انعقد المؤتمر السادس والعشرین المعروف بختم الصحیح البخاري لتخریج الطلبة الدینیین في دار العلوم بزاهدان یوم الثلاثاء 27 رجب. أفاد مراسل إصلاحوب نقلا عن موقع سني آن لاین بأن هذا المؤتمر استضاف أکثر من 200 ألف شخص لفئات مختلفة من الناس منهم العلماء والنخبة وأئمة الجمعة والمفکرین والجامعیین والرجال السیاسیین والشباب والتجار الوافدین من کافة أنحاء البلاد.
الجلسة التمهیدیة
عقدت الجلسة التمهیدیة لهذا المؤتمر یوم الاثنین 26 رجب وحضر فیها عدد من العلماء في شتی المحافظات الإیرانیة منهم الشیخ محمد حسین توانا من علماء محافظة هرمزکان ومولوي غلام نبي نعمتي أستاذ الحدیث في حوزة أنوار العلوم العلمیة في تایباد والشیخ محمد صالح خردنیا من علماء الجنوب ومولوي أیوب أنصاري من علماء بندر ترکمن والحافظ محمد کریم صالح مدیر حوزة رحمة للعالمین العلمیة وقاموا بإلقاء محاضراتهم إلی جانب إجراء بعض الأناشید الإسلامیة وقام أحد الطلاب من خریجي هذا العالم بإلقاء کلمته في هذه الجلسة.
وأکد الشیخ محمد حسین توانا في کلماته علی ضرورة الوحدة والأخوة بین المسلمین في الظروف الراهنة واعتبرها سببا رئیسیا لنجاح الأمة الإسلامیة علی ممر التاریخ. واعتبر مولوي أیوب أنصاری الصحابة نجوم سماء البشریة؛ ووصف مولوي غلام نبي نعمتي الإسلام أعظم الأمانة واعتبر عصیان الله أسوأ الخیانات لهذه الأمانة العظیمة وأعرب عن فرحته من الحضور القوي للشباب في المحافل الدینیة حیث أنهم یتواجدون فيها رغم الشراک التي ینصبها الأعداء لهم.
وأشار الشیخ محمد صالح خردنیا في کلمته في هذا المؤتمر إلی الاهتمام بفریضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنکر واعتبرها معیار أفضلیة الأمة الإسلامیة.
وتطرق الحافظ محمد کریم صالح إلی سابقة الأمة الزاهرة في إنقاذ البشرية من الظلمات وقيادة العالم نحو الهدایة والفلاح مؤکدا علی أن إصلاح المجتمع من أهم مسؤولیات هذه الأمة. و انتهی برنامج المؤتمر التمهيدي بإلقاء محاضرة الحافظ محمد کریم وقراءة دعائه.
الجلسة الرسمیة
بدأت الجلسة الرسمیة للمؤتمر صباح یوم الثلاثاء 27 رجب بقراءة آیات من القرآن الکریم وفي مستهل هذه الجلسة قام مولوي خالد قنبرزهي بإلقاء کلمته ممثلا من خریجي هذا العالم بموضوع الاعتدال في سیرة النبي وأصحابه.
وحضر في المؤتمر أستاذ الحوزة العلمیة للأحناف بمدینة خواف مولوي کل محمد مؤمن علی رأس هیأت ممثلا من مدیر الحوزة العلمیة وألقی محاضرة حول مکانة الحدیث في الإسلام وفي إشارة إلی أهمیة تعلم الحدیث ومکانة الطلبة الذین ینخرطون في هذا العلم علق فهم القرآن بالإلمام بالأحادیث.
وقام إمام جمعة أهل السنة بمدینة بیرجند من المدن الخراسانیة مولوي غلام حیدر فاروقي بإبلاغ سلام علماء المدینة وشعبها لمولانا عبد الحمید وسائر أساتذة دار العلوم وطلابها وألقی کلمة حول الأسباب المختفیة وراء أزمات العالم الإسلامي وفي إشارة إلی العصر الذهبي للإسلام أکد علی العمل بالشریعة کسبب لنجاح الصحابة وأن سبب هذه الأزمات والاضطرابات یرجع إلی عزلة المسلمین عن القرآن الکریم.
