منددا الاقتحام الترکي لعفرین شمالي سوریا دعا رئیس الهیئة التنفیذیة لجماعة الدعوة والإصلاح بمحافظة کرمانشاه حیدر غلامي في توصیاته أعضاء الجماعة في المحافظة إلی اتخاذ موقف عادل متزن تجاه القضیة والحفاظ علی القیم الأخلاقیة. أفاد مراسل إصلاح‌وب نقلا عن قناة "رنک تدبیر" التلیغرامیة أن نص وصایا حیدر غلامي کما یلي:

الإخوة والأخوات الکرام

سلام علیکم

في الأسبوعین الماضیین وبعد الاقتحام الترکي لمنطقة عفرین شاهدنا مواقف عدیدة في المستوی العالمي والإقلیمي والمحلي خاصة في المناطق الکردیة عبر وسائل الإعلام والفضاء الإلکتروني؛ وثقل هذا النشاط في المحافظات الکوردیة أدت إلی اتخاذ مواقف بین أعضاء الجماعة ولهذا أود أن ألفت انتباه الأعضاء الکرام إلی النقاط التالیة:

1- الظلم مرفوض تماما ولا عبرة بأي عنوان ومن أي شخص صدر وعلی المرء أن یتخذ موقفا تجاهه قدر إمکانه لهذا أن ما ینبغي إدانته هو الظلم الذي مرفوض دائما وفي کل الظروف.

2- العنف والإجراءات غير الديمقراطية قد تجدي نفعا في المدی القصیر وفي المظهر ولکنها لا تأتي بالاستقرار والسلام والتعايش السلمي لأن مشکلة الأقلیات إنما تحل عبر الحوار والطرق السلمیة والدیمقراطیة.

3- إن سیاسة المتدینین لیست بالضرورة نفس دیانتهم بل هي فهمهم من المبادئ الدینیة ویحسبونها صائبة ولکن هناک احتمال للخطأ أیضا وبناء علی هذا أن اتخاذ موقف سلبي تجاه سیاسات المتدینین لا یعني الطعن بدینهم.

4- لا یبرئ شخص ولا جماعة ولا حزب من الخطأ إلا رسول الله صلی الله علیه وسلم لهذا لا یجوز تقدیس أي شخص أو حزب.

5- إن الأخطاء والذنوب لا تخرج المرء من دائرة الإسلام ولا ننسی أن مجال السیاسة والعمل مجال الخطأ والصواب لیس مجال الکفر والإیمان.

6- إن تعمیم خطأ الشخص والحزب وتعمیم جرائمهم إلی جمیع الأشخاص أو أعضاء الحزب خطأ فادح مضر جدا.

7- إن الأکراد مع الحفاظ علی سماتهم الثقافیة جزء لا ینفک من الأمة الإسلامیة وأن تعمیم أقلیة غیر مسلمة إلی جمیع الأکراد خطأ فادح أیضا.

8- الوضع في سوریا أصبح معقدا وغامضا جدا بمبارکة تدخل القوی العالمیة والإقلیمیة إلی جانب حضور الأکراد والمجموعات المسلحة المدعومة من تلک القوی فمن الطبیعي أن یکون هناک تحلیلات ووجهات نظر مختلفة ومتباینة أحیانا بغض النظر عن إدانة الظلم وقتل المدنیین.

9- القدرة علی استماع صوت المخالف والتحالیل المختلفة وتوفیر المجال لآراء متباینة ضرورة لا یمکن إنکارها ولا ینبغي توجیه اتهام المؤامرة والخیانة والتواطؤ مع الأعداء للمخالفین وهذا من دأب الأنظمة المستبدة ولا شک أن الذي لا یستطیع الاستماع لوجهات نظر مختلفة سیقمع منافسیه فور وصوله إلی السلطة.

10- اتخاذ الموقف بشأن هجوم ترکیا لعفرین لا ینبغي أن یؤدي إلی بث العداوة والکراهیة والشقاق بین الأکراد خاصة في أوساط المؤلفین والکتاب لأن لها أضرار ومخاطر في أمد بعید. الحفاظ علی نسیج المجتمع هو الأساس ولا ینبغي أن یتم تضحیته من أجل التنافس والعداء الإيديولوجي.

11- تجنب الإذلال للآخرین وإهانتهم في القول والعمل هو ضرورة أخلاقیة شرعیة إنسانیة.

12- لا ننسی أن الهدف لا یبرر الوسیلة فلا ینبغي أن نضحي بالأخلاق من أجل تکریس خطابنا أو مواقفنا أو تهمیش المنافسین أو إزالتهم.