التأمل العميق والاستغراق الذهني الكلي والاستقصاء المعرفي الموضوعي يأخذك في النهاية إلي تشخيص الداء ومعرفة الدواء ولعل ما يدفع إلي الاستغراق والاستقصاء هي معانات الإنسانية تحت نير الاستبداد ومحاولاتها الدائمة الفرار من أسر العبودية وقهر الظلم ولا شك إن العودة إلي كتب التاريخ والاجتماع والفلسفة يرسم طريقا محدد المعالم للخلاص المنشود ويمكن أن نكتب في هذا المضمار تحت العناوين الآتية: أولا: ماهية الاستبداد

ثانيا: سيكولوجية المستبد وأدواته

ثالثا: اثر الاستبداد علي الشعوب

رابعا: حتمية دفع الاستبداد ومآل المستبدين

أولا: ماهية الاستبداد كلمة المستبد (Despot) مشتقة من الكلمة اليونانية ديسبوس (Despots) التي تعني رب الأسرة، أو سيد المنزل أو السيد على عبيده، ثم خرجت من ىذا النطاق الأسري إلى عالم السياسة لكي تطلق على نمط من أنماط الحكم الملكي المطلق الذي تكون فيه سلطة الملك على رعاياه ممثلة لسلطة الأب على أبنائه في الأسرة أو السيد على عبيده (1) ولا شك أن هذا الخلط بين السلطة الأخلاقية التي هي "سلطة الأب" وما تحملو من هالة تقديس وطاعة واحترام والسلطة السياسية التي هي "سلطة الحاكم" التي هي محل انتقاد وتقويم ومتابعة هو الذي يصنع الطاغية أو المستبد والواقع أن الحاكم الذي يبرر حكمه "بأبوته" للمواطنين فيعاملهم كما يعامل الأب أطفاله على أنهم قصر غير بالغين أو قادرين على أن يحكموا أنفسهم ومن حقه توجيههم بل عقابهم إذا انحرفوا لأنهم لا يعرفون مصلحتهم الحقيقية يكون قد سلك اقصر الطرق إلي الدكتاتورية والتسلط .

والاستبداد والطغيان ضربان من الحكم يعاملان الرعية علي أنهم عبيد كما قال أرسطو إلا أن الاستبداد يشبه الطغيان في جانب ويختلف عنه في جانب آخر فأرسطو يقصر استخدام مصطلح » الطغيان "على اغتصاب السلطة في المدينة وهي عملية يقوم بها فرد يستخدم الخداع أو القوة لكي يقفز إلى الحكم وكثيرا ما يحدث ذلك عن طريق استخدام مجموعة من الجنود المرتزقة ولقد جرت العادة أن يحكم الطغاة لمصلحتهم الخاصة وأن ينغمسوا في إشباع شهواتهم دون اكتراث بالقانون أو العرف وأن يقيموا سلطتهم على القهر فليس أسهل عندهم من سفك الدماء (2).

جون لوك يري أن الطغيان ليس له صوره واحدة فمتى استغلت السلطة لإرهاق الشعب وإفقاره تحولت إلى طغيان أيا كانت صورته (3) أما الكواكبي فيعرف الاستبداد علي أنه لغة: "غرور المرء برأيه، والأنفة عن قبول النصيحة أو الاستقلال في الرأي وفي الحقوق المشتركة"، ويضيف أنه يُراد بالاستبداد عند إطلاقه "استبداد الحكومات خاصةً، لأنها أعظم مظاهر أضراره التي جعلت الإنسان أشقى ذوي الحياة ". ويستطرد في وصف الاستبداد في اصطلاح السياسيين فيؤكد أنه "تصرف فرد أو جمع في حقوق القوم بالمشيئة وبلا خوف تبعة"، ويزيد أن "الاستبداد هو صفة الحكومة المطلقة العنان، فعلاً وحكمًا، والتي تتصرف في شؤون الرعية بلا خشية حساب، ولا عقاب محققين" (4).

أما الكاتب الانجليزي جورج أورويل في رواية 1984 فیصف أجواء الاستبداد وعلاقة التأثير والتأثر فيقول: إننا ندرك أنه ما من احد يمسك بزمام السلطة وهو ينتوى التخلي عنها.. إن السلطة ليست وسيلة بل غاية، فالمرء لا يقيم حكما استبداديا لحماية الثورة، وإنما يشعل الثورة لإقامة حكم استبدادي.. إن الهدف من الاضطهاد هو الاضطهاد، والهدف من التعذيب هو التعذيب وغاية السلطة هي السلطة.

