روي عن بشير بن كعب قوله: "مكتوب في الحكمة: إن في الحياء وقار، وإن في الحياء سكينة" [البخاري ومسلم].
قال القرطبي: معنى كلام بشير إن من الحياء ما يحمل صاحبه على الوقار بأن يوقر غيره ويتوقر هو في نفسه، ومنه ما يحمله على أنه يسكن عن كثير مما يتحرك الناس فيه من الأمور التي لا تليق بذوي المروءة...".
فالحياء يحجر النفس عن كثير من خوارم المروءة وقوادح الدين.
والحياء بنفسه وقاية من الوقوع في المعاصي، فقد ورد: أن أحد الصحابة كان يعاتب أخاه على حيائه، وكأنما يقول قد أضر بك الحياء فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "دعه فإن الحياء من الإيمان" [صحيح البخاري].
قال أبو عبيد الهروي: "معناه أن المستحي ينقطع بحيائه عن المعاصي فصار كالإيمان القاطع بينه وبين المعاصي، ولذلك عمم الرسول - صلى الله عليه وسلم – في بيان ثمرات الحياء فقال: "ما كان الفحش في شيء قط إلا شانه، وما كان الحياء في شيء قط إلا زانه" [صحيح مسلم]، ومظاهر الخجل الاجتماعي التي قد تجر إلى الشر لا يمكن أن تكون من الحياء المحمود شرعاً إذ أنه لا يأتي إلا بخير ومدارة بعض الأعراف الاجتماعية المنحرفة لا يعد حياء، والانحراف هو عين القبح والشين.
وكما أن الحياء أدب مع الخلق فإنه أسمى صورة الأدب مع الخالق.
وقد ورد أن عدداً من الأنبياء "آدم، نوح، موسى" تُطلب منهم الشفاعة يوم الموقف، والناس يقولون لكل منهم لما يرون هول الموقف "..فاشفع لنا عند ربك، حتى يريحنا من مكاننا هذا فيقول: لست هناكم ويذكر ذنبه فيستحي.. لست هناكم، ويذكر قتل النفس بغير نفس فيستحي من ربه.." [البخاري ومسلم]، وكل منهم متحرج ويمنعه الحياء من الجرأة على الشفاعة.
ولا مساس فالمؤمن في الدنيا بأن الله يراه على جميع أحواله فإنه مستح من ربه، ولذلك ورد في التستر عند الاغتسال من الخلوة قوله - صلى الله عليه وسلم -: "الله أحق أن يستحيا منه من الناس" [صحيح البخاري]، والذي يستحيي من ربه إن كشف عورته في خلوته، حري به أن يمنعه الحياء من الإقدام على المعصية.
ويكفي في فضيلة الحياء وأثره أن الأنبياء السابقين حذروا من كسر حاجر الحياء، لئلا يقع المرء في كل القبائح وليس له رادع ولا وازع كما في الحديث: "إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت)) [صحيح البخاري]، ومن الوجوه التي يفهم بها هذا الحديث: أنه حيث تشعر بالحرج، وتخشى التأثم، فتوقف، وحيث يطمئن القلب، ولا تشعر بالحرج فاصنع ما شئت.
خلاصة هذا الفصل وعناصره:
الحياء خلق يبعث على ترك القبيح.
ليس الحياء الامتناع عن التعلم أو المطالبة بالحقوق، إن لكل دين خلقاً وخلق الإسلام الحياء..
أهل الجاهلية كان عندهم من الحياء ما يمنعهم عن بعض القبائح.
الحياء وقار ومروءة.
من الحياء احترام الأكابر.
الحياء وقاية من الوقوع في المعاصي.
من أسمى الحياء التأدب مع الخالق.
الحياء وصية النبوة الأولى.
كمال الحياء حتى يكون مع الستر.
[المرجع: كتاب هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقاً، تأليف/ محمود محمد الخزندار].
