مؤتمر أعضاء وأتباع الجماعة في المدن الشمالیة لمحافظة بلوشستان عقد مؤتمر علمي وثقافي بمشارکة أکثر من 200 شخصاً من أعضاء وأتباع جماعة الدعوة والإصلاح لمدة ثلاثة أیام متزامنا مع حلول السنة الشمسیة الجدیدة. أفاد مراسل إصلاح‌وب بأن هذا المؤتمر الذي استغرق ثلاثة أیام عقد بمشارکة مجموعة من أعضاء وأتباع الجماعة من مدن سراوان وسوران وجالق وخاش وزاهدان ومیرجاوه متضمنا برامج متنوعة بما فیها المحاضرة والطاولة المستدیرة والمسابقة الثقافیة وتسلق الجبال والبرامج السیاحیة وتلاوة القرآن والمأثورات جماعیة ومسابقة الخطابة للمراهقین.

وفي الجلسة الافتتاحیة لهذا المؤتمر قام الشیخ أنور إیرندکاني بترحیب الحضور مقدماً شرحاً وجیزاً من جغرافیا وبیئة إیرندکان ومحاصیلها الزراعیة وعدد مساجدها. وفي جزء آخر من الجلسة الافتتاحیة قام مولوي محمد یوسف أرباب من نشطاء الجماعة بإلقاء کلمته مؤکداً فیها أن رضا الله تعالي هو الهدف الأهم لعقد هذا المؤتمر وأن التعارف وتعزیز الجماعیة وتوفیر أرضیة الحوار وتبادل النظرات والتعایش الإسلامي واختبار حس المسؤولیة وتعزیز الفضائل الأخلاقیة والتواصل مع بعضهم البعض وإظهار المهارات وتعزیز التواصل علی الإخاء من الأغراض الأخری لهذه الدورة.

واستمر المؤتمر بعقد طاولة مستدیرة بمشارکة عدد من الخبراء کمسؤول الهیأت التنفیذیة في محافظة بلوشستان عابد حسین بارکزهي وحافظ عبد الباسط مرادزهي ومسؤول العلاقات العامة للجماعة في المحافظة غلامرضا أخوان والدکتور داود زرین‌پور کالمقدم. وقال عابد حسین بارکزهي: إن المفاهیم تتبع الظروف والیوم یُبحث عن الاعتدال في قرن إفریقیا وأن الإسلام دین الاعتدال والوسطیة.

وفي إشارة إلی جوانب الفردیة والاجتماعیة للوسطیة أردف قائلا: الأشخاص المعتدلون لهم طریقة عبادية خاصة وقد حذر رسول الله من أي عبودیة تتم خلافا للسنة؛ لأن عبادة الخوارج أدت إلی تطرفهم من جانب آخر. وأضاف: یجب أن یکون هناک توازن في التحدث بین الثرثرة وقلة الکلام وکذلک في الطعام مصداقاً لقوله تعالی: "کلوا واشربوا ولا تسرفوا" وصولا إلی السلوکیات المعتادة کالمشي والحب والبغض وإعطاء الثقة ویجب أن نکون معتدلین في مواقف الجماعة.

وحول جذور التطرف صرح بارکزهي: العودة إلی الماضی وإلی زمن النبي صلی الله علیه وسلم دون فهم الظروف والاجتهاد تؤدي إلی الفساد وعلی علماء الأمة أن یقوموا بتنویر الرأي العام بالطبع نحن بحاجة إلی اتخاذ الأسوة الحسنة من رسول الله صلی الله علیه وسلم. وفي إشارة إلی مکونات الوسطیة قال غلامرضا أخوان: في هذا المجال یمکن الإشارة إلی التسامح والبعد عن الرؤي الفقهیة البحتة والاهتمام بالتعقل وتفادي التکفیر والتفسیق.

وفي الیوم الثاني للمؤتمر تمت مناقشة الأفکار الإصلاحیة للحرکات الثلاثة جماعة الدعوة والإصلاح وجماعة التبلیغ والسلفیة ضمن طاولة مستدیرة بمشارکة عدد من الخبراء منهم داوود ناروئي المؤلف والمترجم وهوشنک ملازهي المعلم المتقاعد وعبد الواحد دهواري من أساتذة حوزة دار الحدیث العلمیة بسراوان. وقال دهواري: إن الأمة أصیبت من الناحیة الداخلیة والخارجیة وتفتقر بالتقوی لعلاجها وعملیة الإصلاح یجب أن تتم وفق المنهج القرآني وما کان علیه النبي وأصحابه؛ وأبدی دهواري عن مخاوفه حول التوحید والإیمان ومکافحة البدع وتعدیل السلوک.

وحول الأفکار الإصلاحیة للإمام البنا قال ناروئي: نحن بحاجة إلی مبادئ لخلق الأفکار الإصلاحیة؛ إن مکتب إصالة الجمع یفضل إصلاح المجتمع علی إصلاح الفرد بینما أن مکتب إصالة الفرد یقدم الحاجات الفردیة وله طرق تربوية خاصة. وتابع: بدأ الإمام البنا عملیته الإصلاحیة في مجال الاقتصاد من مراعات المبادئ الإسلامیة في المعاملات کاجتناب الربا والغش وفي مجال التواصل الثنائي قام بعقد الدورات التربویة في مجال الأخلاق والعقائد والفقه واهتم بالتعایش في المعیشة والسوق إلی جانب عقد الدورات السیاحیة.

وفي جزء من الطاولة قال دهواري: السلفیة لیست فکرة جدیدة بل هي عبارة عن الالتزام بسنة النبي صلی الله علیه وسلم وأن أهل الحدیث یدعون إلی فهم السلف ویقفون أمام اهل البدع. علی الأسف الحرکات والمذاهب وضعت الإسلام في دائرة ضیقة وأدخلت فیه بدعا باسم السنة.

وقال هوشنک ملازهي في مجال نجاح جماعة التبلیغ: الدعوة والتبلیغ تسللت في کافة شرائح المجتمع وتشمل المتعلمين والأميين وأن الجماعة نجحت في إرسال مجموعات تبلیغیة إلی أنحاء العالم وکثیر من الشعوب دخلوا الإسلام لما رأوا بساطة الإسلام ودعاته. وأضاف: جماعة التبلیغ تهتم بالسیاسة ولکنها تعطي الأولویة لإصلاح الشعوب وتسعي في مجال الإیمانیات.