انطلق مؤتمر "الفقه والقرآن في آراء الفقیه في کوردستان وتحلیل أفکار البروفیسور مصطفی الزلمي" في جامعة بیام نور بمدینة سقز من مدن محافظة کوردستان. أفاد مراسل إصلاحوب بأن في هذا المؤتمر الذي تم عقده من أجل إعادة القراءة لأفکار البروفسیور مصطفی الزلمي بجهود من جامعة بیام نور بسقز قام المشرف علی نشر آثار الدکتور الزلمي ریدار أحمد بإلقاء کلمته حول السجایا الأخلاقیة للدکتور زلمي والمصداقیة العالمیة لابتکاره الفقهي والحقوقي.
وقال نقلا عن الأستاذ الفقید طه جابر العلواني: تم التقدیر من الدکتور الزلمي في جامعة قاهرة سنة 2013 وقلت بعد زیارة البروفیسور الزلمي مخاطبا إیاه: هذا من دواعي الاعتزاز والفخر لجامعة الأزهر أن تقوم بعقد مراسم التقدیر لک قبل أن یکون لک محل اعتزاز.
وسرد أحمد بعض الخواطر لعدد من الشخصیات العلمیة في عالم الإسلام حین زیارتهم للدکتور الزلمي ومنها: في جامعة الزیتونة کأقدم جامعة في العالم الإسلامي حین قدمنا آثار البروفیسور الزلمي قال عمید الجامعة: من المؤسف أن یکون مثل هذا العالم الکبیر في قید الحیاة ونحن نتعرف أخیرا علی اسمه وأعماله.
وقال أحمد نقلا عن الدکتور الزلمي: کان یقول رحمه الله: لقد خدمت الفقه تعلما وتعلیما قرابة خمسین سنة ودرست في الجامعة 35 سنة وقد قمت بمقارنة الفقه الإسلامي بالنظم القانونیة الغربیة فوجدت الفقه الإسلامي أکمل القوانین.
وفي جزء آخر من هذا المؤتمر وصف الدکتور صباح برزنجي أستاذ جامعة سلیمانیة بعض میزات التفکیر وأسباب تطویر شخصیة الدکتور الزلمي قائلا: من أسباب تطویر شخصیته العلمیة الإخلاص والاستقامة وأنه کان لدیه هدفا واضحا. التمتع بالأساتذة البارزة في مجال العلوم الدینیة کان سببا رئیسیا في تطویر شخصیته ولقد عاصر العالم الجلیل "ملا باقر بالک" صاحب أکثر من خمسة عشر کتابا فقهیا. ومن أسباب نجاحه علمیا وتربویا السفر للبحث عن أحسن الأساتذة لأن في زمانه کان لا یفرض الأستاذ علی الطالب بل کان یختاره الطالب خلافا للجامعات والمدارس الحالیة.
وصرح أستاذ الفقه لجامعة سلیمانیة: من میزات الدکتور زلمي إلمامه الکامل بعلوم عصره؛ لا یمنع المسلم من تعلم أي علم وعلیه أن یتعلم ما یسمی بعلوم الأوائل وکان الأستاذ الزلمي یتمتع بالعلوم الطبیة في إصدار الفتاوی بالتشاور مع الأطباء.
وأضاف: کان رحمه الله ینظر إلی التراث الفقهي والحقوقي الماضي بنظرة انتقادیة وکان یوجه الانتقاد للمحامین الغربیین معتقدا بأنهم مخطؤون في معرفة القضایا وتقسیم المفاهیم الحقوقیة بسبب نقص المعلومات وعدم التمکن من المنطق والفلسفة. وکان ینظر إلی الذین لیسوا في دائرة الإسلام بنظرة إنسانیة ونظرا إلی قانون الأحوال الشخصیة التي تنص علی أن "الْوَلَدُ يَتَّبِعُ خَيْرَ الْأَبَوَيْنِ دِينًا" بمعنی إذا کان أحد الأبوین مسلما خلاف للآخر فالدین المختار للأبناء هو الإسلام لأنه أفضل الأدیان کان یقول: نحن نرتاح بهذه النظرة خلافا للذمیین الذین یعیشون في البلدان الإسلامیة. ولحل المشکلة أننا نقول إن کافة الأدیان جزء من الإسلام ولکن الإسلام أفضل وأحسن.
وبالنسبة للمذهب کان یری علی المسلم أن یقیس الآراء حسب فهمه ویختار منها ما هو أقرب للواقع والمصلحة وکان یبدو من آثاره أنه قام بمقارنة صحیحة بین الشریعة والقانون وأنه ربط الفقه بالقرآن دون أن یمهل السنة لأن الخطأ الکبیر أن تترک السنة بذریعة الاکتفاء بالقرآن أو علی العکس.
وحول دراساته العلمیة قال الأستاذ برزنجي: قد قام الزلمي بدراسات قرآنیة باهرة وبشأن السنة النبویة یعتقد أن السنة تعمل أمام القرآن بتقیید القیم الإیمانیة والأخلاقیة وبالنسبة للشریعة ربما یعمل بتقیید المطلق أو تبیین المجمل أو تخصیص العام ولکن أحیانا لها استقلال لأن النبي ربما یخالط مع القرآن ویتحول إلی القرآن فیصبح معه شیئا واحدا کما تعبر عنها أم المؤمنین عائشة رضي الله عنها: کان خلقه القرآن. فمن الخطإ الفادح أن نمهل السنة لأن الله تعالی أنزل القرآن علی قلب نبیه لیبین للناس: "وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ"
وفي جزء من المؤتمر أعرب مسعود الزلمي نجل البروفیسور الزلمی عن سعادته من عقد هذا المؤتمرمقدما أجزل الشکر وأجمل عبارات التقدیر والامتنان لمسؤولین التنفیذیین.
وبدوره أعرب الأستاذ عبد الرحمن یعقوبي رئیس ومؤسس دار إحسان للنشر عن خالص شکره وتقدیره لمؤسسي هذا المؤتمر داعیا الجمیع إلی الالتزام بثقافة قبول الآخر والتسامح واعتبر الحب والمودة طریقا لخلق التضامن والصداقة بین أبناء البشر.
الآراء