ما زالت أصداء الأخبار لم تتغير، المأساة مستمرة والتعتيم والتكميم قائم، والصمت المريب من الدول والمنظمات الإسلامية والعربية والإنسانية يغلف الأحداث والمتضرر هم فقط هؤلاء الضعفاء من أبناء مسلمي بورما. فرغم ما يصل من أخبار تؤكد أن مسلمي ميانمار وخاصة عرقية «الروهينجيا» يتعرضون لأوضاع إنسانية صعبة، فإن مكونات المجتمع الدولي المتفاعلة مع القضية مازالت لا تقوى سوى على الإدانة والتحذير.

إدانة واستنكار! ففي بداية شهر سبتمبر الماضي أعربت مفوضة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية عن صدمتها لرؤيتها ما يفعله الجنود البورميون بالمهجرين والفاريين في المخيمات من جحيم الإبادة العرقية، وأكدت أن هؤلاء الفارين في حاجة شديدة للمساعدات الطارئة خاصة في ولاية راخين. وقالت «فاليري آموس» مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية: «لقد أصابني ما رأيت بالقلق، فقد رأيت في ميون الآلاف من المواطنين في مخيم غير ملائم للمعيشة وذي ظروف صحية سيئة، وسكانه ليس لديهم وظائف ولا يذهب الأطفال للمدارس. هذا، وقد عبرت الجمعية العامة للأمم المتحدة عن بالغ قلقها من أعمال العنف بين المسلمين من طائفة «الروهينجيا» والبوذيين في ميانمار، ودعت الحكومة للتعامل مع تقارير بشأن تورط بعض السلطات في انتهاكات لحقوق الإنسان.ووافقت الجمعية التي تضم 193 دولة بالإجماع على قرار غير ملزم يقول: إن الجمعية العامة «تعبر عن قلقها الشديد بشأن وضع أقلية الروهينجيا في ولاية راخين، وتحث الحكومة على اتخاذ إجراءات لتحسين أوضاعهم وحماية كل حقوقهم الإنسانية بما في ذلك الحق في الجنسية».

وفي الاجتماع الأخير للمجلس الأعلى لقادة دول مجلس التعاون الخليجي استنكر المجتمعون القمع والمجازر الوحشية بحق المواطنين المسلمين في بورما، وما يتعرضون له من تطهير عرقي.وأكد المجلس في البيان الختامي لأعمال الدورة الـ 33 وقوفه إلى جانب محنة المسلمين في بورما، وتقديم العون والمساعدة لهم، وكلف المجلس الوزاري بإجراء مشاورات مع الدول في المنطقة لإيجاد حل لهذه الأزمة.مبعوث خاص وفي ذات السياق عين أمين عام منظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو، رئيس الصليب الأحمر الإندونيسي الرئيس السابق لإندونيسيا يوسف كلا، مبعوثاً خاصاً له إلى ميانمار لمتابعة قضية أقلية الروهينجيا المسلمة في إقليم آراكان، وعلى الصعيد ذاته أطلعت المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة «نافاي بيلاي»،

الأمين العام على تطورات الأزمة في الإقليم.وذكرت منظمة التعاون الإسلامي في بيانها أن المسؤولة الأممية أعربت في رسالة بعثتها إلى أوغلو عن ترحيبها باهتمام ودعم المنظمة لقضية الروهينجيا.المعاناة مستمرة ذكرت جريدة «آراكان نيوز»، والتي يصدرها ناشطون آركانيون أن قوات الحدود من كتيبة (رقم 6) التابعة لجيش ميانمار قامت باعتقال العديد من مسلمي الروهينجيا في قرية شوي زار ببلدة منغودو دون إبداء أسباب، هذا فيما أكد مراسل المجلة في بنجلاديش استمرار تردي أوضاع لاجئي ميانمار في بنجلاديش، حيث يعاني ما يزيد على 100 ألف مسلم من سوء الأوضاع الصحية والغذائية، وذلك نتيجة السلوك غير الإنساني الذي تنتهجه حكومة بنجلاديش ضدهم، حيث منعت المؤسسات الإنسانية من تقديم المساعدات، وفرضت حظراً على تلك المؤسسات.