ألقى النائب مشير المصري أمس الأربعاء 17 أيلول 2014 كلمة في احتفال "غزة: 51 يوما من المقاومة والنصر"، عقدته جمعية الأقصى الثقافية "آفاق" في طهران، حضره مسؤولون إيرانيون ورؤساء ومدراء المؤسسات الداعمة لفلسطين، ونواب برلمانيين، ممثل حركة المقاومة الإسلامية حماس الدكتور خالد القدومي وممثل حركة الجهاد الاسلامي ناصر ابوشريف، وعدد كبير من أبناء المحافظات الإيرانية. نص الكلمة: الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي صدق وعده ونصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده. والسلام والصلاة علی نبينا صلی الله عليه وسلم وعلی آله وأصحابه ومن إستن بسنته إلی يوم الدين. أما بعد، أيها الإخوة الكرام، أيتها الأخوات الكريمات، السلام عليكم و رحمة الله وبركاته. نتشرف أن نلتقي بهذه النخبة من شعب إيران الشقيق عبر هذه النخبة من القيادات، من إخوة وأخوات ومن خلال هذا اللقاء الذي تنظمه جمعية أقصی الثقافية "جمعية آفاق" التي تقف اليوم مع غزة ومع فلسطين كما عودتنا علي وقفاتها، وتقف ايران مع غزة اليوم ومع فلسطين كما مارست هذا الدور علی مدار تاريخ طويل وهي تساند شعبنا الفلسطيني وتؤازره وهي تنتصر للمظلومين والمجروحين والمحاصرين وهي تقف مع المقاومة لصناعة الإنتصار ومقارعة العدو المشترك للإمة؛ العدو الصهيوني لتؤكد اليوم أن نصرنا في حماس ونصرنا في المقاومة الفلسطينية وكشعب فلسطيني، نصر لأمتنا العربية والإسلامية ونصر غزة ونصر إيران، لأن هذا الإنتصار، إنما هو إنتصار علی العدو الصهيوني الغاشم الذي إستباح الدماء العربية والإسلامية والذي استباح العواصم العربية والإسلامية. واليوم غزة علی مدار 51 يوم في معركة "العصف المأكول" أنابت عن 51 دولة إسلامية وردت الإعتبار لها وقامت بدورها الجهادي والمقاوم في مقارعة العدو الصهيوني واستطاعت أن تلقنه درسا قاسيا ومؤلما بفضل الله سبحانه وتعالی. أيها الإخوة المجاهدون، أيتها الأخوات المجاهدات، ونحن نرسل تحياتنا إلی إيران قيادة وشعبا، برلمانا وحكومة، غزة استطاعت أن تصنع هذا الإنتصار واستطاعت أن تفشل أهداف العدو الصهيوني فلا هو استطاع أن يوقف إطلاق الصواريخ التي استمرت علی مدار 51 يوم دون إنقطاع بفضل الله عز و جل ودون نفاد مخزونها الإستراتيجي و لا استطاع أن يدمر إستراتيجية الأنفاق التي شكلت إضافة جديدة في العلوم العسكرية العالمية، ولا هو إستطاع كذلك أن ينال من الترسانة العسكرية للمقاومة التي فاجأته برا وجوا وبحرا عبر الضفادع البشرية والكوماندوز القسام الذي زحف في عباب البحر أو خاض عباب البحر حتی وصل إلی المواقع الصهيونية الأكثر تحصنا بفضل الله سبحانه و تعالی وكذلك في المعركة الجوية فضلا عن المعركة البرية التي لأول مرة تستطيع المقاومة الفلسطينية أن تنقل ساحة المعركة إلی ساحة العدو، وأن تثخن في العدو، وتوقع فيه مئات القتلی فضلا عن مئات الجرحی وفضلا عن وقوع أسری صهاينة في قبضة كتائب القسام والمقاومة الفلسطينية بفضل الله سبحانه وتعالی. إن هذه المعركة أثبتت بأن هذا العدو الذي انتفش أمام ضعف شعبنا وضعف أمتنا، ما هو إلا كبيت العنكبوت، فهذا العدو لايقاتلونكم جميعا إلا في قری محصنة أو من وراء جدر، لكن تحصيناتهم عبر الدبابات الفولادية لم توقف عنهم الموت ولم توقف عنهم المقاومة التي كانت لهم بالمرصاد بفضل الله عز وجل، والتي بثت الرعب في هذا الكيان الصهيوني بفضل الله عز و جل حتی إضطر العدو الصهيوني أن يجلي قواته بعد المعركة البرية وأن يعترف نتانياهو بأنه سحب جيشه خشية علی جنوده وضباطه من أن يقعوا في يد المقاومة ما بين قتيل أو جريح أو أسير، ثم أن الإحصاءات الصهيونية أكدت بأن أكثر من