إن الإنسان يؤكد سلطته على إنسان آخر بجعله يقاسى للألم .. فالطاعة وحدها ليست كافية، وما لم يعان الإنسان الألم، كيف يمكنك أن تتحقق من أنه ينصاع لإرادتك لا لإرادته هو؟ إننا نعمل على خلق عالم من الخوف والغدر والتعذيب، عالم يدوس الناس فيه بعضهم بعضا، عالم يزداد قسوة كل يوم، إذ التقدم في عالمنا هو التقدم باتجاه مزيد من الألم، هناك دائما عدو للمجتمع، يمكن قهره وإذلاله المرة عمليات التجسس والخيانة والاعتقالات والتعذيب وأحكام الإعدام وحوادث اختفاء الناس إننا نسيطر على الحياة في جميع مستوياتها، انك تتخيل أن هناك شيئا اسمه الطبيعة الإنسانية سيغضبها ما نفعله، ومن ثم فإنها سوف تنقلب علينا، ولكن ما لا تعرفه هو أننا نعيد صياغة الطبيعة الإنسانية، فالإنسان قابل للتحول بشكل غير محدود، أو لعلك عدت إلى فكرتك القديمة التي مفادها أن العامة أو العبيد سيثورون علينا ويطيحون بنا من سدة الحكم.

اخرج هذه الفكرة من ذهنك تماما لان هؤلاء عاجزون عجز الحيوانات ولأن البشرية هي الحزب نفسه وما عدا ذلك فهو معدوم الأهمية وخارج نطاقها أما إمام عبد الفتاح إمام فقد جعل الاستبداد فرد من أفراد عائلة الطغيان تلك العائلة غير الكريمة أو الكريهة علي حد وصفة التي تشمل: "الطغيان" و"الاستبداد" Despotism و"الدكتاتورية Dictatorship و"الشمولية" Totalitarianism و"السلطة المطلقة" Absolutism و"الأتوقراطية" Autocracy و"الاستبداد المستنير أو العادل" (Enlightened Despotism (5 غير أن أرسطو أسس لنظرية عرقية يربط فيها الاستبداد بالشرق مستخدما مصطلح: الاستبداد الشرقي (Oriental Despotism) الأمر الذي أضحي طائفيا فيما بعد عندما طور مونتسكيو هذا المصطلح ليصبح "الاستبداد الإسلامي Islamic Despotism يقول مونتسكيو "أن الحكومة المعتدلة هي أصلح ما يكون للعالم المسيحي والحكومة المستبدة هي أصلح ما يكون للعالم الإسلامي" ويبدوا أن هذه النظريات الغربية أصبحت فيما بعد قواعد حاكمه في تعامل الغرب مع العالم الإسلامي بل شُغِل الفلاسفة الغربيين بتفسير تلك الظاىرة التي توىموها وتعاملوا معها علي أنها حقيقة فذهب بعضهم إلي أن الشرقيين وفي القلب منه مواطنو العالم الإسلامي ذو طبيعة (سادومازوخية) محبو للقهر تستعذب الم الطغاة وتحب حكم المستبدين.

إن الدلائل تشير إلي أن الخط الفكري الغربي يؤمن بهذه النظريات ويطبقها وكم هي المرات التي تدخل فيها الغرب لمنع محاولات جادة لتحرر الشرق من نير الطغيان والاستبداد إلي الحرية والديمقراطية إنهم عمليا يقصرون مفهوم الديمقراطية وتطبيقاتها المختلفة علي الغرب كمنتج محلي لا يجوز تعديته إلي الدول الإسلامية. وفي تقديري أن فلاسفة الغرب الذين ذهبوا إلی هذا الطرح الساذج لم يفهمون طبيعة الإسلام ولا جوهر نظامه ولو فهموا لما وصفوا الاستبداد كأنه منتج شرقي أو إسلامي "إن مفهوم السياسة في الإسلام كمنظومة فكرية يجعل من الفعل السياسي في معظمه فعلا مجتمعيا غير قاصر على الدولة أو على أجهزتها السلطوية، فجوهر هذا المفهوم هو الإصلاح أو المصلحة، لذلك يرد في سياقات عديدة ومتنوعة، وعلى مستويات مجتمعية مختلفة، ويعطي عند كل منها نفس الدلالات اللغوية ونفس المعاني، فالسياسة على المستوى المجتمعي أو على مستوى الأمة هي: "جلب المصلحة ودرء المفسدة" وهي "أي فعل يكون الناس معه أقرب إلى الصلاح وأبعد عن الفساد" وهي "أخذ الناس إلى الصلاح" (6).

فالولاية: عقد من عقود الرضي والاختيار وعليه فان ضوابط الممارسة السياسية هي:

1- الشورى . 2- الرضاء الاجتماعي . 3- العدل . 4- حكم القانون والمساواة أمامه.

إن النموذج الإسلامي أبعد ما يكون عن الطغيان والاستبداد أنه نموذج مثالي واقعي ظهرت ومضاته في عصر النبوة والخلافة الراشدة وهو منبت العلاقة مع نماذج الاستبداد التي عجت عبر التاريخ بمظاهر الغطرسة والظلم والقهر. وفي العموم فان عائلة الطغيان ومفرداته المجردة تبدأ عندما تنتهي سلطة القانون أي عند انتهاك القانون وإلحاق الأذى بالآخرين وهي قاعدة عامة ومجردة ليس لها صله باللون أو الجنس أو اللون او الدين أو الأبعاد المكانية أو الزمنية. ثانيا: سيكولوجية المستبد وأدواتو يقرر الكواكبي "إنه ما من مستبد سياسي إلا ويتخذ لنفسه صفة قدسية يشارك بها الله!".

