حذر السفير السعودي في بريطانيا الثلاثاء من ان سياسات الغرب حيال ايران وسوريا تنطوي على "مجازفة خطيرة"، على حد تعبيره، مؤكدا ان السعودية على استعداد للتحرك بمفردها لما ضمان الامن في المنطقة. وكتب الامير محمد بن نواف بن عبد العزيز آل سعود في مقالة نشرتها صحيفة نيويورك تايمز "اننا نعتقد ان الكثير من سياسات الغرب حيال ايران وسوريا يجازف باستقرار الشرق الاوسط وامنه". وتابع "هذه مجازفة خطيرة لا يمكننا لزوم الصمت حيالها ولن نقف مكتوفي الايدي". وهذا آخر تحذير صريح ضمن سلسلة من التصريحات العلنية التي صدرت في الاونة الاخيرة عن عدد من كبار المسؤولين السعوديين وتعبر عن استياء المملكة حيال المبادرات الدبلوماسية الغربية تجاه سوريا وايران. واثار قرار واشنطن التخلي عن شن عدوان عسكري على سوريا وموافقتها على ابرام اتفاق مرحلي مع ايران حول برنامجها النووي السلمي، اثار استياء السعودية التي تدعم بالسلاح والمال مختلف الجماعات المسلحة ومنها التكفيرية التي تحارب في سوريا ضد النظام. وقال السفير السعودي انه "بدل ان يواجهوا الحكومتين السورية والايرانية، فان بعض شركائنا الغربيين امتنعوا عن القيام بتحركات ضرورية ضدهما". ودون ان يبدي قلقه من امتلاك كيان العدو الاسرائيلي لنحو 200 رأس نووي اضافة الى انشطة نووية عسكرية غير خاضعة لاشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، اكد سفير النظام السعودي في لندن ان "الغرب يسمح لاحد النظامين (سوريا) ان يستمر وللاخر (ايران) ان يواصل برنامجه لتخصيب اليورانيوم، مع كل ما يتضمن ذلك من مخاطر عسكرية" رغم ان البرنامج النووي الايراني سلمي وليس فيه اي شق عسكري بحسب تقارير الوكالة الذرية. واكد ان السعودية "لا خيار امامها سوى ان تصبح اكثر حزما في الشؤون الدولية (ولكن ليس ضد اسرائيل او ضد التكفيريين)؛ اكثر تصميما من اي وقت مضى على الدفاع عن الاستقرار الحقيقي (الذي يضمن لآل سعود الرفاهية والملك وحصتهم الخاصة دون الشعب من البترول) الذي تعتبر منطقتنا بامس الحاجة اليه". ودون ان يشير الى دعم الحكومة السعودية للجماعات المسلحة التكفيرية في سوريا، زعم ان بلاده (مصدر الارهاب التكفيري) تتحمل "مسؤوليات عالمية" على الصعيدين السياسي والاقتصادي مؤكدا "سوف نتحرك للاضطلاع بهذه المسؤوليات بالكامل، سواء بدعم شركائنا الغربيين او بدونه". وفي تلميح واضح الى الرئيس الاميركي باراك اوباكا قال السفير انه "بالرغم من كل كلامهم عن "خطوط حمر"، حين اشتدت المحنة، ابدى شركاؤنا استعدادا للتنازل عن امننا والمخاطرة باستقرار منطقتنا". وفي اطار مساعي الرياض لتشديد الازمة واراقة المزيد من الدماء في سوريا، انتقد السفير السعودي الغرب لتمنعه عن تقديم مساعدات حاسمة (سلاح ثقيل) الى مقاتلي "الجيش الحر" والمعارضة السورية عموما (بما فيها الجماعات التكفيرية الاجنبية التي لاعلاقة لها بسوريا). واذ اقر بخطر المجموعات التكفيرية المرتبطة بتنظيم القاعدة في سوريا، اكد ان افضل وسيلة للتصدي لتنامي نفوذ المتطرفين في صفوف المعارضة هي بدعم "ابطال الاعتدال" فيها. وكتب انه "من السهل للبعض استعمال تهديد القاعدة باعمال ارهابية كحجة للتردد او لعدم التحرك" مؤكدا ان "الوسيلة لتحاشي تمادي التطرف في سوريا وفي اماكن اخرى يكون بدعم الاعتدال ماليا وماديا ونعم عسكريا اذا تطلب الامر ذلك". وكان الامير السعودي تركي الفيصل صرح في موناكو السبت ان النزاع والمجازر في سوريا "ستستمر" بسبب نقص الدعم الغربي لمسلحي المعارضة، منتقدا خصوصا موقف واشنطن ولندن حيال "الجيش الحر".