ثلاثين في المائة من الصهاينة يرغبون بالهجرة من أرضنا الفلسطينية المحتلة عام 48. إن ذلك مصداقا لقول ربنا سبحانه وتعالی في سورة الحشر { ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المومنين}. أيها الإخوة الكرام، أيتها الأخوات الكريمات، ونحن نلتقي بهذه النخبة وهذه الثلة التي عودتنا على وقفتها ومساندتها لشعبنا ومقاومتنا التي تعتبر كما نعتبر نحن أننا شركاء في صناعة هذا الإنتصار بفضل الله سبحانه وتعالی. إن أولوياتنا في حركة حماس وكمقاومة فلسطينية وكشعب فلسطيني متمثلة في المحاور التالية: ـ اولا تضميد جراح الشعب الفلسطيني من خلال ايواء المشردين و من خلال رعاية المظلومين ومن خلال الوقوف مع ذوي الشهداء والجرحي والأسرى من أبناء شعبنا الفلسطيني، وصولا للشروع السريع بمرحلة الإعمار وأعتقد أن هذه مسئولية الأمة؛ لأن غزة دفعت الدم في مقارعة العدو المشترك للأمة؛ العدو الصهيوني وشعبنا يتنفس برئتين؛ رئة الداخل عبر المقاومة والصمود والثبات لشعبنا ثم رئة الخارج عبر أمتنا العربية والإسلامية وأحرار العالم الذي ينبغي أن يكون لهم دور في الشروع في مرحلة الإعمار بأسرع وقت ممكن حتی بالتأكيد يشكل الرد الأبلغ للعدو الصهيوني أن زيادة فاتورة الدم وكلفة الدمار لن تخيف الشعب الفلسطيني إلا اصرارا على مقاومته ولم تتخل أمتنا عنه، بل سندتنا في كل موقع بفضل الله عز وجل. ـ والأمر الثاني هو تعزيز العلاقة الفلسطينية الداخلية. نحن معنيون بالمصالحة وتعزيز الوحدة، لكن الوحدة التي نريدها هي القائمة علی قاعدة التمسك بالحقوق والثوابت والمضي في طريق المقاومة كخيار إستراتيجي نحو تحرير كامل لأرضنا وترابنا من دنس المغتصبين. ـ الأولوية الثالثة هي تطوير الترسانة العسكرية للمقاومة. نعم، المقاومة استطاعت أن تلبي معظم الشروط وفي طريقها لتلبية باقية الشروط، لكن العدو الصهيوني لم يستطع أن ينتزع أي شرط من الشروط في المفاوضات غير المباشرة، وخاصة ذلك المتمثل بنزع سلاح المقاومة وإعتبار غزة منزوعة السلاح، لكن نقول اليوم وبعد إنتصارنا في معركة العصف المأكول، بعد أن انتصر شعبنا بصموده الاسطوري ومقاومتنا ببسالتها في مقارعة العدو الصهيوني وأكد علی الشعار الخالد بأن الشعب والمقاومة يد واحدة، نقول سنطور من ترسانتنا العسكرية في كل الأصعدة بإذن الله سبحانه وتعالی عبر الصناعات وعبر الإستيراد وعبر إدخال السلاح إلی قطاع غزة، وعبر إيجاد وسائل قتالية جديدة بإذن الله سبحانه وتعالی برا وجوا وبحرا، ونؤكد هنا وأمام الإخوة والأخوات في إيران بأن سلاح المقاومة هو سلاح مقدس، سلاحنا هو روحنا الذي لن ينزعه أحد منا بإذن الله سبحانه وتعالی ومطمئنون لنصرنا المرتقب وسنمضي في المفاوضات غير المباشرة مع العدو الصهيوني، لا لنثبت إتفاق تهدئة فحسب، بل لنصنع إتفاقا جديدا بإذن الله سبحانه وتعالی عنوانه "صفقة تبادل الأسری" فالمقاومة تملك أوراق قوة ستجبر نتانياهو وكل قادة الإحتلال إلی أن يخضعوا للمعادلة التي تفرضها المقاومة في الميدان، وما ذلك علی الله بعزيز. نحن نشكركم جميعا في جمعية آفاق، جمعية الأقصی الثقافية، نشكركم جميعا أعضاء البرلمان والمسئولين والإخوة والأخوات في الشعب الإيراني الشقيق وكل الضيوف. نشكركم جميعا وملتقانا بكم عما قريب في باحات المسجد الأقصی وقد تحرر من دنس المغتصبين وماذلك علی الله بعزيز. بارك الله فيكم وأرسل لكم تحيات إخوانكم في قيادة حركة حماس وإخوانكم في المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها رأس حربة المقاومة كتائب الشهيد عزالدين القسام وتحيات الشعب الفسطيني وبخاصة أهلكم في غزة. شكرا لكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.