لكن هذه الصفة قد تكون ظاهرة بارزة يعلنها الحاكم نفسه (كما فعل فرعون) وقد تكون خافية مستترة وإن كان مضمونها ظاهرا في سلوكه فهو على أقل تقدير "لا يسأل عما يفعل وهم يسألون!" وهذا ما فعله جميع الطغاة على مدار التاريخ (7)!.. أما أفلاطون فقد ذهب إلي أن الطاغية أو المستبد ذئبا يأكل اللحم البشري ويستعذب الدم يقول "إذا ذاق المرء قطعة من لحم الإنسان تحول إلى ذئب ..ومن يقتل الناس ظلما وعدوانا ويذق بلسان وفم دنسين دماء أهله ويشردهم ويقتلهم فمن المحتم أن ينتهي به الأمر إلى أن يصبح طاغية ويتحول إلى ذئب ..!" (8).

الكواكبي يمضي واصفا نفسية المستبد وسلوكه فيقول: المستبدّ يتحكَّم في شؤون النّاس بإرادته لا بإرادتهم، ويحكمهم بهواه لا بشريعتهم، ويعلم من نفسه أنَّه الغاصب المتعدِّي فيضع كعب رجله على أفواه الملايين من النَّاس يسدُّها عن النّطق بالحقّ والتّداعي لمطالبته. المستبدّ: عدوّ الحقّ، عدوّ الحّريّة وقاتلهما، والحق أبو البشر، والحرّيّة أمّهم، والعوام صبية أيتام لا يعلمون شيئاً، والعلماء هم إخوتهم الرّاشدون، إنْ أيقظوهم هبّوا، وإنْ دعوهم لبّوا، وإلا فيتَّصل نومهم بالموت. المستبدّ: يتجاوز الحدّ ما لم يرَ حاجزاً من حديد، فلو رأى الظّالم على جنب المظلوم سيفاً لما أقدم على الظّلم، كما يقال: الاستعداد للحرب يمنع الحرب.

المستبدّ: إنسانٌ مستعدٌّ بالطّبع للشّر وبالإلجاء للخير، فعلى الرّعية أنْ تعرف ما هو الخير وما هو الشّر فتلجئ حاكمها للخير رغم طبعه، وقد يكفي لللجاء مجرَّد الطَّلب إذا علم الحاكم أنَّ وراء القول فعلا. ومن المعلوم أنَّ مجرد الاستعداد للفعل فعل يكفي شرَّ الاستبداد.

المستبدّ: يودُّ أنْ تكون رعيته كالغنم درّاً وطاعةً، وكالكلاب تذلُّلاً وتملُّقاً، وعلى الرَّعية أنْ تكون كالخيل إنْ خُدِمَت خَدمتْ، وإنْ ضُرِبت شَرست، وعليها أن تكون كالصقور لا تُلاعب ولا يُستأثر عليها بالصّيد كلِّه، خلافاً للكلاب التي لا فرق عندها أَطُعِمت أو حُرِمت حتَّى من العظام. نعم؛ على الرّعية أن تعرف مقامها: هل خُلِقت خادمة لحاكمها، تطيعو إنْ عدل أو جار، وخُلق هو ليحكمها كيف شاء بعدل أو اعتساف؟ أم هي جاءت به ليخدمها لا يستخدمها(9).

أرسطو فيلخص لنا طريقتين يلجأ إليهما الطاغية للمحافظة على حكمه:

الأولي: تشمل تحقيق ثلاث غايات تضرب بجذورها في أعماق الشر وهي:

الغاية الأولى : هي تدمير روح المواطن لأن الطاغية يعلم علم اليقين أن صاحب الروح الفقيرة - وهو الذليل الخانع - لن يتآمر عليه على الإطلاق!

الغاية الثانية : ارتياب المواطنين بعضهم من بعض إذ إنه لا يمكن القضاء على الطاغية إلا إذا اتحد المواطنون وتشاوروا ووثق كل منهم بالآخر وكذلك فإننا نجد الطاغية يكاد يطارد الأخيار من الناس لأنه يراهم خطرا مزدوجا على سلطانه فهم من ناحية خطر عندما يشعرون بأن من العار أن يحكموا كما يحكم العبيد. وهم خطر من ناحية أخرى عندما يشعرون بالولاء بعضهم لبعض وبالثقة المتبادلة بينهم وفي رفضهم أن يخون بعضهم بعضا!.

الغاية الثالثة والأخيرة: هي أن الطاغية يهدف الحد أن يصبح مواطنوه عاجزين عجزا تاما عن أي فعل ومن ثم يكون السعي إلى القضاء على الطاغية ضربا من المحال . ولا أحد يحاول أن يصنع المستحيل ومن ثم فلا أحد يحاول أن يطيح بالطاغية ماداموا قد أصبحوا جميعا عاجزين عن الحركة!.