التربية الاجتماعية:
نعود إلى الحديث عن التربية الاجتماعية من خلال موضوع واحد من المواضيع الاجتماعية الهامة لنمو المجتمع وحفظه ونزاهته وصلاحه ألا وهو موضوع (الزواج).
الزواج في حق الإنسان كمال، وفي حق الخالق سبحانه نقص والله تعالى منزه عن النقص ولذلك نفى الله - سبحانه وتعالى - عن نفسه أن يتخذ صاحبة - أي زوجة - أو ولداً. قال تعالى: "بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ" [الأنعام-101].
إما الإنسان المخلوق الضعيف فإنه بحاجة ماسة إلى من يعينه، إلى من يساعده إلى من يقف بحانبه؛ فالزواج حينئذ كمال له، الكمال اللائق له، الكمال البشري نوعاً ما، والزواج نصف الدين وبه تحرس الفضيلة، وتدحر الرذيلة إلى غير ذلك من الفوائد الكثيرة المترتبة على الزواج.
الزواج قد يكون واجباً إذا خشي الإنسان العنت على نفسه وكان له مؤونة النكاح، وقد يكون محرماً إذا لم يكن له مؤونة النكاح قدرة ووطءً، وقد يكون مستحباً.
الزواج فطرة إنسانية:
من الأمور البديهية في مبادئ الشريعة الإسلامية أن الشريعة حاربت الرهبانية لكونها تتصادم مع فطرة الإنسان، وتتعارض مع ميوله وأشواقه وغرائزه..
فقد روى البيهقي في حديث سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه -: "إن الله أبدلنا بالرهبانية الحنيفية السمحة" [المعجم الكبير للطبراني].
وروى الطبراني والبيهقي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – أنه قال: "من كان موسراً لأن ينكح ثم لم ينكح فليس مني" [المعجم الكبير للطبراني].
فأنت ترى في هذه الأحاديث وغيرها أن شريعة الإسلام تحرم على المسلم أن يمتنع عن الزواج ويزهد فيه بنية الرهبانية والتفرغ للعبادة والتقرب إلى الله ولا سيما إن كان المسلم قادراً عليه متيسراً له أسبابه ووسائله.
الزواج مصلحة اجتماعية:
من المعلوم أن للزواج في الإسلام فوائد عامة، ومصالح اجتماعية سنتعرض - بتوفيق الله - لأهمها، ثم نبين وجه ارتباطها بالتربية.
1-المحافظة على النوع الإنساني: فبالزواج يستمر بقاء النسل الإنساني ويتكاثر ويتسلسل.. إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ولا يخفى ما في هذا التكاثر والتسلسل من محافظة على النوع الإنساني، ومن حافز لدى المختصين لوضع المناهج التربوية، والقواعد الصحيحة لأجل سلامة هذا النوع من الناحية الخلقية، والناحية الجسمية على السواء، وقد نوه القرآن الكريم عن هذه الحكمة الاجتماعية والمصلحة الإنسانية حين قال: "وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ" [النحل-72].
2- المحافظة على الإنسان: فبالزواج الذي شرعه الله يفتخر الأبناء بانتسابهم إلى آبائهم ولا يخفى ما في هذا الانتساب من اعتبارهم الذاتي، واستقرارهم النفسي، وكرامتهم الإنسانية ولو لم يكن ذلك الزواج الذي شرعه الله لعلاج المجتمع بأولاد لا كرامة لهم ولا أنساب، وفي ذلك طعنة للأخلاق الفاضلة وانتشار مربع للفساد والإباحية.
3- سلامة المجتمع من الانحلال الخلقي: وبالزواج يسلم المجتمع من الانحلال الخلقي ويأمن الأفراد من التفسخ الاجتماعي ولا يخفى على كل ذي إدراك أن غريزة الميل إلى الجنس الآخر حين تشبع بالزواج المشروع، والاتصال الحلال، تتحلى الأمة أفراداً وجماعات بأفضل الآداب وأحسن الأخلاق وتكون جديرة بأداء الرسالة، وحمل المسؤولة على الوجه الذي يريده الله منها وما أصدق ما قاله - عليه الصلاة والسلام – في إظهار حكمة الزواج:"يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء" [رواه الجماعة].
