الريسوني: كورونا ابتلاء وهكذا يجب على المسلمين التعامل معها قال رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أحمد الريسوني إن النازلة التي ألمت بالبشرية في الوقت الراهن، والمتمثلة في جائحة كورونا، لا تخرج عن كونها سنة من سنن الابتلاء مهما كانت أسبابها، مشددا على أن المؤمن والعاقل لا بد أن يتفكر ويسأل نفسه: كيف يستفيد من البلاء الذي حل به؟ وما العبر والدروس التي يجب أن يستفيدها من هذا البلاء؟ وقال الريسوني -خلال استضافته في برنامج "الشريعة والحياة في رمضان" بتاريخ (2020/4/27) إن جائحة كورونا جعلت الكثير من الدول والمنظمات والمؤسسات تراجع أداءها وسلوكها، حيث خرجت معظم الدول بقناعة؛ هي عدم جاهزية نظامها الصحي والاقتصادي، واتخذت قرارات بتغيير أسلوب تعاطيها مع هذين النظامين، وغيرهما من الأنظمة، لتكون أكثر استعدادا في المستقبل.

وأوضح الريسوني أن المؤمنين والعقلاء، سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين أو غيرهم، استفادوا من جائحة كورونا، حيث أعادوا النظر كثيرا في أسلوب حياتهم وسلوكهم، واتخذوا قرارات مهمة بشأن سلوكهم في المستقبل، حيث يتوقفون عن إهدار الوقت والمال، والتفكير في أمور تبين لهم أنها غير مفيدة، وربما قرروا الالتفات إلى جوانب أخرى من الحياة كانوا ابتعدوا عنها قبل جائحة كورونا.

ورأى رئيس اتحاد علماء المسلمين أنه يتعين على المؤمن بعد جائحة كورونا أن يعيد النظر في أسلوب حياته، ويتوقف عن الإفراط في أمور لا فائدة منها، وعليه أن يلتفت أكثر إلى أسرته، والاهتمام بسلوكه، وكيف يمضي وقته وماله، حتى يرتقي بسلوكه ونمط حياته.

وتحدث الريسوني عن ثبات عالمية الإسلام بعد جائحة كورونا، حيث أظهرت هذه الجائحة سلامة وحكمة جميع الشرائع والأحكام التي وردت في الدين الإسلامي، ومنظوماته التشريعية، التي تعتبر خير دليل على سماوية الإسلام، وكونه صالحا لكل مكان وزمان. وأشار الريسوني إلى إقدام كثيرين من مناطق شرق آسيا على دخول الإسلام بعد جائحة كورونا، وبعد أن اكتشفوا كيف أن نظم وقوانين الإسلام تكفل السلامة والحماية للإنسان من كل ضرر وشر.

وفي قضية الاختلاف الذي وقع بين بعض علماء المسلمين في تفسير وإصدار الفتاوى في بعض القضايا، خاصة تلك المتعلقة بالتعامل مع تبعات كورونا على أمور العبادة، مثل أداء صلاة التراويح عن بعد، والكف عن زيارة المساجد؛ اعتبر الريسوني الاختلاف بين العلماء على مثل هذه القضايا ظاهرة طبيعية، ولا داعي لأن تثير قلق البعض.

وأكد أنه ليس من تمام الأمور أن يتفق جميع المسلمين على كل الأمور، بل اعتبر أن تعدد الفتاوى والرؤى في بعض القضايا من تمام الأمور، مشيرا إلى أن الاختلاف يحدث في القضايا التي ليس فيها نصوص صريحة، لكن مصدرها التشريعي جميعا يكون القرآن الكريم والسنة النبوية. وأوضح الريسوني أن جائحة كورونا وعدم قدرة علماء المسلمين على الاجتماع في هذه الفترة أسهما في زيادة الاختلاف بينهم في الإفتاء بشأن بعض القضايا، مثل صلاة التراويح خلف شاشة التلفاز وغيرها من الأمور. وشدد الريسوني على أهمية ألا يتحول الاختلاف في الفتاوي بين العلماء لتعصب وتحزب وانقسام، وسبب لإثارة البغيضة والتكفير بين المسلمين.

المصدر: الجزيرة