واستمر المؤتمر بإلقاء کلمة من مولوي بهزاد فقهي من علماء خراسان الرضویة حول جهود التي بذلها الأصحاب للذوذ عن حیاض الإسلام مؤکدا علی إحیاء هذه الصفات في العصر الراهن للخروج من الأزمات الحالیة وأردف قائلا: من أجل الإنقاذ المسلمین من الأزمات الحالیة یجب أن نحیي صفات الصحابة في الأمة.
وفي إشارة إلی التطورات العالمیة التي حدثت متزامنا مع بعثة النبي الکریم قال آیة الله مهدي أحدي من أساتذة الحوزة العلمیة قم إن تربیة كبار الشخصيات کالصحابة من أبرز نتائج هذا الحادث العظیم وأضاف: إن رسول الله رفع أقواما غیر حضاري إلی مکانة الرضوان الأکبر.
وقال أستاذ الحدیث في دار العلوم وممثل الشعب في مجلس خبراء القیادة إن التوحید یمکن تطبیقه مع الوحدة مشیرا إلی التحدیات التي تواجهها الأمة الإسلامیة وأکد علی ضرورة الوحدة وتوحید الکلمة.
وحضر في هذا المؤتمر ممثل زاهدان في البرلمان الإیراني المهندس علیم یار محمدي وهاجم بشدة الإهانات التي توجهها بعض القنوات المتشددة لشخصیات أهل السنة البارزة مصرحا إن الإهانة لمولانا عبد الحمید إهانة لکافة أهل السنة بإیران.
ووصف محافظ بلوشستان علي أوسط هاشمي محافظة بلوشستان بأنها رمز للوحدة في البلاد مضیفا نحن استضفنا اجتماعا من أناس بارزین یحالون أن یصونوا من مصباح النبي الساطع ویتصدوا لأي ظلم واضطهاد للبشریة کما کان یفعل النبي حتي یسدوا ثغرات الانقسام ونحن نرحب بهؤلاء الحضور.
الأمین العام لمجمع التقریب بین المذاهب الإسلامیة آیة الله أراکي کان من الضیوف الخاصین لمؤتمر السادس والعشرین لخریجي طلبة دار العلوم وأکد علی ضرورة المحافظة علی وحدة المسلمین وتضامنهم في الظروف الراهنة واعتبر احتفالات التخرج لدار العلوم رمزا لوحدة المجتمع.
وأعرب ممثل تربت جام وتایباد في البرلمان الدکتور جلیل رحیمي عن أسفه من وضع العالم الإسلامي مؤکدا علی استدراک الأمر لإنقاذ الوضع. وانتقد رحیمي التصرفات المیهنة لبعض القنوات المتطرفة قائلا: أي شخص في أي موقف أو ملبس إذا أراد أن یثیر الحقد والکراهیة في العالم الإسلامي عبر القنوات الفضائية والمنتديات المختلفة لیس له أي علاقة بنبي الرحمة سواء کان سنیاً أو شیعیاً.
وحضر في هذا المؤتمر الدکتور سید أحمد هاشمي من علماء محافظة فارس وألقی کلمته حول أفضلیة القرآن الکریم علی سائر الکتب السماویة مشیرا إلی بعض صفات القرآن ومسؤولیة المسلمین تجاهه. وقال المسؤول التربوي في "جماعة الدعوة والإصلاح" في کلمته: أمامنا کمسلمین مسؤولیة عدیدة تجاه القرآن ومن أهمها: التعلم والتعلیم والتلاوة والاستماع مع الإنصات والتدبر في آیاته والخشوع أمام آیاته والعمل بأوامره وحفظه.
وأشار إمام جمعة أهل السنة بمسجد نور ومدیر حوزة شمس العلوم الدینیة بمدینة إیرانشهر مولوي محمد طیب ملا زهي في هذا المؤتمر إلی أخلاق النبي الحسنة قائلا: کان رسول الله نموذجا للعفو والتسامح وکان یتبسم في وجه تلک العجوزة التي کانت تصب الرماد علی رأسه وعادها في مرضها وهذا نموذج من عفوه وعظمته. وفي ختام هذا القسم تم تکریم 50 حافظا و9 حافظة للقرآن الکریم مع إجراء أناشید مختلفة.
الجلسة الختامية
وفي الجلسة الختامية لمؤتمر السادس والعشرین لتخریج الطلبة الدینیة في دار العلوم زاهدان قام کل من مولانا عبد الحمید والشیخ سید یحیی کمالي زاده وهرمز شجاعي والشیخ محمد شافي قریشي ومولوي محمد قاسم قاسمي بإلقاء محاضراتهم.
