التقی الأمین العام لجماعة الدعوة والإصلاح الإیرانیة الدکتور عبد الرحمن بیراني یوم الخمیس الرابع من شهر رجب بأعضاء الجماعة وأنصارها بسردشت ؛ فبناء علی تقریر مراسل إصلاح¬وب قال الأمین العام في هذا اللقاء: نحن التقینا بعضنا بعضا أن نجدد عهدنا للدعوة إلی الله وأن الصحوة الإسلامیة لها إنجازات کبیرة ومن أهمها انتباه المسلمین إلی الحفاظ علی استقلالهم الفکري واکتساب العزة وقد تسببت في تعزیز التنمیة في مجالي الفکري والفقهي. ففي المجال الفکري أدت إلی تطویر المدارس الفکرية کما أدت إلی ظهور القراءات المختلفة في قسم الاجتهاد في المجال الفقهي حتی یکون بإمکان کل أحد أن یأخذ حظه من مائدة الدین.

وأضاف بیراني: نحن قمنا بدخول هذا المسار استجابة لنداء الله تعالی: "کنتم خیر أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنکر" وللشعور بالمسؤولیة تجاه المجتمع المحیط والتخفیف من معاناة المواطنین.

وتابع الأمین العام إن ضرورة الجماعة تتمثل في أهمیة الدعوة الدینیة وضرورة هذه الدعوة وتظهر مدی حاجة المجمتع إلی الفهم السلیم من الدین ومستوی هذا الفهم وموقف الجماعات الإسلامیة وقیمتها. وفي إشارة إلی حیاة النبیین ووصفها في القرآن الکریم قال الأمین العام: حین یسرد القرآن الکریم قصص النبیین یبین لنا أن سمتهم الممیزة کانت في فهمهم السلیم والإدراک للواقع وکان الصحابة یتمتعون بهذا السمة أیضا.

وعدّ بیراني مهام الجماعة في ثلاثة محاور:

1- تنظیم العلاقة مع الله علی أنها أساس کل نجاح وإیصال العباد إلی ألطاف الإلهیة کمهام رئیسي بالنسبة للجماعة.

2- العلاقة مع الناس حیث أن فلسفة الجماعة تنحصر في تقدیم الخدمة إلی المجتمع ولیست زیادة عدد الأعضاء؛ إن غایتنا الدعوة إلی الله وفي مسار هذه الغایة علینا أن نقوم بحل مشاکل الشعوب الفکریة قدر المستطاع.

3- الجهد من أجل العدالة وتحقیق الحقوق والتعامل الحسن مع الآخرین وهذا فخر کبیر وسیؤدي إلی أن نکون في ظل الله یوم القیامة.

وحول تقییم أداء الجماعة أردف قائلا: إن الجماعة تأسست في مستهل الثورة الإسلامیة في إیران بغیة تقدیم الخدمة إلی مجتمع السنة وقد تأسست في کردستان وکانت لها إمکانیة إیصال رسالة القرآن الکریم ونشر خلق الأخوة بین الجمیع ومن الناحیة العملیة أنها خلقت تضامنا فریدا بین هؤلاء الذین یعتقدون بثقافة قبول الآخر رغم الفوارق الثقافية والعرقیة واللغویة؛ ومن جانب أن الجماعة قد حاولت دائما أن یکون لها تعاملا إیجابیا مع کافة التیارات الإسلامیة ولو کان من جانب واحد.

قال عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمین في جزء آخر من کلمته: إن الجماعة لدیها مکانتها ومصداقیتها في الداخل وفي الخارج أیضا ومن هذا المنطلق نعتقد أنکم علی درایة بمهامکم ولا تحذرون من تحمل المسؤولیة.

وأضاف الأمین العام أن الجماعة لدیها مبادئ وثوابت متمیزة ویجب أن نتمسک بها جمیعا ونقوم بتنسیق المواقف بناء علی الاتفاقیة التي کانت بیننا. إننا منظمة مدنیة ودعویة ومفتوحة وشفافة وعلینا أن نهتم بطبیعة الدعوة إلی جانب الاهتمام إلی القوانین الوطنیة والحساسیات السیاسیة. إن العمل الجماعي من حقوقنا الأساسیة فلیس بإمکان أحد أن یأخذه منا وفي نفس الوقت نعتقد بالتفاعل علی أساس الحکمة. وفي الختام أعرب الأمین العام عن أمله في نجاح الجماعة من الأعضاء والأنصار وتمنی لهم ولکافة المواطنین السعادة والرخاء.