أعلنت تركيا حالة التأهب عند حدودها مع سوريا، فنصبت منصات صواريخ متوسطة المدى. وفيما جددت أنقرة استعدادها للرد على من يهدد أمنها، قلل قادة الدفاع الأميركيون من أهمية إرسال تركيا لقوات ومركبات عسكرية تجاه حدودها مع سوريا. فقد أفاد مراسل الجزيرة في تركيا بأن الجيش التركي في حالة تأهب عند الحدود مع سوريا. وتقول أنقرة إن هذه الخطوة اتخذت لمواجهة أيّ انتهاك من الجانب السوري للأجواء والأراضي التركية. وقد نصبت تركيا بمحاذاة الحدود مع سوريا منصّات صواريخ أرض/جوّ متوسّطة المدى. وجاءت هذه التطورات بعد إسقاط الجيش السوري النظامي طائرة حربية تركية فوق البحر الأبيض المتوسّط يوم الجمعة الماضي. وأكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن أنقرة لن تتردد في التصدي لكل من يظلم شعبه ويعتدي على الدول المجاورة. وأضاف -في كلمة أمام أنصار حزبه في مدينة أرزروم- أن الرد التركي سيكون قوياً إذا استهدفت حدود بلاده. استنتاج أميركي وفي هذه الأثناء، قلل قادة الدفاع الأميركيون الجمعة من أهمية إرسال تركيا لقوات ومركبات عسكرية تجاه حدودها مع سوريا، قائلين إن هذه التحركات لا تهدف -على ما يبدو- لتصعيد التوتر مع الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما نقلته وكالة رويترز للأنباء. وأشار وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا إلى أن تركيا تحتفظ بقوات على امتداد الحدود. وقال بانيتا للصحفيين في وزارة الدفاع الأميركية "لا أود أن أستنتج الكثير من التحركات التي نشرت أخبارها في الصحف". ومن جهته، قال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي "لا أفسر ذلك بأنه استفزاز بأي حال". وأضاف ديمبسي -الذي تحدث في الآونة الأخيرة مع نظيره التركي الجنرال نجدت أوزيل- "ربما يتعين عليكم أن تسألوا الأتراك، لقد سألتهم وهم لا يسعون لأن يكونوا استفزازيين". وفي تعليق على حديثه مع أوزيل، قال ديمبسي "إنه يتخذ موقفا موزونا جدا بالنسبة لهذا الحادث، ومن ثم فإنني وهو على اتصال". إجراء وقائي وتفقد قادة أتراك الجمعة بطاريات صواريخ نشرت على الحدود، في خطوة فسرت بأنها تحذير للأسد بعد إسقاط الطائرة التركية يوم الجمعة الماضي. ووصف مسؤول تركي الخميس هذه الخطوة بأنها إجراء وقائي بعد أن أسقطت الدفاعات الجوية السورية طائرة حربية تركية قبل أسبوع. وكان مجلس الأمن التركي قد توعد -في اجتماع له الخميس- بأن رد أنقرة على إسقاط سوريا طائرتها الاستطلاعية سيكون حازما وفي إطار القانون الدولي، في حين نقلت وسائل إعلام أن مركبات عسكرية تركية تحركت صوب الحدود السورية. واعتبر المجلس -الذي يضم كبار المسؤولين العسكريين والمدنيين- الحادث "عملا عدائيا"، وأوضح أنه بحث القضية تفصيليا، وأن أنقرة ستتحرك "بحزم مع احتفاظها بكل حقوقها في إطار القانون الدولي". وكان أردوغان قد وصف سوريا بأنها تشكل "تهديدا واضحا ووشيكا"، وتوعدها برد عسكري قاس على أي انتهاك حدودي. وقال -في كلمة ألقاها أمام برلمان بلاده الثلاثاء- إن الطائرة التركية "لم تكن مسلحة، ولم تخف هويتها ولو كانت هناك نوايا عدوانية لأخفتها، ورغم أنها اخترقت المجال الجوي السوري لوقت قليل جدا فإنها غادرته بعد تنبيهها من المركز".
الآراء