وتطرق الشیخ محمد شافي قریشي إلی مکانة الصحابة العالیة وأهل البیت عند أهل السنة مؤکداً علی ضرورة التعرف علیهم عبر مصدري القرآن والسنة؛ وصرح الشیخ قریشي في أکبر اجتماع سنوي لأهل السنة: الصحابة لهم أرفع الدرجات وأعلی المنازل بعد الأنبیاء الکرام والتعرف علی أهل البیت والصحابة یجب أن یتم في إطار نفس التعریف الذي قام به القرآن والسنة.
وأکد مفتي دار العلوم زاهدان مولوي محمد قاسم قاسمي في اجتماع الحاضرین في المؤتمر علی أهمیة الإیمان وصفات المؤمنین مشیراً إلی خطورة التوکل علی الله وإعطاء الثقة به واستطرد قائلا: إن المؤمن یری الله تعالی في جمیع شؤونه ویعتبره محافظاً له ومعزاً ومذلا ویعطيه الثقة وفي مواجهة أي تهدید یقول حسبنا الله.
واستمر المؤتمر بإلقاء کلمة للشیخ سید یحیی کمالي زاده من علماء أهل السنة بأرومیة وهرمز شجاعي المراسل الإعلامي وإجراء أنشودة من قبل بیام عزیزي وفریق الأناشید لطلبة قسم الحدیث بدار العلوم زاهدان.
وفي بدایة کلمته اعتبر إمام جمعة أهل السنة بزاهدان مولانا عبد الحمید الحضور الواسع والحماسي لمختلف شرائح الشعب في هذا المؤتمر رحمة من الله وقال: إن هؤلاء المشارکین قد حضروا بمشاعر دینیة حتی یتغمدهم الله برحمته ومغرفته.
ووصف سماحته الدین والتقوی أعظم رأس مال الأمة الإسلامیة معتبرا الإیمان والاعتقاد السلیم أفضل أسس التطور. وفي جزء آخر من کلمته أشار إلی الانتخابات القادمة وأردف قائلا: استخدام النخبة وذوي الجدارة من أهل السنة في هیکلة الحکومة القادمة من أهم مطالبنا من الرئیس المقبل.
وأضاف مولانا عبد الحمید: علینا أن نعرف أي المرشحین هم أوسع نطاقا وأشرح صدرا بالنسبة لنا؛ نحن نناقش القضیة وسنختار من یعمل لصالح الشعب أولاً ولمصلحة أهل السنة مهتما بمشاکلهم ثانیاً وأکد علی ضرورة الاهتمام بتجارب الأشخاص وقدراتهم في اختیار أعضاء المجالس البلدیة.
وطالب من سماحة مرشد الثورة أن یصدر أوامر لحل مشاکل أهل السنة مضیفا: بطبيعة الحال نحن على دراية بأن لیست الحکومة منخرطة في کافة المشاکل لهذا نتوقع من کیان الجمهوریة الإسلامیة ومرشد الثورة کأب حنون للشعب أن یأمر أمرا حاسما لتوظیف نخبة أهل السنة ذوي الکفاءات في هیکلة الحکومة وفي مختلف الصفوف التوظیفية.
وتطرق مولانا عبد الحمید في جزء آخر من کلمته إلی الوضع المأساوي للعالم الإسلامیة مؤکداً علی باثولوجیا هذه التحدیات واعتبر "العداء والخصومة ضد الإسلام" و"استبداد الحکومات" و"تضییع حقوق الأقلیات" و"الأداء غير اللائق للقوى الإقليمية" من أهم أسباب انتشار التشدد والإرهاب.
وفي ختام کلمته أکد علی الحفاظ علی المقدسات واحترام علماء المذاهب قائلا: نحن نعتبر الشیعة الأعزاء إخواننا المسلمین ونتوقع أن یوقر مقدسات الشیعة والسنة معا واحترام علمائهم وشخصیاتهم.
وانتهی المؤتمر السادس والعشرین لخریجي دار العلوم زاهدان بارتداء العمائم لـ210 طالبا من خریجي دار العلوم وقراءة أسماء 136 فاضلة وتکریمهم مع الدعاء من مولانا عبد الحمید.
الآراء