4- سلامة المجتمع من الأمراض: فبالزواج يسلم المجتمع من الأمراض السارية الفتاكة التي تنتشر بين أبناء المجتمع نتيجة للزنى وشيوع الفاحشة والاتصال الحرام ومن هذه الأمراض الزهري، وداء السيلان وغيرها من الأمراض الخطيرة التي تقضي على النسل وتوهن الجسم، وتنشر الوباء، وتفتك بصحة الأولاد.
5- السكن الروحاني والنفساني: فبالزواج تنمو روح المودة والرحمة والألفة ما بين الزوجين؛ فالزوج حين يفرغ آخر النهار من عمله، ويركن عند المساء إلى بيته، ويجتمع بأهله وأولاده ينسى الهموم التي اعترته في نهاره، ويتلاشى التعب الذي كابده في سعيه وجهاده وكذلك المرأة حين تجتمع مع زوجها وتستقبل في المساء رفيق حياتها.
وهكذا يجد كل واحد منهما في ظل الآخر سكنه النفسي، وسعادته الزوجية، وصدق الله العظيم عندما صور هذه الظاهرة بأبلغ بيان وأجمل تعبير: "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" [(21) سورة الروم].
6- تعاون الزوجين في بناء الأسرة وتربية الأولاد: فبالزواج يتعاون الزوجان على بناء الأسرة وتحمل المسؤولية..
7- تأجج عاطفة الأبوة والأمومة: فبالزواج تتأجج في نفس الأبوين العواطف، وتفيض من قلبه ينابيع الأحاسيس والمشاعر النبيلة.. ولا يخفى ما في هذه الأحاسيس والعواطف من أثر كريم ونتائج طيبة في رعاية الأبناء والسهر على مصالحهم والنهوض بهم نحو حياة مستقرة هانئة، ومستقبل فاضل بسام تلكم هي أهم المصالح الاجتماعية التي تنجم عن الزواج. ولقد رأيت أخي القارئ ارتباط هذه المصالح بتربية الولد، وإصلاح الأسرة وتنشئة الجيل، فلا عجب أن نرى الشريعة الإسلامية قد أمرت بالزواج وحضت عليه ورغبت فيه.
وصدق الرسول - صلى الله عليه وسلم – القائل: "ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله - عز وجل – خيراً له من زوجة صالحة، إن أمرها أطاعته وإن نظر إليها سرته، وإن أقسم عليها أبرته، وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله" [رواه ابن ماجة].
الزواج انتقاء واختيار:
الإسلام بتشريعه السامي ونظامه الشامل قد وضع أمام كل من الخاطب والمخطوبة قواعد وأحكاماً إن اهتدى الناس بهديها ومشوا على نهجها كان الزواج في غاية التفاهم والمحبة والوفاق.. وكانت الأسرة المكونة من البنين والبنات في ذروة الإيمان المكين والجسم السليم والخلق القويم والعقل الناضج، والنفسية المطمئنة الصافية.
وإليكم أهم هذه القواعد والأحكام:
1- الاختيار على أساس الدين: نقصد بالدين حين نطلق لفظه الفهم الحقيقي للإسلام والتطبيق العملي السلوكي لكل فضائله السامية وآدابه الرفيعة.. ونقصد كذلك الالتزام الكامل بمناهج الشريعة ومبادئها الخالدة على مدى الزمان والأيام...
لهذا كله أرشد النبي - عليه الصلاة والسلام –راغب الزواج أن يظفر بذات الدين لتقوم الزوجة بواجبها الأكمل في أداء حق الزواج على النحو الذي أمر به الإسلام وحض عليه الرسول - عليه الصلاة والسلام-.
