المجلس التنفيذي المركزي لجماعة الدعوة والإصلاح الإيرانیة عقد اجتماعه التاسع في الأسبوع الماضی بحضور الأمين العام ومسؤولي الهیئات التنفيذية في المحافظات ومساعدی الأمین العام في طهران.

فی بدایة هذه الجلسة أشار الأستاذ عبدالرحمن بیرانی الأمین العام لجماعة الدعوة والإصلاح الإیرانیة إلي مفهوم  کلمة «الحق» فی الآیة الکریمة: «وممن خلقنا أمة یهدون بالحق و به یعدلون» وقال: «الحق» هو أحد أسماء الله الحسنی  تبارک وتعالی و إنما تدل علي مفهوم ثابت لا يقبل الشك و قد ورد بمعني الصدق و الواجب الذي هو نقیض الباطل. وأشارت الآیة الکریمة بأنّ بعض الأمم تهدی الناس إلی الحق وتجعل الحق میزاناً ومعیاراً لأعمالها وتری بمیزان الحق وتقیس علی مدار الحق.

يري العلامة إقبال اللاهوری أنّ الشریعة الإسلامیة هي العدل كله وكل ما كان أقرب الی العدالة فهو أقرب إلی الشریعة.

وقال بیراني: إن أیة أمة أو جماعة تعرف الحق وتبیّنه وتدعو إلیه، فهي صالحة أن تنطبق عليها صفة الخيرية التي وُصفت بها الأمة و أن تكون الجماعة الأفضل بين الجماعات الأخري؛ وأضاف إنّ مطالبة الحق والإلتزام بمعاییر العدالة وحدها لیست کافیة.

وأردف قائلاً: نحن کجماعة ترید أن تحلّل وظائفها ومسؤولیاتها ، یجب علینا أن نسعی لکی نتخلق بأخلاق مُثلي  و فکر أسمي، و إدارة أرقي وتربیة أوسع وأحسن وأن نكون جماعة أخلص و أصدق و يكون لنا نتاج أنفع.

وقال عضو الإتحاد العالمي لعلماء المسلمین: إن هدف رسالة النبی(ص)، بناء خیرأمة، کما جاء فی القرآن: «كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ» وفی الواقع فإن بعثة نبینا محمد نعمة من الله للبشریة کافة، والإسلام هو دین الحق و  الوسطیة والیسر ومهیمن علی الأدیان الماضیة، وجاء لفلاح و حریة البشریة من القیود التی صنعته الإنسان بنفسه کما أشار القرآن :«الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ» (الأعراف: ١٥٧)

وقد جاء الإسلام لیزيل التکالیف الشاقة و«الأغلال» والقیود الإجتماعیة التی وضعها الحکّام والطواغیت.

واستطرد قائلا مشيرا إلی قوله تعالی:«یرید الله أن یخفف عنکم» أن التسهیل فی الأمور الدینیة بوضع القوانین والأحکام السهلة ومتلائمة للفطرة البشریة هومصداق حقيقي لإرادة الله تبارک وتعالی.

وأوضح الأستاذ: إن التسهیل والرخص التی نشاهدها فی بعض الظروف الخاصة في بعض الأحکام الفقهیة ومنها إسقاط الحکم الواحب فی الظروف الخاصة علامة علی ذلک الیسر والتخفیف.

وروی عن عائشة(رض): «مَا خُيِّرَ رَسوُل الله صَلّی اللهُ عَلیهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَمْرَيْنِ إِلا اخْتَارَ أَيْسَرَهُمَا مَا لَمْ يَكُنْ إِثْمًا ، فَإِنْ كَانَ إِثْمًا كَانَ أَبَعْدَ النَّاسِ عَنْهُ ...»

وأکد الأمین العام: إنّ البقاء علی الطریق الصحیح  والإستمرار علیه أمر صعب، لأن الحفاظ  علی العزّ والمجد أصعب من کسبه. وعلينا أن نحافظ علی التراث والسنة، و نؤكد علی التجدید المستمر أیضاً . و من بين تعاریف «التاریخ»،  قد أشیر إلی مفهوم التغییر والتطور، و إن أیّ عصر لم یقترن بالتغییر والتقدم، فهوعصر راکد لا حياة فيه . إن أحد تفاسیر قوله تعالی: «کل یوم هو في شأن» هو أن کلّ الناس یطلب ما يحتاجه من الله و أن الله يخلق دوما وهذا هو تقدیر الله تبارک وتعالی الذی یقضی فی الحیاة.

واعتبر بیرانی: أن التغییر الملائم للعصر یقتضی الظهور الأکثر والمشارکة الأوسع في المجتمع.

وفی الختام، أعرب عن قلقة من الصراع الطائفي والإختلافات القومیة في بعض المناطق وقال: إنّ أروبا بعد نابلئون وهتلر، قد اتخذت سبل التفاهم والتنمیة المتوازنة، وأقصت النعرات الطائفية و العرقية فی داخلها جانبا وقال: من حسن الحظّ إنّ  جماعة الدعوة والإصلاح الإیرانیة قد عملت بنجاح إلی حد ما فی المسائل الخلافیة.