هدد القائد العام لشرطة دبي، الفريق ضاحي خلفان، بملاحقة أحد أبرز رجال الدين المسلمين، الشيخ يوسف القرضاوي، وذلك بعد ظهوره الأخير في حلقة تلفزيونية انتقد فيها قرار الإمارات بترحيل سوريين شاركوا في مظاهرة خارج مقر قنصلية بلادهم في دبي. وقال خلفان، في تعليقات نشرها على صفحته الرسمية في موقع تويتر، بالتزامن مع بث الحلقة على فضائية “الجزيرة” القطرية ليل الأحد: “سنصدر مذكرة إلقاء قبض على القرضاوي.” وأضاف: “كل من سب الإمارات كدولة أو حكومة ووصفها بأقبح الأوصاف. سألاحقه بحكم العدالة.” ووصف خلفان تعليقات رجل الدين المصري الأصل بأنها “سفاهة” وأضاف: “ما بقى يشتم إلا فينا.. شتم العالم كله القرضاوي.. لم يبق ولم يذر.. ونسي يوم أن هرب مع فتاه سرا… تاريخه أسود في الجزائر، ارتكب حماقات شنيعة.” وبحسب خلفان، فقد سبق للإمارات أن أمرت بمنع دخول القرضاوي إلى أراضيها “لما له من نشاطات تنظيمية سياسية،” واتهمه بأنه “بدأ يحزب الناس ويؤسس لمشروع يهدف إلى إحداث بلبلة،” كما هاجم تنظيم الإخوان المسلمين، وقال إنه قبض على عناصر من التنظيم “في حالة تلبس مع عاهرات.” وتابع خلفان، في التعليقات التي واصل نشرها الاثنين: “متى رمينا السوريين في الشارع؟ تنقل إليه أخبار كاذبة فيصدقها مع الأسف، وهو رجل دين عليه إلا يتسرع في الحكم على عباد الله.” واتهم المسؤول الأمني الإمارتي القرضاوي بأنه يعمل بأسلوب “يا تخلوا تنظيم الإخوان يأخذ راحته أو أشتمكم في الجزيرة وفي خطبة الجمعة،” واصفاً الأمر بأنه “بلطجة !!” وسأل القرضاوي عن سبب عدم تعليقه على قيام الحكومة القطرية بسحب جنسيات مئات من مواطنيها. وكان القرضاوي قد ظهر في برنامج “الشريعة والحياة” ليرد على أسئلة المشاهدين، وتطرق إلى قضية ترحيل عدد من الناشطين السوريين بتهمة التظاهر غير المشروع، فتوجه إلى حكام دولة الإمارات مذكراً إياهم بواجباتهم الدينية وبـ”يوم الحساب.” وألمح القرضاوي إلى أن حكام الإمارات ليس لديهم إلا الثروات المالية، وأعرب عن رفضه “طرد مائة أسرة سورية معارضة للنظام” كما أشار إلى قضية سحب الجنسيات من بعض الإماراتيين. وحض رجل الدين الذي يعتبر المرشد الروحي لجماعة الإخوان المسلمين حول العالم، حكام الإمارات على احترام الناس وعدم تجاوز “حدود الله،” محذراً من إمكانية أن يعود للتطرق إلى الموضوع بمواقف أخرى في المستقبل إن لم يتغير الوضع. وكانت الإمارات قد قامت قبل أيام بإلغاء تأشيرات الإقامة لعدد من السوريين على خلفية تظاهرهم دون ترخيص ضد نظام الرئيس بشار الأسد إمام قنصلية بلادهم بدبي، بينما قال مسؤول إماراتي إن الذين شملهم القرار “شاركوا في نشاطات أخرى” لم يحدد طبيعتها، وقد أثار القرار موجة اعتراض من منظمات دولية. وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، أعلنت السلطات الإماراتية أنها سحبت جنسية ستة نشطاء إسلاميين، بعد أن قاموا بأعمال “تعد خطرا على أمن الدولة وسلامتها،” وفق البيان الإماراتي.
الآراء
الرجل(ضاحي خلفان) يبدو وكأنه أصغر من منصبه، ينقصه الأدب والوقار والديبلوماسية، يتكلم وكأنه رجل الشارع، ومن يدري ربما هو رجل الشارع وتقلد هذا المنصب، وماأكثرهم من الآمراء والوزراء والحكام الذين يفكرون بتفكير الرجل الشارع ويتحدثون بمنطق الرجل الشارع، وهذا غيض من فيض. ولكن هذه التصريحات لا تنقص من قدر من عرف العالم قدره، فكل إناء ينضح بما هو فيه، ولكن ينقص من قدر من سولت له نفسه أن يتفوه بمثل هذا الكلام، ويذكرني هذا بقول الأعشى: كناطحٍ صخرةً يوماً ليفلقها ... فلم يضرها وأوهى قرنه الوعلُ والوعل هو التيس الجبلي وجزاكم الله خيرا