انطلق مؤتمر "محمد سفیر السلام 2" في طهران بمشارکة عدد کثیر من المواطنین الشیعة والسنة في 6 ربیع الأول في مرکز المؤتمرات لبرج المیلاد. أفاد مراسل بأن أمین المؤتمر جمال إسماعیلي تطرق في هذا المؤتمر إلی حادث الزلزال الأخیر والإشادة بالمساعدات الشعبیة معتبرا أن رسالة هذا المؤتمر هي إشاعة ثقافة السلام بناء علی التعالیم النبویة العمیقة والتأکید علی إعادة مرور علی رسالته الرحمانیة.

وفي هذا المؤتمر الذي تم عقده بجهود من منظمة دار القرآن مصطفی قام کل من الدکتورة معصومة إبتکار مساعدة رئیس الجمهوریة في شؤون المرأة وولی الله شجاع العضو السابق للمجلس البلدیة لطهران العاصمة والدکتور محمود ویسي أستاذ جامعة المذاهب الإسلامیة وجلیل بهرامي نیا الناشط المدني والکاتب والمترجم من مدینة روانسر بمحافظة کرمانشاه بإلقاء کلمتهم حول مأساة الزلزال الأخیر والإشادة بحضور المواطنین الطهرانیین في مراسم التجلیل من مقام النبي الکریم.

وقد شارک في هذا المؤتمر عدد من فرق الموسیقا منها فرقة "نوای عارفانه" من طهران وفرقة "ندای جام" من مدینة تربت جام ومهران خالدي من سنندج وفرهاد قائدي من خنج. وفي هامش المؤتمر تم جمع مبلغ من المساعدات النقدیة للمنکوبین من الزلزال.

النص الکامل لرسالة جمال إسماعیلي أمین مؤتمر "محمد سفیر السلام 2" کما یلي:

بسم الله الرحمن الرحیم

الأعزاء الکرام الإخوة والأخوات الحاضرین أحیکم بتحیة الله وأرحب بقدومکم إلی هذا الاجتماع

الزلزال الأخیر الذي أدی إلی مصرع عدد من المواطنین الکرام جعلنا آسفین مستائین؛ إن الأضرار الجسدیة والمادیة کبیرة جدا ولکن الحماسة التي خلقها المواطنون بتضامنهم وتعاطفهم مع المتضررین تسکننا وتبشرنا بمستقبل أفضل. إلی جانب المصائب المؤسفة یجب أن نثمن هذا التضامن الوطني أیضا وأن ما حدث هو شاهد آخر علی تقارب عمیق لکافة الأجناس والطبقات للمجتمع الإیراني بغض النظر عن فارق اللغة والدین.

إن هذه القدرات القیمة تستحق التقدیر جدا. المؤتمر الثاني لـ"محمد سفیر السلام" خطوة صغیرة نحو التقدیر من نعمة عظیمة؛ نعمة نبي اعتبر الناس من جوهر واحد وعضو هیئة واحدة وقد دعاهم إلی مساعدة بعضهم بعضا. إن هذا المؤتمر ذریعة للإعراب عن الامتنان والثناء علی الرسالة النبویة وهي منة ثمینة من الله تعالی: "لَقَد مَنَّ اللَّهُ عَلَى المُؤمِنينَ إِذ بَعَثَ فيهِم رَسولًا مِن أَنفُسِهِم" رسالة ملئة بالخیرات والرحمات: "وَما اَرْسَلْناكَ اِلّا رَحْمَةً لِلعالَمينَ".

کلنا علی علم بالجهود المستمیتة التي تبذل لعرض مظهر محارب وضد الإنسانیة واللا تسامحي للإسلام ورسالة نبي الرحمة ولإثارة الخوف من الإسلام بتعزیز المجموعات المتطرفة والتکفیریة. کلنا نعلم أن العالم الإسلامي في هذه البرهة من الزمن بحاجة ماسة إلی التقارب علی أساس احترام التنوع والتضامن والسلام وأن طریق التنمیة الوطنیة والتقدم لبلادنا إیران یمر من خلال تعزیز ثقافة التسامح وتوسیع المصالحة وقبول الآخر.

کلنا مواطنو هذا الوطن وأن إیران جزء لا يتجزأ من هويتنا وأننا من شیعتنا وسنتنا ید واحدة لتنمیة هذا الوطن بغض النظر عن الفوارق المذهبیة وسنعمل جاهدین لتطویر بلادنا وللحفاظ علی أمننا. إن مکانة النبي الکریم هي حلقة وصل ونقطة انطلاق لمعظم الإیرانیین المسلمین وأنها أساس للتضامن والأخوة الدینیة حیث یتفق علیها کافة المذاهب الإسلامیة.

أن المؤتمر الأول لمحمد سفیر السلام تم عقده في العام المنصرم بتوفیق من الله ومساعدتکم الأعزاء الکرام والیوم نقعده مرة أخری بفضل الله تعالی. إن رسالة هذا المؤتمر واضحة وهي إشاعة ثقافة السلام بناء علی التعالیم النبي الکریم العمیقة ودعوة الجمیع لقراءة مستمرة لرسالته الرحمانیة. الالتزام بأبسط التعالیم الاجتماعیة للنبي الکریم أعني إصلاح ذات البین وتألیف القلوب حقیقة زاهرة تتجسد في شعار المسلمین وهو السلام الذي یحیي المسلمون بعضهم بعضا عند التلاقي وما هو إلا إشاعة السلم والمودة. إن هذا المؤتمر یدعو قبل کل شيء إلی الوفاق والتسامح علی احترام التنوع القومي والدیني.

وفي الختام أعرب عن خالص تقدیري لجمیع الذین ساعدونا لعقد هذا المؤتمر وأشکر لعامة الضیوف الحاضرین خاصة الممثلین المحترمین للبرلمان وأعضاء مجلس البلدیة لطهران وسائر الشخصیات السیاسیة والثقافیة والاجتماعة. والسلام علیکم و رحمه الله و برکاته!

جدیر بالذکر أن المؤتمر الأول لـ"محمد سفیر السلام" تم عقده العام المنصرم في قاعة إیوان شمس للمجمع الثقافي لبلدیة طهران.