في الأیام الأخیرة لربیع سنة 1426هـ قد شیع أهالي مدینة مهاباد الکوردیة جثمان العالم الکبیر الحاج الملا عبد الله أحمدیان من أجل العلماء المعاصرین في کردستان إلی مثواه الأخیر.

رحل عنهم الملا أحمدیان رجل من أعظم الرجال علما وورعا في عمر یناهز 71 سنة في حین أن جهوده في المجال العلمي والثقافي والدیني طوال 50 سنة لن ینسی بمرور الزمن. هو شخصیة معروفة في غرب البلاد؛ ولد سنة 1363 هـ في قضاء مهاباد من المدن الکوردیة وفقد والده وهو رضیع في حضن أمه وأرشدته أمه إلی المسجد لأخذ أوائل العلوم الدینیة وبعد أربع سنوات دخل الحوزات العلمیة الواقعة في کردستان من أجل توسیع معلوماته الدینیة وقد درس في مدن بوکان ومریوان وعکف علی العلم عند أبرز الأستاتذة آنداک وکانت ثمرة هذه الجهود التي استغرقت 15 سنة براعته في العلوم المختلفة وأخذ الترخیص اللازم للإفتاء والتدریس.

نظرا لتعطشه العلمي واهتمامه الکبیر بالتعلم أنه رجح الهجرة من أجل الحصول علی مزید من المعلومات وانطلق صوب بغداد سنة 1374هـ والتحق بحلقة الملا محمد قزلجي وبعد عام عاد إلی موطنه وبذل قصاری جهده لانتقال معلوماته وتجاربه إلی محبي الدین والعلم وظل علی التعلیم والتعلم والکتابة حتی یوم رحیله. وأثناء تواجده في الحوزات العلمیة الکوردیة في غضون 18 سنة کان یدرس المنطق والکلام والتفسیر والحدیث والفقه والفلسفة لطلبة العلوم الدینیة.

وقد عمل ککاتب ومقدم في إذاعة مهاباد قرابة عقد من الزمان والتحق رحمه الله بوزارة التعلیم وعمل مدرسا لأکثر من 25 عاما ومتزامنا مع مهنة التدریس حصل علی شهادة الدکتوراه في کلیة الإلهیات والمعارف الإسلامیة لجامعة طهران ثم عمل مدرسا وعضوا في هیأة التدریس في جامعة آزاد الإسلامیة في مهاباد وذلک في فترة استغرقت 10 سنوات.

آثاره العلمیة والمکتوبة

ترک الأستاذ عبد الله أحمدیان أکثر من 15 کتابا بینما أن عددا من مؤلفتاته لم یتم طبعها بعد إضافة إلی مجموعة من مقالاته ومحاضراته في شتی المناسبات.

ومن آثاره المکتوبة یمکن الإشارة إلی:

باللغة الفارسیة:

- الوجه الصادق للفاروق الأعظم

- تحلیل حیاة الإمام الشافعي

- معرفة القرآن

- معرفة الدین

- کلام أهل السنة

- الکلام الحدیث

- نحو العالم الأبدي

- قبلة محمد

باللغة الکوردیة

- مناجاة الملا عبد الله

- که‌لحو(القصة)

- هه‌ست وهاوار(الشعر)

- الإیضاح (باللغة العربیة)

- الوزن والمیزان والأوقات الشرعیة(الفقة والریاضیات العالیة).

وکان رحمة الله بارعا في فن الخط ومجموعة من فنه هذا ما زال قید الطباعة. ومن آثاره برزت مؤلفاته جلیة لأن ما ترک في فن الترجمة لم یتجاوز عن ترجمة "رسالة التوحید" للشیخ محمد عبده؛ وقد تعاون مع الصحافة في المنطقة وقد نشرت کثیر من مبادئه الفکریة في منشورات المنطقة.

وفي الختام أذکر أنه رحمه کان من نوادر أشخاص اتجه نحو الفلسفة ونجح في قراءة کتابي "الشفاء" لابن سینا و"المنظومة" للعلامة سبزواري علی العالمین الکبیرین الکوردیین وهمان العلامة الملا باقر بالک والعلامة الملا عصم الدین شفیعي ثم قام بتدریسهما بنظرة انتقادیة.