استانبول – موقع إصلاح عقد اجتماع الجمعیة العامة لاتحاد المنظمات غیر الحکومیة للعالم الإسلامي (Union of NGOs of The Islamic World) بمشارکة 150 مؤسسة من مختلف الدول في إستانبول. وفي هذا الاجتماع الذي شارک فیه نجمي داوود أوغلو الأمین العام السابق وعلی کورت الأمین العام الحالی والأعضاء المؤسسین للاتحاد قام ممثلو منظمات غیر الحکومیة بمناقشة الإنجازات والمشاکل الموجودة. وألقی الأمین العام لجماعة الدعوة والإصلاح الإیرانیة الأستاذ عبد الرحمن بیراني کعضو المؤسس للاتحاد کلمته حول مشکلة عدم قبول الآخرین کالنقطة المحوریة في القضایا الإقلیمیة والعالم الإسلامي وأعرب عن آرائه في هذا الموضوع.

وقال الأمین العام: إن دینا دین التسامح وقبول الآخرین وفي النصوص الرئیسیة للإسلام والسنة الصحیحة لرسول الله صلی الله علیه وسلم نجد کثیرا من الوصایا والقرائن التي تؤکد علی التعایش السلمي والرحمة والشفقة في التفاعل البشري. وأضاف بیراني أن العالم الإسلامي مزیج من الأعراق والأدیان المختلفة ولکننا لم نستطع أن نقوم بإنشاء ثقافة قبول الآخر والتفاعل البناء بصورة صحیحة ولایزال هناک أشحاص یقومون بتوسیع ثقافة الکراهیة وإراقة دماء المعارضین بغیر حق.

وأشار الأمین العام إلی دولتي إیران وترکیا کنموذج ملموسة للتنوع الثقافي والعرقي والدیني قائلا: ینبغي للرجال الحکومیین أن یعترفوا بالهویات المختلفة أکثر جدیة من قبل وأن توفر المنظمات غیر الحکومیة الخلفیة الثقافية للتفاعل الصحیح لأن ثقافة المبنیة علی الاسبتعاد وطرد الآخرین سیؤدي إلی مزید من المشاکل.

وتطرق الأمین العام إلی سیرة النبي صلی الله علیه وسلم مشیرا إلی اتفاقیة المدینة (صحیفة المدینة) کوثیقة تأریخیة وهامة التي أبرمت بین النبي والمسلمین من جهة والیهود والمشرکین من جهة أخری وأن هذه الوثیقة کانت ترکز علی "لهم ما لنا وعلیهم ما علینا" والذي یسمی في الأدب المعاصر "الحقوق وتکالیف المواطنة" بمعنی أن کل المیزات المتاحة لنا ستکون لهم أیضا وکل وظیفة تقع علی عاتقنا کالحفاظ علی الأمن والدفاع عن المجتمع والمساعدة من أجل الأمن والسلام هي الملقاة علی عاتقهم أیضا.

والجدیر بالذکر أن اجتماع الجمعیة العامة لاتحاد المنظمات غیر الحکومیة یقعد مرة واحدة في کل سنة وفي هذا الاجتماع الذي عقد بمشارکة معظم الأعضاء قد تم انتخاب علی کورت کالأمین العام للاتحاد لمرة أخری. إن الاتحاد قد تم تأسیسه عام 2005م بغیة توسعة وتعزیز الخطاب المدني بمنأی عن التطرف والعنف وباقتراح من وزیر الخارجیة الترکي آنذاک عبد الله جول وقد حظي بترحیت التیارات الإسلامیة المعتدلة.

إن الاتحاد یقوم بتقدیم الخدمات الإغاثیة والمساعدات الإنسانیة في الأزمات الإنسانیة المختلفة کالزلازل والفیضانات والحروب في الدول المتضررة. وفي ختام الاجتماع أعرب الاتحاد عن تقدیره لأعضاء المؤسسین لاتحاد المنظمات غیر الحکومیة.