المقدمة: إن موضوع التربية الإسلامية هو الإنسان، بكل مقوماته الجسمية والعقلية والنفسية والوجدانية،الإنسان في ضوء التربية الإسلامية هو مدار التربية وموضوعها و محور عملياتها،وإن جميع ما جاء به الإسلام واقع في دائرة التربية. و لهذا أن«رسالة الإسلام رسالة إعداد وتربية وبناء الإنسان القويم، ففي كل مبدأ من مبادئها تسعى لبناء الذات والكيان الإنساني، مع الحرص على تنمية كافة جوانب شخصية الإنسان في أبهى صورة رسمها الله عز وجل، وهذه الرسالة التربوية ما كانت لتكون لولا أنها مرتبطة بالعمل والبناء الفعلي لتحقيق سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة، لأجل بلوغ الكمال الإنساني إلى قمته قولاً وعملاً،
ورغم أن الكمال لله وحده إلا أن المطلوب الوصول بالإنسان إلى مرتبة الكمال باعتباره خليفة الله علـى الأرض» .[1]
إن منهج الإسلام في التربية يهتم بإعداد الإنسان الصالح إعداداً متكاملاً دينياً ودُنيوياً، إنساناً متوازناً سوياً ومواطناً قادراً على عمارة الأرض في هذه الحياة. وقادراً على التعامل مع البيئة المادية والاجتماعية فى اطار ثقافة المجتمع. لذلک لا يمکن تحقيق أهداف التربية بشكل كامل إذا لم تبن ممارساتنا التربوية على فهم واضح وسليم لماهية الإنسان وخصائصه.
بناءً علی ذلک، إن نظرية التربية الإسلامية، تستمد جزورها و محتواها من منهج الإسلام ومن المبادى والقيم التي أتى بها الاسلام ومنهجها هو منهج كامل ومتميز في بناء الإنسان الصالح حيث لايترك صغيرةً ولا كبيرةً من شیء من طبيعته الا يُعنَى بجميع جوانبها. ولما کان مصدر التربية الإسلامية القرآن الكريم والسنة النبوية فإن منهجها رباني أمثل في التربية ،ووثيقة الصلة بالخالق سبحانه وتعالى، و بذلک منهجها متميز في بناء الإنسان الصالح لأنه منبثق من القرآن الكريم والسنة النبوية التي هي الشرح النظري، والبيان العملي للقرآن و هو فريد بين الأنظمة التربوية الوضعيةكلها في أصوله و مبادئه و أهدافه و غاياته ووسائله و أساليبه وإن التقى معها في بعض الفروع و التفصيلات أو في كثير من التفصيلات و الجزئيات فهو تتفاعل معها فتأخذ منها ما يلائمها ويتكيف معها.
لذلک إن مفهوم التربية في الإسلام يختلف عن مفهوم التربية في الأنظمة التربوية في المجتمعات الأخرى من حيث الأهداف والغايات،والمصادر والأساليب والمبادئ و الخصائص لو اتفق معها في الوسائط. فلاشک" إن كل مناهج التربية البشرية ناقصة ومنحرفة إلى جانب منهج التربية الإسلامية. وكل الشخصيات أقزام إلى جانب الرسول صلى الله عليه وسلم " .[2]
فالقرآن هو الأصل والدستور،ومنهجه شامل وكامل للحياة بكاملها وصالح لكل زمان ومكان بأحكامه وأصوله ،وفيه توجهات تربوية كثيرة لتربية الإنسان ولبناء أية نظرية التربية الإسلامية، لأنه «كتاب الإنسان،فالقرآن كله إما حديث للإنسان،أوحديث عن الإنسان»[3] ،وهو کتاب لهداية الإنسان و " أن اداة التربية العظمى في هذا الكتاب هي العقيدة"[4] . في القرآن الکريم تصور كامل للإنسان في الدقة والشمول: عن ماهيته، وخلقه، وطبيعته، بحيث لا يترك جزئية من جزئيات الإنسان دون أن يلقي عليها الضوء.مصداقاً لقوله تعالى:
«مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ».(الأنعام 38). « إِنَّ هذا القرآن يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُـ » (الإسراء:9). « لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ » ( فصلت:42).
ولکي أن نصل إلى القواعد العملية لتنمية كافة جوانب شخصية الإنسان، وکنهه و ماهيته، وتنظيم سلوكه وتوجيهه وإيصاله إلى درجة النضج والكمال علينا أن ندرس سلوك الإنسان من ضوء القرآن و السنة ونقف على طبيعته ونفهم حقيقة ذاته فهماً شاملاً ،لأنه قادر على بناء الإنسان المسلم في جميع جوانبه الجسمية، والعقلية، والروحية، ونعمل على تحقيق حاجاته فى إطار شرعية جاء بها الإسلام.
لذلک إن التربية تمثل المنهج الذي يحقق التطبيق الفعلي للتشريع الإسلامي،لإن الإسلام ليس جانباً علمياً معرفياً فقط،بل يهدف إلی التطبيق العملي،والعلم وسيلة تحقيق الجانب التطبيقي الصحيح [5]. فطريق الإسلام في التربية هي معالجة الكائن البشري كله معالجة شاملة لا تترك منه شيئاً ولا تغفل عن شيء، من جسمه، وعقله، وروحه، وحياته المادية والمعنوية، وكل نشاطاته على الأرض[6] . بناءً علی ذلک،إن منهج التربية الإسلامية ينطلق من مفهوم إسلامي أصيل مأخوذ من کتاب الله و سنة رسوله صلی الله عليه و سلم والذي يختلف عن غيره من مناهج التربية الآخری من حيث مصادرها ومبادئها وأهدافها وخصائصها وأساليبها من التربية. فلذلک ليس فيه حاجة إلی تکميل و لايَقبَلُ شذوذاً و انحرافاً وجدير بالذکر إن منهج التربية هو الوسيلة الفذة لبناء شخصية الفرد المسلم ،وإخراج الأمة المسلمة وبناء الحضارة الاسلامية الإنسانية ،وهو ليس غايةً في حد ذاته و إنما وسيلة لتحقيق هذه الغايات.
