انطلق مؤتمر بعنوان الکرامة الإنسانیة والأخوة الإیمانیة بجهود من الهیأت التنفیذیة لجماعة الدعوة والإصلاح في محافظة بلوشستان لمدة ثلاثة أیام من 2 إلی 4 رجب بمسجد رضوان في إیرانشهر. أفاد مراسل إصلاح‌وب أنه شارک في هذا الاجتماع نحو 250 عضو من أعضاء الجماعة وأتباعها وعدد من المدعوین من مختلف المدن في مستوی المحافظة وعدد من الإعلامیین من طهران وضیوف من محافظتي فارس وهرمزجان.

بدأ المؤتمر ببث رسالة مرئیة من الأمین العام للجماعة الدکتور عبد الرحمن بیراني وجاء في هذه الرسالة:

لم یتم تکریم الإنسان في أي مکتب کتکریمه في الإسلام ولقد خلق الله تعالی الإنسان في أحسن تقویم وسخر له السموات والأرض وأرسل رسلا لهدایته وضمان فلاحه وأنزل کتبا من السماء وقد منحه العقل والإرادة وقوة الاختیار والتعلم وجعله خلیفة له وحمله أعظم الأمانة حتی یقوم بعبادة الله وعمارة الأرض وإقامة العدل.

وجاء فیها أیضا: الإسلام دین الحریة ودین الحیاة والعبادة والکرامة وتزکیة النفس وکسب العلم والفن وإقامة العدل والتعاون علی البر والتقوی وبذل الجهد لتنمیة الشخصیة والمشارکة في عمارة الأرض. من ثمرات الإیمان الإخاء وأن مبدأ علاقات الجماعة المؤمنة وآحاد المجتمع یجب أن یکون علی أساس المودة والوفاق والتسامح والتعاون وأن التفرق والبغضاء والعداوة واستبعاد الآخرین یعتبر استثناء وخلافا للمبدإ.

وجاء في جزء آخر منها: الأمر في "فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ" یدل علی إصلاح هذا الشذوذ الاجتماعي وبناء علی تعالیم الدین الإسلامي أن الأخوة الإیمانیة أبعد من حدود النسب والجغرافي والقومیة واللغة وهي أرضیة مناسبة للتعاون والمشارکة الاجتماعیة ومن المستحیل أن یشکل مجتمع مدني دون تعاون حکیم صادق بین المسلمین.

وفي ختام رسالته عبر الأمین العام عن أمله في مزید من النجاح والتعاطف والوئام لجمیع الأطیاف من شعب إیرانشهر. وعبر مسؤول الهیأت التنفیذیة للجماعة في المحافظة عابد حسین بارکزهي عن فرحته من هذا الملتقی واصفا الاجتماع سببا لمزید من التعاون والتعاضد.

ومن الضیوف الخاصین في هذا المؤتمر یمکن الإشارة إلی الشیخ سعد الدین صدیقي نائب الأمین العام والشیخ فرزان خاموشي مسؤول الهیأت التنفیذیة للجماعة في محافظة فارس والدکتور محمود خوردو من أعضاء علماء الجماعة.

قال الشیخ صدیقي نائب الأمین العام في کلمته التي ألقاها حول الاهتمام بشأن التربیة: في التربیة یجب أن یتحول المعرفة إلی السلوک؛ إن الآیات الأولی التي أنزلت علی النبي صلی الله علیه وسلم رکزت علی العلم ولکن التزکیة لا تأتي فور حصول العلم والبینة. مع انتشار الإسلام في زمن الفتوحات الإسلامیة دخل الناس في الدین أفواجا وبالتالي فاق عدد المخاطبین علی المربیین وزاد احتمال الخطإ.

وأضاف صدیقي إن صفتي الصبر والیقین ضروریتان للوصول إلی مکانة إمامة المتقین والذي یحول دون الإنسان للوصول إلی الصبر والیقین الشهوات والشبهات. ولهذا کان یتمنی عمر بن خطاب رضي الله عنه أن یکون بجانبه أشخاص کسعد بن معاذ وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف لأنه کان یفکر بالتنمیة الإنسانیة.

الأخوة الإیمانیة

قال محمد یوسف أرباب في جزء من کلمته حول الأخوة الإیمانیة مشیرا إلی ما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: اغتنموا إخوانکم وأصدقاءکم لأنهم ضمانکم في الدنیا والآخرة ألا ترون أن أهل النار یقولون لیس لنا من ولي ولا شفیع؟

وأضاف: ینادي الله یوم القیامة: أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أظلهم في ظل عرشي. فالله في عون العبد العبد ما دام العبد في عون أخیه.

وفي إشارة إلی آیة: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَـٰنُ وُدًّا أردف قائلا: إذا أحب المؤمن أخاه المؤمن فیحبه الجمیع وأن کل حب دون حب الله سیؤدي إلی العداوة.

الحریة

وتطرق الدکتور محتشمي من أعضاء المجلس المرکزي للجماعة في هذا المؤتمر إلی الحریة بمختلف جوانبها وقراءاتها الداخلیة المتعلقة بالتحرر من غیر الله ومضامینها الخارجیة المتعلقة بالحریات السیاسیة. وحول معنی الحریة صرح أن الفرق القانوني بین الرجل الحر والعبد یتجلی في تحرره من المفاسد الأخلاقیة ونقائه من العیوب والابتعاد عن العلاقات الدنيوية. واعتبر الحریة نعمة من الله حیث ینبغي أن یتم استخدامها صحیحة لتفادي الآفات؛ لا یؤيد أحد الحرية الجامحة وإنما الحریة المطلقة لله.

أهل الکرامة

وقال إمام جمعة إیرانشهر المولوي کریمزایي حول أهل الذکر: علی العالم الدیني أن یعالج الأمراض النفسیة ویجب أن یکون لدیه خبرة فیها وأن یکون عالما بالکتاب والسنة. إن عدد أهل الکرامة قلیل جدا وهم یقتصرون علی الأنبیاء وبالتالي الخلفاء الراشدین والصحابة والأئمة المجتهدین. وأضاف: نحن نعتز بأولي العلم الذین یهتمون بالصلاة. لدینا مشاکل حول التضخم والبطالة وأن سبل المعاش والزراعة والصناعة تفاقمت وقد أبلغناها المعنیین لیعالجوها.

الوسطیة

وفي جزء آخر من هذا المؤتمر قام المولوي عبد الرحیم رسولي زاده إمام جمعة مسجد شیخین بإلقاء کلمته حول الوسطیة قائلا: هناک نموذج ملموس حول الوسطیة وهو أن منذ الطب الإغریق حتی الطب الحاضر یقال إذا فات الجسم اعتداله سیورث المرض والموت وإذا فات الإنسان اعتداله الأخلاقي والعملي فیموت معنویا.

الهویة الإیرانیة والمسجد والشعور بالمسؤولیة والعمل الجماعي والطاولة المستدیرة حول الکرامة الإنسانیة کانت من القضایا الأخری التي تم مناقشتها في هذا المؤتمر.