عقد منتدي المعنویة الإسلامیة والمسؤولیة الاجتماعیة بمشارکة عدد من نخبة أهل السنة وبجهود من جماعة الدعوة والإصلاح ومؤسسة صابرین الخیریة في مدینة زاهدان. أفاد مراسل إصلاح‌وب بأن هذا المنتدي تم عقده في مدینة زاهدان یوم الخمیس 22 جمادی الآخر بمشارکة مجموعة من أعضاء الجماعة وأتباعها ونشطاء مؤسسة صابرین الخیریة وضیوف من أعضاء المجلس المرکزي للجماعة. وقام بترحیب الحضور مسؤول الهیأت التفیذیة لجماعة الدعوة والإصلاح في محافظة بلوشستان عابد حسین بارکزهي وصرح بأن الجماعة عقدت منتدیات في مختلف المدن في مستوی المحافظة منذ ثلاثة عقود وأن غایتنا الأولی هي ابتغاء وجه الله وتربیة جیل نشیط.

ومن أهم أهداف هذا المنتدي تعزیز الشعور بالمسؤولیة لدی الأشخاص وأن المشارکة مع مؤسسة صابرین الخیریة تعني مساعدة الجماعة للذوي الحاجات. وأضاف: في هذا المنتدي سیتم مناقشة الأنشطة المدنیة والاجتماعیة وتعزيز روح الإصلاح الديني وطرق التواصل مع الله وتأکید علی التسامح والاعتدال في الحیاة. واعتبر محمود براهویي مدیر مؤسسة صابرین الخیریة رسالة المنتدي انطلاقا لحرکة جدیدة في هذه المحافظة وقام بترحیب القادمین مضیفا: أن هدف المؤسسة تشجیع الناس بالقیام بمزید من الأعمال الخیریة ودعا جمیع المؤسسات والمنظمات غیر الحکومیة إلی مساعدة الشعب وینبغي للعلماء والأمناء أن یقفوا جنبا إلی جنب لتعزیز ثقافة العمل الجماعي.

وتناول الدکتور صلاح قاسمیاني عضو المجلس المرکزي للجماعة في کلمته الإنجازات التي حققتها الجماعة خلال العقود الأربعة المنصرمة وتابع: من خلال الظروف الملائمة التي توفرت بعد الثورة فکر عدد من مفکري أهل السنة في نمط الحفاظ علی هویتهم دون أن یبحثوا عن عنوان في بدایة العمل ثم اجتمعوا علی منظمة باسم "جماعة الدعوة والإصلاح" ومن میزات هذه الجماعة التأکید علی الوسطیة والقیام بالإصلاح الاجتماعي والسیاسي ونبذ العنف في الفکر والعمل والتجدد في فهم الدین والاهتمام بالهویات الدینیة والترکیز علی الشوری والعقل الجماعي وأخیرا التأکید علی التسامح وقبول الآخر.

وأشار الدکتور قاسمیاني بأهم إنجازات الجماعة منها تأسیس مدرسة فکریة تعترف بإصالة الثقافة وإحیاء الدین وإضفاء الطابع المؤسسي والتنظيمي علی الدعوة الدینیة وجعل الجماعة حلقة الوصل بین أهل السنة والحکومة ودعم الدعوة وتربیة النخب في إطار العمل الجماعي والفاعلیة والجهاد وبذل الجهد في بناء المراکز الدینیة والمساجد وتوسیع الأنشطة القرآنية والمشارکة السیاسیة والوجود الخارجي والاهتمام بالمرأة والنشاط الإعلامي والمطالبة بحقوق الشعب... وقال الدکتور رحیم بخش محتشمي عضو المجلس المرکزي للجماعة من أهم التکالیف تجاه الرجل المسلم الاعتقاد بالتغییر نحو الأحسن وهذا التغییر یبدأ من نفس الإنسان نحو الربانیة وعلی المثقفین ونخبة المجتمع أن یقوموا بتوسیع هذا الموقف وأن ینظروا إلی العالم بنظرة جدیدة.

وتطرق عبد المجید إسماعیل زهي من مدرسي الحوزة العلمیة بزاهدان بتاریخ الدعوة الإسلامیة وجهود الإمام البنا حیث قام بتوسیع نطاق دعوته خلال فترة قصیرة حتی عمت کثیرا من البلدان الإسلامیة في الشرق الأوسط. الدکتور محمود ویسي من رواد الجماعة ومدیر قسم الفقه الشافعي في جامعة المذاهب الإسلامیة ألقی کلمته حول المهارة المعنویة قائلا: کیف نصبح إنسانا معنویا؟ قد أهمل شأن المهارة المعنویة؛ إن التکرار یؤدي إلی کسب المهارة؛ یجب أن نحلل المشاکل ونحولها إلی القضیة ثم نبحث عن الحلول.

وأضاف هذا الأستاذ الجامعي لا ینبغي أن یتعرض القلب لکل الأشیاء والأشخاص حتی لا یؤدي إلی إزعاج المعنویة معتبرا أن ملل البشر الیوم ینشيء عن الاکتئاب وأن النشاط والأمل من ثمرات المعنویة والذین یشعرون بالمسؤولیة قلوبهم ملیئة بالمعنویة. واعتبر المولانا نذیر أحمد سلامي ممثل مجلس خبراء القیادة أن التوزيع غير المتكافئ للثروة هو سبب الفقر وأن الله تعالی یخاطب القریش بأن أموالهم أصحبت آمنة بفضل البیت الحرام "فیعبدوا رب هذا البیت"؛ وتابع أن في العالم الیوم ثلاثة أنظمة اقتصادية وهي الاشتراکیة والرأسمالیة والإسلامیة ومن بینها یهتم الإسلام بذوي الحاجات وقد جعل المحاصیل الزراعیة صدقة تکفر بها الذنوب ککفارة القسم أو خمس الغنائم.