الطريقة الثانية: وهي أكثر الطريقتين شيوعا - وهي مألوفة لنا نحن الشرقیین فجميع الأساليب التي تحدث عنها أرسطو قد خبرناها طوال تاريخنا ولا نزال نعيش فيها حتى يومنا الراهن حتى أن القارئ العربي عندما يقرأها يشعر بأن أرسطو يصف به ما يدور في مجتمعه لا سيما المجتمعات العسكرية "الثورية" التي رفعت شعارات وطنية لتضحك بها على الجماهير وتستميل مشاعر العامة وعواطف(10) ويتحدث "مونتسكيو" عن الحاكم المستبد فيقول إن المستبد يعتبر نفسه الدولة وسلامة الدولة ليست شيئا آخر غير سلامته وان شئت فقل سلامة القصر الذي يعيش فيه وكل مالا يهدد القصر أو العاصمة رأسا لا يؤثر في النفوس الجاهلة (11).

أما "إيتيان دو لا بويسي" المفكر والأديب الفرنسي فقد قسم الطغاة إلي ثلاثة أنواعه:

الأول: يسود عبر انتخاب الشعب والثاني يسود بقوة السلاح والثالث :يسود بالتوالي الوراثي أما الذين اغتصبوا السلطة بقوة السلاح فيتصرفون بها كأنهم في بلاد قاموا بغزوها أما الذين ولدوا ملوكا فليسوا علي العموم أفضل مطلقا فالذين ولدوا وترعرعوا في حضن الطغيان يرضعون الطغيان طبيعيا مع الحليب وينظرون إلي الشعوب الخاضعة لهم نظرتهم إلي عبيد بالوراثة . وحول تكاثر الأعوان لدى المستبدين يقول: "حينما يتحوّل أحد الملوك إلى طاغية فإن كل ما في المملكة من شرّ ومن حثالة.. يجتمعون من حوله ويمدّونه بالدعم لينالوا نصيبهم من الغنيمة.. وحين أتفكر في هؤلاء الناس الذين يتملقون الطاغية من أجل أن ينتفعوا بطغيانه وبعبودية الشعب، يتولاني الذهول حيال شرّهم بقدر ما تنتابني الشفقة حيال غبائهم، فهل يعني تقرب المرء من الطاغية سوى ابتعاده عن الحرية، وبالتالي ارتمائه كليًّا في أحضان عبوديته" (12).

غير أن المستبدون لهم منطقهم التبريري الذي يكون نابعا من ذواتهم أو من الذكاء الجمعي لدي أعوانهم الخلص و كهنتهم المتملقين ونورد في هذا السياق قصتين الأولي: عن الإمبراطور فردريك الذي كان يوصف علي انه يميل إلي العلم والأدب والموسيقي عندما أوشك علي الاتفاق مع فولتير إلي جمله من الأشياء التي تعزز الحكم الرشيد ثم مات إمبراطور النمسا فجهز جيشه للعدوان عليها وكتب إلى فولتير يقول: "إن موت الإمبراطور يغير كل أفكاري السلمية وأظن أن الأمور تنحوا في شهر يونيو نحو المدافع والبارود والجنود والخنادق بدلا من الممثلات والمراقص و المسارح بحيث أراني مضطرا إلى إلغاء الاتفاق الذي كنا على وشك إبرامه" ثم قال: "لقد انتهيت أنا وشعبي إلى اتفاق يرضينا جميعا يقولون ما يشتهون وأفعل ما أشتهي"

الثانية: قصة غريبة وردت في مذكرات "سنوحي" الذي كان طبيبا لفرعون مصري اسمه "امفسيس" عاش في القرن العاشر قبل الميلاد .. وقد كتب مذكراتو عن حياة ىذا الفرعون وعن الشعب المصري الذي كان يعاني استبداد الفرعون امفسيس وقد أورد هذا الطبيب قصة عجيبة عن المزاج الاجتماعي للشعب المصري "قديما "فقال: كنت أمشي في شارع من شوارع مصر إذا بالرجل الوجيه الشريف الثري المعروف "اخناتون" ملقى على الأرض مضرجا بدمائه وقد قطعت يداه ورجلاه من خلاف وجدعت انفه وليس في بدنه مكان إلا وفيه طعنة رمح أو ضربة سوط وهو قاب قوسين أو أدنى من الموت فحملته إلى دار المرضى وجاهدت جهادا عظيما لإنقاذه من الموت وبعد شهرين أو أكثر وعندما أفاق من غيبوبته قص على قصته المحزنة المفجعة قائلا: لقد أمرني الفرعون امفسيس إن أتنازل لو عن كل شبر ارض املكه وان أهبه أزواجي وعبيدي وكل ما املك من ذهب وفضة فاستجبت لما أراد بشرط أن يترك داري التي اسكن فيها ومعشار ما املكه من الذهب والفضة لاستعين بها على أودي.