مفهوم التربية في اللغة
بالرجوع إلى معاجم اللغة العربية نجد أن معنى التربية تتضمن عدة دلالات لغوية ، وهي :
1- رَبَا: رَبَا يربو على وزن نما ينمو بمعنى زادَ ونما:" رَبَا الشيء يربو ربواً ورباءً: زاد ونما. وأَرْبَيْتُه: نَمَّيته [8]. (وربّاه تربيًة أي غذَّاه ، و يطلق هذا لكل ما يَنْمِي ، كالولد ، والزرع ونحوه )[9] وإذا ربَّ المعرو ف أحدٌ فهو يعني النماء له والإتمام[10] . يقال : ربّه ، وربّاه ، وربّبه[11] ،و في معجم الوسيط :« يقال : ربّاه : نمَّاه ، وربّ الوليد : تعهّده بما يغذّيه وينمّيه ويؤدّبه»[12] .والرابِيَةُ و الرَبْوُ، وهو ما ارتفع من الارض ،وَقَالَ الله تَعَالَى:«فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رابِياً» (الرعد: 17) ،وقُرىء: ورَبأت. فَمن قَرَأَ «وَرَبَتْ» فَهُوَ من: رَبًّا يَرْبو، إِذا زَاد على أَي الْجِهَات زَاد. وَمن قَرَأَ «وربأت» بِالْهَمْز، فَمَعْنَاه: ارْتفعت.و الرَّابِية: مَا رَبا وارْتفع من الأَرْض[13] وَجمع: الرَّبْوة: رُبًى، ورُبِيّ[14] .« وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ». (الحـج:5) . اهتزت أي: تحركت عند وقوع النبات بها ورَبَتْ أي: انتفخت وعَلَتْ [15]. وسمي الربا ربا لما فيه من الزيادة على رأس المال. وقال الله تَعَالَى:« وَما آتَيْتُمْ مِنْ رِباً لِيَرْبُوَا فِي أَمْوالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُوا عِنْدَ اللَّهِ »(الروم: 39) ، أي فلا يزداد،«وَيُرْبِي الصَّدَقاتِ»(البقرة: 276) "أي ينميها في الدنيا، ويضاعف أجرها في الآخرة "[16] . أي ليزيد في أموال الناس فإنه لا يزيد عند الله، ونبّه بقوله: «يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبا وَيُرْبِي الصَّدَقاتِ»(البقرة: 276)، أي ينمي الله الصدقات ويزيدها ويمحق الربا.
2- ربَبَ ::رَبَىَ يربی على وزن خَفِيَ يَخْفَی، بمعنى نشأ وترعرع، علو الشأن والإرتفاع [17]، فأبدل الباء ياء، لأجل التّضعيف. ورَبَوْتُ في بني فلان ورَبيتُ، أي نشأتُ فيهم . و ربيّتُ فلاناً أربّيه تربية؛ أي غذوته " [18]. ومن هذا قوله تعالى على لسان فرعون مخاطباً موسى عليه السلام: « قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ». (الشعراء :18) و في قوله تعالى:« وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا».(الإسراء:24). ومنه الحديث " لَكَ عَلَيْهِ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا[19] ، أَي تَحْفَظُها وتُراعِيها وتُرَبِّيها[20] . فنِعْمةٌ ترُبُّها أَي تحَفظها وُتراعِيه[21].
3- رَبَّ : رَبَّ يربُّ على وزن مدّ يمدُّ و منه ربَّ الصبي ، بمعنى ربّاه حتى أدرك [22]فربّ الشيء إذا أصلحه، وَرَبَبْتُ الأَمْرَ، أَرُبُّهُ رَبّاً ورِبابةً: أَصْلَحْتُه ومَتَّنْتُه [23]، [24]. ورَبَّه رَبًّا : أي تولى أمره وملكه، و ورَبَبْتُ القوم: سُسْتُهُمْ، أي كُنْتُ فوقهم[25] . وربّاه تربيًة ، ربَبَه تربيبًا بمعنى ربّاه،وتربّاه ،أي : أحسن القيام عليه ، ووليه حتى يفارق الطفولة سواء كان ابناً له أو لم يكن[26] ، وهو من الرُبوبِيَّةِ ورَبَّ الضَيْعَةً، أي أصلحها وأتَمَّها[27] . وتطلق في حقه تعالى بصفته مدبراً لخلقه ومربّيهم. ﺑﻬذا المعنى و وصف اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بمدبر لأنه مُدَبِّرٌ لِخَلْقِهِ وَمُرَبِّيِهِمْ يَكُونُ صِفَةَ فِعْلٍ[28] ، مُدَبِّرٌ لِخَلْقِهِ وَمُرَبِّيِهِمْ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى:" وَرَبائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ" (النساء:23 ». و في المفردات في غريب القرآن يقال: "ربيت الولد فربا، قيل: أصله من المضاعف فقلب تخفيفاً"[29] . والربُّ: اسم من أسماء الله عَزَّ وجَلَّ، ولا يقال في غيره إلا بالإضافة[30] ،و وصف الله تعالى برب لأنه مالك أو سيد، هُوَ رَبُّ كلِّ شيءٍ أَي مالكُه [31].
