اعتبر مسؤول تركي رفيع أن من حق بلاده تفتيش الطائرة السورية التي احتجزتها الأربعاء الماضي، بينما قالت روسيا إن الشحنة التي كانت تحملها الطائرة هي معدات خاصة بمحطة رادار، واعتبرت واشنطن دعم موسكو لدمشق غير أخلاقي. فقد قال أرشد هورموزلو كبير مستشاري الرئيس التركي في اتصال هاتفي مع الجزيرة من أنقرة، إن من حق أي دولة وفقاً للقانون الدولي تفتيش أي طائرة في حال الاشتباه في حمولتها. وأضاف أن من حق بلاده تفتيش الطائرة السورية معتبرا ذلك أمرا اعتياديا، ومشيرا إلى أن العراق يفتش الطائرات الإيرانية التي تمر عبر أجوائه إلى سوريا. وأوضح هورموزلو أن السلطات التركية خيّرت طاقم الطائرة وهي في الجو بين العودة من حيث أتت أو الهبوط في تركيا، مشيرا إلى أن قائد الطائرة لم يصرح بحمولة الطائرة وهو ما يعد مخالفة للقوانين الدولية، موضحا أن ركابا روسا كانوا على متنها دون أن يتم إخطار تركيا بذلك. شحنة قانونية من جانبه قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن الشحنة التي كانت تحملها طائرة الركاب السورية التي احتجزت لساعات في أنقرة الأربعاء الماضي لم تكن أسلحة، بل شحنة قانونية عبارة عن معدات خاصة بمحطة رادار. وقال لافروف في تصريحات نقلها التلفزيون الروسي الرسمي "ليس لدينا أسرار بالطبع.. لم تكن هناك أسلحة على الطائرة (..) كانت هناك شحنة أرسلها مورد قانوني روسي بشكل قانوني إلى عميل قانوني"، وأوضح أنها "معدات تقنية كهربائية لمحطات رادار". وأضاف أن السلطات التركية خيرت قائد الطائرة بين الهبوط بها في أنقرة أو تغيير مسارها قبل دخول المجال الجوي التركي فاختار الهبوط في أنقرة، وأنه هبط لأنه "ليس لديه شيء غير قانوني". وعلى صعيد مواز، قال فياتشيسلاف دافيدينكو المتحدث باسم شركة "روسوبورن-إكسبورت" التي تتولى تصدير الأسلحة الروسية، إن الطائرة السورية لم تحمل شيئا من أملاك شركته، وأكد أن شركته تلتزم بالتشريعات الدولية والروسية. وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قال إن الطائرة التي أجبرت على الهبوط في أنقرة وأفرج عنها في وقت لاحق كانت تحمل ذخائر روسية الصنع إلى القوات المسلحة السورية. في المقابل أعلنت سوريا أن اتهامات تركيا بوجود أسلحة على متن طائرتها "كاذبة وعارية عن الصحة"، ودعت أردوغان إلى تقديم إثبات على ذلك. انتقاد أميركي في هذه الأثناء اعتبرت الولايات المتحدة الجمعة أن الدعم الروسي لسوريا "يفتقد إلى الأخلاقية"، في تعليق على اعتراض تركيا للطائرة المدنية السورية. وأقرت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند بأن روسيا لم تنتهك أي حظر على نظام الرئيس السوري بشار الأسد، إلا أنها اعتبرت أن "السياسة الروسية في الملف السوري تفتقد إلى الأخلاقية". وتتواجه واشنطن وموسكو منذ أشهر بشأن الملف السوري، إذ يأخذ الأميركيون على الروس استخدامهم ثلاث مرات لحق النقض (فيتو) مع الصينيين لمنع إصدار قرارين في الأمم المتحدة يهددان النظام السوري بعقوبات. وأكدت نولاند أن "كل (الأعضاء) الآخرين في مجلس الأمن يقومون بما في وسعهم بشكل أحادي كي يتأكدوا من أن نظام الأسد لا يحظى بأي دعم خارجي". وأضافت "نقول منذ قرابة العام إن أي بلد مسؤول يجب ألا يساعد آلة الحرب لنظام الأسد".