قبل ثلاث وثلاثین سنة وقعت واحدة من أبشع الجرائم في التأریخ لتکون کمرآة أمام أعیننا 27 حزیران في كل عام يذكرنا بالقصف الكيميائي المؤلم على بلدة سردشت الحدودية. قام طاغیة من زمرة الطغاة والمستبدین بالاستخدام غير التقليدي للأسلحة المحظورة بأبشع صور ممکنة راح ضحیتها نحو مئة شخص وتسبب في جرح آلاف آخرین وهكذا وقعت واحدة من أبشع الجرائم غير الإنسانية في القرن وسط الصمت الإعلامي للمدافعین عن حقوق الإنسان. وقد أثبتت التجربة التأریخیة أن الأحداث المأساوية التي تحل بأمة کالتي وقعت في 27 حزیران قبل ثلاث وثلاثین سنة في سردشت بإمکانها أن تكون أساسا للتضامن والتماسك الاجتماعي وتشكيل الرأي العام من أجل تعزيز أسس السلام ورفض أي أشکال العنف؛ مثلما يمكن أن تؤدي الكوارث الطبيعية إلى التفاهم والمزيد من التقارب والتعاطف البشري ؛ فینبغي أن تکون الأحداث التأریخیة المأساویة کمأساة سرداشت نقطة تحول في الاهتمام بحقوق الإنسان وكرامته للأجیال القادمة خاصة الشعب الکوردي الذي یحمل ذکریات دموية عن جرائم الأنفال وحلبجة.

من المتوقع أن یقوم کبراء المجتمع بدراسة مثل هذه الجرائم من عدة جوانب ومن زوایا مختلفة من أجل الاستكشاف والتوثیق والتعریف بأکبر قدر من الدقة. المواطنون الکرام لمدینة سردشت رغم الحرمان وعملیة التطویر البطیئة لن يسقطوا في هاوية اللامبالاة والسلبية یتطلعون إلی مستقبل أکثر إشراقا وتألقا بجهودهم الإیجابیة والحکیمة وشعورهم بالمسؤولیة. علینا أن نجتهد من أجل تعزیز الوعي بالحقوق الفردية والاجتماعية إلی جانب احترام دماء الشهداء والتضامن مع الضحایا وإحیاء ذکری هذا الحدث بغض النظر عن الاصطفافات والأذواق الشخصية والجمعیة.

المتوقع من المؤسسات والمسؤولين المعنيين توسیع نطاق الشعور بالمسؤولیة من خلال الوفاء بالوعود وإنجاز المشروعات غير المكتملة وتقديم المزيد من الخدمات للمواطنين آملین أن یؤدي ذکری مأساة القصف الكيميائي لمدینة سردشت إلی تعزیز المدنیة والتسامح واحترام حقوق الإنسان.

العلاقات العامة لجماعة الدعوة والإصلاح