وإسم (الرَّب) ينقسم على ثلاثة أقسام: يكون الرَّبُّ المالك، ويكون الرَّبُّ السّيد المطاع قال اللَّهُ تعالى: « فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً »، أَي سيّده؛ ويكون الرَّبُّ المصلح. رَبَّ الشيءَ إذا أَصلحه.والتربية مأخوذة من المعنى الأخيرة وهو الإصلاح. وقال القرطبى أن الرَّب بمعنى السيد، ومنه قوله تعالى" اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ (يوسف: 42)، وفى الحديث " أَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّتَهَا أى سيدتها. والرب:المصلح والمدبر والجابر والقائم ويقال لمن قام بإصلاح شي و إتمامه[32] . وقال القرطبى :إن هذا الإسم هو إسم الله الأعظم، لما يشعر به هذا الوصف من الصلة بين الرب والمربوب، مع ما يتضمنه من العطف والرحمة والإفتقار فى كل حال. واختلف فى اشتقاقه فقيل: أنه مشتق من التربية، فالله سبحانه وتعالى مدبر لخلقه ومربيهم، ومنه قوله تعالی:" وَرَبائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ" (النساء:23).
تأسيساً علی ما سبق نجد أن اشتقاق التربية جاءت من ربّ وليس من ربا؛ فيقال:" ربّ ولده، ولصبيّ يربّيه؛ أي أحسن القيام عليه، وساسه حتى أدرك أي :فارق الطفولة "[33] . والخلاصة : إذا نظرنا إلى معاجم اللغة المعاصرة لوجدنا أن هناك معانى مختلفة لمدلول کلمة التربية والتي تعتمد کثيراً علی المعنی اللغوي،وتدور معناها اللغوي حول دائرة التنمية والزيادة والتنشئة ،والإصلاح، وهذا يعني أن هذه التعاريف تركز جميعاً على تنمية الجوانب المُختلفة لشخصية الإنسان في مختلف مراحل حياته كاملة ، وتوجيهها نحو الصلاح والخير والوصول بها إلى الكمال الإنساني. وهو ما يُشير إليه الحازمي حيث يقول : "من هذه التعريفات اللغوية يتضح أن التربية تدور حول الإصلاح ، والقيام بأمر المتربي ، وتعهده ، ورعايته بما يُنميه وأن المفهوم التربوي مرتبط بجميع تلك المعاني"[34] . مما تقدم نستطيع القول بأن كلمة " تربية " التي تتكون من خمسة حروف تعود في أصلها إلى حرفين أصليين هما الراء والباء ( رب ) ، ولهذين الحرفين عند اجتماعهما العديد من المعاني التي أشار إليها محمد خير عرقسوسي ، بقوله : " وهكذا نجد أن ( الراء و الباء ) يجتمعان على معنى السمو والإصلاح ، وتقوية الجوهر ، مع فروق طفيفة في تدرج هذا المعنى حيث يُستعمل للأمور المادية ( ربا يربو ) تعبيراً عن زيادةٍ ماديةٍ في جسم الأشياء ، بينما يُستعمل للإنسان والحيوان ( ربَّى يُربي ) مثل خَفَّی يُخفي ، بمعنى ترعرع في بيئة معينة ؛ ويُستعمل للأمور المعنوية ( ربأ يربأ ) لتكريم النفس عن الدنايا ، ويُستعمل للرُقي بالجوهر : ربَّ يَرُبُّ على وزن مدَّ يمُدُّ ، حتى نصل إلى ( الرَّب ) وهو خالق كل شيءٍ وراعيه ومصلحه ؛ فهو التربية الكاملة "[35] .
وانطلاقاً من ذلك نجد أن کلمة " التربية " بهذا اللفظ لم يرد في القرآن الكريم ، ولكنه وردت في القرآن الكريم مشتقاتها على مستوى جذر الكلمة (ربو) عشرين مرةّ[36] . وکذلک في السنة النبوية لم تستخدم بلفظها في الكتب التسعة[37].
هناک کلمات أخری في القرآن الکريم والسنة النبوية مترادفة لکلمة التربية ومن بينها ما يلي:
1- التزكية، كما في قوله تعالى: «خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ » (التوبة: 103) « وَتُزَكِّيهِمْ بِها»، أي: تُطهِّرُهم بها وأصل الزَّكاة في اللغة الطَّهارة والنَّماء[38] .
قال تعالی:« هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ » (الجمعة : 2). وقال تعالی: «كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ» (البقرة: 151).
جاء في تفسير السعدي أنَّ المقصود بقوله تعالى:(يزکيکم)« أي يطهر أخلاقكم ونفوسكم ؛بتربيتها على الأخلاق الجميلة، وتنزيهها عن الأخلاق الرذيلة »[39] .
2. التطهير، كما في قوله تعالى: « وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ»( المدثر:4) ،أي: وقلبك فطهِّر[40] وقيل: معنى وثيابك فطهِّر، أي نَفْسَك فطَهِّر .
3- التعليم،كما في قوله تعالی: «آل عمران:79) وکما في الآية الأسابقة: « هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ » (الجمعة : 2) . كلمة «و يعلمهم »و «يعلمکم» تشتمل على الجانب التعليمي، وكلِّ أنواع المعرفة ، وكافّة مجالات العلم الَّتي تتصل بكلِّ ما ينفع الناس في دينهم ودنياهم ، وفي معاشهم ومعادهم ، وفي أجسادهم وأرواحهم»[41] .