وروى البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة - رضي الله عنه – أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال: "تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين ترتب يداك" [البخاري ومسلم].
وروى الطبراني في الأوسط عن أنس - رضي الله عنه – عن النبي - صلى الله عليه وسلم – أنه قال: "من تزوج امرأة لعزها لم يزده الله إلا ذلاً، ومن تزوجها لمالها لم يزده الله إلا فقراً، ومن تزوجها لحسبها لم يزده الله إلا دناءة، ومن تزوج امرأة لم يرد بها إلا أن يغض بصره، ويحصن فرجه، أو يصل رحمه الله بارك الله له فيها وبارك لها فيه" [مسند الشاميين للطبراني].
وبالمقابل أرشد النبي - صلى الله عليه وسلم – أولياء المخطوبة أن يبحثوا من الخاطب ذي الدين والخلق ليقوم بالواجب الأكمل في رعاية أسرته، وأداء حقوق الزوجية، وتربية الأولاد والقوامة الصحيحة في الغيرة على الشرف وتأمين حاجات البنات بالبذل والإنفاق.
روى الترمذي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – أنه قال: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض" [سنن الترمذي].
2- الاختيار على أساس الأصل والشرف:
ومن القواعد التي وضعها الإسلام في اختيار أحد الزوجين للآخر، أن يكون الانتقاء لشريك الحياة من أسرة عريقة عرفت بالصلاح والخلق، وأصالة الشرف، وأروقة الأصل لكون الناس معادن يتفاوتون فيما بينهم وضاعة وشرفاً، ويتفاضلون فساداً وصلاحاً.
لهذا حض النبي - صلى الله عليه وسلم – كل راغب في الزواج يكون الانتقاء على أساس الأصالة والشرف والصلاح والطيب وإليكم من أحاديثه الكثيرة المختارة.
فقد روى الطبراني والعسكري وابن عدي عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً: "إياكم وخضراء الدمن، قالوا: وما خضراء الدمن يا رسول الله؟ قال: المرأة الحسناء في المنبت السوء" [مسند الشهاب للقضاعي].
وروى ابن ماجة والدارقطني والحاكم وعن عائشة - رضي الله عنها – مرفوعاً: "تخيروا لنطفكم وانكحوا الأكفاء" [سنن ابن ماجة].
وروى ابن ماجة والديلمي عن رسول -صلى الله عليه وسلم– أنه قال: "تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس" [سنن ابن ماجة].
وروى ابن عدي وابن عساكر عن عائشة - رضي الله عنها – مرفوعاً: "تخيروا لنطفكم فإن النساء يلدن أشباه إخوانهن وأخواتهن" [كشف الخفاء للعجلوني]، وفي رواية: "اطلبوا مواضع الأكفاء لنطفكم فإن الرجل ربما أشبه أخواله" [كشف الخفاء للعجلوني].
وروى ابن عدي في الكافل مرفوعاً: "تزوجوا في الحجر الصالح فإن العرق دساس" [كشف الخفاء لللعجلوني، وذكره الألباني في السلسلة الضعيفة].
3- الاغتراب في الزواج:
ومن توجيهات الإسلام الحكيمة في اختيار الزوجة تفضيل المرأة الأجنبية على النساء ذوات النسب والقرابة حرصاً على نجابة الولد، وضماناً لسلامة جسمه من الأمراض السارية، والعاهات الوراثية، وتوسيعاً لدائرة التعارف الأسرية، وتمتيناً للروابط الاجتماعية.
فلا عجب أن ترى النبي - صلى الله عليه وسلم – قد حذر من الزواج بذوات النسب والقرابة حتى لا ينشأ الولد ضعيفاً وتنحدر إليه عاهات أبويه وأمراض جدوده.
