تم عقد جلسة اللجنة التنفیذیة المرکزیة بحضور الأمین العام یوم الخمیس شعبان في المکتب المرکزي للجماعة. بناء علی تقریر قسم العلاقات العامة المرکزیة للجماعة في هذه الجلسة الأمین العام ألقی خطابا واسعا ونصه کما یلي:

بسم‌الله‌الرحمن‌الرحیم الحمد لله والصلاة والسلام علي محمد وعلى آله وصحبه اجمعين نرحب بالحضور خاصة الإخوان الذین تحملوا عناء السفر بعد قطع مسافات طویلة وشارکوا في هذا الحفل الروحي. نسأل الله تعالی أن یجعل جمیع جهودکم الخالصة في میزان حسناتکم حتی تباهوا بها "یوم لا ینفع مال و لا بنون".

نحن علی أعتاب شهر رمضان المبارک راجین الله تعالی أن یوفقنا لنستفید من مدرسة رمضان؛ رمضان مدرسة التقوی والصبر والدعاء وتعزیز شعور رقابة الله علینا: "وهو معکم أین ما کنتم". ومما لا شک فیه أن دین الإسلام له دور وقائي کبیر في أداء الطقوس العبادیة والأمر بالمعروف والنهي عن المنکر بالنسبة للفرد والأسرة والمجتمع ووقایتهم أمام التفکرات غیر الصحیحة والانحرافات الأخلاقیة والسلوکیة.

إن الإیمان بالله وملائکته ورسله والیوم الآخر هو أساس إصلاح النفس وإذا کان الإیمان عبارة عن "الْمَعْرِفَةُ بالقلبِ و القول بِاللِّسَانِ و العَمَلٌ بالأركانِ" أن هذا الإیمان سیؤدي إلی أن یصبح الإنسان صائنا لنفسه وحافظا لکرامة الآخرین وحقوقهم.

إنه یسعدنا جدا أن من میزات جماعة الدعوة والإصلاح الاهتمام بقضیة التزکیة؛ التزکیة التي قد أکدت علیها في القرآن مرارا وکثیرا ما جاءت إلی جانب التعلیم: "كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ"[بقره:١٥١]. یقول أحد من زعماء الصحوة الإسلامیة: "التربیة هی اسلوبُ صناعة الإنسان وبناء المجتمع علی أساس من وحدة العقیدة وقوة الفضیلة، أسلوب لصقل الروح والجسد وتنمیة للعقل والوجدان والسلوکـ،غرضها إنشاء الإنسان الصالح والمصلح".

نحن في جماعة الدعوة والإصلاح سعداء جدا شاکرین الله تعالی بأن استطعنا لنلعب دورنا المتواضع ولکن الإیجابي في حفظ الفرد والأسرة والمجتمع وصیانتهم وتوفر الأمن لهم خاصة في الظروف الحالیة حیث أصیبت المعنویة بأضرار جسیمة وأن مواصلة هذا التأثیر وتحقیق هذه الرسالة الإیمانیة خاضعة للنمذجة العملیة من قبل الأعضاء والتطبیق العملي والمتواصل للتربیة وتحویل المعرفة إلی السلوک وحس المسؤولیة والصدق والأمانة والوسطیة في الفکر والعمل والتسامح والمتابعة بجد وحکمة واحترام الآخرین واجتناب من غیبتهم والتعامل مع الأدب وکتمان السر وإنجاز الوعود والتزام بها والبشاشة والرحمة والنفس الطویل والبعد من المجادلات العقیمة؛ لأن دین الإسلام یدعو الناس إلی التوفق الإیماني والأخلاقي والسلوکي: "الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ"[الملک:2]