ابن شماس، الأنصاري الخزرجي، أبو محمد، خطيب الأنصار، ويقال له أيضاً: 

خطيب النبي صلى الله عليه وسلم، كان من نجباء أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، ولم يشهد بدراً، شهد أحداً، وبيعة الرضوان.

وكان جهير الصوت، خطيباً، بليغاً.

عن أنس قال: خطب ثابت بن قيس مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، فقال: نمنعك مما نمنع منه أنفسنا وأولادنا، فما لنا، قال: الجنة، قالوا: رضينا.

وعن إسماعيل بن محمد: أن ثابت بن قيس قال: يا رسول الله، إني أخشى أن أكـون قد هلكت، ينهانا الله أن نحب أن نحـمد بما لا نفعل وأجدني أحب الحمد، وينهانا الله عن الخيلاء وإني امرؤ أحب الجمال، وينهانا الله أن نرفع أصواتنا فوق صـوتك وأنا رجـل رفيع الصـوت، فقـال: (يا ثابت، أما ترضى أن تعيش حميداً، وتقتل شهيداً، وتدخل الجنة).

وعن أنس: أن ثابت بن قيس جاء يوم اليمامة وقد تحنط، ولبس ثوبين أبيضين، فكـفن فيهما، وقد انهزم القوم، فقال: اللهم إني أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء، وأعتذر من صنيع هؤلاء، بئس ما عودتم أقرانكم، خلوا بيننا وبينهم ساعة، فحمل فقاتل حتى قتل.
وعن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (نعم الرجل ثابت بن قيس بن شماس).

وعن الزهري قال: أن وفد تميم قدموا وافتخر خطيبهم بأمور، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لثابت بن قيس: قم فأجب خطيبهم، فقام فحمد الله وأبلغ، وسر رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون بمقامه.

 وهو الذي أتت زوجته جميلة تشكوه، وتقول: يا رسول الله، لا أنا ولا ثابت بن قيس، قال: أتردين عليه حديقته، قالت: نعم، فاختلعت منه.

 فلما استشهد رآه رجل (في المنام) فقال: إني لما قتلت انتزع درعي رجل من المسلمين، وخبأه، فأكب عليه برمة، وجعل عليها رحلاً، فأت الأمير فأخبره، وإياك أن تقول: هذا حلم، فتضيعه، وإذا أتيت المدينة فقل لخليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن علي من الدين كذا وكذا، وغلامي فلان عتيق، وإياك أن تقول: هذا حلم، فتضيعه، فأتاه فأخبره الخبر، فنفذ وصيته، فلا نعلم أحداً بعد ما مات أنفذت وصيته غير ثابت بن قيس.