4- الهدى ،كما في قوله: « وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا » ( الأنبياء:73) ؛ أي : وجعلنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أئمة يؤتمّ بهم في الخير في طاعة الله في اتباع أمره ونهيه، ويقتدي بهم، ويُتَّبَعون عليه[42] » .
5- التأديب ، کما في قول الرسول صلی عليه و سلم: قَالَ ثَلَاثَةٌ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ الرَّجُلُ تَكُونُ لَهُ الْأَمَةُ فَيُعَلِّمُهَا فَيُحْسِنُ تَعْلِيمَهَا وَيُؤَدِّبُهَا فَيُحْسِنُ أَدَبَهَا ثُمَّ يُعْتِقُهَا فَيَتَزَوَّجُهَا فَلَهُ أَجْرَانِ وَمُؤْمِنُ أَهْلِ الْكِتَابِ الَّذِي كَانَ مُؤْمِنًا ثُمَّ آمَنَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَهُ أَجْرَانِ وَالْعَبْدُ الَّذِي يُؤَدِّي حَقَّ اللَّهِ وَيَنْصَحُ لِسَيِّدِهِ )[43]
6- الرعاية، تأتي الرعاية بمعنی: التنشئة والعناية والتعليم كما في قوله: « أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ »((الشعراء18)، « وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا »(الإسراء 24). وفي قول الرسول صلی عليه و سلم أيضاً: « كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، الْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ،وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ،وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ»[44] .
التربية في الإصطلاح:
مفهوم التربية عند علماء المسلمين الأوائل: إنّ مفهوم التربية في الاصطلاح عند علماء المسلمين الأوائل له علاقة وثيقة بالمفهوم اللغويّ،فقد عرَّفها البيضاوي بقوله : الرب في الأصل مصدر بمعنى التربية: وهي تبليغ الشيء إلى كماله شيئاً فشيئاً[45] . ويُعّرِفها الراغب الأصفهاني بقوله : الرب في الأصل التربية، وهو إنشاء الشيء حالاً فحالاً إلى حد التمام[46] . ويُعّرِفها إبن سينا بقوله :"التربية هى العادة وأعنى بالعادة هى فعل الشيء الواحد مراراً كثيراً وزماناً طويلاً في أوقات متقاربة، كما أنه عرفت في تعريف آخر بأنها : " إبلاغ الذات إلى كمالها الذي خُلقت له[47] " . انطلاقاً من ذلک نجد أن مفهوم التربية عند علماء المسلمين الأوائل يرتكز بشكل أساسي علی عملية النمو، و الزيادة والتنشئة لدى الإنسان وأن مفهوم التربية يعتمد كثيراً على المعنى اللغوي للكلمة. ولهذا نرى أن معنى التربية ومفهومها متقاربة ومتشابهة إلى حدٍ ما لأنها اعتمدت في ذلك على المعنى اللغوي للكلمة وهي: يتضمن تنشئة الإنسان شيئاً فشيئاً في جميع جوانب شخصيته.
مفهوم التربية عند علماء المسلمين المعاصرين
بناءً علی ذلک "تعتبر كلمة التربية بمفهومها الاصطلاحي من الكلمات الحديثة التي ظهرت في السنوات الأخيرة مرتبطةً بحركة التجديد التربوي في البلاد العربية في الربع الثاني من القرن العشرين ؛ولذلك لا نجد لها استخداماً في المصادر العربية القديمة"[48] . فلا شک ، نجد أن تعريفات التي عرضها علماء التربية في سنوات الأخيرة حول مفهوم التربية يعتمد كثيراً على المعنى اللغوي للكلمة في نطاقٍ الواسع ، وعلى الرغم من اختلافات المعنى والتعريف بالمفهوم، إلا أنّ جميعها تنطوي على أبعاد مشتركة بصورة كلية، أو جزئية حيث أن معظم هذه التعريفات قد تناولت تربية الإنسان بجميع جوانب شخصيته بما يتوافق مع تطورات العصر الحديث وفقاً للتصور الإسلامي في إطار ثقافة المجتمع و نری أن المعنی الاصطلاحی للتربية کما أشار إليه محمد منير مرسي لا يخرج عن کونها تنمية الجوانب المُختلفة لشخصية الإنسان،عن طريق التعليم، والتدريب، و التثقيف،و التهذيب، و الممارسة؛لغرض إعداد الإنسان الصالح لعمارة الأرض و تحقيق معنی الاستخلاف فيها"[49] .
وفيما يلى عرض لأبرز التعريفات في التربية الإسلامية:
أنها:"عملية تسعی إلی تنمية شخصية،متکاملة،متزنة،قادرة علی اکتساب المهارات و القيم و الاتجاهات و الأنماط السلوکية،وقادرة علی التعامل مع البيئة المادية و الاجتماعية في إطار العصر و ثقافة المجتمع"[50] .
أنها:" عملية تشكيل الشخصية السوية المتكاملة في جميع جوانبها روحياً و عقلياً و وجدانياً و خلقياً و اجتماعياً و جسمياً ،و القادرة على التكيف مع البيئة الاجتماعية و الطبيعية التي تعيش فيها[51] . أنها عملية":تنشئة الإنسان شيئاً فشيئاً في جميع جوانبه، ابتغاء سعادة الدارين، و فق المنهج الاسلامي[52]. أنها: "النشاط الفردي والاجتماعي الهادف لتنشئة الإنسان فكريًّا وعقديًّا ووجدانيًّا واجتماعيًّا وجسديًّا وجماليًّا وخلقيًّا ، وتزويده بالمعارف والاتجاهات والقيم والخبرات اللازمة لنموه نموّاً سليمًا طبقًا لأهداف الإسلام ، وفي ضوء الأسس النظرية والأهداف والمبادئ والمضامين التربوية في القرآن الكريم والسنة ، وما نتج عنهما من فكر إسلامي يكون الإطار الفكري الذي تستند إلي التنشئة الإسلاميّة الصحيحة"[53] . أنها: "عملية بناء الإنسان بناء متكاملاً متوازناً متطوراً ،من جميع الوجوه جسمياً وعاطفياً وعقلياً واجتماعياً وخلقياً وجمالياً وإنسانياً،كي يكون هذا الإنسان بشخصيته المنسجمة لبنة حية فعالة في بناء مجتمعه "[54] .