فاستثقل فرعون هذا الشرط واستولى على كل ما كان عندي ثم أمر بأن يفعل بي تلك الأفاعيل الشنيعة وان أطرح في الشارع عاريا لأكون عبرة لمن يخالف أوامر أمفسيس ودارت الأيام وإخناتون المسكين يعاني الفقر والحرمان وكل أمله في هذه الدنيا هو القصاص من الفرعون الظالم ولو على يد غيره... ومات فرعون وحضرت مراسيم الوفاة بصفتي كبير الأطباء فكان الكهنة يلقون خطب الوداع ومطرين الراحل العظيم وكانت الكلمات التي يرددونها لا زلت أتذكرها جيدا فقد كانوا يقولون: "ياشعب مصر لقد فقدت الأرض والسماء وما بينهما قلبا كبيرا كان يحب مصر وما فيها من إنسان وحيوان ونبات وجماد كان للأيتام أبا وللفقراء عونا وللشعب أخا ولمصر مجدا كان أعدل الإلهة وأرحمهم وأكثرهم حبا لشعب مصر وذهب أمفسيس لكي ينضم إلى الإلهة الكبار وترك الشعب في ظلام".

ويضيف سنوحي: وبينما كنت أصغي إلى كلام الكهنة ودجلهم في القول واندب حظ مصر وشعبها المسكين الذي يرزح تحت سياط الفراعنة والكهنة معا، وبينما كانت الجماهير المحتشدة التي تلقي كل فرد منهم على حدة من بطش فرعون وسياطه أذى وعذابا تجهش بالبكاء :سمعت صوت رجلا يبكي كما تبكي الثكلى وصوت بكائه علا الأصوات كلها ويردد عبارات غير مفهومه ،فنظرت مليا وإذا صاحب البكاء هذا هو إخناتون المعوق العاجز الذي كان مشدودا على ظهر حمار وأسرعت إليه لأهدئه بعض الشيء ,كنت ظننت أنه يبكي سرورا وابتهاجا على وفاة ظالم ظلمه إلى حد الموت والتعذيب، ولكن اخناتون خيب آمالي عندما قطع نظره علي وأخذ يصرخ عاليا بقوله: يا سنوحي ...لم أكن أعلم أن أمفسيس كان عادلا عظيما بارا بشعبه إلى هذه ألمرتبة العظيمة إلا بعد أن سمعت ما قاله كهنتنا فيه.

وها إنا ابكي ياسنوحي لأنني حملت في قلبي حقدا على هذا الإله العظيم بدلا من الحب والإجلال طوال سنوات عديدة, حقا لقد كنت في ضلال كبير ويقول "سنوحي": وعندما كان أخناتون يكرر هذه الكلمات بأيمان راسخ كنت أنظر إلى أعضائه المقطوعة وصورته المشوهة وانأ حائر فيما اسمع وكأنه قرأ ما يدور في خلدي وإذا به يصرخ في بملء شدقيه "لقد كان أمفسيس على حق فيما فعله بي لأنني لم استجب إلى أوامر الإله وهذا جزاء من كل يعصي الإله وأي سعادة أعظم للمرء من أن ينال جزاء أعماله الذي يستحق على يد الإله لا على يد غيره".

ولعلك تستغرب أكثر إذا عرفت أن أمفسيس هذا فرعون من فراعنة مصر حكمها بالنار والحديد طوال عشر سنوات دخل حرب خاسره مع بلاد النوبة الجارة ، وقتل فيها خمس شعب مصر خرب المزارع التي شنها ضد النوبة أحرق العاصمة في إحدى ليالي مجونه كما فعل بعده نيرون بسبعة قرون الذي أحرق روما عاصمة الرومان ، لقد كان عهد امفسيس أسوا عهد عرفته مصر في تاريخ الفراعنة الذي حكموها مبتدئا من الأسرة الأولى حتى الأسرة الخامسة التي كان امفسيس أول إفرادها .مات امفسيس وترك خرابا شاملا وشعبا ممزقا ومع هذا بكته الجماهير المحتشدة متأثرة برثاء الكهنة وخطبهم ومن بين تلك الجماىير أخناتون المسكين.

ثالثا: اثر الاستبداد علي الشعوب من العجيب أن يقع الإنسان الذي خلقه الله حرا كريما تحت نير الاستبداد والطغيان ولا يتألم لذلك فتحثه طبيعته السوية علي التخلص من التشوه النفسي الحادث جراء البيئة غير المواتية لطبيعة خلقه واصل خلقه بالثورة والتغيير ومن أعجب العجب أن يدخل ذلك الإنسان في العبودية طوعا دون إجبار بل يكره الحرية وينفر منها ويقلق عند اقترابها حتى يصبح ذلك الخوف ظاهرة اجتماعية جديرة بالملاحظة والدراسة يكتب فيها الباحثون مقاربات فلسفية ونظريات اجتماعية وأشهر هؤلاء هو إريك فروم الذي كتب كتابا بعنوان" الخوف من الحرية" ناقش فيه هذه الحالة و تكلم عن ما وصفه بميكانزمات الهروب من الحرية السادومازوخية والتدميرية وتطابق الإنسان الآلی أما "إيتيان دو لا بويسي" فقد تناول في كتابه الرائع مقالة: العبودية الطوعية، طبيعة الإنسان عندما يألف الاستبداد، وكيف تصبح الحرية نوعًا من الهلع الرهيب الذي يهرب منه المرء بأقصى سرعة، ليعود بكل رضا وقناعة بوضع القيد على رقبته ولعق أقدام الجلاد، ويعود فيقرر: "إن الشعب الذي يستسلم بنفسه للاستعباد يعمد إلى قطع عنقه، والشعب الذي يكون حيال خيار العبودية أو الحرية؛ فيدع الحرية جانبًا ويأخذ نير العبودية هو الذي يرضى بالأذى؛ بل يسعى بالأحرى وراءه" ثم يمضي صارخا يستنهض الشعوب المستكينة فيقول: "حتى الثيران تحت عبء النير تئن والطيور في الأقفاص تنوح وتئن .. آه يا الهي ماذا يمكن لذلك أن يكون وأنی لنا أن نعرف كيف ذلك يدعي؟ أي بشر هو هذا؟ أي فسق بل أي فجور رهيب؟ أن تري عددا لا يحصي من الناس لا يعطون فقط بل يخنعون ولا يساسون بل يمتهنون. أموالهم ليست لهم ،أهلهم ليسوا لهم، أولادهم ليسوا لهم، حتى حياتهم ليست لهم.

