الإشارة: إذا تأمَّلنا في البيئة بمدلولها الشامل لوجدناها قد حظيت بقدر عظيم من الاهتمام، ولقد وضع الإسلام الإطار العام لقانون حماية البيئة في قوله جلَّ جلاله: "وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِين". وقال جلَّ شأنه: "وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ". وقال تعالى: "وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ". وليس عجيبا أن تحظى البيئة في شريعة الإسلام باهتمام بالغ، فهي ميراث الأجيال، وفيها أودع الله كلّ مقومات الحياة للإنسان، فبمناسبة یوم الهواء النظیف نقدم هذا المقال الوجیز لیذکرنا أهمیة الحفاظ علی البیئة.
تلوث الهواء
يعتبر تلوث الهواء ظاهرة بسببها يتعرّض الغلاف الجوي لجسيمات مادية أو مواد كيماويّة أو أيّ مركبات بيولوجيّة تتسبّب في حدوث أذى وإضرار للإنسان وكافّة الكائنات الحية أو تسبّب ضرر في البيئة الطبيعيّة، الهواء يحيط بالكرة الأرضية وفيه نسب ثابتة من الغازات مثل: ثاني أكسيد الكربون، والأكسجين، وبخار ماء، وغازات أخرى وهذه الغازات تختلف معدّلاتها بحسب درجة حرارة الجو وذلك ثابت بالرغم من النشاطات المتعدّدة نتيجة التوازن البيئيّ، ولكن حدوث أيّ خلل أو اضطراب بالبيئة يسبب اختلال في هذه التركيبة.
المواد التي يتلوث بها الهواء
الأبخرة والغازات: كثاني أكسيد الكربون والذي يزيد مع ازدياد مصادره وقلّة في توفّر المسطحات الخضراء التي تقوم بامتصاصه. غاز أول أكسيد الكربون، والفحم الهيدروجيني، وأبخرة الرصاص، وأكاسيد الكبريت، وأكاسيد الآزوت، وذلك ناتج عن المصانع، وعوادم السيارات، وأجهزة التبريد التي تطلق غاز الغريون. بعض الجسيمات التي تعلق بالهواء: مثل الدخان، والغبار، وغبار الطلع، والفايروسات، والجراثيم، والفحم.
أسباب تلوث الهواء
الأسباب الطبيعية: وتتمثل في البراكين، وعواصف التراب، والحريق خاصة حريق الغابات. الأسباب الصناعية: وهي كثيرة ومن فعل الإنسان وهي أخطر من الأسباب الطبيعيّة وتتمثل فيما يلي: صناعة النفط وعوادمها. الصناعات الإسمنتيّة والأسمدة. صناعات النسيج والغزل. المواصلات ووسائلها بشكل عام وما ينتج عنها من عوادم. المبيدات الحشريّة وما ينتج عنها. طرق التبريد والتدفئة والتسخين وما ينتج عنها من غازات خطرة على البيئة. الأسباب الإشعاعية: وتتمثل هذه الأسباب فيما يلي: مفاعلات ذرية. الأسلحة النووية تفجيرياتها. المخلفات والنفايات النوويّة الأسباب الحيويّة: وتتمثل هذه الأسباب في جميع الأحياء الدقيقة مثل الفيروسات والجراثيم.
آثار تلوث الهواء
تأثيره على الإنسان: يتمثل في بعض الأثار الفوريّة والتي تتسبّب له بالأمراض الحادة أو ممكن الوفاة، أو آثار متأخرة مثل النزلات الشعبية التي تصيب جهاز التنفس وأمراض القلب، والربو، وأمراض الرئتين، والعين، والسرطانات.
تأثيره على النباتات والحيوانات: وتتمثل في نقص نمو النبات أو الحيوان وقد تصل الى الموت وحدوث التغيرات في أشكال وألوان النبات.
تأثيره على المباني: وتتمثل في تلفها وحدوث التآكل بها.
التأثير الاجتماعي والاقتصادي: ويتمثل في ارتفاع تكاليف علاج المرضى، وتلف بعض المحاصيل والثمار.
طرق الحد من تلوث الهواء
القيام بعمليات زراعة الأشجار والنباتات.
القيام برصف الشوارع والاهتمام بنظافتها.
مكافحة التدخين والعمل على توعية الناس بأضراره.
العمل على صيانة السيارات بشكل دوريّ.
القيام بعملية إلزام المعامل والمصانع بتركيب الأجهزة التي تعمل على تنقية العوادم الصاعدة منها.
الآراء