و منهم من عَرّف التربية الإسلامية بأنها: " إعداد المسلم إعداداً كاملاً من جميع النواحي وفي جميع مراحل نموه للحياة الدنيا والآخرة في ضؤ المبادئ والقيم وطرق التربية التي جاء بها الإسلام "[55] .
و عرفت أيضاً هي : «علم إعداد الإنسان المسلم لحياتي الدنياوالآخرة إعدادا كاملاً من الناحية الصحية والعقلية والعلمية والاعتقادية والروحية والأخلاقية والاجتماعية والإدارية والإبداعية في جميع مراحل نموه في ضوء المبادئ والقيم الَّتي جاءبها الإسلام ، وفي ضوء أساليب وطرق التربية الَّتي بينها»[56] کما يُعّرِفها النحلاوي بقوله :
"تنمية فكر الإنسان وتنظيم سلوکه وعواطفه ، على أساس الدين الإسلامي، ويقصد تحقيق أهداف الإسلام في حياة الفرد والجماعة ، أي في کلّ مجالات الحياة."
فالتربية الإسلامية على هذا عملية تتعلق قبل كل شيء بتهيئة عقل الإنسان، وفكره وتصوراته عن الكون والحياة، وعن دوره وعلاقته بهذه الدنيا، وعلى أي وجه ينتفع بهذا الكون وبهذه الدنيا، وعن غاية هذه الحياة المؤقتة التي يحياها الإنسان، والهدف الذي يجب أن يوجه مساعيه إلى تحقيقه "[57] . هي: "التربية الإسلامية عبارة عن تنشئة الطفل وتكوينه إنساناً مسلماً ، متكاملاً من جميع النواحي المختلفة : الصحية والعقلية والاعتقادية والروحية والأخلاقية والإرادية والإبد اعية ، في جميع مراحل نموه ، وفي ضوء المبادئ والقيم التي أتى بها الإسلام[] ، وفي ضوء أساليب وطرق التربية التي بينتها "[58] .
ويُری أن التربية الإسلامية هى: " عملية إرادية في إطار الإيمان بالله ، لتوجيه الفرد والجماعة الإنسانية إلى النافع ، والتحذير من الضّارّ"[59] يُعّرِفها أحمد زکي بدوي بقوله : أنها " نظام اجتماعي يحدد الأثر الفعّال للأسرة والمدرسة في تنمية النشء من النواحي الجسمية والعقلية والأخلاقية، حتى يمكنه أن يَحيَا حياة سويّة في البيئة التي يعيش فيها"[60] هي: النظام التربوي المنبثق من القرآن الكريم، والسنة النبوية والهادف إلى تنشئة المسلم وتوجيهه ، ورعاية جوانب نموه ؛ لبناء سلوكه ، وإعداده لحياتي الدنيا والآخرة، والذي افترض الله على المربين من آباء ومسؤولين أن يأخذوا به وحده دون غيره من الأنظمة الأخرى[61]. يُعّرِفها خالد الحازمي : تنشئة الانسان شيئاً فشيئاً في جميع جوانبه ابتغاء سعادة الدارين ، و فق المنهج الاسلامي[62] . ويُری أيضاً أن التربية الإسلامية هى: « منظومة متكاملة من نسق معرفي من المفاهيم ، والعمليات ، والأساليب ، والقيم ، والتنظيمات الَّتي يرتبط بعضها بالبعض الآخر في تآزر واتساق تقوم على التصور الإسلامي للَّه والكون والإنسان والمجتمع، وتسعى إلى تحقيق العبودية لله بتنمية شخصية الإنسان بصفته فردا وجماعة من جوانبهما المختلفة بما يتفق والمقاصد الكلية للشريعة الَّتي تسعى لخير الإنسان في الدنيا والآخرة»[63] .
و من جملة ما ذکر من التعريفات السابقة يمکن أن نلخص إلی تعريف التربية الإسلامية و هو: " تنشئةُ وتكوينُ إنسانٍ عابدٍ صالحٍ متكامل من جميع جوانبه المختلفة،من الناحية الصحية والعقلية والاعتقادية،والروحية، والإرادية والإبداعية بما يتفق مع مقاصد الشريعة الإسلامية وفي طريق هادف علی بصيرة هو الطريق إلی الله عزوجل . وبهذا تكون العملية التربوية عملية إعداد الإنسان الصالح إعداداً متكاملاً بكل جوانبها وفق منهج الله و بناء تصوره عن الكون والحياة والإنسان علی اساس التصور الإسلامي الصحيح. ولهذا أن عملية التربية ليست غاية في حد ذاتها و إنما وسيلة لتحقيق الغاية الأساسية و هي عمارة الأرض و اخلاص العبودية لله عز وجل. فعلی ذلک أن مفهوم التربية يعتمد اعتماداً كبيراً على فقه الواقع ، ولابد له من متخصصين يجمعون بين علوم الشريعة وعلوم التربية ؛ حتى تتم معالجة القضايا التربوية المختلفة من خلاله معالجةً إسلاميةً صحيحةً ومناسبةً لظروف الزمان والمكان[64] . بالنظر في التعريفات السابقة للتربية بالمعنی الاصطلاحي نجد أنه من الصعب أن نصل إلى تعريف محدد متفق عليه للتربية کما أشار إليه يالجن بقوله: " إذا نظرنا إلى الدراسات التربوية المعاصرة وجدنا مفهوم التربية الإسلامية لم يكن موضع الاتفاق بين الدارسين بعد . ويمكن إجمال أغلب المفاهيم في النقاط التالية :
1) أنه منهج مقررات المواد الإسلامية في المدارس .