يتعرضون بوحشية لأعمال السلب والفجور والعنف لكن ليس علي يد جيش ولا من قبل معسكر من البرابرة، وإنما علي يد فرد واحد ، وليس ذلك الرجل بهرقل أو شمشون ، بل هو من أشباه الرجال وغالبا ما يكون الأكثر جبنا والمخنث في الأمة ،فهو لم يتنشق رائحة بارود المعارك بل لم يكد يطأ الرمال في ساح المباريات، ولا تتوفر لو القدرة علي قيادة الرجال. الكواكبي يصف انتكاسة الإنسان علي أنها أحد تجليات الاستبداد بقوله "قد يبلغ فعل الاستبداد بالأمة أن يحوِّل ميلها الطبيعي من طلب الترقّي إلى التسفُّل، بحيث لو دُفِعَت إلى الرِّفعة لأبت وتألَّمت كما يتألَّم الأجهر من النور، وإذا ألزِمت بالحرية تشقى، وربما تفنى كالبهائم الأهلية إذا أُطلِق سراحها. عندئذٍ يصير الاستبداد كالعلق يطيب لو المقام على امتصاص دم الأمة، فلا ينفكُّ عنها حتى تموت ويموت هو بموتها" ويقول "الاستبداد يقلب السير من الترقّي إلى الانحطاط، ومن التقدم إلى التأخر، من النماء إلى الفناء، ويلازم الأمة ملازمة الغريم الشحيح، ويفعل فيها دهراً طويلاً أفعاله التي تبلغ بالأمة حطّة العجماوات فلا يهمها غير حفظ حياتها الحيوانية فقط، بل قد تبيح حياتها هذه الدنيئة أيضاً الاستبداد إباحةً ظاهرة أو خفيّة. ولا عار على الإنسان أنْ يختار الموت على الذل، وهذه سباع الطير والوحوش إذا أسِرَت تأبى الغذاء حتى الموت .. و الاستبداد يتصرّف في أكثر الأميال الطّبيعيّة والأخلاق الحسنة ، فيضعفها أو يُفسِدُها أو يمحوها فيجعل الإنسان يكفر بنعم مولاه ، لأنّهُ لم يملكها حقّ الملك ليحمده عليها حقّ الحمد ، ويجعلوُ حاقداً على قومه لأنّهم عونٌ لبلاء الاستبداد عليه ، وفاقداً حبّ وطنه ، لأنّهُ غير آمن على الاستقرار فيه ويودّ لو انتقل منه ، وضعيف الحبّ لعائلته ، لأنّه ليسَ مطمئنّاً على دوام علاقته معها ..

الاستبداد يسلب الرّاحة الفكريّة فيضني الأجسام فوق ضناها بالشّقاء ، فتمرض العقول ويختلّ الشّعور على درجاتٍ متفاوتة في النّاس ..ومن أينَ لأسير الاستبداد أن يكون صاحب ناموس وهو كالحيوان المملوك العنان ، يُقادُ حيثُ يُراد ، ويعيش كالرّيش يهبُّ حيثُ يهبُّ الرّيح .. أسير الاستبداد لا نظام في حياته فلا نظام في أخلاقه ، قد يُصبح غنيّاً فيضحي شجاعاً كريماً ، وقد يمسي فقيراً فيبيت جباناً خسيساً .. أقلّ ما يؤثرهُ الاستبداد في أخلاق النّاس ، أنّهُ يُرغم حتّى الأخيار منهم على ألفة الرّياء والنّفاق ولبئس السّيّئتان .. أسير الاستبداد العريق فيه يرث شرّ الخصال ، ويتربّى على أشرّها ، ولا بدّ أن يصبحه بعضها مدى العمر."

