تعد الانتخابات آلية مدنية تهدف إلى إحداث تغيير إيجابي في المجتمعات، وذلك من خلال ما ينتج عنها من تداول للسلطة وتجديد لرجالها وأساليبها وأدواتها، وهي إحدى إنجازات الإنسان القيمة في العصر الحديث. كما أن المشاركة في الانتخابات هي حق للمواطنين، توفر فرصة للمقترعين لاختيار المرشحين الذين يعتقدون أنهم الأكثر جدية في خططهم وبرامجهم الانتخابية التي تتناول هموم الناس، والتي تضع حلولاً منطقية من أجل تحقیق مطالبهم، سواء علی صعيد السیاسة الداخلیة والخارجیة، أو الاقتصاد، أو الثقافة أو غیرها. وبعيداً عن تفاصيل الاستحقاق الانتخابي، ومدى تلبيته لمتطلبات المرحلة الراهنة التي تمر بها إيران، وبالرغم من وجود بعض المشاكل والملاحظات، فإننا في جماعة الدعوة والإصلاح الإيرانية، لنؤكد علی منهجنا الثابت والقائم على ضرورة المشاركة الفعالة في الانتخابات، سواء كانت على مستوى الإدارات المحلية والبلدية أو انتخابات الرئاسة، حتى يتمكن المواطن من أن يفوض يرى أنه أمين صاحب كفاءة ، تمكناه من أن يرتقي بمتطلبات الحياة وبناء بنية تحية تعبر عن طموح وآمال أبناء بلدنا الحبيب. وفي هذا السیاق، تود الجماعة أن تؤكد علی ما يلي: 1ـ بعد مرور خمس وثلاثون عاماًعلى انتصار ثورة الشعب الإيراني العظيم، لاتزال بعض بنود الدستور الأساسية غير معمول بها بشكل كامل، سیما تلك المبادئ التي وردت في "فصل الحقوق والحريات" بما يليق بإيران ومواطنيها الكرام، كحریة إنشاء الأحزاب السياسية(المادة 26)، وحریة الصحافة (المادة 24)، وحرية التجمع (المادة 27)، وحریة التعبير والخطاب (المادة 175)، والحفاظ علی الثقافات والقومیات (المواد 12-12-14-19-20-23). 2ـ يعتبر الرخاء والأمن الاقتصادي، واستقرار السوق، من أولويات المواطنین كافة في الظروف الراهنة، حيث يواجه الاستقرار والأمن الاقتصادي تهديدات جادة بسبب الظواهر الاقتصادية المضطربة ومنها: الانخفاض المتزاید في قیمة العملة الوطنیة الإیرانية، وتدني المؤشرات الاقتصادیة، والتضخم، وعدم توظیف أجزاء كبيرة من الطاقات الإنتاجیة، وارتفاع نسبة البطالة، وأخيراً حالة الرکود التي تسيطر على سوق العمل. 3ـ بدا موقع إیران اليوم في محيطها الإقليمي متدهوراً، حيث لحقت بهذا الموقع أضرار جسمية نتيجة انعدام التوازن اللازم في اتخاذ القرارات السياسية والدبلوماسیة، وإعمال بعض الأفكار والرؤى غیر المدروسة، والتسرع في اتخاذ بعض الإجراءات، والإدلاء بتصريحات ضارة، وعدم الانسجام اللازم والتنسيق الكاف بين مختلف أقسام وزارة الخارجية. 4ـ رغم البرامج الكبيرة، لم ينجح خطاب الوحدة الإسلامیة الرسمي، في تلطيف أجواء العلاقة وتحسين التعامل بين أتباع المذاهب الإسلامية. ونحن إذ نؤكد على أهمية الوحدة والتقارب بين المسلمين على اختلاف مذاهبهم، نشدد على ضرورة تطوير هذا المفهوم بمفهوم "قبول الآخر"، والذي للأسف الشديد لم تتخذ أي إجراءات تذكر لإشاعته وإرسائه. إننا على قناعة راسخة بأن تعميق ثقافة "قبول الآخر"، وتجنب الطائفية والتعصبات المذهبية، هو الطريق الأنجع للحيلولة دون التوترات والتحديات الراهنة التي تقود المنطقة نحو حرب طائفية، لأن أي تشرذم وفرقة وصراع بين المسلمين، يتنافى مع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف ومصالح الأمة الإسلامية المنشودة. 5ـ فیما یتعلق بالمكانة الاجتماعیة والسیاسیة للمواطنين السنة، فقد مورس تمییز واضح ضدهم لایمكن دحضه، ومن علائمه وأمثلته: عدم الاكتراث بالمساواة التي تنص عليهاالمادة التاسعة عشر من الدستور، وعدم توزيع المسؤوليات والمناصب العليا على قاعدة الكفاءة والمهنية، وفرض قیود علی الحریات المنصوصة علیها في تتمة المادة التاسعة عشر من الدستور والتي تنص على حرية أداء الطقوس المذهبية، وحرمان أهل السنة من إمكانیات الإعلام الوطني، وعدم إبداء الحساسیة اللازمة إزاء إهانات تعرضت لها مقدسات أهل السنة في مختلف المنابر. ختاماً: تری جماعة الدعوة والإصلاح الإيرانية، أن تحقیق هذه المطالب وتطبیق الدستور بصورة كاملة وإعمال حقوق المواطنة، یزید الشعور بالانتماء إلی الهویة الوطنية الإیرانیة، ویعزز التلاحم والتضامن بین قطاعات الشعب الإیراني. إن جماعة الدعوة والإصلاح في إيران، إذ تعبر عن أسفها واحتجاجها على رفض أهلیة معظم مرشحیها الأعضاء أو المناصرين في انتخابات المجالس البلدية في المدن والقرى، لتؤكد علی ضرروة الاستفادة من حق المواطنة والمشاركة في الانتخابات، وتتوقع من الشعب الإیراني الشريف، ولاسیما المواطنیین السنة الكرام، المشاركة الفاعلة في الانتخابات الرئاسية والمجالس المحلية، من أجل تفويض مقاليد الحكم وإدارة هذه المجالس لمن هو الأكفأ والأجدر. وفي هذا السیاق، تعلن الجماعة عن دعمها لبرنامج المرشح الرئاسي الدكتور حسن روحاني، مقدرة في الوقت نفسه آراء ومواقف بقية المرشحين المحترمين. كما تأمل الجماعة من الدكتور روحاني، أن يبقى ملتزماً بما عاهد عليه شعبه، في اتباع سياسات حكيمة واعدة، وفي تفویض شؤون الدولة إلی الصادقین والمخلصين، وتطبیق ما ورد في بیانه الشخصي بشأن حقوق القومیات والمذاهب بصورة كاملة. جماعة الدعوة والإصلاح الإيرانية 11 حزيران 2013