2) أنه تاريخ التعليم ، أو تاريخ المؤسسات التعليمية،أو تاريخ أعلام الفكر التربوي والتعليمي في العالم الإسلامي.
3) أنه تعليم العلوم الإسلامية.
4)أنه نظام تربوي مستقل ؛ ومنبثق من التوجيهات والتعاليم الإسلامية الأصيلة ، ويختلف عن النظم التربوية الأخرى شرقيةً كانت أو غربية "[65] .
ومما سبق يتضح لنا أن هذا المفهوم عند علماء التربية المحدثين يختلف في النظرة إلى التربية، والزوايا التي ينظروا منها العلماء إلى التربية في إطار ثقافة التي تحكم المجتمع. لذلک نجد تبايناً في وجهات نظرهم من مجتمع لآخر و من مفکر إلی آخر ومن فترة زمنية إلى أخرى. لأن الاختلاف في الثقافات والأفكار والعقائد والخلفيات والفلسفات تحکم المجتمع، بل ومن فرد لأخر. فمنهم من اعتبر التربية هي تكيف الفرد مع مجتمعه ومنهم من يری أن التربية هي عملية حركية حية، تتفاعل مع المتغيرات المختلفة، وتتأثر بها وتؤثر فيها و منهم من رأى إنها عملية مقصودة تهدف إلى إعداد الفرد وتنشئته وتنمية جوانب شخصيته جميعاً لتكيف الإنسان مع مجتمعه وبيئته و منهم من رأي أَنّها عملية تنمية وتطوير قدرات ومهارات الأفراد من أجل مواجهة متطلبات الحياة و ثمة اتجاه آخر ينظر إلى التربية على أنها عملية مستمرة و قد تكون مقصودة وغير مقصودة ومنهم من اعتبر التربية عملية بناء الإنسان معرفياً ووجدانياً ومهارياً، وسلوكياً وذلك وفقاً للتصور الإسلامي ومنهم من اعتبر التربية ممارسة جميع الوسائل،و الطرائق، والفعاليات، التي تسهم في نمو الطفل و إکتسابه ثقافة مجتمعه. بناءً علی ذلک أن علماء التربية المحدثين يرون أن التربية هي تلك العملية التي عن طريقها تتم تنمية جوانب الشخصية الإنسانية في مستوياتها المختلفة،مستوى الوعي والإدراك المعرفي،والمستوى العاطفي والوجداني والتي تشتمل على الميول والاتجاهات والقيم، والمستوى الحركي والنزوع والمهارة، والتي تتصل بالمهارات العملية المختلفة والتي تعتمد بالدرجة الأولى على حركة البدن"[66] .
إضافة إلی ذلک، نجد أن المنبع والمصدر لجميع هذه التعاريف والمفاهيم واحد وهو الشريعة الإسلامية ، فنری أن علماء التربية يؤكدون جميعاً على أن التربية الإسلامية بمعنی أوسع وأشمل هي نظامٌ تربويٌ شاملٌ منبثق من مصادر الشريعة الإسلامية الرئيسة ونابع من التصور الإسلامي الواضح للكون والإنسان و الحياة و الهدف من هذا کله إنشاء الإنسان المسلم وإيصاله تدريجياً إلى درجة كماله الممكن في جميع جوانبه التي تمكنه من القيام بواجبات الخلافة في الأرض. لذلک لا يمكن الفصل بين التربية و الشريعة الإسلامية لأن عملية التربية تنبثق من إيمان الفرد برّبه ايماناً مطلقاً و تنشئته على العبودية لله وحده والخضوع لأوامره واستسلامه لشريعة الله وتنمية جميع مواهبه وقدراته في توازن دقيق من كل أبعادها: العقدية والعقلية والتعبدية والروحية والخلقية والجسمية والفکرية والمهنية ،وفي حياته المادية والروحية والمعنوية، وكل نشاطاته التي يمارسها فى هذه الحياة الدنيا. فبذلك تحقق الغاية من خلق الإنسان وهى عبادة الله وعمارة الأرض وتطبيق شريعته فى مختلف جوانب الحياة.علی ذلک عملية التربية مرتبطة بمقاصد وأحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية الغراء.
