أستاذ الفقه الشافعي بجامعة المذاهب الإسلامیة یقول عن سبل التقریب نحن نعیش في فترة قد بلغت الفجوة بین المذاهب والأدیان ذروتها؛ فترة لا تحتاج أن تجمع الناس في ساحة المدینة بغیة تبلیغهم القضایا الدینیة؛ فترة کل یعبر عن رأیه بسهولة ثم یقرءها آلاف من الناس. وفي مثل هذه الظروف کیف یمکننا أن نتحدث عن الوحدة ونحاول أن نضع المذاهب الإسلامیة في إطارها؟ ما دور أعداء الأمة في إثارة الخلافات بین المسلمین؟ هذه أسئلة قمنا بمناقشتها مع الدکتور محمود ویسي من أساتذة الفقه الشافعي بجامعة المذاهب الإسلامیة.

هناک کثیرة من الآیات التي تدل علی الوحدة وتطالب المسلمین أن یکونوا موحدین؛ کیف تکون هذه الوحدة سبباً لنجاة المسلمین؟ مع ذلک کیف یمکننا أن نحصل علیها؟

في البدایة یجب أن نفصل قدرا ما الأسئلة الکلیة التي تطرح في مجال الوحدة حتی نکون قادرین أن نقوم بتطبیق هذا المشروع الهام؛ نحن نسمع عن الوحدة طوال السنین وقد اتخذت خطوات جیدة ولکنها تحتاج إلی خطوات أکبر حیث لم تتخذ بعدُ مهما کانت الأسباب.

إن الوحدة من المبادئ الأساسیة بین المسلمین حیث تم تطبیقها من قبل الرسول الکریم وقد برزت أکثر وضوحا من خلال عقد المؤخاة بین المهاجرین والأنصار. ولکن الخطوة التي ینبغي اتخاذها ولم یلق لها بال هي قضیة تعلیم المحبة والمودة بین الفرق الإسلامیة المختلفة؛ بمعنی یجب أن نقوم بممارسة حب الآخرین لکنها لم تحدث حتی الآن. ولهذا نسمع کل یوم أنباء مأساویة من أنحاء العالم؛ أنباء تدمی القلوب وتقشعر منها الأبدان.

هذا ینبئ بأن المسلمین لم یتربوا علی حب الآخرین وإذا حصل هذا علینا أن نخطو الخطوة الثانیة وهي قضیة قبول الآخر. أعني من أجل الحصول علی الوحدة الحقیقية علینا أن نقبل بعضنا بعضا حیث نکون ولا أن نتوقع أن یکون الآخرین مثلنا؛ علی الأسف لافتقارنا إلی هذا النوع من التدریب نری کل یوم ظهور فرقة في بلاد ما تقتتل سائر المسلمین.

کما أشرتم کل مرة نری ظهور فرقة کداعش أو طالبان ویلقی الدعم من قبل أعداء الإسلام؛ ما مسؤولیتنا أمام تصدي لهذه الظاهرة؟

بصفة عامة یمکن القول بأن التفرق هي ثمرة الجهل وإذا تیسر لنا أن نخفض من مستوی الجهل في داخل الحدود الإسلامیة وخارجها بالتالي لا یحدث تفرق أو یحدث في مستوی منخفض. علینا أن نقضي بالجهالات التي نواجهها في مختلف المستویات منها الفکریة والاجتماعیة والأخلاقیة ونعتبر أهم مسؤولیتنا التصدي لهذا النوع من الجاهلیة.

برأيي أن هذه الظواهر الجدیدة خلقت طقوسا تعتبرها مطلق الإسلام وهذه ثمرة الجهالة وبالمناسبة أن رواد هذه الظواهر الذین یعملون في الکوالیس یتصرفون علی علم تماماً. کلما کثر الجهل بین أبناء المسلمین فإن الأعداء یقودونهم أکثر حنکة وحیث شاءوا ویثیرون الخلافات بینهم وهذا سیاسة إنکلزیة قدیمة تقول: "فرق تسد". إن إثارة الخلاف بین المسلمین تنبئ عن وعي الأعداء بینما أن تفرق المسلمین یدل علی جهلهم وعلینا أن نقف أمام هذه الظاهرة.

هل یتم توجه المسلمین نحو الوحدة في مسارها الصحیح؟

عندما نرید أن نقوم بدراسة قضیة دراسة صحیحة ینبغي أن نرکز علی النقاط الإیجابیة والسلبیة معا؛ بعبارة أخری علی الخبراء أن یناقشوا القضیة لأنها لا یمکن دراستها في المحافل العامة والمؤتمرات فقط؛ لها صورة خارجية ودعائية تلزم ولا تکفي وللحصول علی ما یکفي ینبغي أن ینشئ الخبراء غرفا فکریة علی مدار السنة ویناقشوا الوحدة ویجلس ذوو الأفکار المختلفة معا بدلا عن أن یتطرقوا بها مرة أو مرتین طوال السنة.

الخطوة التالیة هي بناء مقاعد التفکیر الحر التي أکد علیها قائد الثورة حتی یستطیع الناس أن یعبروا عن آرائهم بحریة ویحاولوا أن یسدوا الثغرات آملا أن یأتي یوم لا نری تفرقا بین أبناء المسلمین.