ولا عجب من أنفة فلاسفة المسلمين وعلماءهم من الاستبداد والمستبدين فقد حرر الإسلام الإنسان من كافة صور العبودية لغير الله تعالى ربعيُّ بن عامر رضي الله عنه يعبر عن هذه الحالة لرستم قائد الفرس لما سأله: ما جاء بكم؟: فقال له "الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام" (13) بل قرر عدد من العلماء المجددين إثبات مقصد الحرية كمرجع كلي تعود إليه الأحكام والأنظمة في الشريعة باعتباره من المقاصد الكلية التي يتشوف الإسلام لتحقيقها في دنيا الناس ليبلغوا أخرتهم غير مبدلين ولا مغيرين ولهذا منعت الشريعة كل اعتداء وجور علي حرية الآخرين وجعلت الظلم من أعظم الكبائر التي تؤذن بخراب العمران وزوال النوع الإنساني كما يقول ابن خلدون في مقدمته " واعْلَمْ أنَّ هذهِ الحِكمةَ المَقصودةَ للشَّارعِ في تحريمِ الظُّلْمِ ، هوَ ما يَنْشَأُ عنه من فَسَادِ العُمْرَانِ وخَرَابِهِ ، وذلكَ مُؤْذِنٌ بانقطاعِ النَّوعِ البّشَرِيِّ ، وهيَ الحِكمةُ العامَّةُ المراعِيَةُ للشَّرْعِ في جَميعِ مَقاصِدِهِ الضَّرُورِيَّةِ الخَمْسَةِ مِنْ حِفْظِ الدِّينِ والنَّفْسِ والعَقْلِ والنَّسْلِ والمَالِ . فلمّا كانَ الظُّلْمُ – كما رأيتَ – مُؤْذِنًا بانْقِطاعِ النَّوعِ لِمَا أَدَّى إليهِ مِن تَخريبِ العُمْرَانِ ، كانَتَ حِكْمَةُ الخَطَرِ فيه موجودةً . فكانَ تحريمُهُ مُهِمًّا ، وأدلَّتُهُ من القرآنِ والسُّنَّةِ كثيرةٌ ، أكثرُ مِن أَنْ يَأْخُذَىا قانونُ الضَّبْطِ والحَصْرِ .. (14).

كما أكد الكواكبي علي نفس المعني عندما قال " الاستبداد المشؤوم لم يرض أن يقتل الإنسان الإنسان ذبحاً ليأكل لحمهُ أكلاً كما كان يفعل الهمج الأوّلون ، بل تفنّن في الظّلم : فالمستبدّون يأسرون جماعتهم ويذبحونهم فصداً بمبضع الظّلم ، ويمتصّون دماء حياتِهِم بغصب أموالِهِم ، ويقصرون أعمارَهم باستخدامهم سخرةً في أعمالِهِم ، أو بغصب ثمراتِ أتعابِهِم . وهكذا لا فرق بين الأوّلين والآخرين في نهب الأعمار وإزهاق الأرواح إلاَّ في الشّكل .. إنَّ الاستبداد يجعل المال في أيدي النّاس عرضةً لسلب المستبدّ وأعوانهِ وعمّالهِ غصباً ، أو بحجّةٍ باطلة ، وعرضةً أيضاً لسلب المعتدين من اللّصوص والمحتالين الرّاتعين في ظلّ أمان الإدارة الاستبداديّة.

وحيث المال لا يحصل إلاَّ بالمشقّة فلا تختار النّفوس الإقدام على المتاعب مع عدم الأمن على الانتفاع بالثّمرة . حفظ المال في عهد الإدارة المستبدّة أصعب من كسبه ، لأنَّ ظهور أثرهِ على صاحبهِ مجلبةٌ لأنواع البلاء عليه ، ولذلك يضطرّ النّاس زمن الاستبداد لإخفاء نعمة الله والتّظاهر بالفقر والفاقة ، ولهذا ورد .. أنَّ حفظ درهم من الذّهب يحتاجُ إلى قنطار من العقل ، وأنَّ العاقل من يخفي ذهبهُ وذهابه ومذهبهُ ، وأنَّ أسعد النّاس الصّعلوك الّذي لا يعرف الحكّام ولا يعرفونه"

رابعا : حتمية دفع الاستبداد لما اجمع علماء الدين والنفس والفلسفة والاجتماع وغيرهم علي إن الاستبداد داء خطير ضد فطرة الإنسان وجبلته يخرب عمرانه ويهدم أركانه ويهلك الحرث والنسل وجب عليهم دفعة بكل طريق وصولا إلي الحرية والعدل فهذا لابويسي يرشد الناس إلي طريق يعجل بزوال الطغاة دون مواجهة فيقول: "إن النار التي تبدأ من شرارة صغيرة لتتأجج ويزداد سعيرها على الدوام، وكلما وجدت حطبًا سارعت بالتهامه، فحسبنا أن نكفّ عن تزويدها بالحطب، فحينها تأكل بعضها، وتغدو فارغة من كل قوة لتصير إلى العدم: كذلك هي حال الطغاة ، إننا لم نولد وحريتنا ملك لنا فحسب؛ بل نحن مكلفون أيضا بالدفاع عنها" (15).