المآخذ:
1-العمايرة، محمد حسن : أصول التربية التاريخية والاجتماعية والنفسية والفلسفية(1999).عمان : دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة،ص،178
2-قطب،محمد:ركائز الإيمان(2001).دارالشروق،ط1،،ص329
3- القرضاوى، يوسف: الخصائص العامّة للإسلام(1989). مؤسسة الرسالة ، ط7،ص66
4- قطب،محمد:ركائز الإيمان،المرجع السابق،ص260
5- الحازمي،خالد بن خالد:أصول التربية الإسلامية(2000).المدينة المنورة:دار عالم الکتب،ط1،ص5
6- قطب، محمد :منهج التربية الإسلامية، دار الشروق، ط16، الجزء1،ص18
7- ابن منظور، أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم بن منظور الإفريقي المصري:لسان العرب(1994). دار صادر، ودار الفكر، بيروت-لبنان، ط3 ، الجزء 14 ،ص 304
8- ابن منظور،جمال الدين: لسان العرب ،المرجع السابق، فصل الراء المهملة،الجزء14،ص304والرازي، محمد بن أبي بكر: مختار الصحاح(1999)باب(ر ب ا). تحقيق: يوسف الشيخ محمد. بيروت : المكتبة العصرية - الدار النموذجية،ط5،ص الجزء 1،ص 117
9- ابن منظور،جمال الدين: لسان العرب ،المرجع السابق، الجزء 14 ص 305
10- الأصفهاني،الراغب:المفردات في غريب القرآن(1412).تحقيق: صفوان عدنان الداودي ،دمشق بيروت: دار القلم، الدار الشامية ،ط1،باب الرب، الجزء1، ص336
11- مصطفى، إبراهيم وآخرون : المعجم الوسيط(د.ت). تحقيق : مجمع اللغة العربية ،دار الدعوة،باب الراء، الجزء 1 ،ص 326
12- الجوهري، إسماعيل بن حماد: الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية (1987). تحقيق: أحمد عبد الغفور عطار، بيروت: دار العلم للملايي،ط4،الجزء6 ص2349
13- ابن الأزهري الهروي، محمد بن أحمد: تهذيب اللغة(2001). تحقيق: محمد عوض مرعب.بيروت: دار إحياء التراث العربي،ط1، الجزء 15ص196
14- ابن منظور، أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم بن منظور الإفريقي المصري:لسان العرب،المرجع السابق، الجزء 5،ص423
15- القرطبي، أبو عبد الله، محمد بن أحمد بن فرح الأنصاري: الجامع لأحكام القرآن(1964). تحقيق أحمد عبد العليم البردوني، ط 2، القاهرة، دار الشعب، الجزء 3،ص362
16- ابن منظور،جمال الدين: لسان العرب ،المرجع السابق، فصل الراء المهملة، الجزء 14، ص 307والجوهري، إسماعيل بن حماد،المرجع السابق،الجزء6 ص2350
17- ابن منظور،جمال الدين: لسان العرب،المرجع السابق،فصل الراء المهملة،الجزء 14، ص 307والجوهري، إسماعيل بن حماد،المرجع السابق،الجزء6 ص2350
18- ابن منظور: لسان العرب، المصدر السابق، مادة(ربا)،الجزء 14،ص306 والفيروزابادي، محمد بن يعقوب : القاموس المحيط، مادة (ربا)، تحقيق العرقوسيّ، ط 5، بيروت، مؤسسة الرسالة1659:
19- النيسابوري، أبو الحسين بن الحجاج :صحيح مسلم، كتاب(البر والصلة ، باب فضل الحبّ في الله)، حديث رقم(2567) تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي. بيروت: دار إحياء التراث،الجزء 4 ص1988
20- ابن منظور،جمال الدين: لسان العرب ،المرجع السابق،.فصل الراء المهملة ،ط3، الجزء 1، ص 401
21- ابن منظور،جمال الدين: لسان العرب،المرجع السابق،فصل الراء المهملة ، الجزء 1، ص 401
22- الفيروز أبادي ، محمد بن يعقوب: القاموس المحيط ، تحقيق : محمد نعيم العرقسوسي . بيروت: مؤسسة الرسالة ،ط8، الجزء 1ص87
23- الفيروز أبادي ، محمد بن يعقوب :القاموس المحيط ، تحقيق : محمد نعيم العرقسوسي . بيروت: مؤسسة الرسالة ،ط8، الجزء 1ص1286 ، محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي ، الجامع لأحكام القرآن ، تحقيق : محمد بيومي - عبد الله المنشاوي ، مكتبة الإيمان – مصرالجزء1 ص137
24- ابن المنظور، أبي فضل جمال الدين محمد بن مکرم:لسان العرب،المرجع السابق، الجزء14 ص405
25- ابن منظور، أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم بن منظور الإفريقي المصري:لسان العرب،المرجع السابق، الجزء 1،ص 400
26- ابن منظور،جمال الدين: لسان العرب ،المرجع السابق، فصل الراء المهملة، الجزء 1 ص 400والجوهري، إسماعيل بن حماد: الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية ،المرجع السابق،.الجزء1 ص130
27- ابن منظور،جمال الدين: لسان العرب ،المرجع السابق،.فصل الراء المهملة، ط3، الجزء 1 ص 400
28- الجوهري، إسماعيل بن حماد: الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية ،المرجع السابق،.الجزء1 ص130
29- القرطبي، حمد بن أحمد بن أبي بكر:( 1964). تحقيق: أحمد البردوني وإبراهيم أطفيش. القاهرة: دار الكتب المصرية،ط2، الجزء1،ص137
30- الأصفهاني،الراغب:المفردات في غريب القرآن،المرجع السابق ،باب الرب، الجزء1، ص340