فمن تحذيراته - صلى الله عليه وسلم – قوله: "لا تنكحوا القرابة فإن الولد يخلق ضاوياً" [السلسلة الضعيفة للألباني]، وقوله: "اغتربوا ولا تضووا" [تلخيص الحبير لأحمد بن علي العسقلاني].
قوله حذر النبي - عليه الصلاة والسلام – إلى آخر ما قال.
لا بد أن يبني قوله هذا على علم لأن الدين عظيم والشريعة عظيمة ولهذا استدل.
وبعد كتابة هذا المبحث راجعت كتب أهل العلم، قال الإمام النووي (ويستحب..) قال الشارح..
قال النووي ويستحب دينه بكر بكر نسيبة ليست قرابة قريبة".
قال الشارح: واستدل الرافعي لذلك تبعاً للوسيط بقوله - صلى الله عليه وسلم – ضاوياً أي نحيفاً، قال ابن الصلاح: لم أجد لهذا الحديث أصلاً معتمداً.
وقال السبكي: فينبغي أن لا يثبت هذا الحكم لعدم الدليل، وقد زوج النبي - صلى الله عليه وسلم – علياً بفاطمة - رضي الله عنها – وهي قرابة قريبة" أ.هـ. وأيضاً قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا" [(50) سورة الأحزاب]. [المرجع: كتاب المغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج].
4- تفضيل ذوات الأبكار:
ومن توجيهات الإسلام الرشيدة في اختيار الزوجة، تفضيل المرأة البكر على المرأة الثيب لحكم بالغة وفوائد عظيمة.
فلا غرابة أن نرى عائشة - رضي الله عنها – قد وضحت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم – المعاني لما قالت للرسول - صلى الله عليه وسلم – فيما رواه البخاري: "يا رسول الله أرأيت لو نزلت وادياً وفيه شجرة قد أكل منها، وشجرة لم يؤكل منها، في أي منها كنت ترتع بعيرك؟ قال - عليه الصلاة والسلام -: " في التي لا يرتع منها قالت - رضي الله عنها -: "فأنا هي" [صحيح البخاري].
وتقصد بيان فضلها على باقي الزوجات باعتبار أن الرسول - صلى الله عليه وسلم – لم يتزوج بكراً غيرها.
وقول الرسول - صلى الله عليه وسلم – لجابر في الصحيحين وغيرهما: "أفلا جارية تلاعبها وتلاعبك" [البخاري ومسلم].
5- تفضيل الزواج بالمرأة الولود:
ومن توجيهات الإسلام في اختيار الزوجة انتقاء المرأة الولود.
وقد وردت أحاديث في الترغيب في ذلك منها: قوله - صلى الله عليه وسلم -: "تزوجوا الولود الودود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة" [رواه أبو داود والنسائي والحاكم].
وتعرف بشيئين:
الأول: سلامة جسمها من الأمراض التي تمنع من الحمل ويستعان لمعرفة ذلك بالمختصين.
الثاني: النظر في حال أمها وحال أخواتها المتزوجات فإن كن من الصنف الولود فعلى الغالب هي تكون كذلك.
المراجع والمصادر:
1- القرآن الكريم.
2- الحديث.
3- مع المعلمين صناع الأجيال، تأليف/ أسامة علي متولي.
4- كتاب الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد والرد على أهل الشرك والإلحاد، تأليف الشيخ الدكتور/ صالح الفوزان.
5- موسوعة نظرة النعيم في أخلاق الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم -.
6- هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقاً، تأليف/ محمود محمد الخزندار.
7- كتاب تربية الأولاد في الإسلام، للدكتور/ عبد الله ناصح علوان.
الخاتمة:
وبهذا يكون قد تم البحث على ما فيه من صحيح وخطأ ولا يسلم من الخطأ أحد والكمال لله تعالى أولاً وآخراً، فما كان من صواب فمن الله سبحانه وتعالى المنان، وما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان والله ورسوله منه بريئان.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
والحمد لله رب العالمين...
الآراء