الكواكبي أيضا يعزز ما ذهب إليه لابويسي بقوله " الاستبداد لا يُقاوم بالشدة، إنما يُقاوم بالحكمة والتدريج لان الاستبداد محفوفٌ بأنواعٍ القوات التي فيها قوّة الإرهاب بالعظمة وقوّة الجُند، لا سيما إذا كان الجند غريب الجنس، وقوة المال، وقوة الإلفة على القسوة، وقوّة رجال الدين، وقوّة أهل الثروات، وقوّة الأنصار من الأجانب، فهذه القوات تجعل الاستبداد كالسيف وبناءً عليه؛ يلزم لمقاومة تلك القوات الهائلة مقابلتها بما يفعله الثبات والعناد المصحوبان بالحزم والإقدام .. نعم؛ الاستبداد قد يبلغ من الشدَّة درجة تنفجر عندها الفتنة انفجاراً طبيعياً، فإذا كان في الأمَّة عقلاء يتباعدون عنها ابتداءً، حتى إذا سكنت ثورتها نوعاً وقضت وظيفتها في حصد المنافقين، حينئذٍ يستعملون الحكمة في توجيه الأفكار نحو تأسيس العدالة، وخير ما تؤسَّس يكون بإقامة حكومة لا عهد لرجالها بالاستبداد، ولا علاقة لهم بالفتنة (16).

لا بويسي أستقرىء مصاهر المستبدين المحتومة، فوجدها إما القتل على يديّ من أنعم عليهم، أو خيانة أقرب المقربين إليهم، وإما الموت الذي يجعلهم لعنة في صفحات التاريخ لا تُمحى ولا تُنسى عقودًا من الزمن،يقول: "فواهمٌ كل الوهم من يظن أن فؤوس الحرب والحرس والمراصد تؤمن حماية للطغاة.. ونرى بكل يسر أن عدد الأباطرة الرومان الناجين من الخطر بفضل رماتهم الذين هبوا لنجدتهم، أقل بكثير من عدد الذين قُتِلوا على أيدي أولئك الرماة أنفسهم (17).

وفي فرنسا صدرت دراسة من إعداد الباحثان ديان دوكريو وإيمانوييل هتش بعنوان "الأيام الأخيرة في حياة الديكتاتوريين" تقوم كل طاغية وهي أن "لكل شيء نهاية أن نهاية الطغاة والديكتاتوريين حكاية على نظرية أساسية أو فكرة تتكرر في المجرمين والظالمين غالباً ما تكون سيئة" و يؤكد هذا المعني المثل العربي الذي يقول "من سل سيف البغي عوقب به" فهلاك الظالمين قضية حتمية وسنة إلهية لا تتبدل ولا تتغير قال تعالي:

"وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ" (سورة القصص: 59)

"وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنْشَأْنَا بَعْدَىَا قَوْماً آَخَرِينَ" (سورةالأنبياء: 11)

"فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهلَكْنَاىَا وَهيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ" (سورة الحج: 45)

"وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ" (سورة ىود: 102)

ومن العقل أن ينفي المجتمع عن نفسه الظلم بعزل الطغاة والأخذ علي يديهم حتى لا يقع المجتمع تحت وعيد الله المتقدم للأمم الظالمة.

المراجع

(1) إمام عبد الفتاح إمام؛ الطاغية: دراسة فلسفية لصور من الإستبداد السياسي الناشر عالم المعرفة.

(2) إمام عبد الفتاح إمام؛ كتاب الطاغية الناشر عالم المعرفة.

(3) جون لوك؛ الحكم المدني فقرة 251.

(4) عبد الرحمن الكواكبي: طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد الناشر كلمات عربية للترجمة والنشر.

(5) إمام عبد الفتاح إمام؛ الطاغية: دراسة فلسفية لصور من الإستبداد السياسي الناشر عالم المعرفة.

(6) د.نصر محمد عارف؛ بحث بعنوان "في الأسس المعرفية للنظم السياسية الإسلامية".

(7) إمام عبد الفتاح إمام؛ الطاغية: دراسة فلسفية لصور من الإستبداد السياسي الناشر عالم المعرفة.

(8) أفلاطون؛ الجمهورية.

(9) عبد الرحمن الكواكبي؛ طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد الناشر كلمات عربية للترجمة والنشر.

(10) إمام عبد الفتاح إمام؛ الطاغية: دراسة فلسفية لصور من الإستبداد السياسي الناشر عالم المعرفة.

(11) المرجع السابق.

(12) ايتيان دي لا بويسي كتاب "مقال العبودية الطوعية" ترجمة عبود كاسوحة الناشر المنظمة العربية للترجمة.

(13) البداية والنهاية؛ لابن كثير 7 / 40.

(14) مقدّمة ابن خلدون الفصل الثّالث والأربعون.

(15) ايتيان دي لا بويسي كتاب "مقال العبودية الطوعية " ترجمة عبود كاسوحة الناشر المنظمة العربية للترجمة.

(16) عبد الرحمن الكواكبي :طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد الناشر كلمات عربية للترجمة والنشر.

(17) ايتيان دي لا بويسي كتاب "مقال العبودية الطوعية " ترجمة عبود كاسوحة الناشر المنظمة العربية للترجمة.