31- الجوهري، إسماعيل بن حماد: الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية ،المرجع السابق،.الجزء1 ص130
32- ابن منظور،جمال الدين: لسان العرب ،المرجع السابق، فصل الراء المهملة، الجزء 1 ص 399
33- القرطبي، أبو عبد الله، محمد بن أحمد بن فرح الأنصاري: الجامع لأحكام القرآن،المرجع السابق، الجزء1 ص137
34- الزبيدي، محمد بن مرتضى: تاج العروس من جواهر القاموس ، تحقيق مجموعة من المحققين، دار الهداية للنشر،مادة (رببَ)، ، الجزء 2،ص464
35- الحازمي، الخالد بن حامد:أصول التربية الإسلامية(2000).المدينة المنورة:دار عالم الکتب،ط1،ص18
36- عرقسوسي ، محمد خير : محاضرات في الأصول الإسلامية للتربية - المبادئ العليا ( 1419هـ ) ، بيروت : المكتب الإسلامي،ص19-18
37- عبد الباقي ، محمد فؤاد (1984 ):المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم ، المكتبة الإسلامية، استنبول، تركيا،280
38- حسان،تمام:صخر للكمبيوتر (1997 ): موسوعة الحديث الشريف ( الكتب التسعة)،الإصدار الثاني ،شركة البرامج الإسلامية الدولية ، السعودية
39- ابن المنظور، أبي فضل جمال الدين محمد بن مکرم:لسان العرب،المرجع السابق، الجزء14 ص358
40- السعدي، عبد الرحمن بن ناصر: تيسير الكريم الرحمن في تفسر كلام المنان(١٤٢٤هـ ). تحقيق: عبد الرحمن بن معلا اللويحق بيروت: مؤسسة الرسالة ،ط1، ص 74
41- ابن المنظور، أبي فضل جمال الدين محمد بن مکرم:لسان العرب،المرجع السابق، الجزء1 ص246
42- الغامدي ،عبد الرحمن عبد الخالق : مدخل إلى التربية الإِسلامية (١٤١٨هـ ). الرياض:دار الخريجي للنشر و التوزيع،ص ٥
43- الطَّبري، محمد بن جرير: جامع البيان في تأويل القرآن (2000). تحقيق : أحمد محمد شاكر. مؤسسة ،ط1،الجزء18،ص472
44- البخاري ، محمد بن إسماعيل:صحيح البخاري(1422هـ ). تحقيق : محمد زهير بن ناصر الناصر، دار طوق النجاة ،ط1، فضل من أسلم من أهل الكتابين ، رقم ( 3011 ) ، الجزء4 ص60
45- البخاري ، محمد بن إسماعيل: صحيح البخاري،المرجع السابق،الجزء2 ص5 و النيسابوري،مسلم: صحيح مسلم. تحقيق : محمد فؤاد عبد الباقي.بيروت:دار إحياء التراث العربي،فَضِيلَةِ الْإِمَامِ الْعَادِلِ وَعُقُوبَةِ الْجَائِرِ وَالْحَثِّ عَلَى الرِّفْقِ، الرقم (1829) الجزء3 ص1459
46- البيضاوي، عبدالله بن عمر الشيرازي :أنوار التنزيل و أسرار التأويل(1418). تحقيق: محمد عبد الرحمن المرعشلي، بيروت: دار إحياء التراث العربي ،ط1،ص28
47- الأصفهاني،الراغب:المفردات في غريب القرآن،المرجع السابق، باب الرب، الجزء1، ص336
48- يالجن. مقداد : يالجن، مقداد: جوانب التربية الإسلامية الأساسية، موسوعة التربية الإسلامية(1426هـ)، الرياض: مؤسسة دار الريحاني للطباعة والنشر،ط1. ص: 22
49- مرسي، محمد منير: التربية الإسلامية،أصولها و تطورها في البلاد العربية (1421هـ).القاهرة: عالم الکتب ،ص 48
50- الغامدي،عبد الرحمن بن حجر:مدخل إلی التربيةالإسلامية،المرجع السابق، ص3
51- مرسي، محمد منير: التربية الإسلامية،،المرجع السابق،ص 236-235
52- الزنتاني، عبد الحميد الصيد: أسس التربية الاسلامية في السنة النبوية(1993) ليبي:لدار العربية للكتاب ، ط2،25
53- الحازمي، الخالد بن حامد:أصول التربية الإسلامية،المرجع السابق، ص19
54- أبو العينين، علي خليل : رسالة الخليج العربي ( ١٤٠٨ هـ). الرياض: مكتب دول الخليج العربي ، ع ٢٤، ص ٩
55- السيد ،محمد أحمد : معجزة الإسلام التربوي(1978). الکويت :دار البحوث العلمية،ص29
56- يالجن، مقداد: أهداف التربية الإسلامية وغاياته) 1989). الرياض : دار الهدى للنشر والتوزيع ، ص20
57- يالجن،مقداد: معالم بناء نظرية التربية الإِسلامية (1411هـ). الرياض ، دار عالم الكتب ، ص ٧
58- النحلاوي ، عبد الرحمن: أصول التربية الإسلامية وأساليبها(2007). دمشق : دار الفكر ، ط25،ص28
59- يالجن، مقداد: جوانب التربية الإسلامية الأساسية،المرجع السابق، الجزء1، ص26
60- الحمد ، أحمد بن ناصر : العقيدة نبع التربية (١٤٠٩ ه). مكة المكرمة : مكتبة التراث ، ط1، ص27
61- بدوي، أحمد زکي: معجم مصطلحات العلوم الاجتماعية(١٩٨٢). بيروت ، مكتبة لبنان ، ط1،ص 127
62- ناصر،إبراهيم: مقدمة في التربية(1990). عمان: دار عمار، ط7،ص 13
63- الحازمي، الخالد بن حامد:أصول التربية الإسلامية،المرجع السابق، ص20
64- علي، سعيد إسماعيل: أصول التربية الإِسلامية (1426هـ). القاهرة :دار السلام ،ص33-32
65- أبو عرَّاد، صالح بن علي: التربية الإسلامية المصطلح و المفهوم،1426هـ،ص40
66- يالجن، مقداد : جوانب التربية الإسلامية الأساسية ، المرجع السابق، ص 23
67- علي، سعيد إسماعيل: فلسفات تربوية (1995).الكويت: عالم المعرفة، ص 18
الآراء